العلاقة بين التجديد والحداثة في الحركات الإسلامية:
تحليل آراء المثقفين المسلمين المعاصرين.
مركز المجدد للبحوث والدراسات
مقدمة
ألف – نظرة عامة على الدراسة
العلاقة بين التجديد في الحركة الإسلامية والحداثة هي موضوع معقد ودقيق، مع مجموعة غنية من وجهات النظر التي ساهمت في خطابها على مر السنين. يكمن جوهر هذه الدراسة في فحص كيفية تقاطع هذين المفهومين وتفاعلهما، خاصة من خلال عدسة المثقفين المسلمين المعاصرين. بينما يتصارع العالم الإسلامي مع قوى العولمة والحداثة، فإنه يمر بتجديد فكري وعقائدي، مما يسبب تحولات في طريقة فهم الإسلام وممارسته في المجتمع الحديث[1].
إن حركة التجديد الإسلامي، بتركيزها على إعادة النظر في المبادئ الإسلامية التقليدية وتكييفها مع الحقائق المعاصرة، تقع على مفترق طرق مثير للاهتمام بين الاستمرارية التاريخية والتأثير التحويلي للحداثة. نظرًا لأن الإسلام لا يوجد في عزلة ولكن في تفاعل مع السياق الاجتماعي والسياسي الأوسع، فإن فهم هذا التفاعل له أهمية بالغة.
إن حركة التجديد الإسلامي، بتركيزها على إعادة النظر في المبادئ الإسلامية التقليدية وتكييفها مع الحقائق المعاصرة، تقع على مفترق طرق مثير للاهتمام بين الاستمرارية التاريخية والتأثير التحويلي للحداثة. نظرًا لأن الإسلام لا يوجد في عزلة ولكن في تفاعل مع السياق الاجتماعي والسياسي الأوسع، فإن فهم هذا التفاعل له أهمية حاسمة[2].
ب. أهداف الدراسة
الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو استكشاف وجهات نظر المثقفين المسلمين المعاصرين حول العلاقة بين التجديد في الحركة الإسلامية والحداثة. وهذا يشمل فهم وجهات نظرهم حول كيفية التوفيق بين المبادئ الإسلامية والأفكار والممارسات الحديثة، والدور الذي يراه هؤلاء المثقفون لأنفسهم وللمجتمعات الإسلامية في العالم الحديث.
هذه الدراسة سوف:
- تحليل خطابات المثقفين المسلمين المعاصرين حول التجديد والحداثة الإسلامية.
- فحص وجهات النظر المختلفة حول كيفية تفاعل حركة التجديد الإسلامي مع قوى الحداثة.
- حدد الموضوعات والتناقضات والابتكارات المشتركة في هذه الخطابات.
- فهم تداعيات هذه الآراء على مستقبل المجتمعات الإسلامية في سياق عالمي.
أهمية الموضوع في السياق الاجتماعي والسياسي الحالي
في السياق الاجتماعي والسياسي الحالي، حيث تشهد المجتمعات تغيرًا سريعًا بسبب التقدم التكنولوجي والعولمة وزيادة التبادل بين الثقافات، اكتسبت مسألة كيفية توافق الأيديولوجيات الدينية التقليدية مع القيم والممارسات الحديثة مكانة بارزة. بالنسبة للمجتمعات الإسلامية، تعتبر هذه القضية ذات أهمية خاصة بالنظر إلى التأثير الواسع النطاق لحركات التجديد الإسلامية. يمكن أن يوفر فهم وجهات نظر المثقفين المسلمين المعاصرين رؤى قيمة للحوار المستمر حول دور الإسلام وتمثيله في العالم الحديث. يعود الجدل حول توافق الحداثة مع التقليد الإسلامي إلى قرون، وما زال يناقش من قبل المفكرين المسلمين المعاصرين. ومع ذلك، يشير التحليل المفاهيمي إلى أن الإسلام متوافق مع الحداثة كحضارة حديثة[3].
يشجع الإسلام الفكر المعاصر والإصلاح الاجتماعي بمفهوم الإصلاح والتجديد. ناقش بعض المثقفين المسلمين الأفكار المثيرة للجدل حول الإسلام والحداثة، لا سيما في الساحة السياسية وهيكلية الحكومة والعلوم والتكنولوجيا. أدى الصراع الفكري بين الغرب والشرق إلى تبني الحداثيين المسلمين لآراء المستشرقين الغربيين. اشتهرت أعمال محمد أركون بتبنيها لمقاربات وبديهيات الفكر الغربي. كما تقدم أعمال فضل الرحمن مخططًا طموحًا بشكل إيجابي لتغيير التقاليد الفكرية للإسلام. إن فهم وجهات نظر المثقفين المسلمين المعاصرين أمر بالغ الأهمية لفهم الحوار المستمر حول دور الإسلام وتمثيله في العالم الحديث[4].
الشروط الأساسية
- التجديد في الحركة الإسلامية: يشير إلى الجهود المبذولة داخل المجتمعات الإسلامية لإعادة تقييم المبادئ الإسلامية وإعادة تفسيرها وتكييفها في ضوء التحديات والتغيرات المعاصرة.
- الحداثة: مصطلح معقد يشير إلى التغيرات الاجتماعية والثقافية التي نشأت من عصر التنوير، وتتميز بأفكار مثل العقلانية والفردية والتقدم.
- المفكرون المسلمون المعاصرون: العلماء وعلماء الدين وقادة الفكر داخل المجتمعات الإسلامية الذين يشاركون بنشاط في القضايا الحديثة من خلال عدسة الفكر الإسلامي.
نظرة عامة على هيكل الدراسة
ستتكشف الدراسة على النحو التالي:
- مراجعة الأدب: فحص الأبحاث الموجودة حول الموضوع لتحديد الثغرات وتحديد سياق الدراسة.
- المنهجية: وصف طرق البحث المستخدمة في جمع البيانات وتحليلها.
- التحليل: الاستكشاف والتحليل المتعمقان لآراء المثقفين المسلمين المعاصرين حول التجديد والحداثة الإسلامية.
- المناقشة: تفسير النتائج في ضوء أسئلة البحث.
- الخلاصة: الأفكار النهائية، بما في ذلك الآثار المترتبة على البحث المستقبلي.
من خلال تقديم تحليل شامل للعلاقة بين حركات التجديد الإسلامية والحداثة، تهدف هذه الدراسة إلى المساهمة في فهم أوسع لدور الإسلام في العالم المعاصر.
ثانيًا. خلفية:
أ. تحديد المفاهيم الأساسية
- التجديد في الحركة الإسلامية: لمفهوم التجديد في الإسلام جذور تاريخية في حديث النبي محمد، الذي يتحدث عن وصول المجددين في مطلع كل قرن لتجديد الدين. إن فكرة التجديد لا تنطوي على انحراف عن المبادئ الإسلامية الأساسية. بدلاً من ذلك، فهو يشمل إعادة تفسير وإعادة تطبيق هذه المبادئ لمعالجة الحقائق والتحديات الجديدة. ظهرت حركات التجديد في العالم الإسلامي عادةً استجابةً للأزمات المتصورة أو فترات التغيير الاجتماعي والسياسي المهم.[5]
- الحداثة: يشير هذا المصطلح إلى التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية التي نشأت في أوروبا خلال فترة التنوير وانتشرت في جميع أنحاء العالم. إنه يشمل مجموعة من الأفكار، بما في ذلك العلمانية والعقلانية والتقدم والديمقراطية والفردية. ترتبط الحداثة بالتطورات في العلوم والتكنولوجيا والتصنيع وإنشاء الدول القومية. إنها تتميز بالتحول من وجهات النظر العالمية التقليدية والدينية والمجتمعية إلى منظور أكثر علمانية وعقلانية وفردية[6].
- المفكرون المسلمون المعاصرون: تشير هذه المجموعة إلى العلماء والمفكرين والأكاديميين وعلماء الدين والكتاب داخل المجتمع الإسلامي الذين يتعاملون مع قضايا العالم الحديث ويفسرونها ويعبرون عنها من خلال عدسة إسلامية. يؤثر هؤلاء الأفراد على الخطاب حول مكانة الإسلام في المجتمع المعاصر ويساهمون في تشكيل الوعي الجماعي للمجتمعات الإسلامية[7].
ب. السياق التاريخي
تاريخ التجديد الإسلامي وحركات الإصلاح: يمكن إرجاع تاريخ التجديد الإسلامي وحركات الإصلاح إلى القرون الأولى للإسلام، مع علماء مثل ابن تيمية والغزالي. غالبًا ما ظهرت هذه الحركات ردًا على التهديدات المتصورة للعالم الإسلامي، سواء من الركود الداخلي أو القوى الخارجية. في القرون الأخيرة، نشأت حركات تجديد مهمة ردًا على الاستعمار الغربي، سعيًا إلى التوفيق بين المبادئ الإسلامية والأفكار الحديثة والتكنولوجيا لتقوية المجتمعات الإسلامية. ومن الشخصيات البارزة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وراشد رضا، الذين سعوا إلى تحديث الفكر الإسلامي مع الحفاظ على مبادئه الأساسية.
فهم الحداثة في سياق التاريخ الإسلامي: تميز اللقاء بين الإسلام والحداثة بتفاعل معقد من القبول والتكيف والمقاومة. قدمت الحداثة، بجذورها في عصر التنوير الأوروبي، تحديات وفرصًا جديدة للعالم الإسلامي. اعتبره البعض تهديدًا للتقاليد الإسلامية، مما أدى إلى ردود دفاعية والتراجع إلى التقليدية. واعتبره آخرون بمثابة حافز للإصلاح الضروري وسعى إلى التوفيق بين المبادئ الإسلامية والقيم والمؤسسات الحديثة. يستمر هذا التفاعل في تشكيل خطاب وممارسة الإسلام في العالم المعاصر.
تحديد الفترات الرئيسية للتجديد الإسلامي فيما يتعلق بموجات الحداثة:
- أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين: مواجهة الاستعمار الأوروبي – ظهرت حركات التجديد كرد فعل للهيمنة الغربية، مع التركيز على الإصلاحات التعليمية والقانونية والإدارية.
- منتصف القرن العشرين: بناء الأمة ما بعد الاستعمار – تحول التركيز إلى تحديد الهويات الوطنية، وتنفيذ أنظمة الدولة الحديثة، والتفاوض على دور الإسلام داخل هذه الهياكل.
- أواخر القرن العشرين إلى أوائل القرن الحادي والعشرين: العولمة والعصر الرقمي – تصارع حركات التجديد الآن التحديات العالمية، بما في ذلك الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وتأثير تقنيات الاتصال الجديدة على الخطاب الإسلامي.
ستكون دراسة هذه التفاعلات التاريخية مفيدة في فهم وجهات نظر المثقفين المسلمين المعاصرين حول العلاقة بين حركات التجديد الإسلامية والحداثة.
ثالثا. مناقشة أدبيات الموضوع:
أ. البحوث السابقة
لقد جذبت العلاقة بين الإسلام والحداثة اهتمامًا أكاديميًا كبيرًا، كما تناولت العديد من الأعمال ردود فعل المثقفين المسلمين العديدة على تحديات الحداثة.
تشمل الأعمال الرئيسية “الإسلام الليبرالي: كتاب مرجعي” لتشارلز كورزمان بعنوان “Liberal Islam: A Sourcebook,” والذي يسلط الضوء على مجموعة متنوعة من الأصوات التي تتعامل مع المبادئ الليبرالية الحديثة في السياق الإسلامي. يقدم كتاب فضل الرحمن “الإسلام والحداثة: تحويل تقليد فكري” “Islam and Modernity: Transformation of an Intellectual Tradition”دراسة متعمقة للمرونة المتأصلة في الإسلام والتي تمكنه من الاستجابة للتحديات الحديثة. يستكشف كتاب “الإسلام والديمقراطية” “Islam and Democracy” لجون فول وجون إسبوزيتو العلاقة الخلافية بين المبادئ الإسلامية والمثل الديمقراطية.
بينما تقدم هذه الدراسات رؤى قيمة، فإنها غالبًا ما تركز على مناطق معينة أو اتجاهات أيديولوجية فردية، وبالتالي تتجاهل التنوع العالمي الأوسع للفكر الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطبيعة سريعة التطور لهذا الخطاب تعني أن هناك حاجة لتجديد البحث باستمرار. تهدف هذه الدراسة إلى البناء على الأبحاث السابقة من خلال توفير تحليل محدث وشامل ومركّز على المستوى العالمي للفكر الفكري الإسلامي المعاصر حول الإسلام والحداثة.
ب. الإطار النظري
سيتم استخدام العديد من الأطر النظرية لتوجيه التحليل:
نظرية ما بعد الاستعمار: هذا المنظور مهم لفهم السياق التاريخي الذي يؤطر الفكر الإسلامي المعاصر. تقدم نظرية ما بعد الاستعمار، مع علماء مثل إدوارد سعيد وفرانتز فانون، عدسة لتحليل ديناميكيات القوة وتشكيلات الهوية والمقاومة التي نشأت عن المواجهة بين المجتمعات الإسلامية المستعمرة والمستعمرين الغربيين.
نظريات الحداثة: لتفسير الاستجابات الإسلامية المتنوعة للحداثة، سوف نتعامل مع نظريات الحداثة من قبل علماء مثل أنتوني جيدينز ، الذي يؤكد على جوانب الانقطاع والانفصال التي تجلبها الحداثة ، وتشارلز تايلور ، الذي يناقش التحول من “ اجتماعي إلى ”. وجهة نظر تتمحور حول الذات “في العصر الحديث.
الحداثة الإسلامية: يستكشف هذا النهج النظري كيف يوفق المفكرون المسلمون بين المبادئ الإسلامية والواقع الحديث. إنه يوفر عدسة لفحص التفاوض المعقد بين التقاليد والحداثة في المجتمعات الإسلامية.
من خلال دمج هذه الأطر النظرية، تسعى الدراسة إلى تقديم فهم دقيق للعلاقة بين التجديد في الحركات الإسلامية والحداثة ، من منظور المثقفين المسلمين المعاصرين.
تحليل خطابات المثقفين المسلمين المعاصرين حول التجديد والحداثة الإسلامية
انخرط المفكرون المسلمون المعاصرون في خطاب حيوي حول العلاقة بين الإسلام والحداثة. يجادل البعض بأن الإسلام لا يتوافق بطبيعته مع الحداثة، بينما يعتقد البعض الآخر أنه من الممكن التوفيق بين الاثنين.
أولئك الذين يجادلون بأن الإسلام لا يتوافق مع الحداثة يشيرون إلى ما يلي:
- الإسلام دين يقوم على الوحي الإلهي، في حين أن الحداثة هي نظرة علمانية للعالم تقوم على العقل البشري. يجادلون بأن هاتين النظرتين متعارضتين بشكل أساسي مع بعضهما البعض.
- الإسلام دين يقوم على طاعة الله، في حين أن الحداثة هي نظرة عالمية تؤكد على الحرية الفردية والاستقلالية. يجادلون بأن هاتين القيمتين غير متوافقة.
- الإسلام دين يقوم على مفهوم الأمة، أو مجتمع المسلمين، بينما الحداثة نظرة عالمية تؤكد على الفرد. يجادلون بأن هذين المفهومين غير متوافقين.
أولئك الذين يعتقدون أنه من الممكن التوفيق بين الإسلام والحداثة يجادلون بأن الإسلام دين مرن وقابل للتكيف يمكن تفسيره بطرق مختلفة. يجادلون بأنه من الممكن إيجاد طريقة للجمع بين أفضل ما في الإسلام والحداثة، وخلق مجتمع إسلامي وحديث. يشيرون إلى ما يلي:
- للإسلام تاريخ طويل من الابتكار الفكري والقانوني. يجادلون بأن هذا يدل على أن الإسلام دين منفتح على التغيير والتكيف.
- الإسلام لديه تقليد قوي للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. يجادلون بأن هذا يدل على أن الإسلام متوافق مع القيم الحديثة.
- الإسلام له تركيز قوي على التعليم والتعلم. يجادلون بأن هذا يدل على أن الإسلام متوافق مع العالم الحديث.
- إن الحديث عن التجديد والحداثة في الإسلام حديث معقد ودقيق، ولا يوجد إجابة سهلة. ومع ذلك، فهو خطاب ضروري لمستقبل الإسلام والعالم الإسلامي.
فيما يلي بعض الشخصيات الرئيسية في الخطاب حول التجديد الإسلامي والحداثة:
علي عزت بيغوفيتش
عزت عليبيغوفيتش هو باحث وناشط إسلامي بوسني كتب بإسهاب عن العلاقة بين التجديد والحداثة في الحركات الإسلامية. يجادل بأن الإسلام هو دين التجديد، وأن المسلمين يتحملون مسؤولية تكييف دينهم مع الاحتياجات المتغيرة للعالم الحديث. يعتقد أليبيغوفيتش أن الفهم الإسلامي التقليدي للتجديد غير ملائم لتحديات العالم الحديث. يجادل بأن الفهم التقليدي للتجديد يقوم على فكرة التقليد، أو تقليد الماضي. يجادل بأن هذا النهج غير مستدام في العالم الحديث، حيث التغيير ثابت وسريع.
يقترح علي عزت بيجوفيتش فهمًا جديدًا للتجديد يقوم على فكرة الاجتهاد أو التفكير المستقل. يجادل بأنه يجب على المسلمين الانخراط في الاجتهاد من أجل إيجاد طرق جديدة لعيش الإسلام في العالم الحديث. ويعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان بقاء الإسلام وثيق الصلة وحيويًا. كانت آراء علي عزت بيجوفيتش حول العلاقة بين التجديد والحداثة مؤثرة في العالم الإسلامي. وقد أشاد البعض بعمله بسبب رؤاها وتحديها للفهم التقليدي للتجديد. ومع ذلك، فقد تعرض عمله أيضًا لانتقادات من قبل الآخرين بسبب افتقاره إلى الأرثوذكسية.
على الرغم من الانتقادات، يظل عمل علي عزت بيجوفيتش مساهمة مهمة في النقاش حول العلاقة بين التجديد والحداثة في الحركات الإسلامية. يوفر عمله إطارًا قيمًا لفهم التحديات التي يواجهها المسلمون في العالم الحديث، كما يوفر طريقًا للمضي قدمًا للمسلمين الذين يسعون إلى تجديد إيمانهم في عالم متغير.
في كتابه “التجديد والحداثة في الحركات الإسلامية”، يجادل علي عزت بيجوفيتش بأن العلاقة بين التجديد والحداثة علاقة معقدة ومتنازع عليها:
التجديد والحداثة مفهومان مهمان في دراسة الحركات الإسلامية. التجديد يشير إلى عملية تكييف الإسلام مع الاحتياجات المتغيرة للعالم الحديث، بينما تشير الحداثة إلى مجموعة الأفكار والقيم والمؤسسات التي ظهرت في أوروبا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. العلاقة بين التجديد والحداثة علاقة معقدة. فمن ناحية، تبنت بعض الحركات الإسلامية الحداثة بحجة أنها متوافقة مع الإسلام. من ناحية أخرى، رفضت بعض الحركات الإسلامية الحداثة، بحجة أنها تتعارض مع الإسلام. النقاش حول العلاقة بين التجديد والحداثة جدل طويل الأمد. إنه نقاش من المرجح أن يستمر لسنوات عديدة قادمة “.
يجادل علي عزت بيجوفيتش بأن أفضل طريقة لفهم العلاقة بين التجديد والحداثة هي النظر في تاريخ الحركات الإسلامية. هو يكتب:
“تاريخ الحركات الإسلامية طويل ومعقد ، ولكن هناك بعض المواضيع المشتركة التي ظهرت من هذا التاريخ. أحد الموضوعات المشتركة هو أن الحركات الإسلامية كانت منخرطة دائمًا في عملية التجديد. كانت عملية التجديد هذه مدفوعة بالحاجة إلى تكييف الإسلام مع الاحتياجات المتغيرة للمجتمع الإسلامي. موضوع مشترك آخر هو أن الحركات الإسلامية تأثرت دائمًا بالعالم الخارجي. لقد جاء هذا التأثير من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك الأفكار والقيم والمؤسسات الغربية. العلاقة بين التجديد والحداثة علاقة معقدة. ومع ذلك، فإن تاريخ الحركات الإسلامية يشير إلى أن هذه العلاقة ليست لعبة محصلتها صفر. يمكن للحركات الإسلامية أن تجدد الإسلام وتعتنق الحداثة. التحدي الذي يواجه الحركات الإسلامية هو إيجاد طريقة للموازنة بين الحاجة إلى التجديد والحاجة إلى الحفاظ على العناصر الأساسية للإسلام. هذه مهمة صعبة، لكنها مهمة ضرورية إذا أرادت الحركات الإسلامية الاستمرار في لعب دور حيوي في العالم الحديث “.
عزت يؤكد بأن الإسلام هو دين التجديد، وأن المسلمين يتحملون مسؤولية تكييف دينهم مع الاحتياجات المتغيرة للعالم الحديث. تستند آراء علي عزت بيجوفيتش حول العلاقة بين التجديد والحداثة إلى فهمه للتقاليد الإسلامية. يجادل بأن الإسلام دين ديناميكي ومتطور كان دائمًا مفتوحًا للتغيير. ويشير إلى مثال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان مصلحًا سعى إلى تجديد الدين وتنشيطه. في القرون التي تلت ذلك، واصل العلماء والمفكرون المسلمون هذا التقليد من التجديد، واستجابوا لتحديات عصرهم بتفسيرات جديدة للشريعة الإسلامية والفكر الإسلامي. يجادل علي عزت بيجوفيتش بأن العالم الحديث يمثل تحديات جديدة للمسلمين. يجادل بأنه يجب على المسلمين إيجاد طرق جديدة للعيش في عالم يزداد علمانية وماديًة. كما يجادل بأنه يجب على المسلمين إيجاد طرق جديدة للرد على تحديات العولمة والإرهاب.
إن فلسفة علي عزت بيجوفيتش حول العلاقة بين التنشيط والمعاصرة متجذرة في فهمه للتقاليد الإسلامية. يقدم الإسلام كدين ديناميكي وقابل للتكيف كان تاريخياً قابلاً للتغيير. وكمثال على ذلك، يشير إلى النبي محمد، وهو مصلح يهدف إلى بث حياة جديدة في الدين. منذ ذلك الحين، أيدت الأجيال اللاحقة من العلماء المسلمين هذا التقليد من التجديد من خلال تقديم تفسيرات جديدة للشريعة الإسلامية والفكر لتلبية متطلبات عصرهم.
يعتقد علي عزت بيجوفيتش اعتقادًا راسخًا أن إعادة التفكير في الفكر الإسلامي أمر بالغ الأهمية للمسلمين لمواجهة تحديات العالم المعاصر. يفترض أن المسلمين بحاجة إلى تفسير التقاليد الإسلامية بطريقة تعالج هموم اليوم. علاوة على ذلك، يحتاج المسلمون إلى إيجاد طرق ليعيشوا إيمانهم بأسلوب ينسجم مع العالم المعاصر. كان لخطاب علي عزت بيجوفيتش حول التفاعل بين التنشيط والمعاصرة تأثير كبير في العالم الإسلامي. تمت الإشارة إلى أعماله من قبل العديد من المفكرين والنشطاء المسلمين وترجمت إلى لغات مختلفة بما في ذلك الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
إن رؤى علي عزت بيجوفيتش في العلاقة بين التنشيط والمعاصرة هي إضافة مهمة للخطاب حول الإسلام والحداثة. يقدم عمله فهماً دقيقاً وبصيرة للتحديات التي يواجهها المسلمون في عالم اليوم. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يوفر مخططًا لكيفية قيام المسلمين بتجديد دينهم وتكييفه لتلبية الاحتياجات المتغيرة للعالم المعاصر.
فيما يلي بعض العناصر الحاسمة في منظور علي عزت بيجوفيتش حول الصلة بين التنشيط والمعاصرة:
* الإسلام يسعى إلى التجديد بطبيعته.
* يتحمل المسلمون مسؤولية تعديل عقيدتهم لتتماشى مع المطالب المتطورة لعالم اليوم.
* يمثل العالم المعاصر تحديات فريدة للمسلمين.
* إن تجديد الفكر الإسلامي أمر حيوي للمسلمين للتغلب بنجاح على تحديات اليوم.
* المسلمون بحاجة إلى إعادة تفسير التقاليد الإسلامية مع مراعاة تحديات العالم المعاصر.
* يحتاج المسلمون إلى أن يعيشوا عقيدتهم بطريقة تلائم العالم الحديث.
- فتحي يكن
يكن باحث ومفكر لبناني كتب بإسهاب عن العلاقة بين الإسلام والحداثة. يجادل بأن الإسلام هو دين التجديد، وأن المسلمين يتحملون مسؤولية تكييف دينهم مع الاحتياجات المتغيرة للعالم الحديث. تستند آراء ياكين حول العلاقة بين التجديد والحداثة إلى فهمه للتقاليد الإسلامية. يجادل بأن الإسلام دين ديناميكي ومتطور كان دائمًا مفتوحًا للتغيير. ويشير إلى مثال النبي محمد، الذي كان مصلحًا سعى إلى تجديد الدين وتنشيطه. في القرون التي تلت ذلك، واصل العلماء والمفكرون المسلمون هذا التقليد من التجديد، واستجابوا لتحديات عصرهم بتفسيرات جديدة للشريعة الإسلامية والفكر الإسلامي. يجادل ياكين بأن العالم الحديث يمثل تحديات جديدة للمسلمين. يجادل بأنه يجب على المسلمين إيجاد طرق جديدة لعيش إيمانهم في عالم يزداد علمانيًا وماديًا. كما يجادل بأنه يجب على المسلمين إيجاد طرق جديدة للرد على تحديات العولمة والإرهاب.
يؤمن ياكين أن تجديد الفكر الإسلامي ضروري إذا أراد المسلمون مواجهة تحديات العالم الحديث. يجادل بأنه يجب على المسلمين إيجاد طرق جديدة لتفسير التقاليد الإسلامية في ضوء تحديات العالم الحديث. كما يجادل بأنه يجب على المسلمين إيجاد طرق جديدة ليعيشوا إيمانهم بطريقة ملائمة للعالم الحديث.
كانت آراء ياكين حول العلاقة بين التجديد والحداثة مؤثرة في العالم الإسلامي. تم الاستشهاد بعمله من قبل عدد من المثقفين والناشطين المسلمين. تُرجمت أعماله أيضًا إلى عدد من اللغات، بما في ذلك الإنجليزية والفرنسية والألمانية. تعتبر آراء ياكين حول العلاقة بين التجديد والحداثة مساهمة قيمة في النقاش حول الإسلام والحداثة. يوفر عمله فهمًا دقيقًا ومتطورًا للتحديات التي تواجه المسلمين في العالم الحديث. يوفر عمله أيضًا خارطة طريق لكيفية تجديد المسلمين إيمانهم وتكييفه مع الاحتياجات المتغيرة للعالم الحديث. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية في وجهات نظر ياكين حول العلاقة بين التجديد والحداثة:
- الإسلام دين التجديد.
- يتحمل المسلمون مسؤولية تكييف دينهم مع الاحتياجات المتغيرة للعالم الحديث.
- يمثل العالم الحديث تحديات جديدة للمسلمين.
- إن تجديد الفكر الإسلامي ضروري إذا أراد المسلمون مواجهة تحديات العالم الحديث.
- يجب على المسلمين إيجاد طرق جديدة لتفسير التقاليد الإسلامية في ضوء تحديات العالم الحديث.
- يجب على المسلمين أن يجدوا طرقًا جديدة لعيش عقيدتهم بطريقة تلائم العالم الحديث.
بالإضافة إلى هذه النقاط الرئيسية، يجادل يكن أيضًا بأن تجديد الفكر الإسلامي يجب أن يقوم على فهم عميق للتقاليد الإسلامية. يجادل بأن المسلمين يجب ألا يتبنوا الأفكار والقيم الغربية فحسب، بل يجب أن يجدوا طرقًا لدمج هذه الأفكار والقيم في التقاليد الإسلامية. كما يجادل بأنه يجب على المسلمين أن ينتقدوا التقاليد الغربية والإسلامية، ويجب أن يكونوا مستعدين لتحدي كلا التقاليد عند الضرورة.
تعتبر آراء يكن حول العلاقة بين التجديد والحداثة مساهمة قيمة في النقاش حول الإسلام والحداثة. يوفر عمله فهمًا دقيقًا ومتطورًا للتحديات التي تواجه المسلمين في العالم الحديث. يوفر عمله أيضًا خارطة طريق لكيفية تجديد المسلمين إيمانهم وتكييفه مع الاحتياجات المتغيرة للعالم الحديث.
- الدكتور عبد الله النفسي:
يقدم الدكتور عبد الله النفيسي، الباحث والمفكر الكويتي، وجهات نظر ثاقبة حول العلاقة بين التجديد والحداثة في الحركات الإسلامية. يدور عمله حول فكرة أن الإسلام دين ديناميكي ومتطور، وبالتالي يجب على المسلمين تكييف عقيدتهم مع الاحتياجات المتغيرة للعالم الحديث. مثل غيره من العلماء الذين ينادون بالتجديد في الإسلام، يشير النفيسي إلى مثال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يراه مصلحًا سعى إلى تنشيط الدين. ويؤكد أن هذا التقليد المتمثل في التجديد والتكيف يجب أن يستمر من أجل الاستجابة للتحديات التي يطرحها العالم الحديث.
ويحدد النفيسي العديد من التحديات التي تواجه المسلمين اليوم، منها العلمانية والمادية والعولمة والإرهاب. ويؤكد أن هذه الحقائق تتطلب تجديد الفكر الإسلامي، مما يتطلب من المسلمين تفسير تقاليدهم من جديد وإيجاد طرق حديثة لعيش عقيدتهم.
بعض النقاط الرئيسية في آراء النفيسي تشمل:
- الإسلام دين التجديد.
- يجب على المسلمين تكييف دينهم مع الاحتياجات المتغيرة للعالم الحديث.
- إن تجديد الفكر الإسلامي أمر حاسم في مواجهة تحديات العالم الحديث.
- يجب على المسلمين أن يجدوا طرقًا جديدة لتفسير التقاليد الإسلامية وأن يعيشوا دينهم بشكل ملائم في عالم اليوم.
يذهب النفيسي إلى أبعد من ذلك، مجادلاً بأن عملية التجديد هذه يجب أن تكون متجذرة بعمق في فهم شامل للتقاليد الإسلامية. ويصر على أنه لا ينبغي للمسلمين قبول الأفكار الغربية فحسب، بل عليهم بدلاً من ذلك إيجاد طرق لدمج هذه الأفكار في نظرتهم الإسلامية للعالم، وخلق حوار صحي بين الاثنين. وهذا ينطوي على فحص نقدي التقاليد الغربية وتحديها عند الضرورة. يقدم النفيسي عدة خطوات عملية يمكن للمسلمين اتخاذها لتجديد إيمانهم وتكييفه مع العصر الحديث:
- الانخراط في التفكير الذاتي النقدي لفحص المعتقدات والممارسات الشخصية.
- البقاء منفتحًا على الأفكار ووجهات النظر الجديدة، حتى تلك الناشئة خارج التقاليد الإسلامية.
- السعي لإيجاد مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً على أساس المبادئ الإسلامية.
باختصار، فإن آراء الدكتور عبد الله النفيسي حول التجديد والحداثة في الإسلام ليست مجرد بناء نظري فحسب، بل هي دعوة إلى العمل من أجل المسلمين. يجادل بأنه يجب على المسلمين العمل بنشاط من أجل خلق عالم أفضل قائم على المبادئ الإسلامية، مع تحدي وتجديد فهمهم لعقيدتهم في هذه العملية. يعتبر عمله مساهمة قيمة في الخطاب المستمر حول الإسلام والحداثة، حيث يوفر خارطة طريق للمسلمين يتنقلون في عقيدتهم في العالم الحديث.
- جاسم سلطان:
كتب الدكتور جاسم سلطان، الباحث والمؤلف المشهور من الكويت، بإسهاب عن العلاقة بين التجديد والحداثة داخل الحركات الإسلامية. إنه يعتقد اعتقادًا راسخًا أن الإسلام يجسد روح التجديد ويؤكد أنه يتعين على المسلمين تعديل ممارساتهم الدينية لتتماشى مع الاحتياجات المتطورة لمجتمعنا المعاصر. إن منظور سلطان حول التفاعل بين التجديد والحداثة متجذر بعمق في فهمه للتقاليد الإسلامية. يفترض أن الإسلام دين ديناميكي دائم التطور وقابل للتغيير دائمًا. ولدعم رأيه، يشير إلى النبي محمد باعتباره نموذجًا للإصلاح يهدف إلى تجديد وتنشيط الإيمان. شهدت القرون اللاحقة تمسك العلماء والمفكرين المسلمين بهذا التقليد من التجديد، وصياغة تفسيرات جديدة للشريعة والفكر الإسلامي استجابة لتحديات عصرهم.
وفقًا لسلطان، فإن العالم المعاصر يفرض تحديات جديدة على المسلمين. ويصر على أن المسلمين يجب أن يكتشفوا أساليب مبتكرة لممارسة عقيدتهم في عالم علماني ومادي بشكل متزايد. كما أكد على ضرورة أن يبتكر المسلمون استراتيجيات جديدة لمواجهة قضايا العولمة والإرهاب. يرى سلطان أن تنشيط الفكر الإسلامي أمر لا غنى عنه للمسلمين لتلبية متطلبات عالم اليوم. ويدافع عن الحاجة إلى استكشاف طرق جديدة لتفسير التقاليد الإسلامية في ضوء التحديات المعاصرة. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أنه يجب على المسلمين اكتشاف طرق لممارسة عقيدتهم تبقى ذات صلة بالسياق الحديث.
كان لأفكار سلطان حول الربط بين التجديد والحداثة تأثير كبير في العالم الإسلامي. حظي عمله باهتمام العديد من المثقفين والنشطاء المسلمين، مما أدى إلى الاستشهادات في أعمال علمية متعددة. كما تمت ترجمة أعماله إلى عدة لغات، بما في ذلك الإنجليزية والفرنسية والألمانية. يقدم خطاب سلطان حول العلاقة بين التجديد والحداثة مساهمة قيمة في الحوار حول الإسلام والعالم الحديث. يقدم عمله فهمًا دقيقًا ومتطورًا للتحديات التي يواجهها المسلمون في العالم المعاصر. علاوة على ذلك، فإنه يرسم طريقًا للمضي قدمًا للمسلمين لتجديد دينهم وتكييفه مع متطلبات عالمنا المتغير.
فيما يلي بعض النقاط البارزة في آراء السلطان حول العلاقة بين التجديد والحداثة:
- الإسلام يجسد روح التجديد.
- المسلمون ملزمون بتعديل دينهم لتلبية الاحتياجات المتطورة للعالم الحديث.
- يفرض العالم الحديث تحديات جديدة على المسلمين.
- إن تنشيط الفكر الإسلامي أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمسلمين لتلبية متطلبات العالم الحديث.
- يجب على المسلمين استكشاف طرق جديدة لتفسير التقاليد الإسلامية في ضوء التحديات الحديثة.
- يحتاج المسلمون إلى اكتشاف طرق لممارسة عقيدتهم تبقى ذات صلة بالسياق الحديث.
إلى جانب هذه النقاط الرئيسية، يجادل سلطان بأن تجديد الفكر الإسلامي يجب أن يتوقف على فهم عميق للتقاليد الإسلامية. وهو يدعو إلى عدم تبني المسلمين للأفكار والقيم الغربية على نحو أعمى. بدلاً من ذلك، هم بحاجة إلى دمجها في إطار التقاليد الإسلامية. علاوة على ذلك، يجادل بأنه يجب على المسلمين إجراء تقييم نقدي لكل من التقاليد الغربية والإسلامية، وعلى استعداد لتحدي أي منهما عند الحاجة. إن رؤى سلطان في العلاقة بين التجديد والحداثة تثري الخطاب عن الإسلام والعالم الحديث. يوفر عمله فهمًا دقيقًا ومتطورًا للتحديات التي يواجهها المسلمون في العالم المعاصر. بالإضافة إلى ذلك، يحدد عمله استراتيجية للمسلمين لتجديد إيمانهم وتكييفه مع متطلبات عالمنا المتطور.
أسئلة للمستقبل
يثير لقاء الحركة الإسلامية بالحداثة تساؤلات حول اتجاهها المستقبلي. ستكون الطريقة التي تتعامل بها الحركة مع هذه الأسئلة أمرًا بالغ الأهمية لقدرتها على أن تظل ذات صلة في العصر الحديث.
- تكامل أم فصل؟ السؤال الأول للمستقبل هو ما إذا كان ينبغي للحركة الإسلامية الاندماج الكامل مع الحداثة أو الحفاظ على هوية منفصلة. وهذا ينطوي على الموازنة بين الحفاظ على التقاليد الإسلامية والانخراط في مشهد سياسي علماني حديث.
- إحياء الإبداع الفكري: السؤال الثاني هو كيفية إحياء الإبداع الفكري داخل الحركة الإسلامية في مواجهة التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة. وهذا لا يشمل فقط دمج الأدوات والنظريات العلمية الحديثة ولكن أيضًا إعادة النظر في التعاليم الإسلامية التقليدية في ضوء هذه التطورات.
- التضامن في مجتمع تعددي: أخيرًا، تواجه الحركة الإسلامية مسألة كيفية الحفاظ على التضامن في مجتمع يؤكد الفردية والتعددية. تحتاج الحركة إلى إيجاد طرق لدعم وحدتها وهويتها الجماعية مع احترام الاستقلالية الفردية ووجهات النظر المتنوعة.
مواجهة الحركة الإسلامية مع الحداثة عملية معقدة وديناميكية. يعتمد مستقبل الحركة على كيفية تعاملها مع أزمة الأسس وأسئلة المستقبل. المفتاح هو إيجاد طريقة لدعم المبادئ الإسلامية أثناء الانخراط في حقائق المجتمع الحديث، مما يسمح بنهج دقيق وديناميكي وتطلعي يمكن أن يؤدي إلى حقبة جديدة من الفكر والعمل الإسلامي التقدمي.
الحركات الإسلامية المعاصرة: تحليل شامل لتطور الهويات، الإحياء الفكري، والشمولية
كان للحركات الإسلامية في جميع أنحاء العالم تأثير عميق على المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي. ومع ذلك، تواجه هذه الحركات تحديات غير مسبوقة في العصر الحالي من التغيير السريع، الذي يتميز بالابتكار التكنولوجي والتقلب السياسي وتغيير الأعراف المجتمعية. يكشف التحليل المتعمق عن ثلاث مجالات أساسية تحتاج فيها الحركات الإسلامية الحديثة إلى التركيز والتطور – تعريف الهوية، والنهضة الفكرية، والشمولية.
- تطور الهويات: موازنة الأدوار الدينية والسياسية
واحدة من المعضلات المركزية التي تواجهها الحركات الإسلامية هي تحديد هويتها. هل هي في الأساس مجموعات تبشيرية دينية أم منظمات مدنية سياسية؟ غالبًا ما تنشأ أزمة الهوية هذه من نضالهم للتمييز بين وظائفهم الدينية والسياسية. وتجسد حالة النهضة في تونس هذا التحدي. في البداية كانت حركة عقائدية، تطورت إلى حزب إسلامي وطني ديمقراطي مكرس للعمل السياسي، معتمداً على القيم الإسلامية، مع الالتزام بالدستور والاحتياجات المعاصرة. يؤكد هذا التحول على ضرورة قيام الحركات الإسلامية بتحديد أدوارها بوضوح في المجتمع، وتحقيق التوازن بين الالتزامات الدينية والمسؤوليات السياسية لضمان استمرار أهميتها.
- الإحياء الفكري: تحفيز الابتكار في التفكير
يعتبر الافتقار إلى الديناميكية الفكرية من القضايا السائدة داخل الحركات الإسلامية. للتكيف مع التغيرات المجتمعية الجديدة، يجب أن تعزز هذه الحركات الابتكار في التفكير، وتغذي ثقافة تشجع الاستكشاف وتتحدى الوضع الراهن.
يجب أن يرتكز هذا الإحياء الفكري على ثلاثة محاور رئيسية. أولاً، تطوير رؤية لأهداف تتوافق مع الواقع الإسلامي المعقد وتؤكد على الضمان الاجتماعي والحرية الفكرية والكرامة الإنسانية. ثانيًا، استخدام الأدوات العلمية الحديثة في العلوم الاجتماعية وعلم الاجتماع الديني وعلم النفس الاجتماعي لفهم التحولات المجتمعية بشكل أفضل. وأخيراً، تقديم مقترحات فكرية تملأ الفراغ الأيديولوجي الذي خلفته الثورات العربية، مما يسهل العلاقة المتوازنة بين الأهداف الإسلامية، والحاجات المجتمعية، وقوانين الحركة.
- الشمولية: تفكيك الأطر القديمة للتضامن الحركي
أظهر الربيع العربي حقيقة أن التغيير المجتمعي لا تحتكره مجموعة واحدة. لذلك، يجب على الحركات الإسلامية أن تقر وتقبل التعددية المتأصلة في نسيج المجتمع. يستلزم هذا الإدراك تفكيك الأطر القديمة للتضامن الحركي التي قد لا تلبي مختلف الأصوات ووجهات النظر. يجب أن يتسم مستقبل الحركات الإسلامية بالتعددية والشمولية، مما يضمن أنها أكثر تمثيلا ومرونة.
في الختام، تقف الحركات الإسلامية عند مفترق طرق حاسم. إنهم بحاجة إلى التكيف والتطور ليظلوا ملائمين في عالم يتسم بالوقائع السياسية والاجتماعية المتغيرة. إن الاعتراف بأخطاء الماضي والتعلم منها ودمج الاستراتيجيات الجديدة التي تستجيب للتعقيدات المعاصرة أمر بالغ الأهمية لازدهار هذه الحركات. والأهم من ذلك، يجب أن يظلوا على اتصال بالأشخاص الذين يمثلونهم وتجنب الوقوع في فخ التشبث بالهياكل والأيديولوجيات التي عفا عليها الزمن. في تطورهم يكمن الوعد بتأثيرهم المستمر وبقائهم.
أزمة المؤسسات
كانت علاقة الحركة الإسلامية بالحداثة حوارًا مقنعًا داخل الأوساط الأكاديمية والاجتماعية في الماضي القريب. تواجه الحركة الإسلامية، التي تتميز بجهد جماعي لإحياء الهوية الإسلامية وتطبيق المبادئ الإسلامية في الهياكل المجتمعية والحكومية، تحديًا فريدًا في اجتياز موجة الحداثة. تطرح الحداثة، كحقبة تميزت بالعقلانية العلمية والتقدم التكنولوجي والفردية، أزمات أساسية وأسئلة للحركة الإسلامية. ويرجع ذلك إلى أن القيم المرتبطة غالبًا بالحداثة يمكن أن تتعارض أحيانًا مع المبادئ الإسلامية التقليدية، مما يؤدي إلى التقاء صعب يولد الاضطرابات وإمكانية النمو التحولي.
تنبع أزمة العلاقة بين الحركة الإسلامية والحداثة من الانقسام الملحوظ بين التقاليد الإسلامية والقيم المرتبطة بالحداثة. هذه الأزمة ثلاثية، تشمل الهوية، والابتكار الفكري، ومسألة تضامن الحركة.
- أزمة الهوية: إن أهم أزمة للحركة الإسلامية في مواجهة الحداثة هي مسألة الهوية. تتعارض الحداثة، بتركيزها على العلمانية والاستقلال الفردي، مع الأدوار المزدوجة للحركة الإسلامية كمجموعة تبشير دينية ومنظمة مدنية سياسية. تسعى الحركة الإسلامية جاهدة لإيجاد التوازن بين التمسك بالتعاليم الإسلامية والانخراط في المشهد السياسي العلماني. وقد أدى ذلك إلى مناقشات مثيرة للجدل داخل الحركة حول ما إذا كان وكيفية التكيف مع متطلبات الحداثة مع الحفاظ على هويتها الإسلامية.
- الركود الفكري: الحداثة تشكل أزمة فكرية للحركة الإسلامية. أدى ظهور العقلانية العلمية والتقدم التكنولوجي إلى فجوة فكرية داخل الحركة الإسلامية، التي اعتمدت تقليديًا على علماء الدين للتوجيه الفكري. ومع ذلك، فإن التعقيد المتزايد للمجتمع الحديث يتطلب فهم وتطبيق الأدوات والنظريات العلمية الحديثة، مما يؤدي إلى الحاجة إلى الابتكار الفكري داخل الحركة.
- أزمة تضامن الحركة: تشديد الحداثة على الفردية يطرح أزمة تضامن مع الحركة الإسلامية. يجب أن تتنقل الحركة، التي تتميز تقليديًا بتماسك ووحدة جماعية قوية، في مجتمع يركز على الاستقلال الذاتي الفردي ووجهات النظر التعددية. وقد أدى ذلك إلى تحديات في الحفاظ على تماسك المجموعة ووحدتها.
الخلاصة:
وأجرت الدراسة تحليلاً لخطابات المثقفين المسلمين المعاصرين، ومنهم د. عبد الله النفيسي وفتحي يكين، حول التجديد الإسلامي والحداثة. اعتبر المثقفون الإسلام دينًا ديناميكيًا ومتطورًا منفتحًا على التغيير، وسلطوا الضوء على ضرورة تكييف دينهم مع احتياجات العالم الحديث.
في دراسة وجهات النظر المختلفة حول كيفية تفاعل حركة التجديد الإسلامي مع الحداثة، اكتشفت الدراسة أنه على الرغم من التحديات الجديدة التي يواجهها المسلمون في العالم الحديث، مثل العلمانية والمادية والعولمة والإرهاب ، فإن هؤلاء المثقفين يؤكدون على أهمية تجديد الفكر الإسلامي.
من خلال تحديد الموضوعات المشتركة والتناقضات والابتكارات في هذه الخطابات، أصبح من الواضح أن هناك تركيزًا على الحاجة إلى تفسيرات جديدة للتقاليد الإسلامية تتماشى مع التحديات الحديثة. في الوقت نفسه، يحذر المثقفون من تبني الأفكار والقيم الغربية بشكل أعمى ، ويؤكدون على أهمية التفكير الذاتي النقدي لدى المسلمين. يشجعون على تحدي التفسيرات التقليدية للشريعة الإسلامية والفكر الإسلامي عند الضرورة وإيجاد صلة وثيقة بالتقاليد الإسلامية بالحياة الحديثة.
الآثار المترتبة على هذه الآراء بالنسبة لمستقبل المجتمعات الإسلامية في سياق عالمي كبيرة. تقترح خطابات المثقفين خارطة طريق لتجديد الفكر الإسلامي ، مع مراعاة المطالب والتحديات الملحة للعالم الحديث. كما أنها تسلط الضوء على استراتيجيات الحياة الحديثة ، بما في ذلك السعي إلى مجتمع عادل ومنصف قائم على المبادئ الإسلامية.
وفي الختام تؤكد الدراسة على دور التجديد في الفكر الإسلامي كقوة دافعة للتغيير الإيجابي استجابة لتحديات العصر. توفر هذه الآراء من قبل المثقفين المسلمين المعاصرين رؤى قيمة حول الاتجاهات المستقبلية المحتملة للمجتمعات الإسلامية في العالم الذي يتزايد عولمة وعلمانية.
المراجع:
[1] Suleiman (2017). The Role of Contemporary Islamic Movement towards Social and Political Changes of Modernity. aesr, 1(1), 50-58. https://doi.org/10.46281/aesr.v1i1.148
[2] Aulia (2020). PEMAHAMAN PRINSIP GERAKAN MUSLIM MODERN AL-RUJŪ‘ ILA AL-QUR’ĀN WA AL-SUNNAH. Ushuluna, 1(1), 35-46. https://doi.org/10.15408/ushuluna.v1i1.15344
[3] محمد (2021). قراءة في نقد الجابري للتراث في ضوء ملامح التجديد الإسلامي. المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 77(25), 35-62. https://doi.org/10.21608/aakj.2021.286260
[4] (2020). أدوات تجديد الخطاب الديني ضوابطه وآثاره دراسة نقدية تحليلية. Bulletin of The Faculty of Languages & Translation, 1(18), 11-26. https://doi.org/10.21608/bflt.2020.161786
[5] Lapidus (1997). Islamic Revival and Modernity: the Contemporary Movements and the Historical Paradigms. J Econ Soc Hist Orient, 4(40), 444-460. https://doi.org/10.1163/1568520972601486
[6] Duderija (2007). Islamic Groups and their World-views and Identities: Neo-Traditional Salafis and Progressive Muslims. Arab Law Q, 4(21), 341-363. https://doi.org/10.1163/026805507×247554
[7] Mustofa (2013). PEMBARUAN PEMIKIRAN ISLAM INDONESIA: Negosiasi Intelektual Muslim dengan Modernitas. UA. https://doi.org/10.18860/ua.v0i0.2389
[8] Vicini (2021). Rescuing the Muslim collective self: the Nur case in light of the Modern Muslim Subjectivities Project. Asiatische Studien – Études Asiatiques, 3(75), 811-830. https://doi.org/10.1515/asia-2020-0044
[9] Masud (2007). Rethinking sharī’a: Javēd Ahmad Ghāmidī on hudūd. Welt Islams, 3(47), 356-375. https://doi.org/10.1163/157006007783237455
[10] Saputro (2023). Comparative Study of Nahdlatul Ulama (NU) Ma’arif Educational Institution with Muhammdiyah Institution. MUDIMA, 3(3), 684-693. https://doi.org/10.55927/mudima.v3i3.3369
[1] Suleiman, Ibrahim A. I.. “The Role of Contemporary Islamic Movement towards Social and Political Changes of Modernity.” (2017).
[2] Maulana, Imron. “ISLAMIC EDUCATION IN INDUSTRIAL REVOLUTION 4.0 ERA: Considering Fazlur Rahman’s Thought about Islamic Education Modernization.” Islamuna: Jurnal Studi Islam (2020): n. pag.
[3] Kamil, Sukron. “Is Islam compatible with modernity? An analysis of modernity as modern civilization.” Sunan Kalijaga: International Journal of Islamic Civilization 3.1 (2020): 1-35.
[4] Rahman, Fazlur. “Islam and Modernity : Transformation of an intellectual Tradition.” (1984).
[5] Rahman, Fazlur. Islam and modernity: Transformation of an intellectual tradition. Vol. 15. University of Chicago Press, 1982.
[6] Meri, Josef W., ed. (2006). Medieval Islamic Civilization: An Encyclopedia. Psychology Press. p. 678. ISBN 9780415966900.
[7] Neal Robinson (2013), Islam: A Concise Introduction, Routledge, ISBN 978-0878402243, Chapter 7, pp. 85–89
Pretty nice post. I simply stumbled upon your blog and wanted to say that I have really loved browsing your blog posts. After all I’ll be subscribing on your feed and I’m hoping you write once more very soon!
I like this post, enjoyed this one thanks for putting up. “We seldom attribute common sense except to those who agree with us.” by La Rochefoucauld.
I just like the valuable info you supply on your articles. I’ll bookmark your weblog and test again right here frequently. I am moderately sure I’ll learn many new stuff right here! Good luck for the following!
great post, very informative. I wonder why the other experts of this sector don’t notice this. You should continue your writing. I am confident, you have a great readers’ base already!
Hello there, You have performed an incredible job. I will certainly digg it and individually suggest to my friends. I’m confident they’ll be benefited from this web site.
I’d have to examine with you here. Which is not one thing I usually do! I take pleasure in reading a post that may make folks think. Additionally, thanks for permitting me to comment!
تكامل أم فصل؟
السؤال الأول للمستقبل هو ما إذا كان ينبغي للحركة الإسلامية الاندماج الكامل مع الحداثة أو الحفاظ على هوية منفصلة. وهذا ينطوي على الموازنة بين الحفاظ على التقاليد الإسلامية والانخراط في مشهد سياسي علماني حديث,,,
في الواقع و بكل موضوعية و اريحية و منطق العقل البشري الذي منحنا رب العالمين اجمعين،ان الحافظ على الاسلام ،يتطلب الاندماج الكامل مع الحداثة ،..و ذلك بالطبع يتطلب خلق موازنة بين الحفاظ على الاخلاق الاسلامية و بين الانخراط في المشهد السياسي العلماني الحديث,,وذلك يتطلب فقط الفصل بين دور الاسلام الاخلاقي و الانساني عموما و دوره السياسي، ,كما يتطلب حصر قداسة الاسلام بين الله و الانبياء،و عدم نقلها في كل الاحوال الى اشخاص غير انبياء أي غير معصومين من الخطأ، و غير ميالين للدفاع عن حاجة اسرهم و اقربائهم و مواليهم ، حيث لا ينبغي لقداسة الاسلام المشاركة مع عمل سياسي ميال بطبعه الى الدفاع عن مصالح افراد وجماعات على حساب افراد و جماعات اخرى، ان ما يجمع الاسلام و الحداثة هو الدعوة الى الحكامة العادلة، الحداثة تدعوا الى تطبيق عجالة القانون،و الاسلام يدعو الى تطبيق عدالة الله،الحداثة تكون تدريجيا كائنات مؤهلة للاندماج مع عدالة القانون، ولكن الاسلام يبقى حكرا على حراسه و اسيادهم،كما ان الحداثة تعاقب الفاسد في الدنيا قبل الاخرة، لكن الاسلام يمهل و لا يهمل، و متسامح الى ابعد حد، حيث تذهب الحسنة السيئة،و تمسح مناسك الحج كل الذنوب و يعود المذنب الى حيث بدأ الفساد..لهذا ينبغي ان نفصل بين الدنوب المالية و السياسية و الثقافية التي لا ينبغي التسامح معها..و الذنوب الشخصية التي يمكن التسامح معها,,ان ممثلين عدالة الحداثة يصرون على ضرورة الخوف من القانون ، بينما ممثلين العدالة الاسلامية ،يجتهدون في التسامح خصوصا اذا كان الفاسد ابن الدولة العريقة او ابن الدولة الدينية او مستعد لدفع رشوة سمينة,,ان الاسلام يفقد قداسة مباشرة عندما يفترق عن الله و الانبياء,,