الهوية الإسلامية في العلاقات الدولية بين التحصين والتأثير
دحمان عبد الحق
الوحدة السياسية
مركز المجدد للبحوث والدراسات
تشكل الهوية أحد محاور النقاش الكبرى التي تنال جزءاً كبيراً من اهتمامات الباحثين الأكاديميين وصناع القرار في الحكومات والدول على حد سواء، خصوصاً في مرحلة ما بعد الحرب الباردة أين زاد دور البعد الهوياتي في العلاقات الدولية تزامناً مع تنامي الصراعات والنزاعات الإثينية والعرقية، وأطروحات الصدام الحضاري بين الثقافات المختلفة في خطوط الصدع –مناطق تلاقي الحضارات-، وبالمزامنة أيضا ًمع تطور مسارات العولمة التي يتنظر إليها في الكثير من الأحيان على أنها تهديد للخصوصيات الثقافية.
وقد ساهمت هذه الديناميات في الواقع الدولي إلى إعادة النظر في جوانب أخرى لديها تأثير كالبعد الناعم، واللغة، والثقافة بعدما كان انشغال أغلب المفكرين الواقعيين والماركسيين والليبراللين يركز على أبعاد ومكونات مادية تشمل القوة العسكرية والمتغير الاقتصادي، ومن الناحية المفاهيمية والنظرية لم تعد الهوية ذلك المفهوم البسيط، وإنما أصبحت مفهوم مركب، الكلام فيها متشعب وفقاً لخصوصيات كل مجدتمع ومضامينها المختلفة، فعالم الاجتماع يفهمها فهماً قد يختلف عن الاقتصادي، والذي بدوره يفهم متغير الهوية بخلاف عالم السياسة، فضلاً عن تأثير البيئة على التفصيل في هذا المفهوم، فلقد منحت الأنساق الثقافية اللامحدودة وتشابكها نتيجة لتطور مسارات العولمة دلالات عديدة تعقد تفسيرها، وهو ما يجعلنا نتساءل عن المضمون الدقيق الذي يمكن من خلال تحديد مفهوم الهوية وطبيعتها وحدودها وكيفية تحصينها، وإلى جانب هذه التساؤلات وجب أيضاً الحديث عن ثنائية “التحصين الثقافي” من الثقافات الأخرى الذي لا يتعارض مع التناقح الثقافي الإيجابي، وكذلك “الهوية الفاعلة” المؤثرة، وهما بطبيعة الحال ينطلقان من فاعل إما مؤثر أو متأثر ، ويتخلل حدود العلاقة بينهما الصدام ، والقبول، والتعايش، والتشبث.
وبتطبيق هذا التوصيف في العالم على الهوية الإسلامية في الواقع الدولي، فإنها مستهدفة من أجل فرض أسس ثقافية وهوياتية غربية وغريبة عليها تستغل دعاوي الديمقراطية والحرية، والمشاركة والمكاشفة، ومسائل حقوق الإنسان، وإلى غير ذلك من العناصر التي يعمل الغرب على توظيقها لتحوير مفاهيم ورؤى سلبية حول الهوية الإسلامية بوصفها جامدة، ورجعية غير أن ذلك لا يتوافق مع مبادئ وقيم الهوية الإسلامية التي ربما تواكب الاتجاه العولمي والغربي، وتسايره في أمور إيجابية تعود بالنفع على الأمة الإسلامية.
وعلى هذا الأساس فإن هذه الورقة البحثية تسعى إلى معالجة مسألة الهوية الإسلامية وموقعها في العلاقات الدولية، وحدود التحصين التي يتوجب فرضها حتى لا يتم إضعاف الهوية الإسلامية، وتذويبها لمنطق الغالب على حد تعبير ابن خلدون في قوله إن المغلوب مولع بتقليد الغالب، وكذلك التعرض إلى أسس الهوية الفاعلة المستدامة.
أولا: حول مفهوم الهوية الإسلامية
إن الهوية كمتغير يمكن اعتبارها ظاهرة متعددة الأوجه، إذ يشير معناها إلى حقائق مختلفة تنطلق من تساؤل “من نحن؟” لكن الإجابة عنه قد تبدوا سهلة، لكنها في الواقع تتضمن الكثير من العناصر كالهوية والمعتقدات والمواقف والقيم والمعايير والآراء التي يشترك فيها الفرد مع جماعة معنية[1]، وهناك من يعتبرها على أنها نتيجة السيرورات الثقافية والعمليات الاجتماعية طوال حياة الأفراد وعلى امتداد علاقاتهم بالآخرين حيث تخضع لعملية التناقل وحكية الزمن، وعلى هذا الأساس يرى علي حرب بأنها صيغة مركبة وملتبسة بقدر ما هي سوية مبنية على التعدد والتعارض، وهي عقدة أو تشكيلة من الميول والأهواء بقدر ما هي شبكة من الروابط، وهي توليفة من العقائد والمحرمات بقدر ما هي سيرورة نامية ومتحركة من التحولات والتقلبات”[2]، أما “جاك دوري” Jacques Dorais فيرى بأنها ظاهرة غير ثابتة، وإنما حركية تبرز عندما تستحم؛ أي عندما تبرهن الجماعة خصوصياتها في تعاملها مع الآخرين[3]،
وعموماً فإن العديد من المفكرين لما يتحدثون عن هوية أمة معينة ينطلقون من تحديد طبيعتها انطلاقاً من ثلاث عناصر أساسية، وهي:
- العقيدة التي توفر رؤية الوجود
- واللسان الذي يحدد لغة الجماعة والتعبير به
- المكون الثقافي والتاريخي الطويل المدى
وإذا ما تم ربط الهوية بالإسلام تحت مسمى الهوية الإسلامية فإن تعني المعنى الذي تم الحديث عنه إضافة إلى مكونات الإسلام بشريعته وعقيدته وتاريخه وحضارته ولغته، وهي خصائص مشتركة لكل مسلم[4]، وتتميز الهوية الإسلامية بتركيزها على الوحي المعصوم –القرآن الكريم والسنة – فهي ربانية ثابتة، تحافظ على استقامة الفرد ةالمجتمع، وتنهى عن تبعية الآخر المضرة، لذلك يقول الأستاذ سيد قطب: “ولا شك أن ذلك يعطي لهذه الهوية عمقاً تاريخياً بيرهن عن عظمتها وقوتها التي استطاعت أن تستمر عبر ما مضى من قرون وسنوات، فليست منهجاً مهتراً لم يولد قبل سنوات، أو فكر جرى تعديله وتصويبه المرات تلو المرات، بل هو ثابت لا يحتاج في ذاته إلى التطور والتغير، فالذي وضعه يرى بلا حدود من الزمان والمكان، ويعلم بلا عوائق من الجهل والقصور، ويختار بلا تأثر من الشهوات والانفعالات، ومن ثم يضع البشرية كلها في جميع أزمانها وأطوارها أصلا ثابتاً، تتطور هي في حدوده وترتقي وتتقدم وتنمو”[5].
وترتكز الهوية الإسلامية على مجموعة من العناصر التي تتمثل فيما يلي:
- العقيدة الإسلامية: يمثل الإسلام مصدر رئيسي للهوية الإسلامية ومرجع لها، ومحرك لسوكات المجتمعات المسلمة، فهو المتغير الذي يجمع مختلف المجتمعات والقوميات بغض النظر عن اختلاف تصوراتها، إذ باعتبار الدين مرجع يمكن لكل المسلم أن ينضوي تحت لوائه رغم جغرافيته أو لونه، لذلك يعتبر الرابط الرئيسي.
- التاريخ المشترك: وهو الماضي الذي ساهم في صناعته أبناء الإسلام من العرب، وغيرهم، ويشمل أبرز المحطات الرئيسية، والأدوار الفاعلة في صياغة مجريات الأحداث التي مرت بها الأمة الإسلامية من مواقف، وغزوات، وتطور، وازدهار.
- التراث؛ ويقصد به الإنتاج الحضاري الذي ينحدر من خصائص أمة من الأمم المتفاعلة مع البيئة التي نشأت فيها بكل ما تحتويه من تجارب، وأحداث صبغتها بصبغة خاصة، وأسبغت عليها ملامحها الثقافية، ومميزاتها الحضارية من عمارة وهندسة وصناعة تميزها عن الأمم الأخرى التي لها بدورها أنماط حياتها، وأعرافها وتقاليدها[6].
- طريقة التفكير؛ يعد التفكير عنصر جد مهم في أي ثقافة، فطريقة تفكير المجتمع المادي تختلف عن تفكير المجتمع الذي يهتم بالجانب القيمي والتربية الروحية والدينية، وهذا ما يميز المجتمعات المسلمة[7].
ثانياً: الهوية الإسلامية والعلاقات الدولية: أي علاقة ؟ وأي تأثير؟
في الشأن الدولي حاول العديد من الباحثين في نقاشاتهم عن الهوية إقامة فصل بين الهوية الداخلية والهوية الخارجية، فحسب “بول كوورت” يجب التفريق بين الهوية الداخلية التي تتعلق بالتماسك والانسجام لأطراف دولة أو أمة واحدة، والهوية الخارجية التي ترجع إلى طبيعة الاختلاف أو التمايز بين دولة ودولة أخرى، كما اقترح “ألكسندر واندت” تفريقاً مشابهاً بين الهويات التشاركية والهويات الاجتماعي، حيث تتعلق الأولى بالصفات الجوهرية التي تشكل الفردانية لفاعل معين، وأما الثانية فهي مجموع المدلولات التي يتقمصها فاعل معين مع تبني وجهة نظر الآخرين[8].
وعلى المستوى النظري تقترح النظرية البنائية حسب ألكسندر واندت بعد أنطولوجي يتعلق بمدى تأثير الهوية على سلوكات الوحدات ومصالحها، وذلك بتفسيرها للبنية التي تعتبرها تتجاوز الجانب المادي، فالبنائية تعطي دوراً للأفكار والهوية عكس العقلانيين (الواقعية، الليبرالية والماركسية) ، فهم يعتقدون بأن الواقع ذو طبيعة تذاتانية، وموجود نتيجة الاتصال الاجتماعي الذي يسمح بتقاسم بعض المعتقدات والقيم، والذي يدوره يحدد الوظائف التي يعطيها الفاعلون له مما يحرك سلوكاتهم وفق هذا الفهم الجماعي والمعايير الجمعية[9]، كما اقتحمت كل من الحداثة والنقدية في نهاية الثمانينيات مجال العلاقات الدولية، وتحدثت كلك عن الجانب الهوياتي والمعايير ، واعتبرتها مسائل وجودية لها تأثير على سلوكات الفواعل، فالدولة حسبهما لا تحركها فقط معايير مادية، وإنما كذلك هوياتية، فالخطاب والهوية والقيم كل عناصر تؤثر على سلوك الدولة الخارجي، فعلى سبيل المثال دفاع الأمة الإسلامية عن القدس، ورفضها لسياسات تهويده، أو العدوان على قطاع غزة مسائل نابعة من التشارك في الدين والقيم والتاريخ، وهي محددات لسلوكات الدول خارجياً حيال القدس والقضية الفلسطينية.
ويعتبر ألكسندر واندت أن الهوية هي أساس المصالح، حيث يشرح ا بأن العلاقة بين المسلحة والهوية تتفاعل بين عمليات وسيرورة اجتماعية وتاريخية، كم يولوي اهتماماً كبيراً بالخطابات السائدة في المجتمع، باعتبارها تعكس المعتقدات والقيم والمصالح، وتؤسس لسلوكيات تحظى بالقبول من طرف المجتمع لتكون شيئاً فشيئاً محركاً لسلوكات الدولة الخارجية [10]، هذا وترفض البنائية الفصل بين البيئة الداخلية و الخاريجة في تحليل سلوك الفواعل السياسية، وتعتبر أن سلوك الدول نابع من طبيعة البناء القيمي و الاجتماعي للوحدات السياسية[11]، فالمصلحة لا تتحدد خارج النطاق الاجتماعي للفواعل وبمعزل ضمن النظام الدولي؛ أي باعتبارها معطى مسبق تمليه بنية النظام الدولي الفوضوي. كما يشير البنائيون بأن الهوية لا تتحدد فقط بناءا ًعلى دور البنية ذات البعد المادي حسب اعتقاد الواقعيين بل هي نتاج تفاعلات مؤسسات، معايير و ثقافات، فالهوية والبعد الثقافي تلعب دور مهم في السياسة العالمية، وتزامن هذا الطرح مع بروز أهمية للإثنيات والهويات في الاتحاد السوفياتي وإفريقيا أين أصبحت لها دور في الشأن الدولي، فتفكك الاتحاد السوفياتي كان أحد أبرز مسبباته عدم الاهتمام بالهويات والإثنيات وتهميشها خصوصاً في الجنوب الشرقي منه.
إلى جانب ذلك، يعتبر “صامويل هنتنغتون” في كتابه “صدام الحضارات” أحد أبرز المفكرين الذين أبرزو دور البعد الهوياتي كمصدر للصراعات في العالم، إذ يستند طرحه على القول بأن الانتماءات الثقافية الواسعة أصبحت الآن تحل محل الولاءات القومية[12]، ويرى بأن تزايد حدة النزاعات العرقية و الإثنية يعود أسبابها إلى الاختلافات في التركيبة الثقافية و الهوياتية للأطراف المتنازعة لا سيما في خطوط الصدع، وبهذا يعتبر ها على أنها أحد أكبر التحديات السياسية في العصر الراهن (the greatest political challenge of our time) التي تصاعد تأثيرها في النزاعات الدولية/ الداخلية خاصة في تلك الدول الفسيفساء التي تتميز بكثرة الإثنيات والعرقيات والهويات[13].
ويضيف صامويل بأن التباينات بين الحضارات ليست حقيقية فحسب، بل أنها أساسية فالحضارات تختلف عن بعضها البعض بفعل التاريخ واللغة والثقافة والتقاليد والأكثر أهمية عامل الدين فأصحاب الحضارات المختلفة يعتنقون معتقدات مختلفة عن العلاقة بين الله والإنسان وبين الفرد والجماعة وبين المواطنين والدولة وبين الآباء والأبناء وبين الزوج والزوجة وذلك بالإضافة إلى رؤى مختلفة عن الأهمية النسبية للحقوق والمسئوليات والحرية والسلطة والمساواة، وهذه الاختلافات ناتجة عن سياق تاريخي ممتد لعدة قرون، ولن تختفي التباينات في القريب، فهي أكثر أصولية من الاختلافات بين الايديولوجيات والأنظمة السياسية، ولقد أثبت التاريخ بأن هذا الاختلاف ولد أكثر الصراعات دموية وأشدها عنفا [14].
كما حاول العديد من الباحثين في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وكلك علم الاجتماع مناقشة الهوية في العلاقات الدولية عبر اقتراح مجموعة من المقاربات النظرية أهمها النشوئية والوسائلية حتى يتسنى لهم فهم مسألة الهوية، فالمقاربة الأولية أو النشوئية تنطلق من مسألة الاختلاف الهوياتي، وتعتبره أنه أحد أسباب الصراع الذي يحدث حينما تتمسك جماعة معينة بسمات “الأنا” وترفض ا”لآخر” مما يولد إحساس بوجود عدم تقارب بين الجماعات، ويساهم في خلق تباعد وبناء حدود افتراضية تناقضية تؤدي إلى الصراع[15].
ويفسر علماء المقاربة الأولية ذلك من خلال حلقة بناء الهوية، إذ يعتبرون أن تعيين الهوية الإثنية تتم عند الولادة، وهي متأصلة عن الطبيعة البشرية، ثم تمرر في الأنساب من جيل إلى آخر، وهكذا فإنه عبر الزمن يتأسس بناء هوياتي ثابت له مميزات وخصائص معينة متناقلة، وتحت هذا البناء الهوياتي سيتشكل التعاون والتزاوج داخل المجموعة الواحدة، ويتوقع العداء حيال الآخر (الخارج) بسبب الاختلاف والتخوف من انقراض نسلهم أو عاداتهم وتقاليدهم التي يريدون الحفاظ عليها.
أما عن المقاربة الوسائلية أو الافتعالية في إطار هذا الفكر المناقض للمقاربة الأولية، يرى أنصار هذا الطرح أن الصراعات الهوياتية لا تنشأ نتيجة للاختلافات في الهوياتية، بل ينشأ عندما تسيس الهويات أو يتلاعب بها لتوليد مزايا سياسية واجتماعية واقتصادسة لفئة معينة على حساب حرمان أو إهمال فئة أخرى، وتشير هذه المقاربة بأن مشلعر الاستياء والعداء بين الشعوب والجماعات تحركها عدة عوامل متعلقة بالمصالح والديناميات الهيكلية السياسية الاقتصادية 17.
وعموما فإن هذه المقاربة تستند إلى الافتراضات التالية:
- سبب الصراعات والصدامات الهوياتية يعود إلى مشكلة التحريك الداخلي والخارجي، إذ تعمل النخب السياسية ومقاولي الهوية إلى استخدام هذه الجماعات من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة، وإذا طبقنا هذه الحالة على الوضع في بعض الدول الإسلامية، فهناك أطراف خارجية تحرك جماعات متطفة قد تكون عابرة للحدود تحسب على الإسلام لتنفيذ أجنداتها من خلال رفض الآخر وفكرة التعايش الهوياتي، لذلك تقوم بنشر الفوضى في الدول الإسلامية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك تنظيم داعش العابر للحدود، والذي يتكون من عدة جنسيات إذ تم توظيفه لخدمة أجندات معينة، وتم ربطه بالإسلام، وهذا أمر خاطئ لأن الإسلام يرفض ممارساته وسلوكاته وطبيعة عمله حيال الفئات الأخرى، وإنما يدعو إلى التعايش، وعدم ظلم الآخرين.
كما يعتبر الاستعمار أيضاً من أهمّ الفواعل الخارجية التّي تساهم في اختلاق الهوياتية و ذلك عن طريق تثبيت مجموعة واحدة على أكثر من دولة، وتعرف هذه السياسة بفرق تسد (Divide and Rule) ممّا يؤدي إلى تواجد قبائل ذات تاريخ عدائي في نفس المنطقة الجغرافية، و بالتّالي سوف يؤثّر ذلك على أمن المنطقة و استقرارها، وهذه السياسة اعتدتها فرنسا وبريطانيا بكثرة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، فلقد تعمدا صناعة خطوط الصدع عبر تقسيم خاطئ للجماعات في حدود الدول حتى يتم اختراقها وصناعة العداوة بينها بتوظيف عدة متغيرات، ومن بين الأمثلة البارزة حول ذلك نيجيريا، وكذلك السودان التي تم تقسيمها في سنة 2011.
ثالثا: التحديات التي تواجه الهوية الإسلامية في الواقع الدولي
النقطة التي يجب التنويه إليها عند الحديث عن الهوية الإسلامية هي مفهوم التنقح الفكري، فالفكر الإسلامي لا يتعارض مع الأفكار والقيم والمسائل الإيجابية التي تنفع الأمة الإسلامية وتؤدي إلى ازدهارها، فهي هوية تتخللها العالمية؛ أي أنها تتقبل الآخر وتتعايش معه، وليست هوية يتم فرضها أو تكريسها، فلا إكراه فيها، لأنه في الحالة السلبية أو العكسية يححدث ما يسمى بعولمة الثقافة التي تعني في أبسط معانيها غرس ثقافة وهوية ومعتقدات وحياة القوي على الضعيف، وهذا ما يريده الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، فمفاهيم مثل الأمركة والأوربة[16] هدفها الرئيسي تذويب ثقافات الآخرين وتنميطها وفق مقاربة إقصائية لوية الآخرين مما يؤدي إلى استيلاب سماتهم نحو المركز –القوى الكبرى-، وفي الحقية فلقد عملت القوى العالمية على مأسسة العلاقات الدولية وتشبيكها، وربطها بسياسات المشروطية، فعلى سبيل المثال من أجل أن يقدم صندوق النقد الدولي والبنكك العالمي قروض توجب عليهم فرض شروط تتعلق بالخوصصة وتعزيز الديمقراطية والحكم الراشد، وكل هذه الشروط تكون وفق مقاس الغرب حتى وإن كانت لا توائم خصوصيات البيئة السوسيوثقافية للدول، ولها دور في المساس بالهوية الإسلامية ومحو قيما لا سيما إذا تحدثنا عن الحرية التي تتجاوز ضوابط الأخلاق.
تتعرض الهوية الإسلامية في النظام الدولي إلى مجموعة من التحديات أبرزها الآتية:
–الردع بالعصا أو باستعمال القوة الصلبة (Hard Power) : إذا كانت دولة معينة معارضة لسياسات الغرب ثقافياً وهوياتياً، وحتى سياسياً من خلال معارضتها للدمقرطة والحرية غير المحدودة التي تتعارض مع القيم وخصوياتها، والتي قد تؤدي إلى نظام غير عادل اقتصادياً لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية، فإنها ستقوم بفرض ضغوطات وعقوبات بشكل تدريجي على هذه الدولة إلى أن تصل إلى استعمال القوة المسلحة ضدها في حالة عدم التزامها بذلك ، وهذا ما حدث لبعض الدول الإسلامية التي رفضت مشروطية الغرب المؤثرة بشكل كبير على الأبعاد السوسيوثقافية.
– الغزو الفكري أو الناعم: بعد أن أدركت القوى الغربية بأن القوة العسكرية لا تكفي لإضعاف مقومات الهوية والثقافة الإسلامية[17]، استعمل ووظف الغرب آليات جديدة لتحوير مفاهيم وفقاً لرؤيته عبر وسائل الإعلام، ودبابات الفكر [18]Thınk Tank إذ أصبح المدافع على أرضه وعرضه ونفسه في نظرهم إرهابياً، وليس مقاوماً، واستخدموا مصطلحات على شاكلة الإسلام فوبيا، الإرهاب، التطرف، الفكر الرجعي لضرب الهوية الإسلامية في الصميم من خلال تشويهها، والإساءة إلى معتقدات وعلماء وشعائر المسلمين، أو عبر التمثيليات والمسرحيات التي تتهكم على الإسلام، وتعرض نماذج مشوهة لحقيقة الإسلام، ولقد ازذاد خطر هذا الغزو مع انتشار الفضائيات، وتنامي دور الانترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي[19]. وهو بالفعل ما عملت عليه الولايات المتحدة وبعض القوى المتحالفة معها منذ نهاية الحرب الباردة، فلقد عملت المؤسسة الإعلامية دوراً كبيراً في هذا الجانب، لا سيما وأنها تمتلك ترسانة إعلامية ضخمة[20].
إن الغزو الفكري ينطلق كذلك من معطى أساسي يدعى بالتأثير الرمزي The Symbolic Effect، والذي يعني جعل الحياة تسير وفق نمط واحد ترامزي يرتبط بالممارسات التقنية في الانتاج والتعاملات التجارية والتسويق والعملة، وبصورة أخرى يفرض هوية وثقافة المهيمن[21]، فضلاً على الجانب الإعلامي والتعليمي والفكري، وهو ما يعني فرض ثقافة وهوية الآخرين بالقوة على المسلمين، وفي حالة ما لم يتم التعامل معهه بشكل فعال، وإيجابي، فإنه سيكون أحد أبرز الأخطار التي تواجه الهوية الإسلامية، وتضعفها.
– تحدي الاستشراق: كان للمستشرقين دور كبر في نشر مطاعن حول العقيدة الإسلامية، ومن بين النماذج البارزة ما كتبه هؤلاء في دائرة المعارف الإسلامية التي صدرت بثلاث لغات: إنجليزية، فرنسية، وألمانية، وصدرت في عدة طبعات، وترجمت إلى عدة لغات، وقد اشترك في تأليفها أكثر من 400 مستشرق، وبلغت أكثر من 3000 مادة في أكثر من 10000 صفحة احتوت على معلومات فيها الكثير من التأويلات الخاطئة والتحيزات للغرب حول الشرق والإسلام[22]، وكانت كتابة المستشرقين تتميز بوجود تحيزات واضحة بدل الموضوعية ضد المسلمين في مسائل عديدة كالجهاد، والدفاع عن النفس، ونظام الحكم، إذ أنهم تخلوا عن الأمانة العلمية، وأصبحوا أداة للاحتلال والتعاون مع المخابرات ومراكز الفكر الغربية لا سيما الأمريكية للطعن في الإسلام، فبلغة الأرقام بلغ عدد أعضاء رابطة دراسات الشرق الأوسطية الاستشرافية في أمريكا لوحدها قرابة 16000 عضو سنة 1986، ووصلت عدد الموضوعات المنشورة حول منطقة الشرق الأوسط إلى أكثر من 87 ألف مادة في 1987، وهي تقدر اليوم بعشرات الآلاف، فلا تكاد دولة غربية لا تحتوي على قسم مختص بالدراسات الاستشراقية والإسلامية[23].
وعموماً فإن الهوية الإسلامية تتعرض لتجاذبات سلبية بفعل دينامية مسارات العولمة التي تحاول إفراغها من كل محتوى، ؤدية بذلك إلى فرض أنموذج حضاري غربي يمهد تدريجياً إلى الهيمنة على الشعوب لكن بدون استعمال عصا، وفي هذا الصدد يشير “فرانسيس فوكوياما إلى هذا المعنى بقوله: “إن شعوب العالم غير الفربية لا يمكن أن تدخل في النسيج الحضاري للغرب حتى وإن استهلكت البضائع الغربية، وشاهدت الأفلام الأمريكية، واستمعت إلى الموسيقى الغربية، فروح أي حضارة هي اللغة والدين والقيم والعادات والتقاليد”[24]، ففي ظل هيمنة الغرب على المؤسسات الدولية، أخذوا يقنون القيم ومسائل عديدة بمقاسهم من أجل فرضها دون مبالاة بالآخرين أو بخصوصياتهم مركزين على قضايا تمس هوية الشعوب المسلمة كحقوق المرأة والأسرة والميراث، والحقوق الجنسية، والإنجاب، والإجهاض، والشذوذ، وقضية المساواة بين الرجال والنساء، وهو ما يعتبر مساساً بعمق الهوية الإسلامية، وفرض لمنظومة القيم الغربية[25].
ومن هذا المنطلق وجب على الدول الإسلامية تعزيز هويتها بأقوى عناصرها، والعودة إلى الإسلام، وتربية الأم على مبادئه وعقيدته، كونه ركيزة أساسية للإقلاع الحضاري، وحتى لا تكون الشعوب المسلمة في موقع الهوية المتأثرة، وإنما يجب أن تكون الهوية الفاعلة المحققة للإقلاع الحضاري.
خاتمة
وفي الأخير نستطيع القول بأن الهوية الإسلامية هي منطلق وركيزة رئيسية تعبر عن الشخصية المسلمة المحبة للتسامح والمليئة بقيم الأخلاق، وروابط الأخوة والمتمسكة بالدين والسنة وتوحيد الله عز وجل، وغيرها من النقاط الأخرى، ورغم المؤامرة الغربية التي تستهدفها قصد اختراقها، ومحو خصائصها وسماتها، بيد أنها إلى غاية الآن لا تزال المقوم الذي يتخوف منه الغرب خصوصاً، وأنها مرتبط بالإسلام الذي يمثل نهجاً دنيوياً شاملاً للأمة المسلمة، وهاجساً للعالم الغربي لسموه وعلوه في الجانب الأخلاقي والروحي.
ورغم ما وصل إليه الغرب من مدنية [26]وتطور لاأنه يدرك بأن قوة الشعوب الإسلامية تكمن في الجانب الديني، فإذا اجتمعت مقومات هذه الهوية، وأصبحت نقاط قوة سيجعلها قوة مهيمنة في عدة مستويات في الواقع الدولي، ومن جانب آخر، فإن بعض المتفرقات التي يعيشها العالم الإسلامية نظراً لضعفه في الشق الهوياتي، وتنامي مساكل الهوية التي يتخللها عدم قبول الآخر في بعض مناطق الشرق الأوسط وإفريقيا بغض النظر عن مسببتها –نشوئية، افتعالية…الخ- غير أنه وجب على قادة هذه الدول التحرك، ووضع خلافاتها الهوياتية جانباً حتى تتمكن من حل عدة مشاكل، وذلك عبر توفر الإرادة السياسية وبناء مقومات التصدي وتجاوزها ما يتيح لها البقاء ومواجهة أخطار الصليبية والصهيونية والشيوعية التي تريد المساس بالمكون الديني، لأنها تدرك بأنه حلقة مهمة توحد المسلمين، ومن هنا فإن قوى التغريب والعزو الثقافي تنطلق من هذا الاتجاه عبر توظيف الجانب الناعم من آلياتها لتذويب الهوية الإسلامية.
ولجيلنة الهوية الإسلامية وجب تضافر الجهود للحفاظ عليها مستقبلاً عبر تفعيل دور مؤسسات الدولة في ذلك خصوصاً إذا تحدثنا عن المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية، وكذلك الأسرة التي تعتبر مدرسة كبيرة لتربية الأجيال الصاعدة وغرس الهوية الإسلامية في نفوسهم والحفاظ عليها من الذوبان، وتحصين الأبناء ضد الأفكار الهدامة في سن مبكرة مع متابعتهم للالتزام وتحمل المسئولية حتى يتم تحصينهم من المفاهيم والأفكار والتصورات الخاطئة التي يبثها الغرب عن طريق وسائل الإعلام.
وتوصي هذه الدراسة بثلاث نقاط رئيسية، وهي:
- إعادة بث الروح في دور الأسرة، وتفعيل دورها لتربية الأجيال الصاعدة على العقيدة والهوية الإسلامية، والتعلق بالله عز وجل، والاستعانة به، والثقة بنهج الإسلام في الحياة، كون التنشئة الإسلامية الصحيحة على التحصين العقائدي القائم على القيم والأخلاق تؤتي ثمارها إيجاباً على الدولة.
- التركيز على مؤسسة المسجد، وتفعيلها، وتجديد الخطاب الديني وتطويره بما يلائم روح العصر شرط الحفاظ على أصالة ومقومات الهوية الإسلامية.
- النقطة الثالثة تتعلق بأنه يجب على المسؤولين وصناع القرار تحصين مجتمعاتهم من سلبيات التغريب من خلال مجموعة من الضوابط والقيود، حتى لا تتفكك وتضعف الهوية الإسلامية، ولما التفكير في كيفية صناعة هوية إسلامية فاعلة عبر تسخير الوسائل الإعلامية ومقدرات الدولة في تعزيزها وتثبيتها .
قائمة المراجع
أولاً: باللغة العربية
- بومدين طاشمة، مدخل إلى علم السياسة مقدمة في دراسة أصول الحكم، الجزائر: جسور للنشر والتوزيع، 2013.
- جارش عادل، الاستراتيجية الأمريكية في ضوء المستجدات الدولية، عمان: دار ألف للوثائق للنشر والتوزيع ، 2022.
- جارش عادل، وآخرون ، قراءة في قضايا دولية معاصرة، مصر : دار المكتب العربي للمعارف ، 2018.
- جاسم بن محمد بن المهلهل الياسين، الهوية الإسلامية، الكويت: شركة السماحة للطباعة والنشر والتوزيع، 2012.
- خالد بن عبد الله بن عبد العزيز القاسم، التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية، انظر الرابط الآتي: https://2u.pw/exuzib
- رفيق بوشيش، وفيصل رضواني، الهوية والأمن في منظورات العلاقات الدولية:دراسة تحليلية، المجلد 07، العدد 2، 2020.
- ستيفن والث، العلاقات الدولية: عالم واحد، نظريات متعددة، انظر الرباط الالكتروني الاتي: https://2u.pw/Wh68Yg
- سلمى بلخير، وشرفي محمود، واقع مراكز الفكر والدراسات في الجزائر بين الضرورة الاستراتيجية ورهانات المستقبل، مجلة الأبحاث القانونية والسياسية، العدد 2، 2022.
- سيد قطب، خصائص التصور الإسلامي، القاهرة: دار الشروق، الطبعة العاشرة، 1988.
- عبد الباقي غفور، العولمة وأثرها على الهوية الإسلامية، مجلة البراديغم، العدد 2، أوت 2016.
- علي حرب، خطاب الهوية، الجزائر: منشورات الاختلاف، 2008.
- عمار حجار، السياسة الأمنية الأوروبية تجاه جنوبها المتوسط، 2002.
- ميلود علي حيدر، الهوية الثقافية العربية والإسلامية وتحدي العولمة، المجلة السياسية والدولية، العدد 41-42، 2019.
- هاجر علي ضيفالله القحطاني، وعبد الرحمن محمد نفيز المذاهبي الحارثي، أهمية تعزيز الهوية الإسلامية في المناهج من خلال إبراز جهود العلماء المسلمين، المجلة الدولية للعلوم الانسانية والاجتماعية، جويلية 2022، العدد 34.
ثانياً: المراجع الأجنبية
- Bruce Gilly, “Against the concept of ethnic conflict“, Third World Quarterly, Vol. 25, No. 6, 2004.
- J. Dorias, La construction de L’identité , Canda : Presse de l’université laval, 2004, p 11.
[1] رفيق بوشيش، وفيصل رضواني، الهوية والأمن في منظورات العلاقات الدولية:دراسة تحليلية، المجلد 07، العدد 2، 2020، ص 620.
[2] علي حرب، خطاب الهوية، الجزائر: منشورات الاختلاف، 2008، ص 201.
[3] J. Dorias, La construction de L’identité , Canda : Presse de l’université laval, 2004, p 11.
[4] جاسم بن محمد بن المهلهل الياسين، الهوية الإسلامية، الكويت: شركة السماحة للطباعة والنشر والتوزيع، 2012، ص ص 10-11.
[5] سيد قطب، خصائص التصور الإسلامي، القاهرة: دار الشروق، الطبعة العاشرة، 1988، ص 41.
[6] هاجر علي ضيفالله القحطاني، وعبد الرحمن محمد نفيز المذاهبي الحارثي، أهمية تعزيز الهوية الإسلامية في المناهج من خلال إبراز دهود العلماء المسلمين، المجلة الدولية للعلوم الانسانية والاجتماعية، جويلية 2022، العدد 34، ص 74.
[7] ميلود علي حيدر، الهوية الثقافية العربية والإسلامية وتحدي العولمة، المجلة السياسية والدولية، العدد 41-42، 2019، ص 248.
[8] رفيق بوشيش، وفيصل رضواني، مرجع سابق، ص ص 619- 620.
[9] عمار حجار، السياسة الأمنية الأوروبية تجاه جنوبها المتوسط، ص 43.
[10] ستيفن والث، العلاقات الدولية: عالم واحد، نظريات متعددة، انظر الرباط الالكتروني الاتي: https://2u.pw/Wh68Yg
[11] عمار حجار، مرجع سابق، ص 45.
[12] ستيفن وولت ،مرجع سابق.
[13] Bruce Gilly “Against the concept of ethnic conflict”, Third World Quarterly, Vol. 25, No. 6, 2004 p155.
[14] جارش عادل، وآخرون ، قراءة في قضايا دولية معاصرة، مصر : دار المكتب العربي للمعارف ، 2018، ص 7-14.
[15] المرجع نفسه، ص 11.
[16] يجب التفريق هنا بين مصطلح العولمة والأمركة والأوربة، فالأولى تعني تنميط العالم وفق أنوذج واحد على عدة مستويات اقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية، بينما تعني الثانية فرض الأنموذج الأمريكي وأسلوب حياتهم على مختلف دول العالم، والأوربة فرض النموذج الأوروبي بإيجابياته وسلبياته في مختلف المجالات على بقية الدول. للمزيد انظر: بومدين طاشمة، مدخل إلى علم السياسة مقدمة في دراسة أصول الحكم، الجزائر: جسور للنشر والتوزيع، 2013، ص 74.
[17] يمكن ذكر الحالة الفرنسية لاحتلال الجزائر هنا، فرغم قيام فرنسا بسياسات التنصير، وكل الآليات والأساليب للقضاء على الهوية الإسلامية وسمات المجتمع الجزائري طيلة أكثر من 130 سنة من اختلالها بالقوة، غير أنها فشلت في طمس الهوية الإسلامية الجزائرية، فبعد الاستقلال مبائرة تم دسترة الدين الإسلامي كدين رسمي وثابت من ثوابت الأمة لا يمكن المساس به، واعتبار اللغة العربية اللغة الرسمية الأولى في البلاد التي تعمل الدولة على تطويرها والارتقاء بها في عدة مجالات.
[18] كان التوجه الأول لتعريب هذا المصطلح استخدام مفردتي دبابة الفكلا استناداً إلى وصف المكان، وتم ترجمته فيما بعد بصور مختلفة للدلالة على الجماعة الفكرية المنظمة تحت عدة مسميات منها: مراكز الفكر، علب التفكير، مختبرات الفكر، وتعرف على أنها تلك الجماعات أو المعاهد المنظمة التي تهدف إلى إجراء بحوث مركزة ومكثفة للسياسيين من أجل معالجة العديد من القضايا، واقتراح الحلول. للمزيد انظر: سلمى بلخير، وشرفي محمود، واقع مراكز الفكر والدراسات في الجزائر بين الضرورة الاستراتيجية ورهانات المستقبل، مجلة الأبحاث القانونية والسياسية، العدد 2، 2022، ص ص 129-130.
[19] خالد بن عبد الله بن عبد العزيز القاسم، التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية، انظر الرابط الآتي: https://2u.pw/exuzib.
[20] تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية ترسانة إعلامية ضخمة ، حيث تساهم بحوالي 60 بالمئة من الإنتاج السينمائي العالمي، و 90 بالمئة إجمالي الأخبار المصورة إلى العالم، و82 بالمئة من إنتاج المعدات الإعلامية والالكترونية، و90 بالمئة من المعلومات المخزنة في الحاسبات الالكترونية، وكذلك تسيطر على أغلب شبكات التواصل الاجتماعي مما يجعلها قادرة على التأثير الناعم بشكل كبير في العالم. للمزيد انظر: جارش عادل، الاستراتيجية الأمريكية في ضوء المستجدات الدولية، عمان: دار ألف للوثائق للنشر والتوزيع ، 2022، ص 58.
[21] المرجع نفسه، ص 58.
[22] خالد بن عبد الله بن عبد العزيز القاسم، مرجع سابق.
[23] المرجع نفسه.
[24] عبد الباقي غفور، العولمة وأثرها على الهوية الإسلامية، مجلة البراديغم، العدد 2، أوت 2016، ص 154.
[25] المرجع نفسه، ص 155.
[26] يجب التفريق هنا بين مفهوم المدنية والحضارة، فالمدنية تشير إلى التطور المادي، بينما مفهوم الحضارة أشمل، فبجانب البعد المادي تتضمن الجانب الأخلاقي والروحي، وهو الجانب الغائب في الدول الرأسمالية التي تعتبر أن المال هو ركيزة الحياة والتطور، وربما بروز بعض الجمعيات والمنظمات في العالم الغربي تنادي بتقديس البعد الأخلاقي والقيمي والروحي، والتركيز على مسائل حقوق الإنسان وقيمة البشر دليل واضح على أنه يعاني من اناحية الأخلاقية والروحية .
I am really enjoying the theme/design of your weblog. Do you ever run into any browser compatibility issues? A number of my blog visitors have complained about my site not operating correctly in Explorer but looks great in Safari. Do you have any solutions to help fix this problem?
My cousin recommended this website to me, however I’m not sure if he wrote this post because no one else has such in-depth knowledge of my problems. You are amazing, thanks.
You really make it seem so easy with your presentation but I find this topic to be really something which I think I would never understand. It seems too complicated and very broad for me. I am looking forward for your next post, I will try to get the hang of it!
Very efficiently written story. It will be supportive to everyone who usess it, including yours truly :). Keep up the good work – i will definitely read more posts.
Yay google is my queen assisted me to find this outstanding site! .
Hello. splendid job. I did not imagine this. This is a great story. Thanks!
Thanks for the sensible critique. Me and my neighbor were just preparing to do a little research about this. We got a grab a book from our local library but I think I learned more clear from this post. I’m very glad to see such fantastic info being shared freely out there.