البعد الديني كأحد مصادر النفوذ الناعمة في السياسة الخارجية الجزائرية
عبد الحق دحمان
مركز المجدد للبحوث والدراسات
مقـدمة
بدأ الحديث خلال العقود الأخيرة عما يسمى بالقوة الناعمة في السياسة الخارجية والعمل الدبلوماسي كأحد الأبعاد الأساسية المهمة لتنفيذ برنامج الدولة بالخارج في علاقتها مع مختلف الفواعل الدولية (دول، منظمات، منظمات غير حكومية…إلخ)، إذ أخذ مساحة واسعة من حيث الاهتمام خصوصاً لدى الدول التي تعتبر أن هذا المنجز حضاري يسهل عليها تنفيذ سياساتها وقبولها لدى الأوساط الرسمية وغير الرسمية، وبذلك فهو محدد لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لها، ويتجلى ذلك في تعاملات بعض القوى الدولية مع البيئة الخارجية كفرنسا* وألمانيا وبريطانيا وأمريكا مع الأطراف الدولية الأخرى في النظام الدولي.
وعند الحديث عن المتغير الثقاقي، فإن لا يمكن فصل أو عدم ذكر البعد الديني الذي يعتبر أحد العوامل المؤثرة والموجهة لسوكات الدول في علاقاتها وتفاعلاتها في النظام الدولي سواء كان كان لخلق التعاون وتشبيك العلاقات ووقف الصراعات، أو حتى في تأزم العلاقات وزيادة التوترات وحدة الصراعات، وهو الأمر الذي يثبت بأن النظرية الثيوقراطية لديها أهمية في العلاقات الدولية على عكس ما روج له بعض الحداثيين الذين أكدوا على أن التطور المادي والعلمي سيقلص من دور الدين في العلاقات بين الشعوب والأمم في هذا العصر.
ولا يرتبط الدين كأداة للسياسة الخارجية فقط بالقوى الدولية الكبرى، وإنما هناك حركة وإدراك سياسي حتى من دول العالم الجنوبي حول أهمية الدين لهم كمتغير يفتح لها الباب في العلاقات الدولية لحل العديد من المشكلات وتعزيز نفوذهم على عدة مستويات –إقليمية ودولية-، لذلك فلقد توجت بعض الدول مثل إيران والسعودية والمغرب والجزائر على تثمين وتعزيز دور المتغير الديني في دبلوماسيتها وسياستها الخارجية على النحو الذي يمهد ويسهل لها حل العديد من المشاكل والقضايا العالقة، وتعزيز العلاقات مع الدول التي تتقارب معها في المتغيرات الدينية.
ومن هذا المنطلق فإن هذه الورقة البحثية تحاول دراسة هذا الموضوع انطلاقاً من تخصيص الحالة الجزائرية كمثال عن مكانة البعد الديني كأحد مصادر القوة الناعمة في السياسة الخارجية وآفاقه في المستقبل. فما هي إذن مكانة البعد الديني في السياسة الخارجية الجزائرية أزاء علاقاتها مع الأطراف الدولية؟ وهل هناك إدراك من طرف صانع القرار بضرورة التركيز على البعد الديني الإسلامي خاصة في المنطقة العربية والإسلامية؟
أولاً: الدين كأحد أدوات النفوذ الناعمة في السياسة الخارجية
من المهم عند التفكير في مصادر القوة الناعمة الحديث عن البعد الديني الذي يحدد انطباعاً وتأثيراً ممتداً أكثر من أدوات القوة الصلبة، فلقد شهد مفهوم القوة الناعمة صعوداً بعد نهاية الحرب الباردة (CW)، إذ تم ممارسة ما يسمى بمصادر القوى المادية خاصة في شقها العسكري والاقتصادي (القوة العسكرية، العقوبات الاقتصادية، الرشاوي، المشاريع الاقتصادية) كأدوات لإدارة العلاقات الدولية أثناء فترة الصراع القائم بين المعسكرين طيلة 45 سنة، وهذا جزء مهم في التاريخ المعاصر الذي يتضح فيه بأن منطق الصراع والقوة والتسلح كانت أدوات توجه سلوكات الدول الخارجية وتفاعلاتها، غير أن هناك آليات وقدرات أخرى تسمح بالحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً من الإرغام أو دفع الأموال، وهي تنشأ من جاذبية ثقافة دولة دولة معينة، وسياساتها، واقتصادها، وعندما تبدوا هذه المتغيرات مشروع ذوا جاذبية تتسع تأثيرات القوة إلى ما وراء الحدود، ولن تضطر الدولة إلى الإنفاق كثيراً على ما يسميه جوزيف ناي العصي والجزرات (أي عوامل الإرغام والإغراء) لتحريكهم في اتجاهك، فالإغراء أكثر فاعلية وتأثير من الإرغام على الدوام، لذلك يقول الجنرال ويسلي كلارك بأن : “القوة الناعمة قد أعطتنا تأثيراً أبعد بكثير من الحافة الصلبة لسياسات ميزان القوى”[1]. ومن هنا فلقد أدركت القوى الدولية والإقليمية مدى نجاعة هذه القوة كوسيلة لتنفيذ السياسات في الكثير من الأحيان بالعديد من الدول خاصة مع تطور مسارات العولمة ووسائل الاتصال، لذلك فلقد توجهت الدول إلى تحويل الموارد الناعمة (ثقافة، دين، قيم، ميديا) إلى قوة حقيقية مؤثرة من أجل الوصول إلى النتائج المرغوبة، وجعل الآخرين يفعلون أو يريدون ما تريد –استمالتهم- بدل إرغامهم بالقوة العسكرية أو تهديدهم بالعقوبات الاقتصادية، وإنما جذبهم بمعطيات ناعمة[2]، ويبين الجدول الآتي أبرز الفروقات بين القوة الناعمة والقوة الصلبة من حيث السلوك والنمط المتخذ، وكذلك الموارد المستخدمة.
الجدول رقم 1: أبرز الفروقات بين القوة الناعمة والقوة الصلبة
نوع القوة
متغير الفرق |
القوة الناعمة (Soflt Power) | القوة الصلبة (Hard Power) |
طبيعة السلوك المتخذ والمؤثر | القدرة على الجذب، الميل إلى الترابط عبر التعاون الطوعي | الإرغام، التهديد، الأمر |
الموارد المرجحة | القيم، الثقافة، السلوكات، الميديا | القوة، العقوبات الاقتصادية، الرشاوي، المدفوعات |
المصدر: تصميم الباحث بتصرف انطلاقا من مرجع جوزيف ناي، مرجع سابق، ص 28.
ويتبين من هذا الجدول بأن القوة الناعمة بأدواتها وتأثيراتها تهدف إلى التأثير على الرأي العام والدول من خلال استخدامها كآلية تحفز الأطراف وتحركهم، وتؤثر عليهم خاصة إذا تحدثنا عن القضايا المدنية ومسائل حقوق الإنسان والقيم والثقافة والفن، عكس القوة العسكرية التي ترغم الدول على تنفيذ سياسات وأفعال معينة قد لا تكون صالحها في صالح الدول.
والقوة الناعمة إذا ما تم دمجها في السياسة الخارجية فهي تعني ببساطة توظيف هذه الآلية لخدمة مصالح الدولة وتحقيق أهدافها ضمن استراتيجية وبرنامج عمل مخطط له تكون فيه متغيرات القيم، والدين، والثقافة، والميديا وسائل أساسية لتنفيذه بدل فقط التوجه إلى إشكالية التحقيب –أي التركيز على معطيات الحقبة الصلبة فقط-، وإنما البحث عن المعايير، والتي يعتبر الدين فيها أحد أيرز ركائزه، خصوصاً أنه كمتغير يحدد مجموعة من السوكات المتوقعة من الآخرين إذا كانت الفواعل تتصرف وفقاً للمنطلقات الدينية، وبالتالي يسهل في القدرة على إدراك تصرفاتهم وتوقعاتهم[3]، فمثلاً تساند العديد من الدول العربية والإسلامية مع القضية الفلسطينية يرجع للمتغير الديني الذي يعتبر أن قضية القدس وفلسطين ومساندتها مسألة دينية بدرجة أولى لأنها تضم أبرز المقدسات الروحية التي لها مكانة في وجدان الشعوب العربية والإسلامية. وحتى المفكر الأمريكي صامويل هنغتنتون يعتبره متغير جد مهم في تفسير وتحديد خيارات سلوكات الدول والجهات الفاعلة في النظام العالمي في إطار ما سماه الصدام بين الحضارات المستقبلي، إذ يرى في كتابه الصدام بين الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي الجديد على أن متغير الدين سيحكم النزاعات المستقبلية، وسيؤثر على خيارات الدول، وكذلك تحديد التحالفات بين الحضارات، وتحريك النزاعات خاصة في خطوط الصدع (مناطق التقاء الحضارات)[4]، وعلى غرار هنتنغتون فلقد تناول أنصار النظرية البنائية دور المعايير والدين والبنى الاجتماعية داخل الدولة، واعتبروا أن لهذه المتغيرات تأثيرات على سلوكيات الدول في البيئة الخارجية، وتوجيهها نحو التعاون أو التصادم، ومن أمثلة ذلك الصراع الحاصل حول القدس بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة لما تحظى به من أهمية دينية وتاريخية لهم[5]، ولقد أدت كذلك أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة إلى صعود التفسيرات والتحليلات الأكاديمية والسياسية في أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية إلى التركيز على متغير الدين، من خلال تحديد الإسلام –العدو الأخضر- وربطه بقضايا السلم والحرب في النظام العالمي[6].
وبالتالي فإن مقاربات أو نظريات العلاقات الدولية حاولت إدماج هذا المتغير في تفسير السياسات العالمية بعد إدراكها بأن إغفال هذا العامل يعد إغفالاً لفهم تفسيرات وسلوك وهويات ودول وشعوب تعنتنق أديان وحضارات مختلفة، وفي هذا الصدد يتحدث “غراهام فولر” Garham Fuller عن العلاقة بين الدين والسياسة، ويعتبر أن كلاهما قد استعمل أحدهما عند رصد حركة وتطور التاريخ، وأنه من الغريب إهمال أو اللامبالاة بمتغير الدين في العلاقات الدولية لعدم تغطيته بشكل واسع خصوصاً عن الحديث عن أطر العلاقة بينه وبين السياسة الخارجية والعمل الدبلوماسي، لهذا يقول “تيموثي شاه” Timothy Shah: أصبح الدين أحد أكثر العوامل تأثيراً في الشؤون العالمية في الجيل الماضي، لكنه لا يزال العامل الأقل دراسة من حيث التأثير في الشؤون العالمية، ولهذا يُعتقد كذلك بأنه هناك مجموعة من العوامل التي يفترض أن تعطي أهمية ومساحة أكبر للاهتمام بمتغير الدين في الفترة الراهنة على النحو الآتي:
- تنامي الحركات الدينية في العلاقات الدولية، وتفرعها بشكل مباشر، وخصوصاً تلك التي تحاول تشبيك تصوراتها في الداخل والخارج –ما وراء حدود الدولة-.
- تنامي الأدوار لبعض المنظمات التي يغلب عليها الطابع الديني في الكثير من الأحداث الإقليمية والدولية، مثل: منظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك الاتحاد الأوروبي* الذي يعتبر منظمة مسيحية باختلاف تفرعاته ومكوناته.
- تصاعد تأثير الجماعات الإسلامية، واتجهاتها نحو استنفار القوة الدفاعية في مواجهة الضغوط والسياسات الغربية، ويبرز ذلك فيما تقوم به بعض الجماعات المسلحة والإرهابية حيالهم.
- الصدام بين الحضارات، واتهام الإسلام من طرف المتطرفين الغربيين بأنه دين إسلام وإرهاب اعتماداً على أسس وحجج مغلوطة[7].
ثانياً: البعد الديني في السياسة الخارجية الجزائرية
تقودنا دراسة بنية العقل السياسي الجزائري إلى العديد من المدخلات والمبادئ المهمة التي ترجع إلى ثورة التحرير الوطنية (1954-1962) أين تم في هذه الفترة هندسة محددات السياسة الخارجية الجزائرية، والتي لا تزال سارية إلى حد اليوم، ولم تتغير بشكل كبير، إذ تبنت الجزائر المبادئ التي نصت عليها منظمة الأمم المتحدة (UNO)، وحركة عدم الانحياز، وجامعة الدول العربية، والتي تضمنت الالتزام بسياسات حسن الجوار، وضبط الحدود وفق قاعدة الحدود الموروثة عن الاستعمار، ودعم حركات التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها، والتعاون مع الدول في مختلف القطاعات، وكذلك حل وإدارة النزاعات بالطرق السلمية وتجنب اللجوء إلى القوة المسلحة، إضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهي مبادئ تم رسمها كنهج منذ ظهور الحكومة الجزائرية المؤقتة أثناء الاستعمار إلى غاية الآن[8] رغم وجود بعض الانتقادات الموجهة إليها من طرف العديد من الباحثين والأطراف تحت حجة أنه لا بد من تكييف هذه المبادئ والأسس وفقاً للتغيرات والحركية الجديدة التي تشهدها الدائرة الإقليمية والدولية للجزائر حتى تكون هناك استجابة سريعة وفعالية أكثر للأدوار الجزائرية على عدة مستويات.
وفي خضم هذه الأدوار الجديدة فإن هناك البعد الديني والثقافي الذي يهدف أساساً للدفاع عن الجزائر والتسويق لصورتها في الخارج، وكذلك تسطيره كبعد جد مهم يمكن اعتماده ضمن الاستراتيجيات التي تقوم بها الدول من أجل تعزيز وجودها على الساحة الإقليمية والدولية[9]، ويأتي تفعيل هذا الدور في إطار ما نوه به رئيس الجمهوية الجزائرية عبد المجيد تبون حول ضرورة بعثه للأبعاد الأخرى للدبلوماسية خاصة في العمق العربي والإفريقي الذي تتشارك معه الجزائر الكثير من النقاط بما فيها بعدي العقيدة والدين، ولبعث هذا الجانب يتوجب قراءة واقع البعد الديني في الجزائر من خلال أولاً التعرف على أبرز الآليات والمؤسسات الدينة التي تركز عليها الجزائر في بعث دبلوماسيتها الدينية الخارجية ثم واقع البعد الديني في تفاعلاتها مع الأطراف الأخرى كعنصر مؤثر على المستوى الإقليمي.
- الآليات والمؤسسات الدينية التي تركز عليها الدبلوماسية الجزائرية: تركز الجزائر في تحقيق أهدافها على جملة من الآليات والمؤسسات ضمن مقاربتها في نشر تطلعاتها الدينية على بعد وسطي يؤدي إلى ما يسمى بالأمن الديني، والذي بدوره يهدف إلى محاربة كل الشوائب والمفاهيم المغلوطة عن الدين المنتشرة في دول الجوار – خاصة منطقة الساحل-، إذ تسعى لتبني ونشر فهم وسطي غير متشدد في أوساط الشباب حتى لا يتم استغلالهم من طرف التنظيمات الإرهابية التي تعرف انتشاراً واسعاً بها وتسعى لتغذيتة الشباب بأفكار التطرف والغلو في الدين مستغلة بذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة التي تعيشها هذه الدول لتسميم عقولهم واقناعهم بالانخراط ضمن صفوفها لمحاربة الطغاة على حد وصفها لجيوش وأنظمة المنطقة، وتحاول الجزائر أن تنظم تظاهرات وملتقيات عديدة من خلال توظيف عدة طرق صوفية لديها امتداد جغرافي وتاريخي، وتتشارك مع الجزائر في العديد من المنطلقات والمتغيرات الدينية، ويتعلق الأمر خاصة بأربع طرق أساسية[10]، وهي:
- الطريقة القادرية: نسبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلالي الذي ولد بجبال جيلان في العراق سنة 470 هــ، ولقد تم نقل هذه الطريقة من طرف أبا مدين شعيب بن الحسين إلى الجزائر، والبلدان المغاربية الأخرى، ثم انتشرت في منطقة الساحل، وهي بمثابة مؤسسة ومدرسة تربوية تعليمية أساسية في مجتمعات المنطقة تساهم في التنشئة الاجتماعية، والحفاظ على مقومات المجتمع وهويته، وتنتشر في القطر الجزائري بمعدل 33 زاوية [11].
- الطريقة الرحمانية: تأسست هذه الطريقة الصوفية في القرن الثامن عشر، وتنسب إلى الشيخ الفشتولي الجرجري المولود في جبال جرجرة، وتحظى هذا الطرقة بالانتشار في كامل التراب الوطني، وتبلغ عدد الزوايا المنتمية إليها حوالي 177 زاوية في الجزائر، ولقد تبعها جمهور كبير في منطقة شمال إفريقيا، وترحب الزاوية الرئيسة الحامة بالفقراء والأجانب والأيتام، وتدرسهم العديد من العلوم بما فيها الفقهية والإسلامية.
- الطريقة الشاذلية: تنسب هده الطريقة الصوفية إلى الشيخ أبي الحسن بن عبد الجبار الشاذلي ، وتعرف هذه الطريقة انتشاراً لابأس فيه في كل من المغرب والجزائر ومصر والسودان والجزائر وتونس وبعض دول الساحل، وتتفق مع الطرق الصوفية الأخر في الكثير من المعتقدان والنقاط، مثل: الخلوة، والنية، والزهد، والذكر، والتوبة.
- الطريقة التيجانية: يعود نسب هذه الطريقة إلى مؤسسها أبو العباس أحمد بن المختارين بن أحمد التيجاني في سنة 1737 ميلادي، وتعرف كذلك هذه الطريقة انتشاراً واسعا في كل من المغرب والجزائر وموريتانيا والسودان والحجاز، والسنغال ونيجيريا
- واقع البعد الديني كمؤثر في السياسة الخارجية الجزائرية: مقارنةً بدول عديدة مثل المملكة العربية السعودية وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فإن توجه الجزائر للاهتمام بالبعد الديني متأخر نوعاً ما إذا ما تم قياسه بالأبعاد الأخرى (السياسية والأمنية والاقتصادية) خاصة في الإطارين العربي والإسلامي، وربما يعود ذلك إلى ما تثيره هذه العلاقة بين الدين والسياسة في إدراك صنع القرار بالجزائر من قضايا وأبعاد ترتبط بالداخل بدل الخارج، لذلك فهو يعاني نوع من التجاهل والتغييب – بدرجة معينة- في التفاعلات الخارجية للجزائر نسبيا منذ تأسيس الدولة الجزائرية بمفهومها الحديث سنة 1962 م، بالرغم من أنه يمثل أهم مصادر الشرعية السياسية للجزائر داخلياً في الكثير من الأمور (صياغة الدستور، القاونين الوضعية المختلفة…) التي استمدها من تراكمية تاريخية وتفاعلية مع الإسلام، كما لا يمكن الإنكار بأن الدين الإسلامي هو أحدى المحددات المهمة لتوجهات الجزائر ونضالها السياسي الذي يدعم الدول العربية والإسلامية لاشتراكها في هذا البعد الذي يجمعهم، ويتجلى ذلك في دعمها المستمر للقدس التي تعتبر أحد أبرز المقدسات الإسلامية بالنسبة للجزائر لما تحظى به من أهمية في وجدان مواطنيها، والتي اعتبرتها فيما سبق عاصمة أبدية لفلسطين أثناء إعلان الدولة الفلسطينية في الجزائر، وكذلك مساندتها الدائمة للدول العربية والإسلامية في عدة قضايا.
وتدرك الجزائر كذلك في هذا السياق بأن الدين لا يعني استئصال الآخر، وإنما هو ورقة يمكن من خلالها تسهيل العديد من الأمور لا سيما إذا كانت الأطراف المتفاعلة ذات معتقد واحد، وهو ما يجعلها تتوافق في الكثير من المنطلقات الخارجية مع الدول المسلمة، ومن بين الأمثلة على ذلك ردود الجزائر والدول المسلمة في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية على اتهمام وإلصاق بعض الأطراف الإسلام بالإرهاب، واعتبارهم أن الإسلام لا دين له، وإنما يتعلق بطبيعة الجرم والغاية المقصودة منه بغض النظر عن طبيعة الطرف الإرهابي.
ولقد اهتمت الجزائر بمسألة الدين منذ بدايتها في السبعينيات بشكل مستمر وواضح، غير أن تراجع الدبلوماسية الجزائرية في فترة التسعينيات بسبب الظروف الأمنية والأزمة الداخلية جعلت دور الدين يتلاشى نوعاً ما بعد كبح مسار الحركات الدينية (الجبهة الإسلامية للإنقاذ) في الجزائر بعد فوزها في الانتخابات التشريعية، وبسبب أيضاً تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير آنذاك[12].
ومؤخراً هناك استفاقة لابأس بها، إذ حاولت الجزائر الاستثمار في الدبلوماسية الدينية خاصة في العمق الإفريقي الذي يضم امتدادت عديدة للطرق الصوفية لاسيما التجانية، فعلى سبيل المثال استقبل الرئيس السينغالي الخليفة العام ماكي سال للطريقة التيجانية علي بلعربي التجاني والوفد المرافق له من الإشراف وعدة ممثلين من رئاسة الجمهورية الجزائرية قصد توطيد العلاقات في هذا الجانب بين البلدين، والتحاور حول الطريقة التيجانية ودورها في الألفة والمحبة بين الشعوب، وإعلاء سماحة الإسلام وزيادته في إفريقيا، ومن ناحية أخرى تحاول الجزائر الاستثمار في العديد من المناسبات الدينية من خلال جعل نفسها مركزاً صوفياً لاستقبال الوفود الموجودة بدول الجوار التي تعتنق الطريقة التيجانية مثل: تشاد، نيجيريا، مالي، موريتانيا، والسنغال، السودان، ومصر، والحجازن لذلك فهي تقوم باحتضان وتنظيم ملتقيات ومؤتمرات دورية في هذا الجانب منذ الثمانينيات، وتزاحمها المغرب في تنظيم ملتقيات موازية، ففي سنة 1986 احتضنت الرباط ملتقى للطريقة التيجانية بمدينة فاس، بينما في سنة 2016 نظمت الجزائر أيضاً ملتقى آخر لهذه الطريقة.
وتعتبر الطريقة التيجانية فرصة مواتية لتحريك الدبلوماسية الدينية والروحية الجزائرية لما لها من نفوذ وسلطان في تحويل مثل هذه الملتقيات والمنتديات إلى نفوذ سياسي في منطقة الساحل والدول الاخرى بما يخدم الدولة الجزائرية، إذ أن هناك حوالي 350 مليون منتسب لهذه الطريقة، وبالتالي فإن ورقة الزوايا وشبكاتها جد مهمة قد تفيد الجزائر في حالة تثمينها أكثر لدور البعد الديني[13].
ولا يقتصر الأمر فقط على الطريقة التيجانية، وإنما حتى القادرية والشاذلية والرحمانية، والتي تعمل على تنظيم ملتقيات دولية بولاية ورقلة وولايات أخرى (غرداية، تيزي وزو..) كسلوك عقلاني هادف إلى تثبيت العلاقات بينها وبين دول المتشاركة في هذه الطرق، ويتجاوز اهتمام الجزائر بالبعد الديني والسياسي إلى بعد ذات غاية أمنية، إذ تدرك بأن توظيف هذا النوع من السلطة الدينية والروحية يضمن توازن السياسة المحلية والخارجية لمواجهة انتشار التطرف والحركاتالإرهابية[14] في دول الساحل، ويساهم في الحفاظ على هوية المجتمع وتنشئته وفق أسس صحيحة حتى لا يكون فرصة سهلة للإرهابيين من أجل تجنيد شباب هذه المنطقة، واستغلال ظروفهم معيشتهم السيئة.
ثالثاً: نحو تفعيل الدبلوماسية الدينية والروحية الجزائرية
إن تفعيل الجانب الديني في السياسة الخارجية أصبح ضروري أكثر من أي وقت، لأن عالم اليوم المعقد يحتاج إلى توظيف مختلف مصادر قوة الدولة بما فيها الدين من أجل التأثير على الآخرين وكسب مصالح وحل العديد من المشاكل والقضايا، ولا يمكن فقط للجانب الصلب –العسكري والاقتصادي- لعب أدوار وحدها لتشبيك علاقات الجزائر الإقليمية والدولية، وما يميز الجانب الديني والبعد الناعم الدبلوماسي أن يستهدف الجانب الشعبي بالدرجة الأولى، مما يسمح بغرس جاذبية ثقافة دولة الجزائر ، وسياساتها، واقتصادها، وعندما تبدوا هذه المتغيرات مشروع ذوا جاذبية تتسع تأثيرات القوة الجزائرية إلى ما وراء الحدود، ويزيد تأثيرها على النحو الذي يشبك علاقاتها أكثر ويخدم مصالحها ومصالح المنطقة.
ويرتبط تفعيل الدبلوماسية الدينية بالدرجة الأولى بإدراك صانع القرار في الجزائر، بمعنى هل هناك حقاً نية من طرف صناع القرار بالجزائر في تفعيل هذا البعد في سياستهم الخارجية، أو تركه فقط كأمر ثانوي مقابل الاهتمام بالاقتصاد والأمن ضمن دوائرها الجيوسياسية، ففي حالة تفعيله فإن ذلك سيمهد الطريق أمام أبعاد أخرى مثل حالة تركيا، فاعتماد تركيا الكبير على قوتها الناعمة، ومتغير الدين في علاقات مع دول الشرق الاوسط وشمال إفريقيا مهد لها الطريق في فتح علاقات اقتصادية وسياسية جيدة.
ومن جانب آخر فيجب على الجزائر تحديد عدة دوائر للعمل فيها – من القريب إلى البعيد- ، ويتعلق الأمر خاصة بمنطقة الجوار الجنوبي التي تعاني نوعاً ما من وجود فراغ ديني وهشاشة اقتصادية، ويمكن للجزائر الاستثمار في هذا الأمر عبر تعزيز دور الزاويا الصوفية والعامل الإثني التارقي في دول تشاد ومالي وموريتانيا والنيجر، وهذا من شأنه أن يقرب العلاقات بين شعوب المنطقة، ويعزز التعاون وحل الكثير من المشاكل العالقة، وبعد هذه الدائرة يمكن التوجه إلى الدائرة العربية، ثم المتوسطية التي ربما تلقى فيها الجزائر بعض الصعوبات لوجود عدة حضارات وديانات في هذه المنطقة، ولتصاعد حركات اليمين المتطرف في الجنوب الأوروبي التي ترفض الإسلام شكلاً ومضمونا، وهو ما يؤثر نوعاً على البعد أو الدبلوماسية الدينية التي تؤسسها الجزائر في دول مثل فرنسا وإيطاليا عبر دعم الجالية الجالية الجزائرية المسلمة، وضمان ممارسة حريتها وشعائرها الدينية في أماكن مخصصة توفرها الجزائر بالتنسيق مع هذه الدول لهم، ومن بين الأمثلة على ذلك مساهمة الجزائر في تمويل مسجد باريس، أما الدائرة الكبرى فهي تتعلق بالنسق أو النظام الدولي، وهي مرحلة بعيدة نوعاً ما لأنها تتطلب نجاح خطوات تفعيل دور البعد الديني في الدوائر الأخرى –الإقليمية-حتى يتسنى الوصول إليها كونها تتطلب إمكانيات مادية وبشرية كبيرة، وترتبط أيضاً بمدى قوة المتغيرات الأخرى (الاقتصادية، السياسية، والأمنية ) في البيئة الخارجية للجزائر.
ويمكن للجزائر أن تستغل الظرفية الإقليمية الحالية في المنطقة من أجل تعزيز دورها خاصة وأنها تعرف نوعاً من الاستقرار السياسي والاقتصادي مقارنة بأوضاع الدول المجاورة لها، وهذا ما يمهد لها بتعزيز أدوارها الدينية وعلاقاتها في حل العديد من المشاكل خصوصاً في مالي وتشاد التي تتشارك مع الجزائر في الإثنية التارقية والعديد من الطرق الصوفية، وهي نقاط يمكن توظيفها لإدراة النزاعات والصراعات المختلفة الموجودة فيهما على النحو الذي يؤدي إلى زرع الاستقرار والأمن فيها، وبالتالي الحد من تابعات الحرب وتأثيرها على الأمن الوطني الجزائري، ومن ناحية أخرى فبدل التركيز فقط على الطرق الصوفية، فإن هناك الملحقة الثقافية التي يمكن لها أن تهندس جيداً لتسويق الثقافة الجزائرية من تراث وسياحة دينية بالشكل الذي يساهم في الاستثمار في هذا الجانب، وتحقيق عوائد مادية جيدة تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني خاصة وأنها تحتضن مراكز صوفية عديدة.
خاتمة
وفي ختام هذه الدراسة نستنتج أن هناك عدة أبعاد متفاعلة في الظرفية الحالية الدولية تسعى الدول لاستخدامها في سياساتها الخارجية قصد تنفيذ برنامجها في البيئة الخارجية، ولا يمكن استبعاد أو فصل البعد الديني الذي أصبح أداة ناعكة مهمة جداً خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وهذا ما أدركته الجزائر مؤخراً منذ قدوم الرئيس عبد المجيد تبون إذ سطرت مجموعة من النقاط لتوظيفها والتركيز على البعد الناعم خاصة في الدائرة العربية والإفريقية التي تشترك معها في الكثير من المعتقدات والأفكار الدينية مما يسمح لها بالتوافق في الكثير من المعطيات حولها خصوصاً إذا تعلق الأمر بالإسلام الذي يعتبر بوابة لتعزيز وتمتين العلاقات من الدول العربية والإفريقية.
وتسعى الجزائر بأن تكون مركز ديني وثقافي في إفريقيا عبر تسطير مجموعة من النقاط من بينها تكوين الطلبة الأفارقة دينياً (مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة، ومسجد الجزائر الكبير بالعاصمة)، وكذلك بناء عدة ملحقات ثقافية تابعة للسفارة الجزائرية بهدف نشر ثقافتها وتعليم اللغة العربية على النحو الذي يسوق لها صورتها وثقافتها في هذه الدول، ويصنع جاذبيتها على النحو الذي يسهل لها تمتين علاقاتها معها، ورغم ذلك فإن هذا الواقع تعترضه عدة تحديات تتعلق بمدى إدرراك ورغبة صانع القرار في تجسيده وتفعيله بشكل متسارع، وكذلك تجاوز التركيز فقط على البعد الصلب بشقيه العسكري والاقتصادي، والاهتمام بالجانب الديني والثقافي والترويج له في إفريقيا والمنطقة العربية والمتوسطية من خلال التظاهرات العلمية والرياضة ووسائل الإعلام (الأفلام، المسلسلات…إلخ) على شاكلة ما فعلته بعض الدول المتقدمة والقوى الصاعدة (الولايات المتحدة، فرنسا، تركيا، الصين )، وهو امر ليس بالصعب لكنه يحتاج استراتيجية دقيقة وفعالة من أجل بعث البعد الديني والثقافي وجعله أحد محاور الاتكاز في السياسة الخارجية الجزائرية في هذا العالم المعقد الذي يحتاج إلى تفاعل متغيرات الاقتصاد والأمن والسياسة والثقافة.
ويبقى مستقبل تعزيز دور البعد الديني في السياسة الخارجية الجزائرية مرتبط بالنقاط الآتية التي يوصي بها الباحث:
- الرفع من دور البعد الديني في السياسة الخارجية الجزائرية عبر تفعيله بتوفير الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة، وإعطاء دور أكبر للملحقية الثقافية في الخارج.
- المبادرة في احتضان التظاهرات الدينية الإقليمية والدولية خصوصاً فيما يتعلق بقضايا الحوار بين الأديان،وتثمين دور الزوايا الدينية خصوصاً فيما يتعلق بتنشيط ملتقيات دورية ودائمة حول مختلف الطرق الصوفية الممتدة جغرافيا كون منطقة الساحل الإفريقي تضم فئات سكانية كبيرة تضم تعتنق الطرق الصوفية الجزائرية.
- التركيز على الدول المجاورة للجزائر (دول المغرب العربي، ومنطقة الساحل، منطقة المتوسط) كمرحلة أولى لبعث النشاط الثقافي والديني في السياسة الخارجية، وتقريب صورة الجزائر الثقافية لهم.
- تفعيل دور السينما الثقافية والدينية، لأنها شبه مغيبة، ومحاولة بناء استراتيجية وطنية لتصديرها في البيئة الخارجية على شاكلة بعض الدول التي نجعت في هذا المجال في تسويق ثقافتها ودينها مثل: تركيا وإيران.
- محاولة إنشاء روابط عديدة خاصة في العمق الإفريقي من أجل ضم مشايخ وأئمة وعلماء لإدارة العديد من القضايا، والمساهمة في تعزيز الأمن الديني، وحفظ السلم والأمن الإفريقي.
- محاربة الفكر التطرفي عبر دعم هذه الدول في إنشاء معاهد وجامعات تضمن نشر الفكر الوسطي والصحيح غير المغلوط، وبذلك فهي تكبح خيارات الجماعة الإرهابية في تجنييد شباب دول الساحل الإفريقي مستغلة بذلك أوضاعهم المعيشية الصعبة.
- بعث الأئمة وشيوخ الزوايا إلى الخارج من أجل تكوين الطلبة ونشر الفكر الوسطي في الدول الإفريقية، ومنطقة الساحل على النحو الذي يساهم في نشر الدين بأسسه وضوابطه وقواعده الصحيحة.
قائمة المراجع
أولاً: باللغة العربية
- جوزيف ناي، تر: محمد نوفيف البجيرمي، القوة الناعمة وسيلة نجاح في السياسة الدولية، الرياض: مكتبة العبيكان، 2007.
- الدبلوماسية الثقافية ضرورية للدفاع عن صورة الجزائر في الخارج، وكالة الأنباء الجزائرية، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://www.aps.dz/ar/culture/127684-2022-06-18-17-51-18. (15 :22/15/9/2022).
- سيد محمود، الدبلوماسية الثقافية…الفريضة الغائبة، مركز الأهرام، انظر الرابط الآتي:
https://acpss.ahram.org.eg/News/16406.aspx. (22 :08/12/9/2022).
- صامويل هنتنغتون، تر: طلعت شايب، صدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي، القاهرة: دار سطور، 1999.
- عبد القادر عبد العالي، السياسة الخارجية الجزائر تجاه دول الجوار بين مقتضيات الدور الإقليمي والتحديات الأمنية، المجلة الجزائررية للأمن والتنمية، العدد7، جويلية 2014
- عمار سبيغة، الدبلوماسية الدينية كعامل امتداد إفريقي بالجزائر، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://almagharebi.net/ %A7%D9%81/. (22:15/17/9/2022).
- عمار قردود، الجزائر تستثمر في الديلوماسية الدينية، أفريكا نيوز، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://www.aps.dz/ar/culture/127684-2022-06-18-17-51-18. (15 :22/15/9/2022).
- مرحوم عبد الرحيم، ملامح السياسة الخارجية الجزائرية ، مجلة الحقوق والحريات، عدد خاص، 2017.
- مصطفى بوصبوعة، تطور مقاربات تحليل السياسة الخارجية، المجلة الجزائرية للسياسات العامة، العدد 11، أكتوبر 2016.
- ياسر عبد الحسين، الدين والعلاقات الدولية، معهد دراسات التنوع أنموذجاً، المدى بيبر، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://www.almadapaper.net/view.php?cat=227375. (19 :30/20/9/2022).
ثانياً: باللغة الأجنبية
- Maja Zefuss, Construtivism in International Relations, Cambridge University, 2007, p10-14.
- Yihua Xu, Religion and International Relations in The Age of Globalization, Journal of Middle East and Islamic Studies, 17 jul 2018, p 19-50.
*في هذا الجانب تعتبر بعض الدول الأوربية وأمريكا بأن البعد الثقافي هو احد المتغيرات الحضارية، وعامل من عوامل قوة الدولة المضافة التي تساهم في تعزيز سياساتها الخارجية التي تسعى من خلالها تحقيق المكانة والمنزلة الدولية، لذلك فلقد بدأت مبكراً في مأسستها ونشر ثقافتها ودينها، فمثلاً يشير الموقع الرسمي للمركز الثقافي الفرنسي بأن هناك 101 معهد فرنسي، وحوالي 125 فرعاً للمعاهد الفرنسية على اختلاف أنواعها تعمل كلها على نشر الفرانكفونية التي تتجاوز حدود التعامل مع اللغة الفرنسية فقط. للمزيد انظر: سيد محمود، الدبلوماسية الثقافية…الفريضة الغائبة، مركز الأهرام، انظر الرابط الآتي:
https://acpss.ahram.org.eg/News/16406.aspx. (22 :08/12/9/2022).
[1] جوزيف ناي، تر: محمد نوفيف البجيرمي، القوة الناعمة وسيلة نجاح في السياسة الدولية، الرياض: مكتبة العبيكان، 2007، ص ص 12-17.
[2] المرجع نفسه، ص 13-17.
[3] مصطفى بوصبوعة، تطور مقاربات تحليل السياسة الخارجية، المجلة الجزائرية للسياسات العامة، العدد 11، أكتوبر 2016، ص 32-34.
[4] صامويل هنتنغتون، تر: طلعت شايب، صدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي، القاهرة: دار سطور، 1999، ص 46-48.
[5] Maja Zefuss, Construtivism in International Relations, Cambridge University, 2007, p10-14.
[6] Yihua Xu, Religion and International Relations in The Age of Globalization, Journal of Middle East and Islamic Studies, 17 jul 2018, p 19-50.
* من بين الدلائل المهمة على ذلك هو رفض العديد من دوله خاصة فرنسا انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي كونها دولة إسلامية، تخوفاً من التداعيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على مسار الاتحاد الأوروبي.
[7] ياسر عبد الحسين، الدين والعلاقات الدولية، معهد دراسات التنوع أنموذجاً، المدى بيبر، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://www.almadapaper.net/view.php?cat=227375. (19 :30/20/9/2022).
[8] مرحوم عبد الرحيم، ملامح السياسة الخارجية الجزائرية ، مجلة الحقوق والحريات، عدد خاص، 2017، ص 24-32.
[9] الدبلوماسية الثقافية ضرورية للدفاع عن صورة الجزائر في الخارج، وكالة الأنباء الجزائرية، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://www.aps.dz/ar/culture/127684-2022-06-18-17-51-18. (15 :22/15/9/2022).
[10] عمار سبيغة، الدبلوماسية الدينية كعامل امتداد إفريقي بالجزائر، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://almagharebi.net/ %A7%D9%81/. (22:15/17/9/2022).
[11] عبد الجليل ساقني، والصديق تياقة، الطريقة القادرية كمنهج في التصوف بالجزائر، مجلة البحوث والدراسات الإنسانية، المجلد9، العدد 18، 2019، ص 164-172.
[12] عبد القادر عبد العالي، السياسة الخارجية الجزائر تجاه دول الجوار بين مقتضيات الدور الإقليمي والتحديات الأمنية، المجلة الجزائررية للأمن والتنمية، العدد7، جويلية 2014، ص 12.
[13] عمار قردود، الجزائر تستثمر في الديلوماسية الدينية، أفريكا نيوز، انظر الرابط الالكنتروني الآتي:
https://africanews.dz/243/. (19 :22/21/9/2022).
[14] عمار سبيغة، مرجع سابق.
Great write-up, I am regular visitor of one¦s website, maintain up the excellent operate, and It’s going to be a regular visitor for a lengthy time.
A powerful share, I simply given this onto a colleague who was doing just a little analysis on this. And he actually bought me breakfast as a result of I discovered it for him.. smile. So let me reword that: Thnx for the treat! However yeah Thnkx for spending the time to discuss this, I really feel strongly about it and love studying more on this topic. If potential, as you turn into experience, would you thoughts updating your blog with extra details? It’s highly useful for me. Massive thumb up for this weblog submit!
Hi there! Do you use Twitter? I’d like to follow you if that would be okay. I’m undoubtedly enjoying your blog and look forward to new posts.
Hey, you used to write wonderful, but the last several posts have been kinda boring… I miss your super writings. Past several posts are just a little out of track! come on!
Glad to be one of several visitants on this awing web site : D.
Thank you, I’ve just been searching for info about this subject for ages and yours is the best I’ve discovered till now. But, what about the conclusion? Are you sure about the source?
Fantastic blog! Do you have any suggestions for aspiring writers? I’m planning to start my own site soon but I’m a little lost on everything. Would you recommend starting with a free platform like WordPress or go for a paid option? There are so many options out there that I’m completely confused .. Any tips? Cheers!
Great write-up, I?¦m regular visitor of one?¦s web site, maintain up the nice operate, and It is going to be a regular visitor for a lengthy time.
I am constantly searching online for posts that can facilitate me. Thanks!
Hello would you mind stating which blog platform you’re working with? I’m planning to start my own blog soon but I’m having a difficult time making a decision between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your layout seems different then most blogs and I’m looking for something unique. P.S Apologies for being off-topic but I had to ask!
What’s Happening i am new to this, I stumbled upon this I’ve found It absolutely useful and it has helped me out loads. I hope to contribute & assist other customers like its aided me. Great job.