Why has the West turned against Islam?
ترجمة إبراهيم كرثيـــــــو
مركز المجدد للبحوث والدراسات
تبنت الحكومات الغربية عبر تاريخها القيم والمبادئ الليبرالية في علاقاتها الخارجية فقط عندما تكون هنا حاجة إلى ذلك. ولكن الكراهية الحقيقية والعزلة والتغريب تظهر جليةً عندما تتعرض الحكومات للأزمات وتجد نفسها في وضع معقد وصعب. كان هذا هو الحال مؤخرًا مع العالم الغربي الذي يعاني من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة.
ونتيجة لذلك، اعتاد الغرب على تحميل الآخرين المسؤولية والمساءلة عن المشاكل التي يواجهونها ، تمامًا كما حدث في النصف الأول من القرن العشرين عندما ألقوا باللوم على اليهود. إذا لم يواجهوا تهديدًا حقيقيًا، فإن الحكومات الغربية ستتخذ تهديدا وهمياً.
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والشيوعية، أصبح المنظور الغربي للإسلام سلبيًا، وأخذت الحكومات الغربية تشوّه سمعة الإسلام والمسلمين بشكل متزايد، وذلك لأسباب عديدة سوف يذكر هذا المقال بعضها.
أولاً، يحتاج الغرب إلى عدو سياسي من أجل البقاء. لعقود طويلة، حاربت الدول الغربية خلال النصف الأول من القرن العشرين الفاشية التي كان يمثلها أدولف هتلر، وفي النصف الثاني من القرن العشرين حارب الغرب الشيوعية التي كان يمثلها الاتحاد السوفيتي بشكل أساسي، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، استبدل الغرب الشيوعية ‘الخطر الأحمر’ بـ ‘الخطر الأخضر’، الإسلام. على الرغم من أن المسلمين لا يشكلون تهديدًا سياسيًا أو عسكريًا حقيقيًا للعالم، أي الغرب، إلا أن الدول الغربية تواصل تسييس الإسلام والمسلمين على أنهم خصمهم الرئيسي. في الماضي، كانوا يعتبرون الفاشية أو الشيوعية تهديدًا لأسلوب حياتهم. أما في الوقت الحاضر، يزعمون نفس الشيء بالنسبة للإسلام.
ثانيًا، يعد استخدام مصطلحات معادية للإسلام و ‘الإرهاب الإسلامي’ من أسهل الطرق لتأكيد الهيمنة على الحكومات في العالم الإسلامي. الغرب لا يفضل الحكومات المستقلة لإدارة العالم الإسلامي. تريد القوى الاستعمارية الحفاظ على سيطرتها المباشرة وغير المباشرة على هذه البلدان. وتستغل فرنسا، على وجه الخصوص، موارد الدول الأفريقية الإسلامية مثل مالي والنيجر والسنغال وتشاد وغامبيا وموريتانيا. على سبيل المثال، تفضل فرنسا اليوم وبعض الدول الغربية الأخرى الجنرال الإنقلابي خليفة حفتر، المصمم على الحفاظ على المصالح الفرنسية والغربية في ليبيا.
ثالثًا، تكلفة استخدام الخطاب المعادي للإسلام منخفضة جدًا. لم تستطع الدول الغربية ولا تستطيع تحويل بلدان أخرى مثل الهند أو الصين. العلاقة بين الغرب والصين أو روسيا هو أقوى العلاقة ما بين الغرب والدول الإسلامية، مما يجعل تكلفة خلافات القوى العالمية الغربية مع بكين أو موسكو باهظة للغاية. لذلك، فإن “إضفاء الطابع الآخـــــــــر”* على الإسلام هو أكثر عملية. من الأسهل حشد العالم وراء الإسلاموفوبيا، لأن الصين وروسيا وخاصة الهند، التي تستضيف الأقليات المسلمة وتسيطر على الأراضي ذات الأغلبية المسلمة تاريخيًا، لديها عداوة تقليدية ضد الدول الإسلامية.
من ناحية أخرى، فإن السيطرة على العالم الإسلامي ستحدد التنافس العالمي بين الغرب والآخرين. كل من يسيطر على المناطق التي يسيطر عليها المسلمون مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقرن الأفريقي وآسيا الوسطى وجنوب آسيا سوف يكتسب الأفضلية ويصبح متفوقًا.
رابعًا، الحكومات في العالم الإسلامي لديها خطاب سياسي قوي وواسع النطاق. مع وجود أتباع مخلصين في جميع أنحاء العالم، يعد الإسلام ظاهرة عالمية وله القدرة على توحيد البلدان المؤثرة في جميع أنحاء العالم. يشكل المسلمون ثاني أكبر مجموعة دينية، والإسلام هو الدين الأسرع نموًا في العالم. لذلك تشعر الدول الغربية بالتهديد من الإسلام والمسلمين. لقد أصبح ثاني أكبر ديانة في العديد من البلدان الأوروبية، بما في ذلك بلجيكا وهولندا. اليوم يتجاوز عدد المسلمين الذين يعيشون في الدول الأوروبية 20 مليوناً، ويزداد وجودهم في الغرب كل عام في شوارع القارة. بدأ المسلمون في دعم قطاعات مختلفة من المجتمعات الأوروبية. وبالمثل، تستمر موجة اللاجئين من العالم الإسلامي متجهة نحو أوروبا الغربية. أي أن عدد المسلمين الذين يعيشون هناك سيزدادون بشكل كبير.
أخيرًا وليس آخرًا، الحكومات الغربية التي لا تقدس الأديان، لا تعطي أهمية للشخصيات المقدسة، بما في ذلك النبي عيسى المسيح عليه السلام، الذي يلعب دورًا مركزيًا في المسيحية. عندما يتعلق الأمر باحترام الأديان والعقائد، فإنه لا يوجد خط أحمر في العديد من المنابر الإعلامية الغربية. لذلك تجدهم يرسمون رسومًا كاريكاتورية مسيئة لدرجة أنهم يهينون عيسى عليه السلام. إذا كان الأمر كذلك، فلا يمكننا أن نتوقع من شخص لا يحترم الشخصيات المقدسة في دسنه أن يحترم الشخصيات المقدسة للآخرين.
من خلال استهداف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم يساهمون في تطرف بعض الجماعات الإسلامية المستعدة للرد على هذه التحركات المهينة في الغرب. كلما اتبعت الحكومات سياسات معادية للإسلام، زادت مساهمتها في الاستقطاب. وكلما زاد الاستقطاب، زاد التوتر الاجتماعي والسياسي في الدول الغربية. الإسلام والمسلمون ليسوا غرباء في أوروبا والغرب، بل انهم يمثلون جزءً لا يتجزأ منه.
بما أن إبعاد الإسلام والمسلمين عن الآخر وعزلهم سيؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى زعزعة استقرار المجتمعات والدول الغربية، فإن السياسات الحالية المعادية للإسلام ستؤدي إلى نتائج عكسية. أي أن السياسات المعادية للإسلام هي استراتيجية خاسرة قد تنقذ الساسة الغربيون اليوم مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولكن ليس مستقبل الغرب.
* هي عملية تقسيم نفسي للفرد وأولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم لا يشاركون وجهة نظر المرء أو الموقف الاجتماعي والاقتصادي والثقافية -مما يؤدي إلى مفاهيم ‘نحن’ و ‘هم’.
Oh my goodness! a tremendous article dude. Thanks However I’m experiencing challenge with ur rss . Don’t know why Unable to subscribe to it. Is there anybody getting equivalent rss problem? Anybody who knows kindly respond. Thnkx
Thanx for the effort, keep up the good work Great work, I am going to start a small Blog Engine course work using your site I hope you enjoy blogging with the popular BlogEngine.net.Thethoughts you express are really awesome. Hope you will right some more posts.
Perfect piece of work you have done, this website is really cool with superb info .
Hello! I just would like to give a huge thumbs up for the great info you have here on this post. I will be coming back to your blog for more soon.
Some truly interesting details you have written.Aided me a lot, just what I was looking for : D.