نظرة الإسلام الى الغرب: عوامل التأزم وسبل التغيير
د. دحمان عبد الحق
مقـدمة:
في العقود الأخيرة روجت وسوقت الكثير من الأوساط الأكاديمية والإعلامية، وحتى بعض الأطراف التي تُحسب على اليمين المتطرف صور مسيئة ومؤدلجة عن الإسلام تحت مسمى الحفاظ على الهوية أو التأسيس للتحصين الثقافي ضد الإسلام، باعتباره أنه كديانة طرف دخيل على شعوبها، ويهدد عقيدتها المسيحية، وينشر الإرهاب والتطرف والعنف، وهذا الأمر تم تنميطه بشكل كبير تحت غطاء “بناء الأمننة”، مما جعل الكثير في العالم الغربي يعتقد أن كلمة “مسلم” تعني “إرهابي”، وهو كواقع بالنسبة للمسلمين عبارة عن إساء وتشويه لعقيدتهم ورموزهم الدينية، وأمر غير مقبول لا سيما إذا تم الحديث عن متغير “التثاقف” و”التشارك” و “العيش المشترك” الذي يتحدث عنه الغرب ويؤسس له عن طريق تقنينه في المواثيق الدولية ومأسسته. ومن ناحية أخرى فإن ذلك يمثل سياسة الكيل بمكيالين*، ويعكس صورة سلبية شكلاً ومضموناً عن الأفكار التي يروج لها الغرب في إطار العولمة التي تتضمن قبول “الأنا” و”الآخر”، فالنظرة الغربية حينما يتعلق الأمر بالإسلام والشعوب المسلمة تصبح نظرة أحادية تقيدها صورة نمطية (الإرهاب، العنف، التطرف)، في حين يتم تجاهل الإسلام ونبذه للعنف، وكل ما يحمله من قيم التعاون والتكامل والتعايش والتسامح والسلام.
فالغرب ولد من هذه الديانة (الإسلام) عدواً عقائدياً وحضارياً يجب حصره جيوساسياً وإضعافه من خلال تعميمات مطلقة ومؤدلجة ومزيفة للحقيقة رغم معارضة الكثير من المعتدلين منهم لهذا التوجه، فهذه العداوة تتجاوز الإمام والرهبان إلى جوانب وعوامل أخرى متفاعلة، وعلى هذا الأساس فإن هناك مجموعة من الأسئلة المطروحة في هذا السياق تحاول الورقة البحثية الإجابة عنها على النحو الآتي: ما هي أسباب الصورة السيئة التي ينتجها الغرب بمختلف أوساطه على الإسلام؟ وما هي أبرز مظاهرها؟ وكيف يمكن احتواء هذا المنتوج الغربي المسيء للإسلام ودحضه خصوصاً في المرحلة الراهنة التي يُعتبر فيها الدين أحد المتغيرات الأساسية في الصراعات الدولية؟
أولاً: أبعاد وأسباب الترويج للصورة السيئة عن الإسلام في العالم الغربي
يرى الكثير من الباحثين إلى أن تاريخ العداء والصراع بين الإسلام والمسيحية ليس وليد فترة ما بعد سقوط المعسكر الشرقي (الاتحاد السوفياتي)*، بل يبدأ من القرن السابع للميلاد، وهي فترة ظهور الإسلام وبزوغه، ومن هنا فلقد برز الشق التقليدي الذي يصور الإسلام كعدو جديد يهدد وجود العقيدة المسيحية لا سيما بعد هزم جيوش المسلمين للروم والبزنطيين، ومنذ ذلك الوقت تم رسم ديكوتوميات (ثنائيات) متنافسة بين الإسلام والغرب على أساس أن الأول يمثل وجه سيء-شرير- والثاني وجه خير[1].
وبهذا فإن الجهاز الكنيسي يتعاطى مع الإسلام كتهديد يأتي من الشرق إلى الفضاء الغربي الأوروبي ضد معتقداتهم بدل الاشتراك أو الحوار في العديد من القضايا خاصة وأن هناك اختلافات وعداء تاريخي حول قضايا جوهرية بارزة (سقوط القسطنطنية على يد العثمانيين عام 1453م، استرداد القدس على يد صلاح الدين الأيوبي عام 1187)[2]، وكذلك الحملات التي الصليبية التي تعرض لها المسلمين من تهجير وتعذيب وقتل وعدوان في الغرب المسيحي بالأندلس أثناء سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين عام 1492، ولقد كانت منطقة المتوسط الجغرافيا البارزة التي حدثت فيها الصراع بين المسلمين والمسيحين [3].
أما عن الشق المعاصر للصراع بين الحضارتين فيتضمن عدة أبعاد عميقة تتجاوز جانب العقيدة لتشمل جوانب أخرى تتعلق بالثقافة والسياسة والتاريخ والاقتصاد، وكذلك توظيف البعد الديني لتحقيق مصالح اقتصادية أو جيوسياسية معينة.
ويرجع هذا الصراع إلى عدة أسباب من بينها عجز رجال الدين والعلماء والشيوخ المسلمين عن إيجاد رد مناسب قوي ومنطقي على الأمور الدينية الشائكة والصور السلبية التي تروج لها وسائل الإعلام في العالم الغربي، والتي تسيء للإسلام وتشوهه كمسألة الإسلاموفوبيا وربط الإسلام بالإرهاب والعنف، وأيضاً غياب القدرة الفعلية على كيفيات تصحيح التصورات السيئة عنه في الغرب، فعلى سبيل المثال انتشار الإرهاب في العديد من الدول الإسلامية، وأيضاً الغربية وتبريره بالدين وباسم الدين من طرف جماعات متشددة وتكفيرية باستخدام أحاديث منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم وآيات من القرآن الكريم يحتاج إلى قوة الرد الآني والفعلي، خاصة وأن مثل هذه الأخبار يتم الترويج لها بسرعة في شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي مما يسمح بأخذ صورة سيئة عن الإسلام.
والسبب الآخر يتمثل في دور الاستشراق[4]، فهذا الأخير يعتبر أحد أبرز الروافد التي عرف من خلالها الغرب الإسلام، غير أنه كحركة فكرية** لم يقدم شرح دقيق ووفير لهذا الدين، فلقد اتكأ في مهمته على معلومات شعبية غربية ذات بعد مسيحي مما ساهم في التأثير على طبيعة تصور الغرب للإسلام، خاصة وأن هناك من الباحثين من يتعمد البحث عن ثغرات وإبرازها وإعطاء صورة مشوهة عنه، ولهذا يقول عبد الجليل عبده الشيلي “كنت منذ زمن بعيد مقتنعاً كل الاقتناع بأن كتب المستشرقين عن الإسلام مما يجب الاغضاء عنه، وعدم الالتفات إليه، وأنه من الأفضل بل من الواجب ألا ننقلها إلى العربية، ولا نرد على كل شيء مما يسيء إلى الإسلام”، وذلك نظراً لأن الكثير من المستشرقين حرصوا على ترويج الأكاذيب والاختلافات، وزرع الضعف في الدين الإسلامي[5]، لذلك أصبح يقال في بعض الأوساط الأكاديمية عن المستشرقين المتحيزين بأن مهمتهم إبعاد سلطان الدين عن سلطان النفوس، وبالتالي نشر العلمانية في مجتمع تركيبته وهويته تنطلق من مرتكزات وأسس إسلامية.
ومن جانب آخر فإن هناك سبب آخر مهم يتعلق بالخوف الرسمي من الإسلام، إذ يبالغ الكثير في عدد المسلمين الذين يعيشون في الغرب، وتحاول الجهات الرسمية عبر خطاب الأمننة بالتعاون مع حركات اليمين المتطرف تخويف المجتمعات الغربية من أخطار تزايد الديموغرافيا الإسلامية عندهم، فمثلاً تثبت بعض الدراسات أن الفرنسيين يعتقدون أن 31 بالمئة من مواطنيهم يعتنقون الإسلام، بينما تشير الدراسات إلى أن النسبة تدور في فلك 5 بالمئة، والسبب الأبرز وراء هذا الاعتقاد الخاطئ يكمن في النشر المستمر لمقالات تهول من مسألة المسلمين[6]، وربما يعتبر اعتناق الإسلام من طرف الكثيرين وفقاً لما تثبته بعض التقارير من أرقام وإحصاءات تظهر بالفعل بأن الإسلام ينمو بمعدل أسرع من الأديان الأخرى نتيجة لتفاعل عدة عوامل (نسبة الإقبال، معدلات النسل) أمر يمثل تهديداً شائكاً لهم.
وبالعودة قليلاً إلى الوراء، ستجد الكثير من الأمور الأخرى التي تساهم في عداوة الغرب للإسلام، ومن بينها مسألة توظيف الإسلام في البرامج والحملات السياسية، فكثيراً ما يسعى أصحاب المصالح من السياسيين والعسكريين إلى تضخيم بعض الأحداث والأمور المتعلقة بالدين الإسلامي وتضخيمها، بل وتخليقها على نحو يهدف للتغطية على أزماتهم الاقتصادية والإخفاقات، وكذلك للتعبير عن مكنونات ما يقف خلف الصورة الوهمية لهم حيال المسلمين، ومن ناحية أخرى فإن كراهية الإسلام انتشرت بسبب توظيف أحزاب قومية ومتطرفة للصدام ضدهم مقابل تراجع التيارات الليبرالية في العالم الغربي، ومن أمثلة ذلك ما تفعله مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني أحد أكبر وأبرز الأحزاب اليمنية المتطرفة في فرنسا التي دائما ما توظف الدين الإسلامي في المناسبات الانتخابية بترويجها لفكرة “الاستبدال العظيم”*، وذلك من أجل كسب شعبية أكبر، ولو بإثارة التفرقة والعنصرية في البلاد ضد ثاني أكبر ديانة[7].
ومن أسباب زيادة العداوة حيال المسلمين وانتشار صور سيئة عنهم هو انتشار العمليات الإرهابية الانتحارية التي يقوم بها بعض المتطرفين الإسلاميين في كافة أنحاء العالم من وقت لآخر، وغالباً ما يكون ضحاياها دائماً من المدنيين الأبرياء الذين لا يكنون أي عدوان للإسلام، ولا يعرفون عنه شيئاً، وبالطبع فإن مثل هذه العمليات كثيراً ما يتم نسبها وتعميمها بلغة الكل على المسلمين من وسائل الإعلام والسياسيين، وبذلك فإن ذلك سيساهم في نشر أفكار سيئة عنهم في الأوساط السياسية والجماهيرية.
ثانياً: أبرز التصورات الغربية حول الإسلام
عند رصد محتلف التوجهات الفكرية والسياسية عند الغرب حول الإسلام فإن الملاحظة الأولى التي تخطر في الأذهان هي وجود توجه يرى الإسلام بعدسة سيئة، لكن هذا لا يعني وجود توجهات وحركات أخرى مناقضة ومعتدلة، فلقد كرس التوجه الأول صورة نمطية سيئة عن الإسلام وحاول ربط الإسلام بالإرهاب والعنف، ولقد ساعد هذا التوجه في الانتشار حدوث أحداث 11 سبتمبر 2001 ، واستفحال العديد من العمليات والتفجيرات الإرهابية في الدول الغربية، ومن بين أنصار هذا التوجه نجد : “برنارد لويس” Benard Lewis ، و “صامويل هنتنغتون” Samuel Phillips Huntington، وسياسيين كــ: “جورج بوش الإبن” George W. Bush و”ديك تشيني” Dick Cheney، و كذلك وسائط إعلامية متنوعة، حيث سوق هذا التوجه – كتابياً وإعلاميا واجرائياً- بأن كل المشاكل والاعتداءات الإرهابية التي تحدث في العالم سببها الإسلام، وهذا لتبرئة العالم الغربي من أي تهمة، ولغرس الكراهية ضد المسلمين من أجل ممارسة وتحقيق مصالحهم وتنفيذ استراتيجيتهم وسياستهم، وبالفعل فلقد نجحوا شيئاً فشيئاً في مساعيهم في العديد من الأحيان، لكن يبقى السؤال المطروح : لماذا الغرب بالضبط يبحث عن الإسلام كعدو؟
في الحقيقة إن الحضارة الوحيدة القائمة بمنجزاتها القيمية والمادية المهيمنة اليوم هي الحضارة الغربية بلا منازع، والتي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية، أما الحضارات الأخرى فهي ضعيفة نوعاً ما، ومع أن بعضها يحاول النهوض غير أن الحضارة الإسلامية رغم ضعفها، فشأنها كبير كونها تعتبر من أكثر الثقافات العالمية والإنسانية الأكثر تأثيراً، لذلك فالإسلام لم ينهزم في مبادئه الرصينة الخالدة رغم المكائد والمشاكل التي تمسه ويعيش فيها، ومع بداية تفكك الاتحاد السوفياتي أشار وصرح ميخائيل غورباتشوف زعيم الاتحاد السوفياتي المنهار بأنه سيصيب الولايات المتحدة الأمريكية بععطب كونه يجرده من العدو[8]، وبذلك فإن السياسيين ومراكز الفكر حاولوا البحث عن منظومة أو ايدلوجية لمحاربتها بصفتها القوة العظمى، وبالفعل فلقد استخدمت حملات صليبية ضد العالم الإسلامي.
أما الموقف الثاني المعتدل*؛ فهو اتجاه يسعى إلى إيجاد سبيل للحوار السلمي بين الإسلام والغرب، ويرى بأنه لا بد من تصحيح الرؤية المغلوطة عن الإسلام والمسليمن في الغرب وأمريكا، وضرورة التمييز بين الإسلام الحقيقي وبين ما ظهر من أشكال التطرف والحركات الأصولية التي تهدف إلى تشويهه، ومن أبرز هؤلاء نجد المفكر ” جون. ل.استبوزيتو”* الذي درس وتعمق كثيراً في مجال الحركات الإسلامية، ومن أهم مؤلفاته :
- الإسلام والصراط المستقيم (The Islam: The Straight Path)
- الخطر الإسلامي خرافة أم حقيقة (The Islamic Threat – Myth or Realty?)
- ما يحتاج المجتمع معرفته عن الإسلام (What Every one needs to khnow about Islam?)
ويرى هذا المفكر بأنه لا بد من إيجاد منهج وسطي محايد يبتعد عن كل مظاهر التعصب والحقد والكراهية بين أديان العالم، كما يجب قراءة الأديان وما تتضمنه من مبادئ وشعائر بصورة موضوعية وعقلية بعيدة عن الأيدلوجية والتعصب محاولاً بذلك الإشارة بأن حل مشكلة الصورة السلبية للإسلام في مخيلة الغرب تنطلق أولاً بالقراءة الصحيحة لما يتضمنه الإسلام من قيم ومبادئ، ويتهم جون. ل.استبوزيتو صناع القرار السياسي والإعلاميين الأمريكيين بأنهم يجهلون أبسط المعلومات عن الإسلام وحذرهم من ربط الّإسلام بالإرهاب[9]، لأن ذلك أيضاً سيمس صورة الولايات المتحدة ويجعل صورتها سيئة لدى المسلمين.
يضاف إلى هذا المفكر “روجيه غارودي”* إذ يؤكد بأنه لا بد من بعث وتعزيز الحوار بدلاً من الصدام الذي روج له صامويل هنتنغتون، وهو أصلاً مطلب ومبدأ إسلامي، إذ يقول الله تعالى في سورة الحجرات ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” الأية 10، سورة الحجرات، ويعتقد بأنه لنجاح الحوار لا بد من أن يطور الفعل الحضاري ذاته أولاً ثم يحاول فهم أعمق الواجبات الدينية ويعيد قراءة الخلفيات المعرفية الفلسفية والفكرية [10]، وبذلك فهو يعكس تصور كل من برنارد لويس وصامويل هنتنغتون الصدامي حيال الإسلام (انظر الشكل).
الشكل رقم 01: التصورات الغربية حول الإسلام
الموقف | مدى الانتشار | أهم الافتراضات والأفكار |
الموقف الذي يصور الإسلام كعدو | انتشار كبير ممنهج يتجاوز حتى العالم الغربي نظراً لمساهمة العديد من الأوساط: المفكرين، مراكز الفكر، الأساط الإعلامية، سياسيين نافذين في صنع القرار. | – الإسلام دين رجعي لا يعكس الصورة الحديثة التقدمية للمجتمعات المعاصرة.
– الإسلام دين يهدد الهوية والأمن المجتمعي الأمريكي والأوروبي. – الإسلام يعني التطرف والإرهاب |
الموقف المعتدل | انتشار ضعيف مقارنة بالموقف الأول، ناتج عن وجود رؤية نقدية للموقف الأول، وعن صحوة فكرية لبعض المفكرين والباحثين. | – الإسلام دين تعايش وتسامح وسلام، ولا يمكن اختزاله أو نسبه إلى مجموعة من المتطرفين الذين يقومون بأعمال إرهابية .
– لا بد من التثاقف بين الأديان، وتأسيس قاعدة يستطيع فيها الجميع العيش دون المساس بأي دين – تقبل الأنا والآخر-. – القراءة الموضوعية بعيداً عن التوظيف السياسي للإسلام. |
المصدر: تصميم الباحث
ثالثاً: مظاهر الإساءة إلى الإسلام
منذ انبعاث رسالة الإسلام لم تكد تتوقف الأصوات التي تشكك بصحة هذه الرسالة وصدق صاحبها النبي – صلى الله عليه وسلم-، وبطبيعة الحال فإن هذه الأصوات لم تتوقف إلى غاية الآن باتهامه بأنه دين دموي ومادي يخلوا من الأصالة فيسرق أفكاره من الأديان، أو أن يُساء إلى مختلف شعائره ورموزه، وكأمثلة عارضة على ذلك ما تقدم به الفرنسي فرنسوا ماريه آروويه François- Marie Arouet الملقب بــ: “فولتير” في أوساط القرن 18 عندما نشر كتاب بعنوان “التعصب أو النبي محمد” ، ولقد وصف فيه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه منافق وخداع ومحب للملذات ومستبد، وكذلك ما كرر فعله ونشره الكاتب الهندي ” سلمان رشدي” عندما نشر في سنة 1988، روايته الشهيرة “آيات شيطانية” الذي حظي بدعم الغرب وحمايته وتكريمه، ضف إلى ذلك الرسومات الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة “يولاندس بوستن” الدنماركية في 30 من شهر سبتمبر عام 2005 بنشرها رسوماً هزلية تسيء فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم[11]. إضافة إلى ذلك فإن نشر صور مخيلة الجماهير بطريقة ممنهجة جعل الكثير من الأطراف والجماعات اليمنية المتشددة تضيق على الحياة العامة على المسلمين في الدول الغربية، وتمنع الحجاب في الأماكن الرسمية والجامعات والمدارس، بل وتدعوا إلى تهجير المسلمين حتى لا يتم التأثير على هويتهم وثقافتهم، فضلاً عن حرق وإغلاق العديد من المساجد. وهذه كلها انتهاكات وتصورات تنتهجها وتصدرها مصادر لها مشكل عقائدي مع الإسلام.
ويتعدى الأمر مسألة التشويه والإساءة إلى مسألة إحلال الدين المسيحي في الأوساط الغربية وغير الغربية فمن الجائر أن نقول في الكثير من الأحيان أن هناك علاقة طردية بين تصاعد المخاوف الغربية من الإسلام، و ازدياد الأنشطة التنصيرية (محاولة إحلال المسيحية مكان الإسلام) كشكل من الأشكال الدفاعية للتعويض عن كراهيتهم للإسلام والمسلمين، وخاصة في البلدان الفقيرة التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي، التي عادة يرى فيها الغرب بأنها تشكل بيئة مناسبة لترويج ما أدرج على أنه ارهاباً، ففي أفغانستان مثلاً التي تولت الولايات المتحدة قيادة حملة عسكرية ضدها – قبل خروجها- كان هناك حوالي 1000 منظمة أمريكية وأوروبية تعمل في مجال الإغاثة والتنمية، يمارس منها الكثير أنشطة تبشريه مختلفة [12].
رابعاً: هواجس ومخاوف الغرب من الإسلام: هل هي مصطنعة أم حقيقة؟
هناك مخاوف عديدة من الإسلام في العالم الغربي، ولو أنها مضخمة بعض الشي تتمثل في عدة محاور أو نقاط رئيسية على النحو الآتي:
- الإسلام السياسي: يرجع هذا العامل إلى ثلاثينيات القرن العشرين مع ظهور الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي والعربي (الإخوان المسلمين في مصر) التي حاولت تجاوز مفهوم الإسلام كدين، بل إدماجه في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية باعتباره نظام شامل وكامل، ويرى الغرب في هذا الصدد بأن التسويق للإسلام يأتي في إطار معارضة محاولاته لعلمنة العالم (فصل الدين عن الدولة)، كما أنه كأيدلوجية سيقدم صيغة جديدة للمقاومة لإعادة أمجاد الخلافة وفق أطر عديدة، ولقد تزايد القلق من الإسلام السياسي مع بدايات الثورات في العالم العربي، ووصول تيارات الإسلام السياسي في دول مصر وتونس وليبيا في العشر سنوات الأخيرة[13]، لهذا فلقد كانت هناك تدخلات واحترازات عديدة قامت بها القوى الغربية بغرض قطع هذا المد الإسلامي قبل أ يشكل خطراً عليها.
- الصراع بين الحضارات: أبرز نقطة يمكن استدعاؤها هنا هي ما روج له كل من فرانسيس فوكوياما في كتابه “نهاية التاريخ والرجل الأخير” The End of History and The Last Man الذي يرى فيه يأن النموذج الرأسمالي الليبرالي هو أرقى ما يمكن أن تصل إليه البشرية، وما على باقي دول العالم الأخرى خاصة التي تعادي الولايات المتحدة الأمريكية والغرب إلا أن تنضم إليه، وكذلك ما تحدث عنه صامويل هنتغتنون في كتابه صراع الحضارات الذي اعتبر فيه بأن الدين هو المتغير الأساسي الذي سيحرك الصراع في النظام العالمي الجديد، وسيكون هذا الصراع مقتصراً على الثقافة الغربية ضد الثقافة غير الغربية، حيث ستشكل الحضارة الإسلامية خطراً حقيقياً على الهوية والثقافة الغربية لوجود صراع تاريخي وأبعاد عديدة تجعل من الصعب ضم الإسلام في أحضان الحضارة والثقافة الغربية.
- توجه الأقليات المسلمة في الغرب: من أبرز العوامل المؤثرة في كراهية الإسلام والمسلمين هو تزايد هجرة المسلمين إلى الغرب نظراً لتفاعل مجموعة من الأسباب في بلدانهم دفعتهم في التوجه إلى الدول المستقبلة (الغربية)، ولقد شكل هذا التواجد نظرة سلبية للمهاجرين المسلمين في أوروبا لعدة أسباب من بينها: الاختلاف العرقي والثقافي ورفض أحزاب اليمين والجماعات القومية المتعصبة الدخلاء –المسلمين-، وكذلك تخوف الدول الأوروبية أن تفقد المقومات الثقافية أو الإطار الثقافي الذي يعكس مجتمعها والتحول نحو التعددية الثقافية التي من خلالها ربما تنشأ التمايزات والمشاكل مستقبلاً، إضافة إلى التخوف القريب من تواجد الإسلام لا سيما وأن التقارير تثبت بأن عدد المسلمين في تزايد مستمر مقارنة بالمسيحيين في الدول الغربية. ولقد ازداد هذا العداء مع زيادة عدد اللاجئين في أوروبا أثناء بداية الأزمة السورية واحتدام الصراع فيها بين الأطراف الداخلية والخارجية بعد رفض الأوروبيين لهم، ووصفهم بالرجعيين باستثناء أعداد قليلة تم قبولها وانتقاءها بطرق تعجيزية على عكس الحرب الأوكرانية الروسية التي أثبتت ازدواجية المعايير، فلقد تم في أيام معدودة فقط استقبال مئات الآلاف من اللاجئين الأكرانيين وتقديم لهم امتيازات وتسهيلات عديدة مقارنة بالسوريين الذين تعرض الكثير منهم إلى العنصرية والطرد، وهذا ما يثبت أن الغرب يتعامل مع المسلمين والإسلام بنظرة استعلاء وتمييز عكس ما يروج له حول مفاهيم وأبعاد حقوق الإنسان وعدم التفرقة بينهم[14].
رابعاً: آليات وإجراءات مواجهة التصورات السيئة حول الإسلام
صحيح بأن العالم الغربي ينظر بزاوية ضيقة أو بزاوية خطر للعالم الإسلامي، غير أنه يجب علينا نحن كمسلمين أن نتخذ مجموعة من الإجراءات والسياسات العديدة من أجل نقل الصورة الحقيقية عن الإسلام، وتجنب اتساع هذه الصورة التي أصبحت غير مقتصرة غلى العالم الغربي، بل باتت منتشرة في كل العالم، وهذا أمر خطير يحدق بالأمة الإسلامية لذلك وجب التنبه والقيام بمايلي:
- من الضروري وضع قوانين مستندة إلى تعاليم العالم الإسلامي من أجل وضع حد لكل من يسيء للإسلام ويفتري عليه بما لا يعلم، أو يزيغ فتوى، ويحرم شيء ويحلل أشياء أخرى لأن هذا من اختصاص الصفوة (لجنة الافتاء) على أن تكون هذه الآلية القانونية رادعة وتهدف على أرض الواقع إلى وقف الافتراءات في الكثير من الأحيان التي بسببها يتصور للأوساط الجماهيرية بأن الإسلام سيء، وهنا ينبغي على الأوساط الرسمية والأقليات المسلمة في العالم الغربي في إطار مؤسسات المجتمع المدني أن تحاول التأسيس والمبادرة باقتراح مبادئ قانونية وتقديمها للصناع القرار والمؤسسات السياسية من أجل حثهم على ضرورة احترام الإسلام وعدم المساس به*، ومعاقبة المشوهين لصورته.
- إذا اقتضت الضرورة وتواصلت الإساءة للإسلام ونشر مختلف الصورة المسيئة له والاعتداء على الأقليات المسلمة ، يمكن اتباع أسلوب المقاطعة الاقتصادية كورقة يمكن من خلالها الضغط على العالم الغربي لوقف انتهكاته المختلفة، ومن أمثلة ذلك الخسارة التي تعرضت لها بعض الشركات الفرنسية والدانماركية بسب مقاطعة فئات كبيرة ودول مسلمة لمنتجاتها نظراً لإساءاتها للإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- يهتم العالم الغربي بتوظيف مراكز الفكر والباحثين قصد نشر رموزهم ضد العالم الإسلامي، ولا بد من مواجهة الفكرة بالفكرة من خلال مساندة وإنشاء مراكز الفكر القادرة على مناهضة هذه المراكز، ونشر الأفكار السمحة والحقيقية عن الإسلام، لأن الصورة الوحيدة التي تصل إلى الأوساط الجماهيرية في العالم الغربي أفكار سوداء فقط، وعليه يتوجب عدم الاكتفاء بالرد القولي الخطابي على الإساءات والصور التي يروج لها المسيئين للإسلام، بل من الضروري اصطحاب الرد العلمي العملي.
- تحويل الرد الجماهيري إلى رد منظم: عادة ما يكون هناك رد جماهيري معتبر حول الإساءات إلى الإسلام في كل مرة، وهو في الأصل رد فعل تلقائي –وإن تم استخدامه من بعض الجماعات لتحقيق أهدافها الخاصة- ، لكن لا يمكن اعتباره ظاهرة سلبية فقط، وإنما يجب تحويله من الشكل التلقائي إلى الشكل الموضوعي، ومن رد الفعل الذاتي (العاطفي) إلى الفعل الموضوعي (الشرعي) مقيد بضوابط الشرع، وذلك باستخدام وسائل التعبير الجيدة للرد على التصورات السيئة (الهاشتاق مثلا)، ونبذ العنف .
- من الخطأ أن يتم تغيير الصورة السلبية لدى الغرب حول الإسلام، وكذلك الإساءات المختلفة انطلاقاً فقط من البعد السياسي فقط، وهو الأمر الذي قد يعرضه في الكثير من الأحيان إلى مخاطر تحوله إلى شكل من أشكال الاستغلال السياسي للدين، والذي يتمثل في جعل الغاية من النشاط السياسي هنا السلطة، والوسيلة هي الدين، بدلاً من جعل الدين هو الأصل والسياسة هي الفرع، ويحتاج الرد على الإساءات إلى الإسلام إلى رؤية شاملة لا تستبعد أب من الأبعاد الأخرى كالبعد الحضاري والإعلامي وتوظيف التقدم التقني في وسائل الاتصال والإعلام في التعريف بالإسلام ورموزه وترجمة الإسلام الصحيح إلى اللغات الأخرى[15].
خاتمة:
وفي الأخير نستطيع القول بأن التصور الغربي للإسلام مازال إلى غاية الآن يغلب عليه البعد الأمني –كعدو مهدد- والتاريخي مقارنة بالتصورات الأخرى نظراً لتفاعل مجموعة من الأسباب صعبت عملية التعايش بين الأديان، خاصة إذا تحدثنا عن واقع الأقليات المسلمة في دول غربية كفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا وأمريكا، ولهذا وجب على المسلمين (أوساط سياسية، فكرية، إعلامية) دحض هذا التصور السلبي، وتصحيح الكثير من المفاهيم والأفكار الخاطئة التي نشرتها الترسانة الإعلامية ومراكز الفكر في الوسط الجمهاهيري الغربي، حتى يتسنى على الأقل معرفة الإسلام الحقيقي الذي يتبنى مفاهيم التاسمح والعدالة والتعايش بدل المفاهيم الخاطئة المنتجة في المخابر الغربية كالتطرف والإرهاب والغلو. ولفد استخدم جورج بوش الابن وديك تشيني ضمن هذه الحملة الصليبية في عدة مرات هذا المصطلح في حربه على الإرهاب وعدة دول إسلامية.
قائمة المراجع :
- إدوارد سعد، الاستشراق، المعرفة، السلطة، الإنشاء، تر: كمال أبو ديب، بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية، ط 4، 1995.
- تامر عبد الوهاب، الحضارة الإسلامية المسيحية: قراءة في مفهوم جديد، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://islamonline.net/archive. (14/3/2022).
- زهير يوسف عليوي، هوية الإسلام المعاصر في كتابات المفكرين الأمريكيين جون ل. إسبوزيتو أنموذجاً، مجلة آداب القراهيدي، المجلد 14، العدد 48، جانفي 2022.
- زيد عدنان، العرب والإسلام حوار أم صراع، المجلة السياسية والدولية، العدد 11، سنة 2009.
- صبري محمد، الرد على ظاهرة الإساءة إلى الإسلام، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://democraticac.de/?p=2061. (21/3/2022).
- طورقاي يزلي قايا، الإسلاموفوبيا والإعلام، المظاهر المعاصرة لمعاداة الإسلام، مجلة رؤية، العدد 5، شتاء 2016.
- عباس جوهري، وآخرون، خطاب حوار الحضارات مشرةعاً بديلاً لنظرية صراع الحضارات، دراسة تحليلة في المشروع العالمي المعتدل لروجيه غارةدي، عدد 8، 2018.
- عبد الجليل عبده الشيلي، صور استشرافية، الكتاب الأول من سلسلة البحوث الإسلامية، 1938-1978، ص 17-18.
- عبد السلام المغراوي، السياسة الأجنبية الأمريكية والتجديد الإسلامي، معهد السلام الأمريكي، تقرير واشنطن، جويلية -ـأوت 2006.
- عثمان حسين علوان النداوي، الإسلاموفوبيا –مواحهة عقائدية- مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية، المجلد 17، العدد 2، 2021.
- علي نوار، كيف تغذي وسائل الإعلام حالة العداء للإسلام، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://www.hafryat.com/ar/blog. (21/3/2022).
- لخضر بوطبة، الصراع المسيحي الإسلامي في حوض البحر الأبيض المتوسط خلال القرن 16، المجلة التاريخية الجزائرية، العدد 10، ديسمبر 2018.
- رئاسيات فرنسا … 4 مترشحين يتبنون خطاباً متشدداً ضد المسلمين، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://www.trtarabi.com/issues/. (17/3/2022).
*سياسة الكيل بمكيالين: هو مفهوم سياسي يقصد به ازدواجية في المعايير، ويعني أن يتم إنشاء مجموعة من المبادئ والقواعد التي تتضمن أحكاماً مختلفة لمجموعة من الناس بالمقارنة مع مجموعة أخرى، وعادة ما يتم استخدامه لوصف تفاعل فواعل دولية يازدواجية حول قضية أو مسألة معينة لا عتبارات عديدة.
* صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب الباردة حاولت البحث عن عدو جديد تراعي به مصالحها بدلاً من الاتحاد السوفياتي (العدو التقليدي)، وبذلك فلقد اختارت الإسلام والدول الإسلامية لفرض استراتيجياتها التي كانت تهدف أساساً إلى البحث عن أسواق خارجية والاستيلاء على مراكز الثوات البترولية والغازية، لذلك فلقد ركزت بشكل كبير على ما يسمى بمنطقة قوس الأزمات التي تضمن لها مخزون اقتصادي كافي لتحريك اقتصادها.
[1]طورقاي يزلي قايا، الإسلاموفوبيا والإعلام، المظاهر المعاصرة لمعاداة الإسلام، مجلة رؤية، العدد 5، شتاء 2016، ص 11-14.
[2] تامر عبد الوهاب، الحضارة الإسلامية المسيحية: قراءة في مفهوم جديد، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://islamonline.net/archive. (14/3/2022).
[3] لخضر بوطبة، الصراع المسيحي الإسلامي في حوض البحر الأبيض المتوسط خلال القرن 16، المجلة التاريخية الجزائرية، العدد 10، ديسمبر 2018، ص ص 119-120.
[4] الاستشراق أو الدراسات الشرقية مصطلح أو مفهوم عام يطلق عادة على حركة فكرية واسعة النطاق، متعددة الجوانب تُعنى بدراسة الحياة الحضارية للأمة الشرقية بصفة عامة، ودراسة حضارة الإسلام بشكل خاص. للمزيد انظر: إدوارد سعد، الاستشراق، المعرفة، السلطة، الإنشاء، تر: كمال أبو ديب، بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية، ط 4، 1995، ص ص 80-81.
**لا يمكن أيضاص تفنيد دور المستشرقين في إثراء الأدب العربي واللغة العربية، وما أسهموا فيه من تبيان للكثير من النقاط التاريخية والدينية للمجتمعات الغربية.
[5]عبد الجليل عبده الشيلي، صور استشرافية، الكتاب الأول من سلسلة البحوث الإسلامية، 1938-1978، ص 17-18.
[6] علي نوار، كيف تغذي وسائل الإعلام حالة العداء للإسلام، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://www.hafryat.com/ar/blog. (21/3/2022).
*يقصد بالاستبدال العظيم بأن هناك شعوب أجنبية ستحل محل الشعب الفرنسي، وهذا يعني بأن الهوية والثقافة الفرنسية ستندثر بسبب المجتمعات الدخلية التي نمت بسب حركات الهجرة نحوها، وهو مصطلح تستخدمه الأحزاب اليمنية في فرنسا قصد أمننة المجتمع من هذه الظاهرة، وتخويفهم من المهاجرين الذين تتزايد أعدادهم يوميا، خاصة فيما يتعلق بالمهاجرين المسلمين.
[7] رئاسيات فرنسا … 4 مترشحين يتبنون خطاباً متشدداً ضد المسلمين، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://www.trtarabi.com/issues/. (17/3/2022).
[8]زيد عدنان، العرب والإسلام حوار أم صراع، المجلة السياسية والدولية، العدد 11، سنة 2009، ص 60-63.
*يجب أن نميز في هذا الشأن بين هذا الموقف، وما يروج له الأمريكان حول التجديد الإسلامي، وهو عملية منهجية لمراجعة وترشد المبادئ والمؤسسات والمعتقدات والممارسات الإسلامية، ويلعب الكثير من الأفراد والمؤسسات دوراً فيها ، وبالرغم من أن جهودهم ليست مترابطة رسمياً، غير أنها تتلاقى حول مراكز البحث والدارسين الفرديين والشخصيات الدينية المرتبطة بالتحديث، والمنظمات الدينية المعتدلة، والأحزاب السياسية..وغير ذلك، ومع أن هذه البرامج متفرقة وغير متماسكة حسب الرؤية الأمريكية إلا أنها لها غرضين: أولهما استرداد التراث الإسلامي من رجال الدين التقليديين المرتبطين بالأنظمة الاستبدادية، والهدف الثاني يتمثل في تكييف المبادئ والقيم والمؤسسات مع ظروف العالم الحديث، وبذلك فإن الهدف منها هو صناعة إسلام وفق المقاس الأمريكي . للمزيد انظر: عبد السلام المغراوي، السياسة الأجنبية الأمريكية والتجديد الإسلامي، معهد السلام الأمريكي، تقرير واشنطن، جويلية -ـأوت 2006، ص 6.
*مفكر أمريكي ولد في 19 ماي 1940 بمقاطعة بروكلين في مدينة نيويويرك متخصص في دراسة الأديان ويعمل كأستاذ جامعي في الأديان والشؤون الدولية والدراسات الإسلامية في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، وما يميز هذا المفكر أنه تعمق في دارسة الفكر الإسلامي ودعا إلى تبني منهج وسطي بعيد عن الإيدلوجية والتعصب المفرط نحوه.
[9] زهير يوسف عليوي، هوية الإسلام المعاصر في كتابات المفكرين الأمريكيين جون ل. إسبوزيتو أنموذجاً، مجلة آداب القراهيدي، المجلد 14، العدد 48، جانفي 2022، ص 79-88.
*ولد روجيه غارودي في 17 جويلية 1913 بمدينة مارسيليا الفرنسية، ونشأ في أسرة ملحدة توفي في عام 2012 عن عمر يناهز 99 عاماً، ولقد ولقد ترك وراءه إرثاً فكرياً كبيراً.
[10] عباس جوهري، وآخرون، خطاب حوار الحضارات مشرةعاً بديلاً لنظرية صراع الحضارات، دراسة تحليلة في المشروع العالمي المعتدل لروجيه غارةدي، عدد 8، 2018، ص150.
[11] عثمان حسين علوان النداوي، الإسلاموفوبيا –مواحهة عقائدية- مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية، المجلد 17، العدد 2، 2021، ص 714
[12] المرجع نفسه، ص 718.
[13] محمود خليفة جودة محمد، الإسلام والغرب الواقع والتحديث، المركز العربي الديمقراطي، انظر الرابط الآتي:
https://democraticac.de/?p=2061. (21/3/2022).
[14] المرجع نفسه.
* يجب أن نميز هنا بين حرية التعبير والإساءة إلى الأديان، لأنه في الحقيقة عادة ما تتحجج الأمم الغربة ضمن الإساءات التي تصدر في مختلف الأوساط عن الإسلم بحرية التعبير، لكن ذلك يعتبر مساساً بالدرجة الأولى لما سمته هذه الأمم بالتثاقف واحترام الآخر حرية المعتقد.
[15] صبري محمد، الرد على ظاهرة الإساءة إلى الإسلام، انظر الرابط الالكتروني الآتي:
https://www.addustour.com/articles/132071. (23/3/2022).
Very interesting details you have observed, thanks for posting. “Whatever we conceive well we express clearly, and words flow with ease.” by Nicolas Boileau.
I got what you mean , thanks for posting.Woh I am lucky to find this website through google. “Do not be too timid and squeamish about your actions. All life is an experiment.” by Ralph Waldo Emerson.
Hi, just required you to know I he added your site to my Google bookmarks due to your layout. But seriously, I believe your internet site has 1 in the freshest theme I??ve came across. It extremely helps make reading your blog significantly easier.