موقف الإسلام من العلم والتكنولوجيا: تصادم أم تكامل؟

موقف الإسلام من العلم والتكنولوجيا: تصادم أم تكامل؟

Is Islam Against Science & Technology?

ترجمه  إبراهيم كرثيو

مركز المجدد للبحوث والدراسات

1. مقدمة

القرآن الكريم كما هو معلوم بالنسبة للمسلم مصدر للحقائق والمعارف لا سيما ما يتعلق منها بالغيب من إيمان بالله تعالى والملائكة والقدر والحياة الآخرة وما فيها من وقائع وأحداث، فضلاً عن كونه مليء بالآيات التي تركز على أهمية المعرفة، وتشجيع السعي في جنبات الكون لاستكشافه، واستمداد العلوم والمعارف منه، وفقاً لطرق معينة وأساليب محددة بينها القرآن الكريم، كما دعا إلى التفكير والتأمل لتحقيق السلام والوئام داخل الذات والمجتمع. لقد حث القرآن النبي صلّى الله عليه وسلم على زيادة العلم (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴿١١٤﴾) كما أشار أيضاً الى الفروق بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون ليسوا متساوين. لمن يعلم امتياز على من لا يعلم (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٩﴾).

نعيش اليوم في عصر العلم والتكنولوجيا، حيث أصبحت الأدوات والأنظمة العلمية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. أحدثت التطورات التكنولوجية في عالمنا اليوم الكثير من التغييرات في حياة الإنسان. فبالإضافة إلى المساعدة في تسهيل الحياة اليومية والمرافق، فإن التقدم التكنولوجي له أيضًا تأثير على نشر المعلومات والمعرفة. وذلك لأن استخدام التكنولوجيا يساعد الناس بشكل كبير على الوصول إلى المعلومات بسهولة أكبر وأسرع من الأوقات السابقة. في هذا المقال، نتطرق إلى المنظور الإسلامي فيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا من خلال تسليط الضوء على أهمية المعرفة في القرآن والأحاديث النبوية ومساهمة علماء المسلمين الأوائل والمعاصرين في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

2. أهمية العلم والمعرفة في القرآن

يولي الإسلام أهمية قصوى للمعرفة، ويتضح ذلك من حقيقة أن أول وحي نزل على النبي محمد صل الله عليه وسلم كان يحث على القراءة وطلب العلم (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾). ليس هذا فحسب، ولكن يحتوي القرآن على آيات كثيرة توضح أهمية العلم والمعرفة. على سبيل المثال، في الآية 11 من سورة المجادلة يقول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿١١﴾. بالإضافة الى ذلك وردت في سورة فاطر آية في فضل العماء عن سائر المؤمنين ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴿٢٨﴾﴾. ذُكرت كلمة “علم” في القرآن الكريم في أشكالها المختلفة من الفعل، والصفة، والاسم، وما إلى ذلك 777 مرة. بينما ظهرت كلمة القراءة (اقرأ) والتي تعني القراءة والفهم بأشكال مختلفة 88 مرة في القرآن. كما ظهرت كلمة فكر التي تعني “التفكير / التفكر / التأمل ” في أشكال مختلفة 18 مرة في القرآن. ظهرت كلمة عقل والتي تعني الفهم واستخدام المعنى بأشكال مختلفة 49 مرة في القرآن الكريم. ظهرت كلمة تلا التي تعني “تلاوة / قراءة” بأشكال مختلفة 63 مرة في القرآن. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الأهمية الهائلة المعطاة للمعرفة والعلم في الإسلام.

ومن الجدير بالذكر أنه حيثما ورد ذكر العلم في القرآن، فإنه لا يشير إلى المعرفة الدينية فقط، ولكن هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الحقائق العلمية. لقد عمل العلماء عليها كثيرًا، ووجدوا أن هناك ما يقرب من ألف آية تتناول الحقائق العلمية. تنتمي هذه الآيات إلى مجالات علمية مختلفة، على سبيل المثال، علم الفلك، والفيزياء، والجيولوجيا، وعلم المحيطات، وعلم النبات، وعلم الحيوان، والطب، وعلم الوراثة، وعلم التشريح، …إلخ.

يجب أن نعترف بأن القرآن ليس كتاب علم، بل هو كتاب هداية وإرشاد في المقام الأول ويسترشد بإظهار علامات وجود الله في الكون. ويبين تنوع الأبعاد العلمية الموجودة في القرآن أن الإسلام لا يعارض أبدا المشاركة في الأنشطة العلمية، بل إنه يقدر ويشجع على أن يكون منهج علمي.

3. أهمية العلم والمعرفة في السنة النبوية:

يوجد عدد لا يحصى من أحاديث وأقوال النبي محمد صلّى الله عليه وسلم عن تشجيع طلب العلم تم روايتها عنه صلّى الله عليه إلى الحد الذي تم فيه تخصيص فصولٍ في الكتب لتوضيح هذا الموضوع أو كتابة كتب بأكملها حول هذه المسألة. ونورد فيما يلي بعض الأقوال النبوية التي تعزز النشاط العلمي وتحث على طلب العلم:

وعَنْ أَبي أُمَامة، رضي الله عنه، أنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: فضْلُ الْعالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ: رسُولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ اللَّه وملائِكَتَهُ وأَهْلَ السَّمواتِ والأرضِ حتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلى مُعلِّمِي النَّاسِ الخَيْرْ. رواهُ الترمذي، وقالَ: حَديثٌ حَسنٌ. وخرج الترمذي من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر؛ ليصلون على معلمي الناس الخير». وصححه الترمذي. وخرج الطبراني من حديث جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر”.

لم يكتف النبي ﷺ بتشجيع الناس في زمانه على طلب العلم، لكنه تحدث عن طالب العلم في العصور المقبلة ووصى بحسن معاملتهم واللطف بهم. في حديث أَبِي هَارُونَ العَبْدِيِّ قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ قَالَ: ” مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – “. قَالَ: ” قُلْنَا: وَمَا وَصِيَّةُ رَسُولِ اللهِ – صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ ” قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّهُ سَيَأْتِي بَعْدِي قَوْمٌ يَسْأَلُونَكُمْ الحَدِيثَ عَنِّي، فَإِذَا جَاؤُوكُمْ فَأَلْطِفُوا بِهِمْ، وَحَدِّثُوهُمْ» . كما صنف رسول الله العلم إلى علم نافع وعلم ضار، وغرس في أتباعه العزم والحماسة في اكتساب العلم النافع: عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ “.

كما أكد رسول الله على أن العلم خارج حدود البلدان والثقافات، وأن السفر لاكتساب العلم المعرفة أمر مرغوب فيه، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ سَلَكَ طَريقا يَبْتَغي فيه عِلْما سَهَّل الله له طريقا إلى الجنة».  وَعَنْ أنسٍ،  قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: مَن خرَج في طَلَبِ العِلمِ، كان في سَبيلِ اللَّهِ حَتَّى يرجِعَ. رواهُ الترْمِذيُّ .

وفوق كل ذلك اعتبر طلب العلم واجباً، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر، واللؤلؤ، والذهب”. وهذا يعني أن التعليم حق أساسي للجميع ولا ينبغي حرمان أي شخص منه بغض النظر عن الجنس والعرق.

4. أهمية اكتساب المعرفة العلمية والتكنولوجية في الإسلام

كما ذُكر سابقاً أن في القرآن الكريم العديد من الآيات ذات الطبيعة والدلالة العلمية البحتة، ومن ثم فهي تشير إلى ميل الدين إلى العلم والتكنولوجيا. نقتبس بعضها كأمثلة:

ذكر القران الكريم بالتفصيل في أجزاء مختلفة أن النبي سليمان بن داوود عليه السلام سُخرت له قوة الرياح الإعجازية  تأتمر بأمره تسير في الصباح مسافة شهر، وتسير في المساء مسافة شهر ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ  وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ  وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (سبأ 12)﴾ ، يمكننا القول ان هذا الامر ينطبق على عالم الطيران، اليوم سخر الإنسان بالعلم الريح في صورة طائرات نفاثة تفوق سرعة الصوت .

تم توضيح استكشاف الكون في الآية رقم 33 من سورة الرحمن: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمان 33) ﴾ ربما تكون آيات مثل هذه مصدر إلهام للدراسات الإسلامية السابقة التي كان غالبية العلماء المسلمين القدامى مهتمين بعلم الفلك والفيزياء وعلم الكونيات. وعلى نحو مماثل، تعلَّم النبي سليمان عليه السلام صنع معاطف الزرد وهو نوع من الدروع يتكون من حلقات معدنية صغيرة مترابطة معاً لتُشكل تَعْشِيقَة من الحلقات المُتَشَابِكة وتستخدم كدروع دفاعية، وهذا يشير إلى التعليم المهني والتقني. نجد آثار تأسيس معاهد البوليتكنيك (دار الفنون) في أوائل القرن التاسع عشر في إيران من قبل النخب المتعلمة في أوروبا، وغيرهم من رجال الحاشية الذين تلقوا تعليمهم في تبريز دار السلطانة.

يأمر الله المسلمين بالسفر في جميع أنحاء المعمورة ليروا مصير الرافضين للحق (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿العنكبوت ٢٠﴾). وهنا إشارة واضحة الى تخصص علم الآثار (وهو العلم الأقل اهتماما من قبل المسلمين للأسف).

هناك أمر إلهي آخر يفرض واجبًا دائمًا على المسلمين لإعداد أقصى قدر ممكن من القوة والعدة الحربية حتى يتمكنوا من تخويف أعدائهم (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَىْءٍ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿الأنفال 60﴾). وهذا الأمر لا يكتفي بحث المسلمين على تحديث عتادهم فحسب، بل أيضًا التركيز على التقنيات المستقبلية حتى لا يبقوا في الخلف.

5. مساهمة المسلمين في العلوم والتكنولوجيا

لقد أحدث القرآن تحولا ثقافيا وفكريا هائلا في تاريخ الحضارة الإنسانية في المجتمعات الإسلامية المبكرة. لقد وفر أساسًا جديدًا لجهود المسلمين الأوائل في بناء حضارة جديدة. نجح العلماء المسلمون في مساهماتهم في العلم والحضارة عندما حافظوا على العلاقة بين الواقع الوجودي وبعده الميتافيزيقي، ونظام القيم المتمحور حول الأثيو الذي وجه بحثهم العلمي، وسعيهم للحصول على المعرفة والحقيقة. ساهم المسلمون بنشاط في جميع فروع العلوم في كل عصر، متأثرين ومستلهمين من الأسلوب العلمي للقرآن تجاه مشاكل الإنسان. سنناقش دورهم بإيجاز.

5.1 مساهمة علماء المسلمين الأوائل

الإسلام دين العلم والمعرفة. العلم والإسلام متآزران مع بعضهما البعض، والحضارة الإسلامية بدون معرفة لا يمكن تصورها ببساطة. يتضح الترابط بين الإسلام والمعرفة وكلاهما مكمل لبعضه البعض من حقيقة أن علماء المسلمين الأوائل لم يقتصروا على العلوم الإسلامية فقط، ولكن لديهم خبرة في العلوم الفزيائية والطبيعية أيضًا. في الواقع، لم يكن لدى العلماء المسلمين الأوائل مفهوم العلوم الإسلامية وغير الإسلامية.

• أبو ريحان البيروني (973-1048 م): تم تكريم البيروني كواحد من أعظم العلماء في العصر الإسلامي في العصور الوسطى، وكان ضليعًا في الفيزياء والرياضيات وعلم الفلك وعلوم الطبيعة، وميز نفسه أيضًا كمؤرخ وعالم زمني ولغوي. انظر الشكل 1.

الشكل 1. رسم للبيروني لأطوار القمر المختلفة من كتاب التفحيم.

• أبو بکر محمد بن زکریاء الرازي (865-925 م) طبيب وكيميائي. قام بتأليف 12 كتابا في الكيمياء. مؤلف كتاب الأسرار في الكيمياء والحاوي كتاب موسوعي عن الطب. شرح مراحل القمر المختلفة من خلال الرسوم البيانية. انظر الشكل 2 [14].

الشكل 2. كتاب الرازي في الطب

• ابن سينا (980-1037 م): الطبيب الكبير والفيلسوف ومؤلف الكتاب الشهير القانون في الطب. أصدر شرق ألمانيا في عام 1952 وهنغاريا في عام 1987 طابعًا بريديًا تقديراً للخدمات العلمية والتقنية التي قدمها ابن سينا. انظر الشكلين 3 و 4.

شكل 3. طابع بريد صادر عن ألمانيا الشرقية عام 1952 اعترافًا بخدمات العلوم والتكنولوجيا التي قدمها ابن سينا.

الشكل 4. طابع بريدي صادر عن هنغاريا في عام 1987 اعترافًا بخدمات العلوم والتكنولوجيا التي قدمها ابن سينا.

4- محمد بن موسى الخوارزمي (780-850 م): أبو الجبر. عالم فلك ورياضيات عراقي طور مجموعة من الجداول الفلكية. أصدرت الحكومة الروسية طابعًا بريديًا في عام 1983 تقديراً للخدمات التي قدمها الخوارزمي. انظر الشكل 5.

شكل 5. طابع بريدي صادر عن الحكومة الروسية عام 1983 تقديراً للخدمات التي قدمها الخوارزمي.

5- جابر بن حيان المعروف أيضًا باسم جابر (721-815 م): والد الكيمياء ومؤسس مبادئ التجارب والدراسات العلمية. انظر الشكل 6.

الشكل 6. جابر بن حيان.

6- ابن الهيثم (960-1038 م): عالم رياضيات وفلك وفيزيائي عربي من العصر الذهبي الإسلامي. يُطلق عليه أحيانًا “أبو البصريات الحديثة”، وقد قدم مساهمات كبيرة في مبادئ البصريات والإدراك البصري. انظر الشكل 7.

شكل 7. رسم تخطيطي من مخطوطة عن البصريات لابن الهيثم، باستخدام الأساليب الرياضية، 965-1039 م

7– أبو القاسم الزهراوي (936-1013 م): طبيب معروف ومؤسس جراحة العصر الحديث. مؤلف كتاب “كتاب التعاريف” الذي ناقش فيه بالتفصيل عملية الجراحة. كان الكتاب جزءًا من المنهج الدراسي في العديد من جامعات أوروبا للمقررات. انظر الشكل 8 [16-17].

الشكل 8. أدوات الزهراوي الجراحية.

القائمة طويلة جدًا، لكننا اختصرناها لأننا نعتقد أن ذكر بعض العلماء المسلمين الأوائل يخدم الغرض. كانت أعمال العلماء المذكورين أعلاه عالية الجودة، وقائمة على البحث، وأصيلة لدرجة أنها أُدرجت في مناهج العديد من الجامعات الأوروبية وتم تدريسها لقرون [18].

6. الخلاصة

تشير المناقشة أعلاه إلى أن الإسلام لم يكن أبدًا ضد تقدم العلم والتكنولوجيا، بل إنه يشجع على المشاركة بنشاط في الأنشطة العلمية ولعب دور في التنمية الاجتماعية والروحية ورفاهية البشر. لقد أثبت أتباع العقيدة الإسلامية الأقدم والمعاصرون صحتها من خلال المساهمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا متعددة الأبعاد. دور المسلمين في مجالات العلم والتكنولوجيا لا يمكن تجاهله والتغاضي عنه والتاريخ شاهد على ذلك. يجب أن يتقدم شباب اليوم كورثة للتاريخ الذهبي للمسلمين في العلوم والتكنولوجيا وأن يشعر العالم بوجودهم من خلال مساهمتهم في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للمسلمين من خلالها استعادة كرامتهم ومكانتهم المفقودة بين دول العالم.

المراجع:

1. Embong AH, Wan nor Anas WNI, Mohd H. The application of technology in the dissemination of Fatwas: a study on religious institutions in Malaysia. International Journal of Civil Engineering and Technology. 2018, 9(7), 1590–1596. http://www.iaeme.com/ijciet/IJCIET_Paper.asp?sno= 12406
2. al-Hilali MT-D, Muhsin Khan M. The noble Quran. Dar-us-Salam: Riyadh. https://archive.org/ details/AlMujamAlMufahrasLiAlfazhAlQuran/page/n3. Date accessed: 03/05/2011.
3. Abdul Baqi MF. al-Mu’jamul Mufahris li al-faazilquran al-karim. Maktaba al-Ghazali: Damascus. Nd. https://archive.org/details/mujammufahras/page/n3. Date accessed: 09/02/2016.
4. Daar al-Nawadir. Lahore. https://islamhouse.com/en/source/195947/books/showall/1/. Date accessed: 17/03/2009.
5. Al-Tirmidhi. https://en.wikipedia.org/wiki/Al-Tirmidhi. Date accessed: 19/12/2019.
6. Sunan Ibn Majah. https://en.wikipedia.org/wiki/Sunan_ibn_Majah. Date accessed: 06/12/2019.
7. Sahih Muslim. https://en.wikipedia.org/wiki/Sahih_Muslim. Date accessed: 18/12/2019.
8. Translation of Quran. https://en.wikipedia.org/wiki/Quran_translations. Date accessed: 13/01/2020.
9. Semati M, Faraji M, Hamidi YN. Elite discourse on technology in Iran negotiating technology, modernity and Islam. Sociology of Islam. 2016, 4(4), 323–344. https://doi.org/10.1163/ 22131418-00404002
10. Khutabat-e-Bahawalpur. https://www.scribd.com/doc/74280165/khutbat-e-bahawalpur-3. Date accessed: 30/11/2011.
11. Hassan MK. The necessity of studying the natural sciences from the Qur’anic worldview. In: Islamic perspectives on science and technology. M.H. Kamali, O. Bakar, D.A.F. Batchelor, R. Hashim. D.A.-F. Batchelor, R. Hashim (eds.), Springer: Singapore. 2016; 35–58. https://doi. org/10.1007/978-981-287-778-9
12. Kamali MH, Preface. In: Islamic perspectives on science and technology. M.H. Kamali, O. Bakar, D.A.F. Batchelor, R. Hashim D.A.-F. Batchelor, R. Hashim (eds.), Springer: Singapore. 2016. https://doi.org/10.1007/978-981-287-778-9
13. Kennedy E. Mathematical geography. In: Encyclopedia of the history of Arabic science. Roshdi Rashid (ed), Routledge: New York. 2005; 185–202. https://archive.org/details/RoshdiRasheded. EncyclopediaOfTheHistoryOfArabicScienceVol.3Routledge1996
14. Muslim scientist stock photos & Muslim scientist stock images – Alamy. https://www.alamy. com/search.html?CreativeOn=1&adv=1&ag=0&all=1&creative=&et=0x000000000000000000000&vp=0&loc=0&qt=muslim%20scientist&qn=&lic=6&lic=1&imgt=0&archive=1&dtfr=&dtto=&hc=&selectdate=&size=0xFF&aqt=&epqt=&oqt=&nqt=&gtype=0. Date accessed: 16/12/2019.

18. Al-Khwarizmi: the father of algebra. https://www.aljazeera.com/programmes/science-in-a- golden-age/2015/10/al-khwarizmi-father-algebra-151019144853758.html. Date accessed: 16/12/2019.
19. Vernet J, Samsó J. The development of Arabic science in Andalusia. In: Encyclopedia of the history of Arabic science. Roshdi Rashid (ed.), Routledge: New York. 2005; 246–277. https:// archive.org/details/RoshdiRasheded.EncyclopediaOfTheHistoryOfArabicScienceVol.3Routle dge1996
20. Debunking the golden age of Islam #4: can Al Zahrawi be considered the father of surgery? https://www.europeandefenceleague.com/2017/07/29/debunking-the-golden-age-of-islam-4- can-al-zahrawi-be-considered-the-father-of-surgery/. Date accessed: 12/12/2019.
21. al-Qarzavi Y. Shari’atul Islam. 2nd edn. Daar al-Sahwat li-al-Nashr: Cairo. 1993.
22. Bakar O. Science and technology for mankind’s benefit: Islamic theories and practices – past, present, and future. In: Islamic Perspectives on science and technology. M.H. Kamali, O. Bakar,D.A.F. Batchelor, R. Hashim, D.A.-F. Batchelor, R. Hashim (eds.), Springe.: Singapore. 2016; 17–33. https://doi.org/10.1007/978-981-287-778-9

20. These Arab scientists died suddenly and mysteriously. https://stepfeed.com/these-arab- scientists-died-suddenly-and-mysteriously-2247. Date accessed: 08/12/2019.
21. TMO. 20th century Muslim scientists – Sameera Moussa. http://muslimobserver.com/20th- century-muslim-scientists-sameera-moussa/. Date accessed: 08/12/2019.
22. Rammal award attribution by the Euroscience Foundation. https://web.archive.org/ web/20090105212227/http://www.euroscience.org/RAMMAL/rammal.htm. Date accessed: 18/12/2019.
23. USATODAY.com – video websites pop up, invite postings. https://usatoday30.usatoday.com/ tech/news/techinnovations/2005-11-21-video-websites_x.htm. Date accessed: 08/12/2019.
24. Nobel prize in chemistry awarded to Tomas Lindahl, Paul Modrich and Aziz Sancar for DNA Studies. https://www.nytimes.com/2015/10/08/science/tomas-lindahl-paul-modrich-aziz- sancarn-nobel-chemistry.html. Date accessed: 08/12/2019.
25. Behind Soviet Aeronautics from Sputnik to Mir: interview with GeneralKerimKerimov by Betty Blair. http://www.azer.com/aiweb/categories/magazine/33_folder/33_articles/33_sovietaero. html. Date accessed: 18/12/2019.
26. La Civilisation des Arabes. Translated by Adil Za`itir. Hindawi Foundation: Cairo. https://www. hindawi.org/books/37926480.pdf. Date accessed: 2012.
27. Maziak W. Science, modernity, and the Muslim world: to improve scientific research in Muslim countries requires profound social and economic liberalization of their societies. EMBO Rep. 2017, 18(2), 194–197. DOI: 10.15252/embr.201643517.