طالبان نموذج للسياسة القوية في المحيط الدولي: رؤية مستقبلية
د. سيف الدين عبدالفتاح
هناك بعض القضايا التي مهما تعددت الكتابة حولها أو التعبير عنها لا يمكن الإحاطة بتأثيرها أو التعبير عن المدى الذي وصلت إليه، و، ومن ذلك ما فعلته طالبان في النظام الدولي وليس فقط على مستوى أفغانستان أو محيطها الإقليمي، وهذا قول ليس من قبيل المبالغة أو المجاملة لضيوف المؤتمر الكرام، ولكنه واقع يجب دراسته والتعرف على أبعاده ومحدداته وفي ذلك تجدر الإشارة إلى عدة نقاط نوجزها فيما يلي:
التركيز على المداخل المتكاملة والمتكافلة لرؤية وضع أفغانستان في ظل البيئة الدولية والإقليمية وتحسين مداخل وشروط الفاعلية وذلك على قاعدة أن السياسة الداخلية هي السند الحقيقي للسياسة الخارجية والدولية، ومن ثم فإن قيام طالبان / أفغانستان بإدراك التحديات الداخلية والتعامل معها بما تستحقه هو أمر يسهم في تحسين صورتها وتقديم إمكانات لا محدودة في تمكين علاقاتها في المجال الدولي والإقليمي هناك خطوط هادية وخيوط ناظمة:
- فعالية الأمة (الاهتمام بالأفغان)
- بناء الدولة
- بناء الأمة
- إدارة الاختلاف والتعدد (الاختلاف والائتلاف)
- إدارة المدني والاجتماعي وإدارة المقاومة
- الاستراتيجي والجيواستراتيجي
- الاستقلال والذاكرة الحضارية: الجغرافيا والتاريخ
- المواطنة.. بين حديث السفينة ووثيقة المدينة
- الأمن الإنساني: أمن الإنسان والمواطن
- بناء التوافق السياسي
- صناعة الصورة
- التنمية الحقيقية والتنمية الزائفة.. الغازي لا يبني دولة.. ولكنه يحرس التخلف ويمكن الفساد.. الولايات المتحدة والأموال المهدرة لتطويع أفغانستان وأهلها.. صرف من واحد الى ثلاثة تريليون.. الدعاية الممجوجة والزائفة.. نسبة الأمية حال الصحة.. تعليم النساء.. محاربة المخدرات.. وتشجيع ودعم المخدرات
- فشل نظرية الغازي في المنطقة الخضراء
- الغازي يؤسس عملاء لا حكام
- التغيرات العالمية المعاصرة
المنظومة الدولية من منظور الأزمة الأفغانية:
لا ينكر مراقب موضع الولايات المتحدة الأمريكية وهيمنتها وتأثيرها في النظام الدولي، رغم وجود قوى أخرى تحاول التواجد وتسعى لتأسيس نظام دولي جديد بانت ملامحه إلا أنه لم يصل إلى درجة الاستقرار أو الاعتماد، خصوصا وأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تقف مكتوفة الأيدي وتواجه هذه التغييرات بالكثير من الأدوات سواء في الدوائر القريبة منها مثل الاتحاد الأوروبي أو الدوائر الأخرى التي ترسم علاقاتها معها من مدخل الصراع مثل الصين وروسيا، ومن ثم فإن النظام العالمي شاء من شاء وأبى من أبى باتت فيه فجوات وانفراجات محدودة يمكن لطالبان أن تستفيد استفادة كبرى في حركتها في هذه المساحة كنموذج على ما يمكن الاستفادة منه وتطوير موقف لا أقول يحتذى ـ لوجود عوامل أخرى كثيرة لا مجال لتناولها الآن في هذه المداخلة القصيرة ـ ولكن على أقل تقدير فإن هذا الموقف يحتاج لتأصيل ولدراسة وتحليل، وسيكون له ما بعده، وسنقرأ في المستقبل عن تأثير طالبان على النظام الدولي ووضع وموضع الولايات المتحدة الأمريكية فيه.
بل أكثر من ذلك يمكن اعتبار أفغانستان مثالا بارزا لتحليل وفهم السياسة الأمريكية، في ظل استمرار سياسة بادين على نهج سلفه ترامب، ففي شباط/ فبراير 2020 وقعت إدارة ترامب اتفاقا مع طالبان يحدد يوم 1 أيار / مايو 2021 موعدا نهائيا لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، ولاحقا رفضت إدارة بادين إعادة التفاوض أو إلغاء الاتفاق الذي وقعته إدارة ترامب، بل عملت على احترامه باستثناء نقطة واحدة، وهي تمديد موعد الانسحاب النهائي الكامل من أفغانستان إلى مئة يوم إضافية أي حتى 11 أيلول / سبتمبر 2021، لكن الاجلاء الفعلي انتهى قبل الموعد المحدد له، وهكذا نرى، وعلى غرار سياسة ترامب أن بايدن اعتبر الحرب في أفغانستان “حربا أبدية” وصمم على الخروج منها بأي ثمن كما أراد سلفه ترامب، في الوقت نفسه تقود الولايات المتحدة الأمريكية مسار عدم الاعتراف بطالبان وتطالب الدول الأخرى باتباعها في ذلك، وقد أكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في تصريحات لتلفزيون محلي نقلتها الجزيرة مطلع سبتمبر الماضي إن الولايات المتحدة الأميركية تمارس الضغوط على المجتمع الدولي لعرقلة الاعتراف بها رسميا.
محددات العلاقة بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية:
تصنيف الإرهاب:
بادي ذي بدء يجب الإشارة إلى ما رصده العديد من الخبراء بالشؤون الأمريكية الخارجية أن الولايات المتحدة رغم حربها على طالبان إلا أنها لم تدرجها في قائمة المنظمات الإرهابية خلال الـ20 عاما الماضية، في حين تضم القائمة “حركة طالبان – فرع باكستان”، إلا أن وزارة الخزانة الأمريكية صنفت الحركة منذ عام 2002 ككيان إرهابي. وتعني هذه التسمية المنفصلة أن الحركة وأعضاءها يخضعون للعقوبات والحظر، وأقر الكونغرس قانونا عام 2008 يضع قيودا على هجرة أعضاء طالبان للولايات المتحدة، ويعزو الكثير من المعلقين هذا التناقض الأميركي إلى حد كبير إلى أسباب سياسية، وهو خوف عرفته 4 إدارات أميركية من وصف الجماعة بأنها منظمة إرهابية أجنبية، من شأنه أن يغضبهم ويجعل من الصعب على الدبلوماسيين الأميركيين إشراكهم في أي عملية سياسية، في المقابل، يؤكد بعض المحللين أن تصنيف طالبان كمنظمة إرهابية كان سيمنح المفاوضين الأميركيين أداة ضغط يمكن استغلالها للحصول على تنازلات من الحركة، بما يسمح بتسهيل تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهي فرصة أُهدرت ولا يمكن استرجاعها.
العقوبات:
كشفت الولايات المتحدة في أكتوبر الحالي أنها فرضت عقوبات جديدة على حركة طالبان بسبب ما أسمته انتهاكها حقوق النساء والفتيات في أفغانستان.
موقف الداخل الأمريكي من قرار الانسحاب من أفغانستان:
وبعد مرور عام على الانسحاب، ثمة شعور أميركي بالخسارة في أفغانستان خاصة مع ترسيخ طالبان لنفسها في السلطة. ويتهم الكثير من الأميركيين الرئيسين، دونالد ترامب وجو بايدن، بتخليهما عن أفغانستان، كما أشار تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان أثار موجة دولية من الشك في دور أميركا في العالم، إذ يناقش الحلفاء الأوروبيون حاجتهم إلى لعب دور أكبر في القضايا الأمنية، كما تبحث روسيا والصين سبل تعزيز مصالحهما في أفغانستان في ظل حكم طالبان.
العلاقات مع الأطراف الدولية الأخرى:
1. الاتحاد الأوروبي:
تسعى حكومة طالبان لمواجهة هذه الضغوط وفتح مسارات في جدار الحصار الأمريكي بمد جسور المباحثات مع أطراف أخرى ومن ذلك مع الاتحاد الأوروبي، بالمباحثات التي تجريها حكومة طالبان بين الحين والأخر ومنها ما أجرته مطلع العام الجاري مع الدبلوماسيين الغربيين في أوسلو من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والنرويج البلد المضيف.
2. الصين:
شهدت علاقات حركة طالبان مع الصين تطورا تدريجيا منذ فتح المكتب السياسي لطالبان في قطر، وبدأت العلاقات من لقاءات بين مسؤولي الطرفين، وتطورت إلى زيارات سرية لقيادات حركة طالبان للصين، وبلغت تلك العلاقات أوجها حينما ترأس الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي للحركة وفدا رفيع المستوى في زيارة إلى الصين، في شهر يوليو/تموز 2021، وقوبل بحفاوة واستقبال رسمي من الحكومة الصينية. من جانبه أكد الجانب الصيني في مناسبات مختلفة بأن الصين تحترم خيارات الشعب الأفغاني، وتتعامل مع الواقع السائد في أفغانستان، وكان من الواضح من التصريحات أن الصين حريصة على التعامل مع حكومة حركة طالبان والاعتراف بها، ومما يؤكد رغبة الصين في إقامة علاقات قوية مع أفغانستان في ظل حكم طالبان.
أن الصين -مثل روسيا- لم تغلق سفارتها في كابل عقب سيطرة طالبان على الحكم، خلافا لموقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بل في بادرة بروتوكولية ذات دلالات مهمة، التقى السفير الصيني لدى كابل وانغ يو نائب رئيس الوزراء الأفغاني الجديد المولوي عبد السلام حنفي.
ج. روسيا:
عقدت طالبان مباحثات مباشرة مع روسيا حيث قال القائم بأعمال وزير التجارة والصناعة الأفغاني حاجي نور الدين عزيزي في سبتمبر 2022 لوكالة رويترز إن طالبان وقعت اتفاقا مؤقتا مع روسيا لاستيراد البنزين والديزل والغاز والقمح، وأضاف عزيزي أن وزارته تعمل على تنويع شركائها التجاريين، وأن روسيا عرضت على إدارة طالبان خصما على متوسط أسعار السلع العالمية، وتعد هذه الخطوة أول صفقة اقتصادية دولية كبرى تبرمها طالبان منذ عودتها إلى السلطة قبل أكثر من عام، ويمكن أن تساعد – وفق مراقبين – في تخفيف عزلة الحركة التي أبعدتها فعليا عن النظام المصرفي العالمي.
د. علاقات طالبان مع الدول الأخرى:
نستطيع أن نقف على وضع العلاقات الدولية للحكومة الأفغانية في ظل تصريح وزير الخارجية الأفغاني أمير خان في أغسطس الماضي خلال لقاء تلفزيوني مع قناة الجزيرة أن بلاده أقامت علاقات قوية مع 16 دولة حول العالم، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وأشار إلى وجود سفارات لبلاده في عدة دول في العالم، تقوم بأدوار مشابهة تماما لأدوار بقية سفارات دول العالم من حيث تعزيز العلاقات الدولية وتثبيتها.
البيئة الإقليمية لأفغانستان وضرورة مد علاقات ليست مناهضة:
دور الغرب يتضاءل في أفغانستان، وسيكون للباكستان حضور قوي باعتبارها الحاضنة لطالبان وللصين حظوة محاولة مد أذرعها للمرور عبر الأراضي وتحقيق مشروع طرق الحرير ولروسيا رغم الماضي الأليم سيكون لها موقفا اخر بعيدة عن التصادم محاولة التأثير في مجريات الأمور لصالح حلفاءها، أما جمهورية إيران فإنها تراقب المشهد السياسي بتروي تجاه مواقف طالبان وموقفها من عقيدة السلطة المرتبطة بماضي له آثارا سلبية على اتباعها من الشيعة في أفغانستان وتبقى دول الجوار متحفظة نوع ما في تصريحاتها أو محايدة انتظارا لمواقف حكومة طالبان.
الدور الرئيسي في المستقبل في شئون المنطقة ستلعبه الان دول أوراسيا ـ الصين باعتبارها أقوى دول اقتصاديا وباكستان التي تتمتع بعلاقات سياسية قوية مع طالبان، وكذلك روسيا وإيران ودول المنطقة، أي دول آسيا الوسطى.
باكستان:
تعد باكستان شريكا رئيسيا في الأزمة الأفغانية منذ تصاعدها عام 2001 وحتى تاريخه وبقدر ما تتطور الأزمة في أفغانستان، تنعكس آثارها في أزمات داخل باكستان خاصة في المنطقة الجغرافية الشمالية الغربية الباكستانية المتاخمة للحدود الأفغانية، كما أن إدارة السياسة الباكستانية تجاه الأزمة الأفغانية تتأثر بالعديد من التفاعلات من أهمها: الوضع الديموجرافي في البلاد حيث يتصاعد التيار السلفي، وكذلك الامتداد القبلي الباكستاني الأفغاني، واستمرار النزاع الباكستاني الهندي واستمرار التحريض الهندي للولايات المتحدة الأمريكية وتدخلها في الشؤون الأفغانية ودعم المقاومة في داخل باكستان ضد حكومتها الشرعية بما يقلص من قدرة باكستان على احتواء الأزمة.
تركيا:
بدأت العلاقة بين تركيا وحكومة طالبان فعلياً في تشرين الأول/أكتوبر، عندما دعا جاويش أوغلو وفداً من “طالبان” إلى أنقرة لإجراء مناقشات حول العلاقات الثنائية والتجارة والمساعدات الإنسانية واللاجئين والطيران، وكانت تركيا هي من أبرز الدول التي التقت قيادات حركة طالبان، إضافة إلى دعوة وزير الخارجية التركي دول العالم للاعتراف دبلوماسيا بحكومة الحركة ؛ ففي 13 آذار/مارس الماضي ، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في “منتدى أنطاليا الدبلوماسي” إن المساعدات الإنسانية بمفردها لا يمكن أن تعالج مشاكل أفعانستان على نحو ملائم، وأنه على الدول الاعتراف دبلوماسياً بالإمارة الإسلامية أيضاً – وهي المرة الأولى التي دعا فيها زعيم سياسي أجنبي علناً إلى اتخاذ هذه الخطوة، ركما أتاح “منتدى أنطاليا” لـ “حركة طالبان” إثبات أنها لم تعد معزولة دولياً بشكل مباشر. فقد التقى وزير خارجيتها، أمير خان متقي، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الحدث – وهو ثاني زعيم يستضيفه منذ زيارته لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. بالإضافة إلى ذلك، عقد أعضاء الوفد الأفغاني اجتماعات جانبية مع وزراء خارجية البحرين وفنلندا وقيرغيزستان ولبنان وقطر والصومال وتركيا وأوزبكستان وفنزويلا، إلى جانب الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان توماس ويست.
موقف الحركة من إسرائيل
من ناحية أخرى حرصت حكومة طالبان على بيان موقفها من إقامة علاقات مع إسرائيل وشددت على دعمها للقضية الفلسطينية، وقال الناطق باسم حركة طالبان محمد نعيم إن موقف الحركة من دعم القدس واضح وصارم، وإن ما تفعله إسرائيل في فلسطين ظلم لا تقبله الحركة، وأوضح أن مسألة الاعتراف بإسرائيل أو إقامة علاقات معها ليست موضوع بحث أو تباحث على الإطلاق، وهي ليست من سياسة الحركة، وأشار إلى أن سياسة الحركة تجاه جميع الأمور تمضي في ضوء الشريعة الإسلامية والمصالح الوطنية، وهو ما أكده زعيم حركة طالبان الملا هيبة الله آخوند زاده في خطاب له أغسطس الماضي إن الحركة ستتعامل مع المجتمع الدولي وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.
وهنا نجد أن طالبان ترفض التماهي مع التوجهات السائدة في معظم الدول العربية والإسلامية التي ترى أن أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فطالبان شاء من شاء وأبى من أبى تقدم نموذجا فريدا في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وقادرة على فرض رؤيتها وإجبار الولايات المتحدة الأمريكية على تغيير سياساتها وفقا لرؤى وسياسات الحركة على العكس مما هو سائد في ميزان علاقات الدول الأخرى مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ولاشك أن طالبان يمكن أن تستفيد كذلك من خلافات مع أطراف أساسية في منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا وتستثمر ذلك استثمارا كبيرا، فإن اختلاف السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية يشكل واحدة من الفرص التي تمكن طالبات من مد جسور التواصل مع دول الخليج، ذلك أن الدول في المنطقة العربية وخاصة دول الخليج تحاول أن تعيد تموضعها في علاقاتها بالولايات المتحدة الأميريكية
خاتمة
بما تملكه طالبان من رصيد في التحرر والاستقلال فإنها تستطيع بناء على ذلك الرصيد الحضاري المهم أن تقوم بسياسات مستقبلية ومحتملة واستراتيجيات أساسية في بناء الدولة والمجتمع وإدارة التعدد والاختلاف فيه فتقدم بذلك نموذجا فعالا لسياسة دولية مستندا إلى تماسك داخلي.
وبما تمثله طالبان من رؤية قيمية تستلهم الكليات الدينية فإنها قادرة على مواجهة تلك التحديات المصنوعة والمفتعلة والتي يحاول البعض وضعها في طريق السياسات التي تحافظ على أفغانستان الوطن وكرامة المواطن.
وهي بذلك مع استثمار تلك الطاقات ووضع الخطط لذلك والانتصار على العقبات والتحديات إنما تستطيع من خلال الامتثال للنداء القرآني “واعدوا” الذي يستنفر كل تلك القدرات والفاعليات في بناء الدولة والأمة والمواطن والمواطنة على حد سواء.