تأثير خطاب الاسلاموفوبيا على انتشار ظاهرة التطرف ضد الإسلام
د. عبد الحق دحمان
الوحدة السياسية
مركز المجدد للبحوث والدراسات
مقدمة
إن من بين أكثر المواضيع التي تم التركيز عليها من قبل الإستراتيجيين وصناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عموماً، خاصة في المرحلة التي تلت نهاية الحرب الباردة وسقوط الإتحاد السوفييتي موضوع صناعة العدو، وذلك لأجل الاستمرار في بسط الهيمنة على مناطق النفوذ سواءً بالقوة الناعمة أو الصلبة عن طريق الحروب والحملات العسكرية بداعي حماية المبادئ الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان.
ولعلّ ما يعزز تماسك هذه الفرضية هي تلك الحروب التي شُنّت بعد أحداث 11/9/2001 على كل من أفغانستان والعراق بداعي مكافحة الإرهاب “الإسلامي”، وتزايد اضطهاد الأقليات المسلمة في مناطق متفرقة من العالم، هذا على غرار تلك الحرب الإعلامية والدعائية التي تم توجيهها لرسم صورة عدائية عن كل ما هو إسلامي في المخيال والرأي العام العالمي، ويعتبر انتشار مصطلح الإسلاموفوبيا كأحد المخرجات الأساسية لهذه الحرب الأمر الذي أثر بصفة مباشرة على تنامي ظاهرة الخطاب المتطرف ضد الإسلام والمسلمين.
وبالرغم وجود كل تلك الجهود العالمية المتناثرة لمجابهة هذه الظاهرة في العالم الإسلامي، من خلال تلك اللقاءات والمؤتمرات التي تنظم من طرف دول منضوية تحت لواء الدول الإسلامية أو في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها، وكل تلك الجهود التي تصب في إطار تصحيح الرؤية العدائية التي ربطت بالإسلام والمسلمين على المستويين العالمي وحتى في الداخل الإسلامي، إلا أن هذا الموضوع لا زال يتطلب جهوداً أكبر نحو نشر صورة حقيقة عن قيم السلم والأمن والتسامح، التي تجد مضامينها الأساسية في الدين الإسلامي ومقاصده السامية، من هذا المنطلق فإن هذه الورقة البحثية تسعى لمعالجة الإشكالية الآتية:
إلى أي مدى أثر تزايد خطاب الإسلاموفوبيا بعد أحداث 11/09/2001على انتشار ظاهرة التطرف ضد الإسلام؟.
لمعالجة هذه الإشكالية تتطرق هذه الدراسة إلى المحاور الآتية:
أولاً: حول تطور مفهوم الإسلاموفوبيا
من الناحية اللغوية يمكن اعتبار أن لفظ اسلاموفوبيا (Islamophobia) أو رهاب الإسلام أو الرعب من الإسلام لفظ حديث نسبيا، حيث يشير إلى الإجحاف والتفرقة العنصرية ضد الإسلام والمسلمين، كما يشير هذا اللفظ في هذا السياق إلى معاني الخوف والكره ضد المسلمين وهو كلفظ حديث نسبيا زاد استخدامه بصفة ملفتة بعد أحداث 11/09/2001،
عند تفكيك الإسلاموفوبيا نجده مصطلح الإسلام وفوبيا، يشير معنى فوبيا (Phobia) إلى الخوف اللاشعوري وغير المبرر من مواقف أو أشخاص أو نشاطات أو أجسام معينة، وهو بذلك صنف كمرض نفسي، ومن أشكال هذا المرض الخوف من الأماكن والمناطق المرتفعة Acrophobia))، الخوف من الأجانب (Xenophobia)، الخوف من الأماكن المغلق (Claustrophobia)، ومن خلال هذا الطرح يصبح لفظ الإسلاموفوبيا يحمل معنى المرض غير المبرر ومشاعر العداء للإسلام والمسلمين[1].
واصطلاحاً صحيح أن تزايد انتشار مُصطلح الإسلاموفوبيا في الأدبيات الأكاديمية والمعرفية وحتى الأوساط الإعلامية زاد مع البديات الأولى للقرن الحادي والعشرين، وبالضبط بعد هجمات 11/9/200، لكن ظهور هذا المصطلح كان قبل ذلك بكثير، حيث تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا ومضامينها الفكرية والمفاهيمية هي ظاهرة قديمة قدم الإسلام، حيث بدأت مع ظهور فجر الإسلام كديانة في القرن الرابع والخامس ميلادي، وهذا استنباطاً لكل تلك الممارسات التي تسعى لتشويه الإسلام كدين وكعقيدة من قِبل غير المنتمين إليه، انطلاقا من تلك الممارسات التي كانت ضد الرسول صلى الله عليه وسلم وضد أتباعه المستضعفين، خاصة تلك الممارسات التي تهدف إلى التخويف من اعتناقه أو نبذ معتنقيه أو اضطهادهم مجتمعياً أو نشر فكرة الخوف منهم أو التهديد بالقتل أو التعذيب.
من هذا المنطلق يكون مصطلح الاسلاموفوبيا وفق هذا التركيب اللغوي قد تم استخدامه بصفة أكثر كثافة خلال زمن الاستعمار الفرنسي لمجموعةٍ من البلدان المسلمة، أي أن هذا المصطلح يعود إلى زمن الأنثروبولوجيا الكولونيالية الفرنسية في بداية القرن العشرين، وهناك فريق آخر من علماء الاجتماع والسّياسة يرجعون استخدامَ مفهوم الإسلاموفوبيا مع قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، لكن لا خلاف عموماً حول التركيز على عالمية هذا المصطلح لم يكن إلاّ مع بدايات القرن الحادي والعشرين أي بعد أحداث 11/09/2001، ومع ذلك يبقى مصطلح الاسلاموفوبيا يصب في سياق واتجاه واحد وهو نبذ المنتمين للدين الإسلامي والتخويف منهم وفق جملة واحدة دون حصر أو تفصيل.
أما بالنسبة لتعريف الإسلاموفوبيا فيمكن القول بغياب تعريف موحد جامع مانع لها، وقد حيث قامت منظمة المؤتمر الإسلامي بتقديم تعريف لظاهرة الإسلاموفوبيا Islamophobie “هي تلك الظاهرة التي تعبر عن فكرة الخوف من الإسلام ومن المسلمين، أو بشكل أدق الخوف المفرط من الإسلام والمسلمين، أو أي شيء مرتبط بدين الإسلام، مثل المساجد والمراكز الإسلامية والقرآن الكريم والحجاب، إلخ. وتُعَد هذه الظاهرة شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز في حياة الناس اليومية، سواء تمت في وسائل الإعلام أو في أماكن العمل أو في مجال العمل السياسي وغير ذلك[2]“
كما يُعرف باحث الدين المقارن السويدي “ماتياس غارديل” بأن الاسلاموفوبيا هو انتاج اجتماعي للخوف والتحامل على الاسلام والمسلمين، بما في ذلك الممارسات التي تستهدف التهجم أو التمييز ضد أشخاص أو عزلهم على أساس افتراضات ارتباطهم بالإسلام في المجتمعات الأوروبية[3].
كما یحدد جوردون كونواي نائب جامعة ساكس ببریطانیا سبع سمات أساسیة مرتبطة ببعضها البعض عند الحدیث قضية الاسلاموفوبيا، وهي بمثابة التعبير الضمني لخطاب العداء تجاه الإسلام والمسلمين في أوروبا والعالم الغربي[4]:
-رؤیة الثقافة الإسلامیة على أنها متحجرة وغیر قابلة للتغیر.
-الزعم بأن الثقافة الإسلامیة تختلف اختلافا كاملا عن الثقافات الأخرى.
-التیار الإسلامي مصدر تهدید دائم .
-الزعم أن أنصار الإسلام یستخدمون تهدیداتهم أساسا استخداما سیاسیا وعسكریا.
-رفض انتقادات المسلمین الموجهة للمجتمعات والثقافات الغربیة رفضا لا شعوریا .
-الخوف من الإسلام والعداء العنصري لهجرة المسلمین لدول أوروبا.
-اعتبار العداء للمسلمین أمر طبیعیا ولا یمثل أي مشكلة.
وبالتالي فإن ظاهرة الخوف من الإسلام ظاهرة تزداد في كل مرحلة يزداد فيها فيه دور الإسلام وقيامه كمؤسسات أو حكومات أو تطبيقات متكاملة، فالإسلام وحده من بين كل الديانات التي تعاني من مشكلة ربطه بمسميات تؤثر سلباً على استمرار انتشاره، فليس هناك مصطلح مستعمل لـ(يهودوفوبيا)، ولا لـ(مسيحوفوبيا) [5]، ولعل تفسير ذلك يعود إلى أن الإسلام كان يمثل بالنسبة لأوروبا صدمة مستمرة من خلال الزيادة في نسب معتنقيه من الديانات الأخرى، وهذا ما قد يؤثر على المستويين المتوسط والبعيد على النسيج الاجتماعي الغربي، فقد كان الخوف منه هو القاعدة التي انطلق منها الغرب في ربط الخوف بالدين الإسلامي.
من هذا المنطلق يمكن تقديم تعريف إجرائي أن ظاهرة الاسلاموفوبيا هي ظاهرة فكرية بدأت تنتشر في العالم خاصة بعد أحداث 11/09/2001، حتى أصبحت مقاربة لتلك الإيديولوجية التي تحمل نظرة اختزالية وصورة نمطية للإسلام ومعتنقيه عبر متخلف مناطق العالم، وبالخصوص أولئك المهاجرين الذي يعيشون في دول غير إسلامية، وبالتالي فإن الانتشار غير المبرر عقلانيا ومنطقيا لخطاب التطرف ضد الإسلام أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا هدفه الأكبر هو تشويه كل ما ينتمي للإسلام والمسلمين كديانة أو منهج حياة.
ويتضح في ختام هذا العنصر أن الاسلاموفوبيا كمصطلح قد تم توظيفه لدعم ومساندة فكرة صناعة العدو في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وربطه ضمنيا في الرأي العالم الأمريكي والعالمي بصفة الفاشية الإسلامية، كمطية أيديولوجية تبرر لهت مواصلة التدخل العسكري في الشؤون الداخلية للدول وتحقيق ما يسمى بالهيمنة الأمريكية، هذا بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها في مرحلة تاريخية معينة الدور البارز في دعم فكرة الإسلام السياسي والمنظمات الإسلامية المقاومة في الحرب الأفغانية ضد الإتحاد السوفييتي، والتي تحولت مع بداية الألفية إلى العدو الأول للولايات المتحدة الأمريكية، وقد قامت وكالة المخابرات المركزية بإطلاق اسم على هذه الظاهرة بـ: “الضربة المرتدة Blow Back[6]“، وهي ممارسات غير مقصودة في فترة زمنية معينة أدت إلى انفلات الأوضاع الأمنية فيما بعد.
ثانياً: ممارسات التطرف ضد الإسلام وعلاقتها بالإسلاموفوبيا
من المعروف أن العمل على نشر الخوف من الإسلام والمسلمين تحت شعار الإسلاموفوبيا، وكل تلك الأفكار المرتبطة بها، على غرار الإرهاب الإسلامي وغيرها، قد نتج عنه من الناحية العملية ظاهرة التطرف ضد الإسلام، ولقد أقرّ التقرير المقدم لإعداد الدورة السادسة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة تحت عنوان “الكراهية والتمييز ضد المسلمين”، مجموعة من القيود المفروضة على ممارسة وإظهار الحق في حرية الدين في الحياة الخاصة أو مع الآخرين، وقد قام التقرير بتلخيص هذه القيود في النقاط الآتية[7]: “بناء المساجد واستخدامها، عرض الرموز الدينية أو قواعد اللباس في العمل أو في الأماكن العامة، أداء الصلاة أو إقامة الاحتفالات الدينية في الأماكن العامة، إنتاج ونشر المواد الدينية، مراعاة المتطلبات الغذائية والطقوس الدينية الأخرى مثل ختان الذكور، تدريب وتعيين رجال الدين، توفير التعليم الديني أو ممارسة الحريات الأبوية في تعليم الأطفال، إضافة إلى متطلبات التسجيل التمييزية للمنظمات أو المؤسسات الدينية”.
إن كل هذه التدابير والإجراءات التعسفية ضد المسلمين في مختلف مناطق المعمورة يجد لها الغرب على وجه الخصوص في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية تفسيراً يتعلق مباشرة بنشر خطاب التطرف ضد المسلمين، كل هذه الممارسات لها مجموعة من المبررات لعل أهمها ما يسمونه بمكافحة الإرهاب الإسلامي.
تتجلى تطبيقات الإسلاموفوبيا من الناحية العملياتية في مجموعة واسعة من الممارسات يمكن نذكر أهمها فيمايلي:
- الخطاب السياسي العدائي ضد المسلمين: يعتبر خطاب الاسلاموفويبا من الخطابات المؤسس لها نظريا وواقعيا في الأوساط الأكاديمية والإعلامية الغربية، فيؤكد البنائيون على أن بناء الواقع الاجتماعي هو المنتج الرئيسي للعديد من المفاهيم الأساسية، بما في ذلك الفوضى والقوة والمصلحة الوطنية، والمعضلة الأمنية وغيرها، ويُنظر إلى هذه المفاهيم على أنها مبنية اجتماعياً بدلاً من أن تكون عواقب وخيمة لهيكلة النظام[8]، ويؤكد على هذا الطرح ألكسندر ووندت ALEXANDER Wendt من خلال كتابه الموسوم بـ: “الفوضى هي ما تصنعه الدول” وبالتالي فلا يمكن تفسير النزاعات الدولية بالفوضوية النظام الدولي أو غياب الديمقراطية أو المؤسسات وإغفال عامل الثقافة والهوية كأحد أبرز المحاور والأبعاد التي تركز عليها البنائية والتي تمكن الفاعلين من تحديد هوياتهم ومصالحهم وتعديل سلوكياتهم من خلال عملية صناعة الخطاب.
والتهديد الأمني عند البنائية يُبنى بإرادة جهة معينة وذلك خدمة لمصلحة معينة، ويتضح بأن هذا يشكل أحد الاختلاف الموجودة في التصور البنائي الافتراضات الواقعية، فعلى سبيل المثال، بالنسبة للواقعيين الكلاسيكيين فإن أعمال الاتحاد السوفياتي تشكل تهديدا موضوعيا، على النقيض من ذلك، بينما يرى البنائيون هذا التهديد انه مبني، في حين أن الدراسات الأمنية التقليدية تركز على التهديد على أنه معطى مسبق، البنائية يفترض أن الأمن هو البناء السياسي مع إعطاء الأولوية للتفاعل الاجتماعي والهوية والثقافة والقيم، وبالتالي فإن الأمن والتهديدات ليست موضوعية وثابتة، ولكنها قيم اجتماعية شُيِّدَ خلالها الأمن في معنى موضوعي يقيس غياب التهديدات إلى القيم الأساسية المكتسبة[9]، ومع ذلك فإنه بالنسبة للتهديدات التي ربطها الغرب بالاسلاموفوبيا ليست طبيعية أو محتومة، وقد تغير الدول تصورات التهديد حول هذا المفهوم من خلال التطورات في البيئة والممارسات المعدلة من طرفها.
تذكر العديد من التقارير أن الخطابات السياسية للكثير من الرؤساء والوزراء وأصحاب المناصب العليا في الدول الغربية يطلقون خطابات مسيئة ومتطرفة ضد المسلمين في بلدانهم، من بينها تعليقات رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بشأن البرقع أعطت انطباعا بعدم تقدير مشاعر المسلمين، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الخطابات ليس وليد اللحظة بل له سياقاته التاريخية خاصة من طرف ما يعرف باليمين المتطرف في أوروبا[10]*.
إن الخطابات السياسية المعادية للإسلام انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية ولم تقتصر الخطابات السياسية الداعية للتطرف ضد الإسلام والمؤيدة على للإسلاموفوبيا على الحزب الجمهوري بل انتقلت كذلك الحزب الديموقراطي، وذلك على غرار خطاب أوباما في القاهرة وهو يخاطب جمهوراً مسلماً حيث يشيد بتسامح الإسلام وإسهاماته الماضية في تاريخ الشعوب، ثم يستطرد قائلاً: “أننا سنواجه المتطرفين الذين يمثلون تهديدا خطيراً على أمتنا”، ثم يقول: “…أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون أبداً في حرب مع الإسلام، لكن واجبي الأول كرئيس هو حماية الشعب الأمريكي…”، وهنا نجد في خطابه مضامين ربط الإسلام بمظاهر العنف والتطرف بشكل يوهم المتتبع بفكرة “الإرهاب الإسلامي أو الإسلاموفوبيا” ويتضح هذا الأمر خاصة في قوله: “في الواقع بإمكان الولايات المتحدة أن تجابه تنميطات المسلمين لكن ينبغي على المسلمين التوقف عن شيطنة أمريكا”[11]، وهي نفس الفكرة التي تحدثت عنها مدرسة كوبنهاغن النقدية في الدراسات الأمنية في الجزء المتعلق بتأثير ودور الخطاب في صناعة واقع معين، وبناء ما يسمى بالأمننة من أجل مسايرة وضع معين كإجراء وقائي.
- مظاهر التطرف ضد المسلمين: تجدر الإشارة هنا إلى أن الأعمال الإرهابية في أغلبها في الولايات المتحدة الأمريكية كانت صادرة عن المتطرفين اليمينين أو المتطرفين البيض، لكن المتضرر الأكبر هم المسلمون في هذه الدول، وبحسب دراسة لمركز مكافحة التشهير بالولايات المتحدة أن 71% من حالات المتطرفين بين 2007 و2017 قد ارتكبها أعضاء من اليمين المتطرف وحركات المتطرفين البيض، أي أن عدد ضحايا الأعمال المتطرفة التي قام بها اليمين المتطرف في الفترة الممتدة بين 2007 و2017 بلغ 387 شخص، بينما لم يتعد رقم ضحايا أعمال المتطرفين المسلمون 100 شخص[12].
هناك الكثير من القوانين التعسفية ضد المسلمين في أوروبا وأمريكا، حيث في دراسة أعدها معهد مونتين (Montaigne) وهي مؤسسة لها أبحاث عديدة تخص الشؤون الفكرية، وقد تناولت تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على دعم فرض ضريبة على المنتجات الحلال والحج والتبرعات، وشجع الرئيس الفرنسي هذه المبادرة وعلى وجه الخصوص أشاد بضريبة الحلال[13].
إذن يمكن القول بأن مظاهر الإسلاموفوبيا لم تتوقف عند الحقوق السياسية والمدنية للمواطنين المسلمين بل تعداه إلى التمييز حتى في قضية العمالة ومجال الاستثمار الاقتصادي، فبحسب دراسة أعدتها جامعة كارينيغي ميلون بالولايات المتحدة خلصت إلى أن المسلمين يتلقون رسائل للرد عن العمل بسبة 13% أقل من المسيحيين في نفس الوظائف[14]، وتشير نفس الدراسة أن الولايات التي يكون فيها الأغلبية الانتخابية للحزب الجمهوري أي ولايات المحافظين يتلقى فيها المسيحيون رسائل رد عن العمل أربعة أضعاف من يتلقاه المسلمون، وهنا يظهر التطرف ضد المسلمين واضحاً في جانب العمالة والتوظيف.
كما أن انتشار المنظمات المتطرفة ونشاطها في مختلف الدول الأوروبية يزيد من تأجيج الفكر المتطرف ضد المسلمين لدى الأوساط الشعبية في أوروبا، نذكر على سبيل المثال منظمة “الوطنیون الأوروبیون ضد أسلمة الغرب” أو Patriotische Europäer gegen die Islamisierung des Abendlandes “، أو ما یعرف اختصارا بـــ: PEGIDA *، وقد قامت هذه المنظمة بتنظیم مظاهرات أسبوعیة ضد ما تعتبره أسلمة العالم الغربي، داعیة إلى تشديد على هجرة المسلمين على وجه التحديد وتقليصها، ومنذ انطلاقها وصلت الآن إلى ما يقارب 25000 متظاهر في ألمانيا[15]، وقد اكتسبت هذه المنظمة دعما وتأييداً من قِبل اليمين المتطرف في أوروبا على غرار الدنمارك وبلجيكا.
- استخدام خطاب الكراهية والسخرية كالرسومات المسيئة والفيديوهات المشوهة: لطالما شكلت قضية الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم حفيظة العالم الإسلامي أجمع، ففي العام 2005 أقدمت صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية، على نشر 12 صورة كاريكاتورية، مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، تبعتها عدة صحف أوروبية في النرويج وألمانيا وفرنسا، وهو ما أثار موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي، ووقعت مظاهرات كبيرة، وحملات مقاطعة واسعة للكثير من البضائع الأوروبية، عقب عام من بدء نشر الرسوم المسيئة، قامت صحيفة شارلي إيبدو في 2006، بإعادة نشر الرسوم المسيئة بعمامة على شكل قنبلة، وتسبب النشر في هجوم نفذه مسلحان على مقر الصحيفة في باريس، ما أدى إلى مقتل 12 عضوا في هيئة تحريرها سنة 2015.
هذا اضافة إلى الصورة النمطية التي لطالما يسعى الغرب لتكريسها من خلال استغلال ما آلت إليه الأحداث في الشرق الأوسط وقيام ما يسمى بالدولة الإسلامية بالعراق والشام “داعش ISIS” واستخدام هذه الصورة لإقناع الرأي العام العالمي عامة والغربي خاصة بفكرة الاسلاموفوبيا كل هذه الأحداث نتج عنها في العالم الغربي زيادة تعزيز فكرة الإسلاموفوبيا ليس في فرنسا وأوروبا فقط بل كان لها صدى في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ویسلط المرصد الإسلامي للاإسلاموفوبيا الضوء بشكل خاص على ھذا الأمر،فبحسب دراسة أعدها مركز “لایفواي” للأبحاث ( [16](Research LifeWay فإن أكثر من ثلث الأمیركیین قلقون من انتشارھا بالولایات المتحدة وأكثر 14 من واحد من أربعة یعتقدون أن منظمة الدولة الإسلامیة الإرهابية تعكس الوجه الحقیقي للإسلام خاصة أن البحث أكد أن نظرة الأمیركیین للإسلام والدولة الإسلامیة معقدة بشكل كبیر.
ثالثاً: مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا: نماذج عالمية.
لقد جاءت الجهود الرامية لمكافحة ظاهرة الاسلاموفوبيا كرد فعل مباشر عن كل تلك الممارسات الرامية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين عبر مختلف مناطق العالم، ولعل من أهم تلك الجهود أعمال منظمة مؤتمر التعاون الإسلامي، وكذا تلك الجهود المتناثرة في إطار
- جهود منظمة التعاون الإسلامي*: لقد عملت منظمة التعاون الإسلامي على إنشاء مرصد الإسلاموفوبيا الذي مضى على إنشائه نحو أربعة عشر عاما منذ 2007، حيث كلفت الدول الأعضاء في المنظمة خلال القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة في مكة المكرمة في عام 2005م ضرورة إنشاء مرصد المنظمة للإسلاموفوبيا يهتم بالدرجة الأولى برصد ظاهرة الإسلاموفوبيا عالمياً، وتبلور هذا التكليف خلال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في إسلام آباد، حيث أُسندت للمرصد مهمة رصد كل الممارسات والأعمال الدعائية والفعلية التي يتضح فيها نشر ظاهرة الاسلاموفوبيا في العالم، مع ضرورة اتخاذ التدابير الضرورية لمكافحة الظاهرة، والشروع في حوار منظم من أجل تجلية القيم الحقيقية للإسلام، وتمكين البلدان الإسلامية من مواجهة التحديات المعاصرة[17] الناجمة عن ظاهرة الاسلاموفوبيا .
حسب يوسف بن احمد العثيمين الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أن معالجة قضايا الاسلاموفوبيا يكون من خلال حوار بين الشرق المسلم والعالم كله، يصحّـح المفاهيم المغلوطة لدى الغرب وأن يحاصر الاستفزاز الذي يلجأ إليه بعض الغرب من أجل زيادة الفجوة بين المسلمين وغيرهم وأن يكون حوارا تشارك فيه الحكومات والمنظمات الأهلية، كل بطريقته، وأن يهدف إلى التوصل إلى نتائج إيجابية تؤكِّـد على التعايش والتسامح والقبول بالآخر وأن يؤكِّـد على اتخاذ تدابير على المستويات القانونية والثقافية والدينية والأكاديمية والسياسية والإنسانية للحفاظ على كرامة الإنسان وحريته أيّـا كان دِينه وأن يوقف التحريض والاهانة والتعسف بداعي الإسلاموفوبيا[18]، لكن ما يُعاب على هذه التصريحات -حتى وان كانت من طرف الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي كثاني منظمة عالمية بعد الأمم المتحدة- أنها تصريحات غير إلزامية أي أنها تكتفي بتقديم الخطابات والإحصائيات في مختلف اللقاءات التي تنظمها مع رفع التقارير للمنظمات والهيئات العالمية الأخرى، الأمر الذي قد يساهم بشكل غير كافي في تصحيح الصورة المغلوطة التي يسعى الغرب وخاصة اليمين المتطرف لرسمها عن الإسلام والمسلمين.
- أعمال رابطة العالم الإسلامي*: تهدف رابطة العالم الإسلامي إلى التعريف بالإسلام وبيان حقائقه وقيمه وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة، مع العناية بالتواصل الحضاري ونشر ثقافة الحوار والحفاظ على الهوية الإسلامية للأمة، وتعزيز مكانتها في العالم وتحقيق وحدتها، مع نبذ خطاب الكراهية والتطرف، ولأجل تحقيق هذه الأهداف تركز الرابطة على تنظيم المؤتمرات العلمية العالمية كمؤتمر الإسلام رسالة السلام، ومؤتمر الوسطية والتسامح في الإسلام نصوص ووقائع، ومبادرة تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف وتعزيز الحريات الدينية وقيم التسامح ومحاربة الكراهية والتهميش[19].
وبالرغم مجهودات رابطة العالم الإسلامي في مواجهة خطاب العنف والكراهية إلاّ أن ظاهرة الاسلاموفوبيا -وكل ما يرافقها من سياسات ممنهجة لتشويه الدين الإسلامي واتهام معتنقيه بالتطرف والإرهاب-لا زالت تعرف تنامياً ملحوظاً خاصة بعد 11/09/2001إلى أيامنا هذه- وذلك راجع بالدرجة الأولى لكون الوسائط المستخدمة في نشر ظاهرة الاسلاموفوبيا هي وسائط موجهة للرأي العام العالمي من خلال الاستفادة من الطفرة التقنية والتكنولوجية واستغلال كل تلك الأعمال السينمائية الضخمة واستخدام الانترنت وغيرها.
- نماذج دولية لمواجهة الإسلاموفبيا: بالرغم من أن العديد من الدول المنضوية تحت لواء العالم الإسلامي لمواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا بمجهودات متفاوتة، نذكر من بين هذه الدول تركيا وماليزيا وباكستان وقطر واندونيسيا.
تعد تركيا من بين أكثر دول العالم الإسلامي مواجهة لظاهرة الاسلاموفوبيا وتسعى عبر تسخير العديد من الوسائل لتصحيح الصورة الحقيقية للإسلام لدى الرأي العالم العالمي، من خلال الخطابات السياسية التي يوجهها الرئيس التركي في العديد من المناسبات العالمية، أو من خلال الأعمال السينمائية العديدة*، وأيضا من خلال مراكز البحث المتخصصة كمركز سيتا التركي (SETA) للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الذي وثق 908 جرائم، تتراوح بين الهجمات اللفظية والجسدية، إلى محاولات القتل واستهدفت المسلمين في ألمانيا، وكذلك 664 جريمة في بولندا و364 في هولندا و256 في النمسا و121 في فرنسا و56 في الدنمارك و36 في بلجيكا، وذلك لعام 2018، وأكد ذات المركز على أن 12% فقط من الحوادث ضد المسلمين في سياق الاسلاموفوبيا في أوروبا قد تم الابلاغ عنها للسلطات القانونية والمدنية هذا في سنة 2017[20]، مما يعني وجود أكثر من 80% من الحوادث ضد المسلمين في أوروبا لا يتم الإبلاغ عنها، وهذا ما يعكس حجم الانتشار المتزايد والخطير لظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمع الغربي عموماً والأوروبي على وجه الخصوص، وقد أوصى هذا المركز بإلحاق ظاهرة الاسلاموفوبيا كأحد المظاهر العالمية للتمييز العنصري.
كما تعد قمة كوالالمبور في 2019 بمشاركة خمس دول (ماليزيا، باكستان، تركيا واندونيسيا وقطر) كأول خطوة حسب ما صرح به رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد نحو تصحيح مسار الحضارة الإسلامية[21]، مع ضرورة مواجهة حالة الاستهداف لتشويه صورة العالم الإسلامي عبر مفاهيم الاسلاموفوبيا.
- دور الإعلام والمجتمع المدني: يحتل الإعلام والمجتمع المدني دوراً محورياً في مواجهة قضايا الاسلاموفوبيا، وقد نوّه المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلامي المنعقد في دورته الحادية عشرة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية يومي 21 و 22 ديسمبر 2016 على تزايد التعصب ضد الإسلام والمسلمين في الغرب[22]، بسبب ما ينشر من تقارير وكتابات ومقالات على نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربية المطبوعة منها والمرئية، مما أدى إلى تنميط سلبي وتمييز عرقي يستهدف الإسلام والمسلمين، ومن هذا المنطلق يجب إدراك دور الإعلام كمحرك أساسي للدفاع عن الصورة الحقيقة للإسلام ونبذ صور الكراهية والتطرف، وكذا إشراك المجتمع المدني في هذه العملية.
وعلى الرغم من كل هذه المجهودات العالمية سواءاً المتعلقة بعمل المنظمات العالمية وغيرها لمواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا –كانت في مجملها متعلقة بالمؤتمرات العالمية التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي والقمة الدولية لكوالالمبور وغيرها من المجهودات المتناثرة هنا وهناك- هي في الحقيقة مجهودات ليست متكافئة مع ضخامة الدعاية الإعلامية التي يتم تسخيرها لتشويه الصورة النمطية في المخيال العام العالمي عن الإسلام والمسلمين عبر مفاهيم الإسلاموفوبيا.
خاتمة
من خلال ما سبق يمكن أن نستنتج أن ظاهرة الاسلاموفوبيا هي ظاهرة قديمة متجددة تسعى لتشويه صورة الدين الإسلامي والمنتمين إليه عبر تسخير مختلف المقدرات والوسائط التكنولوجية الحديثة والمؤثرة في الرأي والمخيال العام العالمي، قد أثرت على صورة الإسلام والمسلمين ليس فقط في العالم الغربي بل بلغ صداها حتى في داخل العالم الإسلامي، وهذا ما يزيد من تعزيز الفرضية صلابة -الفرضية المطروحة في مقدمة الدراسة- حول تمكن الغرب الأمريكي والأوروبي من صناعة العدو تحت مسمى ” الإرهاب الإسلامي”، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وهذا ربما ما يفسر لنا الإشكالية المتعلقة بتلك المنظمات الإرهابية التي لا توجه بنادقها سوى للدول العربية والإسلامية على غرار داعش والقاعدة وغيرهم، من خلال حرب استخباراتية بالوكالة A proxy war .
إن فكرة الاسلاموفوبيا تصب في صلب الدعاية الإعلامية لدعم ومساندة الحرب الفعلية القائمة في الشرق الأوسط لكي يكون هناك مبرر ومصوغ أخلاقي للتدخلات العسكرية هناك، وكذا لكي يتم تبرير حجم الإنفاق العسكري من خلال تمرير سياسات الخوف من الآخر وتصويره للرأي العام في صورة العدو المتطرف.
كما أن فهم مضامين فكرة الاسلاموفوبيا يجب أن يكون ضمن السياقات التاريخية والمجتمعية وصراع الحضارات المرافق لمنطق الأنا والآخر، لذلك كنتيجة حتمية لا يمكن بأي حال من الأحوال تصحيح ونشر الصورة الحقيقية عن سماحة دين الإسلام دون التمكن من امتلاك وتحكم في وسائط ومقدرات العصر الحالي من وسائل دعائية وإعلامية لمحاربة فكرة الاسلاموفوبيا وما يرافقها من تطرف ضد الإسلام في العالم.
قائمة المراجع
باللغة العربية
- إسماعيل بوالربوح، الإسلاموفوبيا كمحدد للسياسة الخارجية الأمريكية في الساحل الإفريقي، المجلة الجزائرية للأمن والتنمية، العدد الثاني، 2012.
- بويستس توفيق وآخرون: الإسلاموفوبيا في أوروبا الخطاب والممارسة، المركز الديموقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين ألمانيا، ط1، 2019.
- تقرير الاسلاموفوبيا في أوروبا 2017، مركز البحث التركي SITA، انظر الموقع الإلكتروني: تاريخ التصفح، 20/12/2021، 23:34
- تقرير مرصد الإسلاموفوبيا، التقرير الثامن حول الإسلاموفوبيا، الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، جدة، المملكة العربية السعودية، 2015.
- تقرير مرصد الإسلاموفوبيا، التقرير الثاني عشر حول الإسلاموفوبيا، الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، جدة، المملكة العربية السعودية، 2019.
- تقرير منظمة التعاون الإسلامي، راجع الموقع الإلكتروني الآتي، تاريخ التصفح 15/11/2021، 14:36.
https://www.oic-oci.org/page/?p_id=201&p_ref=61&lan=ar
- حسناء عبد الله احمد صالح، ظاهرة الاسلاموفوبيا المفهوم النشاة، ابرز الجهات المساهمة في اذكاء الظاهرة، مجلة الذخيرة للبحوث والدراسات الاسلامية، المجلد الرابع العدد الأول، قسم العلوم الاسلامية، جامعة غرداية، الجزائر، 2020.
- الدورة الحادية عشر للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام: الاستراتيجية الاعلامية لمنظمة التهاون الاسلامي للتصدي لظاهرة الاسلاموفوبيا وآليات تنفيذها، المنعقد بجدة المملكة العربية السعودية، 21/12/2016.
- ستيفن شيهي، الإسلاموفوبيا الحملة الإيديولوجية ضد المسلمين، ترجمة: فاطمة نصر، مطبعة سطور الجديدة، مصر 2012.
- عمراني كربوسة، ظاهرة الإسلاموفوبيا المفهوم والآليات، مجلة العلوم الإنسانية، جامعة محمد خيضر بسكرة، العدد
44، 2016.
- منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة: المؤتمر السنوي الخامس 2019، كوالالمبور، ماليزيا، انظر الموقع الالكتروني، تاريخ التصفح، 29/11/2021، 01:12.
- منظمة المؤتمر الإسلامي، راجع الموقع الإلكتروني، تاريخ التصفح، 22/11/2021، 23:15
https://www.oic-oci.org/topic/?t_id=24840&t_ref=15181&lan=ar .
- منظمة المؤتمر الإسلامي: راجع الموقع الإلكتروني، تاريخ التصفح، 27/11/2021، 00:24.
https://www.themwl.org/ar/MWL-Profile .
المراجع الأجنبية
- Ole R. Holsti: Theories of International Relations, look at the site, at: 11:45, 03/12/2018
http://people.duke.edu/~pfeaver/holsti.pdf .
- Nilüfer Karacasulu – Elif Uzgören, explaining social constructivist contribution to security studies, look at the site, at: 22:26, 30/12/2018.
http://sam.gov.tr/wp-content/uploads/2012/02/KaracasuluUzgoren.pdf .
[1] بويستس توفيق وآخرون: الإسلاموفوبيا في أوروبا الخطاب والممارسة، المركز الديموقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين ألمانيا، ط1، 2019، ص 164.
[2] تقرير منظمة التعاون الإسلامي، راجع الموقع الإلكتروني الآتي، تاريخ التصفح 15/11/2021، 14:36.
https://www.oic-oci.org/page/?p_id=201&p_ref=61&lan=ar
[3] حسناء عبد الله احمد صالح، ظاهرة الاسلاموفوبيا المفهوم النشاة، ابرز الجهات المساهمة في اذكاء الظاهرة، مجلة الذخيرة للبحوث والدراسات الاسلامية، المجلد الرابع العدد الأول، قسم العلوم الاسلامية، جامعة غرداية، الجزائر، 2020، ص 270.
[4] عمراني كربوسة، ظاهرة الإسلاموفوبيا المفهوم والآليات، مجلة العلوم الإنسانية، جامعة محمد خيضر بسكرة، العدد 44، 2016، ص 75.
[5] حسناء عبد الله احمد صالح، مرجع سبق ذكره، ص 274.
[6] إسماعيل بوالربوح، الإسلاموفوبيا كمحدد للسياسة الخارجية الأمريكية في الساحل الإفريقي، المجلة الجزائرية للأمن والتنمية، العدد الثاني، 2012، ص 86.
[7] التقرير المقدم لإعداد الدورة السادسة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة تحت عنوان: الكراهية والتمييز ضد المسلمين، راجع الموقع الإلكتروني: تاريخ التصفح، 24/11/2021، 06:12.
https://www.ohchr.org/ar/Issues/FreedomReligion/Pages/HatredAndDiscrimination.aspx .
[8] Ole R. Holsti: Theories of International Relations, look at the site, at: 11:45, 03/12/2018
http://people.duke.edu/~pfeaver/holsti.pdf .
[9] Nilüfer Karacasulu – Elif Uzgören, explaining social constructivist contribution to security studies, look at the site, at: 22:26, 30/12/2018.
http://sam.gov.tr/wp-content/uploads/2012/02/KaracasuluUzgoren.pdf .
* يحاول اليمين المتطرف تصوير أوروبا كمركز للحرية، مقابل دول إسلامية مركز للعبودية، وفي الفترة الممتدة من 2015 إلى 2020 سجلت قاعدة البيانات المركزية لحزب المحافظين الحاكم في انجلترا 1418 شكوى تتعلق بـ727 حادثة تمييز عنصري ثلثا الحوادث المبلغ عنها تتعلق بادعاءات تمييز ضد المسلمين، ثلاثة أرباع جميع الحوادث المسجلة في قاعدة بيانات شكاوى ضد حزب المحافظين الحزب ذو الأغلبية الحاكمة، وقد تضمنت نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي وأصدرت عقوبات في 231 حالة، أدى 50% منها إلى تعليق العضوية في حزب المحافظين، و29% إلى الطرد النهائي من الحزب، وفي 418 حالة لم يتخذ أي إجراء بسبب إضافة إلى أسباب أخرى، نقص الأدلة أو أن الشكوى كانت متعلقة بشخص ليس في الحزب، كما أن المثير للجدل تلك الخطابات الضمنية التي تبدوا ظاهريا مجردة لكنها تحمل في طياتها دلالات ومعاني الإسلاموفوبيا.
[11] ستيفن شيهي، الإسلاموفوبيا الحملة الإيديولوجية ضد المسلمين، ترجمة: فاطمة نصر، مطبعة سطور الجديدة، مصر 2012، ص 294.
[12] تقرير: مرصد الإسلاموفوبيا، التقرير الثاني عشر حول الإسلاموفوبيا، الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، جدة، المملكة العربية السعودية، 2019، ص 15.
[13] نفس المرجع، ص51.
[14] نفس المرجع.
* هي تنظیم سیاسي ألماني معاد للإسلام تأسس في مدینة دریسدن الالمانیة أثناء شھر أكتوبر 2014 من قبل الیمیني لوتز باخمان.
[15] تقرير مرصد الإسلاموفوبيا، التقرير الثامن حول الإسلاموفوبيا، الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، جدة، المملكة العربية السعودية، 2015، ص 30.
[16] نفس المرجع، ص 16.
* منظمة التعاون الإسلامي أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات. وتُمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها دعماً للسلم والانسجام الدوليين وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم، وقد أُنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عُقدت في الرباط في سبتمبر 1969م ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
[17] منظمة المؤتمر الإسلامي، راجع الموقع الإلكتروني، تاريخ التصفح، 22/11/2021، 23:15
https://www.oic-oci.org/topic/?t_id=24840&t_ref=15181&lan=ar .
[18] تقرير: مرصد الإسلاموفوبيا، التقرير الثاني عشر حول الإسلاموفوبيا، مرجع سبق ذكره، ص 5.
* رابطة العالم الإسلامي: هي منظمة إسلامية شعبية عالمية مقرها مكة المكرمة، تُعنىٰ بمجموعة من المسائل المتعلقة بصون الصورة الحقيقية للدين الإسلامي، ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع، تأسست عام 1962م.
[19] منظمة المؤتمر الإسلامي: راجع الموقع الإلكتروني، تاريخ التصفح، 27/11/2021، 00:24.
https://www.themwl.org/ar/MWL-Profile .
* قد تم انتاج فيلم تركي بعنوان “إسلاموفوبيا” بالشراكة مع نجوم من هوليوود، بهدف التعريف بسماحة ورحمة الإسلام للعالم أجمع وتصحيح التصورات المسبقة عن الإسلام، هذا علاوة على الأعمال السينمائية الأخرى التي تحاكي التاريخ الاسلامي في تركيا وأوروبا.
[20] تقرير: الاسلاموفوبيا في أوروبا 2017، مركز البحث التركي SITA، انظر الموقع الإلكتروني: تاريخ التصفح، 20/12/2021، 23:34
[21] منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة: المؤتمر السنوي الخامس 2019، كوالالمبور، ماليزيا، انظر الموقع الالكتروني، تاريخ التصفح، 29/11/2021، 01:12.
[22] الدورة الحادية عشر للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام: الاستراتيجية الاعلامية لمنظمة التهاون الاسلامي للتصدي لظاهرة الاسلاموفوبيا وآليات تنفيذها، المنعقد بجدة المملكة العربية السعودية، 21/12/2016.