جدلية المقاربة الإرهابية في أطروحات العلاقات الدولية
“التفسير النظري والسياق والأيديولوجي”
د. عبد الحق دحمان
الوحدة السياسة– مركز المجدد للبحوث والدراسات
مقدمة:
يعتبر مفهوم الإرهاب من المفاهيم المهمة والمرنة في أدبيات علم السياسة والعلاقات الدولية، بحيث يتأثر بالتغيرات التي تشهدها الدول والمجتمعات وكذا التطورات الإقليمية والدولية التي تفرضها العولمة وزيادة التشبيك في النظام العالمي، وهو كموضوع فكري ونظري أيضاً يرتبط بتغيرات فكرية تتضمن منظومة من القيم والمعتقدات والأفكار والثقافة والأيديولوجية الموروثة من بيئات عديدة تحدد الفعل على أنه سلوك إرهابي أو سلوك آخر قد يصنف في خانة الإجرام.
ولقد شكل النقاش حوله حيزاً فكرياً كبيراً لدى الخبراء والباحثين نظراً للزخم الذي صنعته أحداث 11 سبتمبر 2001، وزيادة دور متغيرات الثقافة والدين والهوية والتي اعتبرها “صامويل هنتنغتون” Samuel Huntington بأنها المحرك الجديد للصراع العالمي بين الحضارات، ولذلك فلقد أصبح الإرهاب كموضوع وحدة مركزية لحدوث الصراعات والأزمات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفاؤها الغربيين بحجة مجابهة الأعمال الإجرامية التي يرتكبها الإرهابيون، لا سيما في مناطق قوس الأزمات المحددة أمريكياً؛ كالعراق وسوريا وأفغانستان وليبيا والصومال والفلبين، وغيرها من المناطق الأخرى التي تحددها أمريكا وفق مقاسها بأنها مناطق سوداء تنتشر فيها جماعات إرهابية متطرفة تهدد مصالحها، وعلى الرغم من عدم انسجام هذا المقاس أو الرؤية مع التصور الإسلامي حول الإرهاب الذي يختلف اختلافاً كبيراً عن التصور الغربي فإنه وإلى الآن لم يتم تقويم وتصحيح الرؤية الغربية التي تلصق مفردة الإرهاب والتطرف بالإسلام لغايات منفعية.
وعلى هذا الأساس فإن هذه الورقة البحثية تسعى إلى فهم براديغم الإرهاب والجدل القائم حوله بين الرؤية الغربية والإسلامية، فما هو إذن مفهوم الإرهاب؟ وكيف يمكن تفسيره؟ وهل التصور الغربي للإرهاب مسيس قصد محاربة العالم الإسلامي والاستفادة من خيراته؟
أولاً: مفهوم الإرهاب: دراسة في الإشكالات المفاهمية
يعتبر مفهوم الإرهاب من بين أبرز المفاهيم التي حظيت باهتمام كبير من قبل المفكرين والمختصين الغرب والعرب من مختلف التخصصات منذ أكثر من عقدين نظراً للنقاش الكبير الذي أحدثه حول تحديد “من هو الإرهابي؟”، و”كيف نقيسه؟”، ونظراً لاختلاف الرؤى في تحديد مفهوم دقيق له ننطلق منه للقياس، فلقد ظلت الأبحاث والدراسات تبحث عن كيفية الخروج من معضلة المأزق المفاهيمي الذي يتضمن البحث عن تصور مفاهيمي موحد وشامل تُبنى عليه نظريات ومقاربات يمكن من خلالها فهم سياق تطور هذه الظاهرة واتجهاتها، خصوصاً وأن هذا المفهوم أصبح مرنا ومطاطا بعد أحداث 11 سبتمبر2001، ليمتد ويتغلغل وفق أسس غير واضحة في أوساط الدول الغربية والعربية.
ولقد تعددت التعاريف حول الإرهاب، حيث يعرفه قاموس أوكسفورد بأنه استخدام أعمال العنف من أجل تحقيق أهداف سياسية، أو لإجبار الحكومة للقيام بعمل ما([1])مقابل عدم استعمال القوة أو الترهيب ضدها.
وعند الانتقال إلى اللغة الفرنسية، فقاموس (Le Petit Robert) يعرف الإرهاب بأنه: “الاستخدام المنظم لوسائل العنف، من أجل تحقيق هدف سياسي (أخذ- احتفاظ- ممارسة السلطة)، وتحديدا هو مجموع أعمال العنف من اعتداءات فردية أو جماعية أو تدمير ينفذه تنظيم سياسي للتأثير على السكان، وزرع مناخ ينعدم فيه الأمن”([2])، بينما عرف الإرهاب بقاموس ويبستر بأنه الاستخدام الفعلي للعنف أو التهديد به من أجل تخويف أو خلق حالة من الذعر خصوصا عندما تستخدم كوسيلة لمحاولة التأثير على السلوك السياسي([3]).
ويُعرف الإرهاب أيضاً بأنه: يعني محاولة نشر الذعر والفزع لتحقيق أغراض سياسية، والإرهاب وسيلة تستخدمها دولة على شعب من الشعوب لإشاعة روح الانهزامية والرضوخ لمطالبها التعسفية، أو تستخدمه حكومة استبدادية على الشعب لغرض الاستسلام لها، والمثال التقليدي هو قيام حكومة الإرهاب إبان الثورة الفرنسية عام 1793([4])، وما يلاحظ على هذا التعريف بأنه أشار إلى نوعين من الإرهاب، إرهاب الجماعات أو الأفراد، وإرهاب الدولة التي تستعمل القوة ضد شعبها.
أما عن تعاريف المختصين حول الإرهاب، فهي بالكاد تعريفات متشابهة في بعض النقاط، فهي بالكاد تتفق على شيئين بأن الإرهاب يرهب عن طريق التهديد باستعمال القوة، ويسعى إلى تحقيق أهداف سياسية، ومن بين التعريفات في هذا السياق نجد تعريف “بريان جنكيز” Brain Jenkinz الذي يرى بأن الإرهاب عبارة عن “استخدام أو التهديد باستعمال القوة بهدف إحداث تغيير سياسي”([5])، وتعريف “ماليسون” Mallison الذي يعتقد بأن الإرهاب: “استعمال منسق للعنف أو التهديد باستعماله من أجل بلوغ أهداف سياسية”([6]).
أما عن التصور العربي والإسلامي لمفردة الإرهاب، فلقد تم تناول الإرهاب تقريبا بنفس السياق- التخويف الترهيب- فقد ورد في القرآن الكريم من سورة البقرة الآية 70: “يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ”، ولقد أوردت الموسوعات العربية نفس ما تناولته الكثير من القواميس والموسوعات الغربية، فلقد جاء في الموسوعة السياسية العربية لعبد الوهاب الكيالي بأن الإرهاب يعني “استخدام العنف غير القانوني أو التهديد بأشكاله المختلفة كالاغتيال والتشويه والتعذيب والتخريب والنسف، بغية تحقيق هدف سياسي معين، مثل كسر روح المقاومة والالتزام عند الأفراد، أو كوسيلة من وسائل الحصول على المعلومات، أو المال، وبشكل عام استخدام الإكراه لإخضاع طرف مناوئ لمشيئة الجهة الإرهابية”([7])، وينطبق الشيء نفسه أيضاً على تعاريف الباحثين، ولذلك نستنتج أنه في الحقيقة لا يوجد اختلاف كبير من حيث المعنى بين التصور الغربي للإرهاب والتصور الإسلامي، وإنما يكمن المشكل في الجانب الممارساتي والخطابي الذي يتم فيه تكييف مصطلح الإرهاب بربطه بالمنطقة الإسلامية.
ورغم جهود الباحثين حول تحديد تعريف الإرهاب، فإن هناك نقاشات عديدة حوله تؤكد على ضرورة تجاوز هذا النقاش؛ لأنه أصبح دائماً يُثار ويعيق مسار تطور دراسة الإرهاب، وبين نقاشات تؤكد أنه لا بد من تحديد مفهوم الإرهاب، ويمكن التفصيل في هذه النقاشات وفق اتجاهين على النحو الآتي:
- الاتجاه المؤيد: يرى أصحاب هذا الاتجاه ضرورة وضع تعريف عام للعمل الإرهابي، ويرون أنه من غير المجدي تجريم هذا العمل مع غموض مفهومه، وفي هذا الشأن جاءت كلمة المندوب الليبي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة السابعة والعشرين (27) بتاريخ 08/09/ 1972 يرى من غير المنطقي أن نبحث في إجراءات وتدبير مسألة لم يوضع تعريفا واضحا لها، ومن العبث أن نجمع رجال القانون لتجريم لفض غامض، فمن الضروري إيجاد تعريف دقيق وواضح لمفهوم الإرهاب، هذا الأمر الضروري استجابة لمبدأ الشرعية من جهة، ومن جهة أخرى بهدف مكافحته وردعه ومعاقبة مرتكبيه، وهذا ما يؤدي إلى تحقيق التعاون الدولي، كما يساعد على التمييز بدقة بينه وبين العنف السياسي([8])
- الاتجاه المعارض: في حين يرى أصحاب هذا الاتجاه من غير ضروري تحديد مفهوم الإرهاب بحجة أن العمل الإرهابي يمكن تمييزه عن غيره من المفاهيم، وأن الأعمال الإرهابية لا يمكن الخطأ في كونها كذلك بطبيعتها تعرض نفسها بهذه الصفة، وقد تبنى هذا الاتجاه مندوبا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة الامريكية في الدورة التي سبق ذكرها، وقد اعتبره مفهوم يشمل الاعمال التي تمارسها الشعوب بهدف تقرير مصيرها واسترجاع حريتها واستقلالها، لذا هو مشروع يشمل كثيرا من الأعمال الإرهابية دون الخوض في مسألة التعريف ودون المساس بحق تقرير المصير([9])
وعموماً بعد طرح مختلف التعاريف والتوجهات المقدمة حول الإرهاب نستنتج أنه مفهوم معقد استخدم فيه عديد من المصطلحات ذات دلالات مختلفة منها التنظيم والتهديد، العنف، التأثير في الموقف السلوك السياسي، أي أن الإرهاب هو مفهوم ذو أبعاد مختلفة يتصل بسلوك الفرد الإدراكي والنفسي والسياسي، ليشمل الجوانب السياسية والاجتماعية، فهو ظاهرة متشابكة تدخل ضمنها وسائل متعددة تلجأ اليها مختلف المنظمات الإرهابية بهدف تحقيق غاياتها بأسلوب “فعل”.
ثانياً: الجدل الفكري حول تفسير الظاهرة الإرهابية
إن فهم الظاهرة الإرهابية يحتم علينا البحث عن الأسباب والنتائج التي تؤدي بالجماعات الإرهابية إلى استخدام العنف كآلية لتحقيق أهداف سياسية، إذ يتطلب ذلك طرح عدة تساؤلات جوهرية منها:([10])هل فشل الدول هو الذي يغذي ظاهرة الإرهاب؟ أو أن ظاهرة الإرهاب هي التي تحول الدول إلى دول فاشلة؟ وهل النظم التسلطية هي التي تغذي الإرهاب؟ أم أن الإرهاب هو الذي يعزز من سطوة هذه النظم؟ وهل صراعات الهوية هي التي توفر البيئة المناسبة لنشاط الإرهابي؟ أم أن هذا النشاط هو الذي يحفز تلك النوع من الصراعات؟
للإجابة على هذا التساؤلات هناك نقاشات فكرية تم تداولها بين المفكرين حول تفسير وتحليل الظاهرة الإرهابية انطلاقاُ من مستويين على النحو الآتي:
1.تحليل المستوى العمودي (الفواعل):
يركز أنصار هذا الاتجاه على دراسة السمات الشخصية ووحدة الدولة، فبالنسبة للسمات الشخصية للفرد يرى العديد من المفكرين الغربيين مثل “دارين أوزبورن Darren Osbourne” بأن قضية الإرهاب اتخذت مسار اليمين المتطرف أي أن الظاهرة مدفوعة بإيديولوجية الكراهية تجاه المسلمين، وورد ذلك خلال تتبعه لقراءته للمواد المتطرفة على الانترنت التي أثارت اهتمامه في البداية بتتبعه فيلم وثائقي الذي بثته الإذاعة البريطانية حول الاعتداء الجنسي على الفتيات الصغيرات من قبل رجال مسلمين بريطانيين باكستانيين في المملكة المتحدة، هذا يطرح السؤال ما إذا كان الأفراد جاهلين جداَ بمبادئ نظام المعتقد الذي كان من المفترض أن يدفعهم، أو التي نُسبت إليها أفعالهم، فكيف يمكننا وصف أفعالهم على أنها ذات دوافع إيديولوجية؟ وإذا لم تكن دوافعهم ايديولوجية، فكيف يمكن وصف هؤلاء الأفراد بالإرهابيين؟([11]).
ويؤيد هذا الطرح أيضاً “راندي بوروم”Randy Borum هذه النتائج بحجة أن الكثير من الإرهابيين لديهم معرفة سريعة بالأيديولوجية الراديكالية ويحاولون الالتزام بها، لكن من الخطأ أن يتم نسبها لمعتقد دون فهمه جيداً([12])، ولقد تحدث كذلك ماهر محمود” في كتابه “سيكولوجية العنف والإرهاب” بأنه يمكن فهم الإرهاب من خلال معرفة حقيقة السمات الشخصية الإرهابية، وهي كالآتي([13]):
- ليس بالضرورة أن يكون كل المجرمين الإرهابيين ينتمون إلى فئة المرضى العقليين أو المنبوذين اجتماعيا أو أنهم ذكور دون النساء.
- يقوم الإرهابيون بتهديد الضحايا قبل الهجوم، كما بإمكانهم مفاجأة الضحايا دون سابق إنذار.
- كثيرا من النظريات التي تناولت تفسير وتحليل الإرهاب اعتمدت على افتراض أن الشخصية الإرهابية قد تعتبر شاذة ومريضة بناء على التحديد الواضح لخصائصها التي تخضع لتفسيرات الطب النفسي ومختلف فروع علم النفس.
وبذلك فإن أنصار هذا الاتجاه برون أن هناك علاقة سببية تفترض أن الأفراد في الكثير من الأحيان لا يفهمون الإيديولوجية التي من المفترض أن تلهمهم، ويقومون بحمل السلاح للقيام بأعمال عنف([14])، وعلى عكس هذا الرأي يذهب كل من “راندي بوروم” و”روبرت فين” Randy Borum and Robert Fein بأنه حتى أولئك الذين يحملون السلاح للقتال تحت راية” قضية “أو أيديولوجية عالمية قد لا تكن مدفوعة أيديولوجيًا”، بل هناك عدة عوامل أخرى، ويؤيده في طرحه “سيلكه Silke الذي يعتقد بأن الأفراد ينجذبون إلى الإرهاب بسبب “قضايا الهوية” بدلاً من الأيديولوجية، لأنه لا يوجد دليل يقول إن الإيديولوجيا هي السبب الرئيسي وراء تحول الناس إلى إرهابيين”([15]).
من خلال ما سبق ذكره يمكننا تلخيص العلاقة الترابطية بين الأيديولوجية والقيم والمعتقدات لدى الإرهابيين كما يلي:
الشكل رقم (01): العلاقة الترابطية بين الأيديولوجية والقيم والمعتقدات لدى الإرهابيين
حسب هذا الشكل فإن المعتقدات والقيم تلعب دور كبير في تكوين الاتجاهات المحافظة أو الراديكالية لدى الأفراد والجماعات، فإذا كانت سلبية وغير ناضجة فإنها ستؤدي إلى التعصب وانفعالات سيئة كالكراهية والغضب والعداوة، والسلوكيات مثل: العنف والعدوان وهي سمات تكون موجودة في كل النواحي في التشكيلات الدينامية أو النهائية للسلوك الإنساني، وخاصة عندما يرتبط الأمر ببيئات التطرف والإرهاب([1])
ومن ناحية أخرى فإن عند الرجوع إلى دراسة السمة العلمية والفكرية لدى شخصية الإرهابي، سنجد جهله بقواعد الإسلام وآدابه وسلوكه وفقدانه للمنهجية الصحيحة في الاستدلال مما يسبب انحراف في فكره، فتجده يحاول نشر أفكاره بأسلوب عاطفي حماسي لا عقلي في شأن العديد القضايا المصيرية معتمداً على الخطاب الحماسي الذي يُجيش بعض الأفراد بلا ضابط ولا رادع ولا بالرجوع إلى أهل العلم الصالحين الذين خبروا الأمور ودرسوا معالم الإصلاح جيدا([2]).
2.الوحدة الأساسية الدولة:
تعتبر الدولة هي اللاعب الرئيسي والفاعل الأول في العلاقات الدولية على الرغم من التغيرات الكبيرة التي اجتاحت الدولة خاصة في زمن العولمة الذي بدأ يجرد الدول من صلاحياتها وجعل مفهوم الدولة القومية يتعرض للاهتزاز الشديد، ورغم هذه التغيرات التي حدثت في بنية وتركيبة وتفاعلات النظام الدولي فلا تزال الدولة إلى غاية الآن الفاعل الرئيسي والأول حسب نظريات العلاقات الدولية بدء من الواقعية إلى الواقعية الجديدة والليبيرالية الجديدة وصولا إلى أفكار النظام العالمي الجديد التي طرحها “مانويل فاليرشتاين”([3]).
وفي هذا السياق فإن عند الحديث عن هذه الوحدة وعلاقتها بالإرهاب، فلقد أصبح هذا الأخير سلاحا تستخدمه بعض الدول كبديل للحروب التقليدية، وفي صراعها واندفاعها نحو تحقيق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية، بغض النظر عن مدى مشروعية الوسائل المؤدية إلى ذلك فهي تلجأ أحيانا إلى ارتكاب أعمال إرهابية بالوكالة من أجل تحقيق أهدافها ومصالحها خاصة بعد بروز الفواعل الأخرى المنظمات الإقليمية([4]). ولذلك فإن القوى الدولية قد تلجأ إلى استخدامه عند استحالة تحقيق أهدافها بالوسائل الدبلوماسية أو الاقتصادية أو حتى العسكرية([5])، فالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمكن اعتباره إرهاباً.
ثالثاً: براديغم الهيمنة بين الفكر الاستراتيجي والفكر الإسلامي للإرهاب:
- الفكر الاستراتيجي للإرهاب في ضوء المستجدات العالمية جديدة
ارتبط مفهوم الإرهاب في الساحة العالمية بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ومنذ ذلك الوقت زاد انتشار الجماعات الإرهابية التي أثرت على العلاقات الدولية باعتبارها أصبحت أحد محاور الصراع الدولي الجديد، وما يمكن استدراجه في هذا الشأن بأن هذه الجماعات تهدف إلى أن تكون من بين الفواعل الثانوية المؤثرة في النظام الدولي: ظهور الإرهاب الدولي كتنظيم بمختلف أشكاله فهو يتمتع بالاكتفاء الذاتي، ولا يرتبط بدولة محددة، فهو عابر للحدود الدولية، ويلعب دور يشبه الفاعل على الصعيد الدولي([6])
إن ظروف العلاقات الدولية فيما بعد الحداثة ساعدت على بروز الفاعلين الدوليين بشكل متزايد، وإن كانوا لا يملكون مقومات الدولة المعاصرة، والذين تختلف أهدافهم ودوافعهم، وتتباين ايديولوجيتهم السياسية والثقافية، وتتفاوت امكانياتهم بين فاعلين عابرين للقوميات، ممن تتوفر لهم القدرة على التأثير والفعل في مواقف الدول أو الحكومات، أو بشكل عام على النظام الدولي([7])
في هذا السياق نجد أنَ بعض الدول في النظام الدولي الجديد تستخدم المنظمات الإرهابية بهدف تحقيق أهدافها الدبلوماسية والاستراتيجية الخاصة بها، إضافة إلى ذلك بدأ العنف يُطبق بسهولة شديدة وهذا ما ظهر جلياً في المجتمع الدولي على أساس أنها أعمال ناجحة([8])
ومثال على ذلك يمكننا أن نحسب أن المنظمات الإرهابية تتعاون مع منظمات الجريمة المنظمة من أجل الوصول إلى أسلحة الدمار الشامل، أو أن منظمات الجريمة المنظمة تستغل فرص المنظمات الإرهابية في تهريب البشر والأسلحة والمواد، وتستخدم خبراتها ورعاية المعابر الحدودية، إضافة إلى ذلك تشمل التصورات المتعلقة بالأمن المعابر الحدودية التنظيمات الإرهابية من جنسيات عديدة تشكل أعضاءها من العديد من البلدان، وهذا ما أدى إلى تورط جميع الفاعلين الدوليين في الحرب ضد الإرهاب([9])
في هذا الإطار تستخدم الحكومات “التأطير الفكري” عند التعامل مع التهديدات الإرهابية لتعريف من هو العدو؟ والاستراتيجية الأمثل للمواجهة والردع؟ مما يساهم في تزايد الكراهية للفئة المهتمة بالإرهاب، وتشمل عملية التأطير تلك استخدام ألفاظ معينة في الخطاب مثل: العدو، الشيطان، الدولة المارقة وذلك بهدف تعزيز الكراهية، وتستخدم الجماعات الإرهابية ذلك التأطير لتحقيق مصالحهم الذاتية والاستراتيجية، ومن أشهر التنظيمات الإرهابية التي استطاعت القيام بتأطير فكري لصورة العدو تنظيم القاعدة، استخدمته داعش بغرض الدعاية العالمية لإيديولوجيتها وتبرير العنف([10])
وقد حدد “باري بوزان” الأبعاد الأساسية التي تهدد الأمن في ظل التمسك بإيديولوجية العنف السياسي والإرهاب نحددها في النقاط الآتية:([11])
البعد السياسي: مستوى الاستقرار التنظيمي للدول، إضافة على مصدر شرعية المنظومة الحكومية والأيديولوجية.
البعد العسكري: أي القدرات الدفاعية ومستويات تفاعل أطراف الهجوم المسلح، إضافة إلى مدركات نوايا الدول الأخرى.
البعد الاقتصادي: مدى امتلاك الدولة للقوة الاقتصادية وتوفير الرفاه الاجتماعي.
البعد الاجتماعي: مدى قدرة المجتمع على حماية خصوصيته الثقافية والدينية والهوية الوطنية من مختلف التهديدات الخارجية.
البعد البيئي: القدرة على المحافظة على المحيط الحيوي ضد كل ما هو يشكل عائق للنشاط الإنساني.
فحسب “باري بوزان” لم يعد التهديد العسكري مصدر أساسي لغياب الأمن، وهي بدورها غير قادرة على مواجهة التهديدات الجديدة نظرا لشموليتها لجوانب متشابكة ومتداخلة كل ما هو سياسي واقتصادي واجتماعي والأهم من ذلك البيئي، فتحليلات باري بوزان بينت وحدات تحليل ذات مرجعية مهمة في الدراسات الأمنية منها الفرد والجماعة والمجتمع المحلي، الإقليمي والدولي، لذا استوجب دراسة الفكر الاستراتيجي من مختلف أبعاده في محاولة الوصول إلى نتائج معيارية تقودنا لتحليل البعد الإرهابي كمفهوم استراتيجي([12])
على ضوء المستجدات العالمية الجديدة التي فرضتها العولمة، لقد بدأت المنظمات الإرهابية تستفيد من فوائد العولمة وتطور التكنولوجيا في العالم، وبذلك أتيحت لها الفرصة لنقل أعمالها المدوية إلى جماهير أوسع بقوة التكنولوجيا، بالإضافة إلى ذلك إذا نظرنا إليها من حيث تعيين الموظفين، فقد أثرت بشكل أكبر على الشباب، لا سيما مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كان لصور الرعب والدعاية التي تم التقاطها تأثير كبير عليها([13])
كما أصبح الحديث الآن عن “عولمة الإرهاب” كمفهوم جديد يتبع أسلوب الهيمنة على حقل الثقافة، ويعتمد فكره ومنهجه على تغذية العقل لدى الفرد بشكل غير مباشر بأفكار او نزعات فلسفية دون أن يشعر الفرد بتغلغل تلك الأفكار في عقليته، كما ان تأثر الملتقي مع مرور الزمن بصور الإرهاب تتولد لديه أفكار تعكس غايات لكل الصور التي داوم على مشاهدتها، لذا فإن الهدف من عولمة الإرهاب في التأثير في احدى مستويات سواء السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة([14]).
واليوم يحمل البعد الثقافي مفهوم العولمة الثقافية التي تدعو إلى إيجاد ثقافة كونية أو عالمية تحوي منظومة من القيم والمعايير لفرضها على العالم أجمع لتحدث انقسامات وتفكك في الأبنية الثقافية للشعوب فضلا عن محاولة تذويب معالم الثقافة الوطنية واظهارها بمظهر العاجز، وذلك لنشر ثقافاتها الدينية واللغوية ومبادئها وقيمتها الذاتية معتمدة بذلك على امتلاكها التطورات التقنية لانتشار ثقافاتها([15])
وفي ظل التطور والتقدم التكنولوجي والتقني في مجال الاتصالات، أدى هذا التطور إلى سيطرة وهيمنة الهوية الغربية على هويات وثقافات شعوب العالم نتيجة غلبة الهوية الثقافية التي تمتلك الأساليب والوسائل للتأثير على هوية الغير، الامر الذي دفع إلى توجه أغلب أفراد المجتمع إلى شبكات ثقافية مختلفة أثرت بشكل مباشر على سيكولوجية الفرد واندفاعه نحو أعمال وأفعال إجرامية منها الإرهاب([16])
إضافة إلى بروز مفهوم جديد بجانب العولمة الثقافية وهو الفضاء الافتراضي الذي شكل مفاهيم متعددة للإرهاب منها “الإرهاب السيبيراني”، والفرق بينهما متصلا بمجال ممارسة العمل الإرهابي أي الفضاء الالكتروني مقابل الفضاء المادي، الذي أصبح اليوم جزء لا يتجزأ في الوسط العام([17])
أصبحت تعتمده الدول كأداة من أدوات الصراع والحرب، بحيث تستطيع الدول الاعتماد عليه في إحداث الضرر بدول أخرى عبر الفضاء السيبيراني، ومن أنماطه اختراق المواقع الالكترونية والحسابات الشخصية للأفراد، والعمل على تخريب أنظمة البيانات والمعلومات لكبرى مؤسسات أجهزة الدولة والابتزاز وممارسة التهديد، وبات الفضاء الافتراضي وسيطا بين التنظيمات الإرهابية والمنخرطين فيها او المناصرين في ظل تزايد ملاحقة أجهزة الدولة لنشاط المتطرفين، كما استعانت بعدَة أساليب كالترهيب ونشر اعمال إرهابية في مقابل تبني أسلوب الترغيب في الجهاد دون ضغط أو تهديد بهدف استمالة الافراد للانخراط في صفوفها([18])
وقد حقق هذا الفضاء نجاحا كبيرا في دعم التطرف الفكري العالمي الذي يقود إلى الإرهاب ونقل المعارك من أرض الواقع إلى العالم الافتراضي، فمثلا أشارت الدراسات الأوروبية إلى ان 700 أوروبي ذهبوا للقتال بسوريا بسبب التأثر بوسائل التواصل الاجتماعي، خاصة ان المشكلة تفاقمت بعد قيام الجماعات الإرهابية بترجمة بيناتها إلى لغات عديدة منها الفرنسية والروسية والانجليزية([19])
كما يبدو أن الإرهاب الجديد يتجه نحو النمط الهجين يمزج على مستوى مُتقدم بين طرق ووسائل حربية تقليدية معاصرة، ويحاول مراكمة سلسلة من الآثار التكتيكية وتضخيمها باستعمال الإعلام وحرب المعلومات بهدف إضعاف الخصم، إذ يستعصي فهم هذا التهديد بسهولة نظراَ لغموضه وكثرة تفاعلاته وتحديد موقعه وأعماله وهذا ما يوصف على تنظيم القاعدة وداعش([20])
2.3. الفكر الإسلامي لبراديغم الإرهاب:
بعد أحداث سبتمبر 2011 طرأت تغييرات على المعنى الدقيق للإرهاب نظرا للدور الذي قامت به الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها التقليديون على الأصعدة الأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية التي استهدفت دولا ذات سيادة وحكومات بعينها، وكان هذا الانعطاف في معاني كلمة إرهاب، والجريمة الإرهابية الدولية، وتعبير الحرب على الإرهاب مصحوبا على الأغلب بإضافة فعل مقصود لاستعمال الدين في الشؤون السياسية التي تستهدف تهميش وتصفية المعارضين، او يقوم بتطبيق الدين بصورة متطرفة، ونظرا للتهويل العالمي للحرب ضد الإرهاب واستخدام جميع الوسائل بضمنها الوسيلة العسكرية في مواجهته، تعددت المفاهيم والأساليب التي تبرز شكل الإرهاب في الفكر الإسلامي([21])
فهل هناك علاقة بين الفكر الديني كفكر وبين الإرهاب كمصطلح أصبح فعلا واقعا؟ أم أن الأمر لا يعدو سوى تلاعب بالمصطلحات كالدين والفكر الديني، خدمة لأجندة الإرهاب العالمي؟ فبالعودة إلى التاريخ العالمي وما شهده من مجازر بين مختلف شعوب العالم، نجد أن كل الغزوات الإسلامية أو الحروب الصليبية استمدت شرعيتها وقوتها من الفكر الديني، وجعلته كمنطلق للإقناع والتجييش، ومن ثم السير في خوض كل الحروب([22])
إن الموقف الإسلامي ثابت في مفهوم الإرهاب، فإذا عدنا إلى القانون العضوي فإننا نجد الأمم المتحدة قد نجحت فيما لم تنجح فيه سابقا عصبة الأمم، وهو حظر استخدام القوة في العلاقات الدولية واستثنى الميثاق الحروب التي تخوضها الشعوب المستعمرة من أجل تقرير مصيرها، وكذلك حالة الدفاع الشرعي، فقد شهدت البشرية عديد من النزاعات المسلحة بعد إبرام ميثاق الأمم المتحدة هددت المجتمع الدولي بأكمله نظرا للتطورات التكنولوجية التي سارعت دعاة الإنسانية إلى محاولة تهذيب هذه الحروب وتوصلوا بعد مفاوضات طويلة وشاقة إلى إبرام العديد من الاتفاقيات الدولية، ليقروا بعد ذلك تلك الأحكام التي أقرتها الشريعة الإسلامية منذ أربعة عشر قرنا من الزمن([23])
ليس ثمة شك أن للدعاية “الأمريكية الإسرائيلية” دورا بارزا ورئيسا في الترويج إلى أن من يقوم بالإرهاب العشوائي على المستوى الدولي والمحلي هي جماعات تلتحف براية الإسلام وترفعها في وجه العالم باسم الجهاد، رغم أن الإسلام عقيدة وحضارة وشريعة برئ من هذه الأفعال وبعيد كل البعد عن الإرهاب والأفعال الإجرامية([24])
فالإسلام يقر “بالمقاومة” ولكنه يرفض “الإرهاب” بكل صوره المادية والمعنوية، يعلى من راية “الجهاد” حين تنتهك الحرمات ويعتدي على الوطن، يقر العقيدة أو الأمة ولكنه لا يقتل الأبرياء لمجرد الانتقام من حكوماتهم الظالمة أو الكافرة كما يروج من يرتكب مثل هذه الأعمال. لقد حرص علماء الإسلام التقاة من شتى المذاهب التأكيد على حرمة قتل النفس إلا بالحق وأن من قتل نفس فكأنما قتل الناس جميعا، مهما كانت التبريرات التي قد تساق فإن الحرمة واضحة وحجتها قاطعة. وفى هذا المعنى يؤكد الحق سبحانه وتعالى على “عقد الأمان” الذي يضمن الأمن والسلامة حتى للمشركين طالما لا يقاتلوننا فيقول سبحانه: “وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله، ثم أبلغه مأمنه ” سورة التوبة: الآية: 06([25])
الخاتمة:
إن الحديث عن تحديد طبيعة مفهوم الإرهاب ضمن أدبيات علم السياسية، وأطروحات العلاقات الدولية لا يزال في محل جدل نقاش فكري ومعرفي، نظرا لما يحتويه من متغيرات ومفاهيم استعصائية يصعب تفكيكها ابستمولوجياً، الأمر الذي دفع إلى تبني الكثير من الرؤى والاتجاهات في تحليل وتفسير هذا المفهوم، وهو ما دفع الكثير من المفكرين والباحثين إعادة النظر في مضامين الإرهاب ضمن المقاربة الكلاسيكية التي برز فيها ومقارنتها بالمقاربة المعاصرة وتكييفها مع المستجدات الجديدة التي فرضها النظام الدولي، خاصة وأن هذا المفهوم لا يمكن فهمه وتفسيره في بيئة غربية، وإنما يستلزم قراءة نقدية بين الفكر الغربي وأهدافه، والفكر الإسلامي بما يتوافق والشريعة الإسلامية، لان الغرب يريد تكريس هذا المفهوم من منطلق الحرب والنزاع والعنف والجهاد بما يحقق مكاسبه وأهدافه، وهذا ما أثر على المجتمعات العربية والإسلامية خاصة منذ أحداث سبتمبر 2001 إلى غاية الآن.
قائمة المراجع:
- عبد الوهاب الكيالي. (1990)، موسوعة السياسة. (ج 1)، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر: 153.
- علي حسن، عثمان. (2006). الإرهاب الدولي ومظاهره القانونية والسياسية في ضوء أحكام القانون الدولي العام – دراسة تأصيلية-قانونية-سياسية-تحليلية. ط1. هه ولير. كوردستان.
- شرايرية، نادية. (2013). “إشكالية تعريف الإرهاب في القانون الدولي”. مجلة التواصل في العلوم الإنسانية والاجتماعية. 34: 153-154.
- بلخيرات، حسين. (7 سبتمبر 2018). “إشكاليات ابستمولوجية في العلاقات الدولية”. المعهد المصري للدراسات (دراسات سياسية): 11-12.
- هاشم، طاوس. (2020). ” المرض النفسي والجماعات الإرهابية: قراءة في بعض سمات شخصية الجماعات الإرهابية من وجهة نظر سيكولوجية اجتماعية”. مجلة العلوم النفسية والتربوية: 6 (02): 295.
- شاكر، عبد الحميد. (2017). “التفسير النفسي للتطرف والإرهاب”. مكتبة الإسكندرية، مصر:44.
- طاهر، محمود. ” الإرهاب: أسبابه وعلاجه”: 437.
- طشطوش، هايل عبد المولى 2010). ” مقدمة في العلاقات الدولية”. د.ن، الأردن : 44.
- حمدان، محمد رمضان. (2011)). “الإرهاب الدولي وتداعياته على الامن والسلم العالمي –دراسة تحليلية من منظور اجتماعي-. مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية. 11(01): .283
- الفطيسي، محمد بن سعيد. (2019). “دور التنظيمات الإرهابية في التأثير على هياكل بناء النظام الدولي المعاصر”. مجلة الدراسات والبحوث القانونية: المجلد 04 (01): 57.
- النجاب، محمد بششير. (2021). “مفهوم الإرهاب الدولي من منظور مفاهيمي واستراتيجي”. مجلة الدراسات الاستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص. المركز الديمقراطي العربي. 8(09) ص: 104.
- بن عنتر، عبد النور. (أفريل 2005). “تطور مفهوم الأمن في العلاقات الدولية”. مجلة السياسة الدولية، 40(160): 58.
- آل يوسف، كاظم جواد إبراهيم. (د.س،ن). ” أثر عولمة الإرهاب على العمارة: دراسة في فلسفة إشكالية العمارة في عولمة الإرهاب”. 5.
https://iasj.net/iasj/download/a2b95559c8170d43.
- الخلايلة، المعتصم بالله احمد. (د.س.ن). ” أبعاد العولمة الثقافية على الهوية العربية في عصر الأحادية القطبية”. مجلة التراث. 7 (01): 253.
- جعيجع، عبد القادر. (2021). “تطور الغرهاب وانعكاسه على استقرار المجتمعات: قراءة في ظاهرة الإرهاب الالكتروني واستراتجيات المواجهة”. دفاتر السياسة والقانون. 13(01): 547.
- جارش، عادل. (2018). “الإرهاب الجديد: دراسة في المفهوم، الطبيعة، الأنواع وإجراءات المواجهة”. مجلة العلوم القانونية والسياسية. 9(03): 287.
- تاشنا، نور الكريم. الإرهاب بين الدين والقانون:639.
https://www.iasj.net/iasj/download/58bc7106668824ad.
- أجرماي، إسماعيل. “علاقة الفكر الديني بالإرهاب”.
https://www.aljazeera.net/blogs/2017.
- عواشرية، رقية. “الأمن الدولي وتحديات ظاهرة الإرهاب”: 356-357.
file:///C:/Users/pc/Downloads/%D8%A7%D9%84%
- فرجاني، خيري أبو العزايم. ” الإرهاب الدولي في ظل الهيمنة الأمريكية”.
- Oxford Advanced Learner’s Dictionary (2010). Oxford University Press, 8 th edition, p : 1528.
- Le petit Robert Dictionnaire De La Langue Français (1993), Paris, p 2238.
- Steve, Nocella. (2004). « Defining Terrorism ». Animal Liberation Philosophy and Policy journal. V2 (No1), p : 10.
- Holbrook, Donald, Horgan, John. (December 2019). » Terrorism and Ideology: Cracking the Nut». PERSPECTIVES ON TERRORISM. Volume 13, (Issue 6) :03-04.
- KARTAL, Atahan Birol. « Uluslararası Terörizmin Değişen Yapısı ve Terör Örgütlerinin Sosyal Medyayı Kullanması: Suriye’de DAEŞ ve YPG Örneği ».Araştırma Makalesi : Güvenlik Stratejileri Yıl: 14 Sayı:( 27) :49.
- Barry, Buzan1991). « People States and Fear ». Lynne Rienner Publishers.19-20.
Thank you for your shening. I am worried that I lack creative ideas. It is your enticle that makes me full of hope. Thank you. But, I have a question, can you help me? https://accounts.binance.com/en/register-person?ref=P9L9FQKY