التغييرات الحاصلة في أفغانستان وانعكاساتها على منطقة الشرق الأوسط: الغموض والقلق
Afganistan’daki Değişimin Ortadoğu’ya Yansımaları: Bilinmezlik ve Endişe
المؤلف: Riad Domazet
ترجمة: إبراهيم كرثيو
مركز المجدد للبحوث والدراسات
مقدمة
أسفرت المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان خلال العامين الماضيين عن قرار انسحاب القوات العسكرية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان اعتبارًا من 31 أغسطس 2021. بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد وإمتناع الجيش الأفغاني علي مقاتلة حركة طالبان ، أصبحت كل البلاد تقريبًا بما في ذلك العاصمة الأفغانية كابل تحت سيطرة حركة طالبان باستثناء منطقة بانشير .ومع ذلك فإن الخبراء الإقليميين الذين يلفتون النظر إلى الموقف الاستراتيجي والجيوسياسي لأفغانستان يشيرون إلى أن البنية الاجتماعية للبلاد والخصائص الجغرافية والجيوسياسية هي أكبر العقبات التي تحول دون تحقيق الهيمنة الكاملة على أفغانستان. ومن الممكن القول إن العالم تأثر بطرق مختلفة باستيلاء حركة طالبان على أفغانستان. ويبدو أن التطورات الأخيرة في البلد لم تؤثر على البلدان المجاورة والمناطق الداخلية الأفغانية فحسب من حيث الأمن، فضلاً عن الآثار السياسية والاجتماعية، بل أثرت أيضاً على العديد من البلدان التي يعتقد أنها لا علاقة لها بالمنطقة، من منطقة البلقان إلى أفريقيا. كما أن إعادة توطين الأفغان الذين دعموا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في بلدان ثالثة، والمشاكل الأمنية التي ستنجم عن هذا الوضع تثير القلق في العديد من البلدان. كل هذا يشير إلى أنه من الآن فصاعداً، سيكون هناك ملف جديد للاجئين المنتشرين في جميع أنحاء العالم. ويبدو أن هيمنة طالبان على كل أفغانستان تقريباً لم تؤثر على النظام السياسي العالمي والصراع على السلطة بين الصين والولايات المتحدة فحسب، بل أثرت أيضاً على العديد من المناطق الجغرافية الإيديولوجية والعسكرية. وفي أجزاء كثيرة من العالم، تحتفل حركات النضال من أجل الحرية بإنجازات حركة طالبان وانتصارها الساحق على الولايات المتحدة، معتبرةً إياها كمثال لنضالاتها. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق التي ستتأثر بالتطورات في أفغانستان في الفترة المقبلة. لأن النقاشات حول طالبان في سوريا وليبيا واليمن ومصر والخليج من أكثر القضايا التي تشغل الرأي العام في المنطقة.
تركيا وقطر
من الناحية التاريخية، لطالما كانت الأحداث في أفغانستان تشغل دائماً الشرق الأوسط وتؤثر عليه. وبالمثل، أثرت التطورات الفكرية والاجتماعية في الشرق الأوسط على أفغانستان أيضًا. على سبيل المثال المملكة العربية السعودية هي واحدة من الدول التي دعمت مالياً القوات الأفغانية، التي قاتلت ضد السوفييت خلال الحرب الباردة جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، كانت المملكة العربية السعودية متخلفة عن الأحداث الجارية في أفغانستان في الآونة الأخيرة، بينما برزت قطر في كل من عملية التفاوض بين الولايات المتحدة وطالبان وعمليات الإجلاء. على الرغم من أن قطر دولة صغيرة، إلا أنها نشطة للغاية في السياسة الخارجية. يلعب افتتاح المكتب السياسي لحركة طالبان في الدوحة دوراً مهماً في تحقيق هدف طالبان المتمثل في اكتساب الشرعية الدولية وإقامة اتصالات دبلوماسية. لدرجة أنه نظراً لعلاقاتهم مع طالبان، أصبح من الواضح اليوم أن البلدان التي تضم عدداً أكبر من السكان مثل الهند والدول الأوروبية تبحث عن تعاون وثيق مع الدوحة. وتشير التقديرات إلى أن قطر ستحتفظ بنفوذها في الحكومة التي ستقام في أفغانستان والبنية السياسية للبلاد وتحافظ على علاقتها مع طالبان في الفترة المقبلة. يوفر الوضع الحالي فرصاً جديدة على الصعيدين الإقليمي والدولي لقطر، والتي تبدو راضية جدًا عن هذا الدور. ومع ذلك، فإن هذه الظروف الجديدة في المنطقة تثير مخاوف الجيران المنافسين لقطر مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
الدولة الأخرى التي من المتوقع أن يزيد نفوذها في الحياة السياسية والاقتصادية لأفغانستان في الفترة المقبلة هي تركيا. ومن المعلوم أن تأثير العلاقات التاريخية والاجتماعية والإنسانية لتركيا مع أفغانستان سيستمر في الفترة الجديدة. وتشير التقديرات إلى أن أنقرة التي تحاول المساعدة في حل المشاكل الناشئة عن الفراغ الإداري في أفغانستان، ستلعب دورًا فاعلًا خاصة في إبقاء مطار كابول مفتوحًا واستمرار الرحلات المدنية. يذكر أن طالبان بحاجة إلى دعم أنقرة في هذا الصدد. لدى تركيا أيضًا مشاريع مهمة مثل التعليم والبنية التحتية والاستثمارات الاقتصادية في أفغانستان، بغض النظر عن وجود الجهات الفاعلة التي دعمتها لسنوات. ومع ذلك، فإن المخاوف من أن عدم الاستقرار الحالي في أفغانستان قد يعرض تركيا لموجة جديدة من الهجرة وأن هذه قد تصبح مشكلة مهمة تدفع أنقرة إلى توخي الحذر.
إيران
في سياق الشرق الأوسط، فإن أحد أهم الأسئلة التي يجب الإجابة عليها هو كيف ستقيم طالبان علاقة مع إيران؟ تشير التقديرات إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان سيكون له عواقب اقتصادية وخيمة على إيران. في السنوات الأخيرة، بلغت صادرات إيران إلى أفغانستان ملياري دولار، والمبلغ اليومي من العملات الأجنبية الواردة من أفغانستان هو 5 ملايين دولار. بالنسبة لإيران الواقعة تحت الحظر، فإن هذه العملة الأجنبية المحولة من أفغانستان لها أهمية كبيرة. ومع ذلك، فإن إعلان إدارة بايدن أن الولايات المتحدة أوقفت إرسال الدولار إلى أفغانستان وأن طالبان لن يُسمح لها بالوصول إلى احتياطيات أفغانستان في الولايات المتحدة سيكون مشكلة كبيرة لكل من إدارة إيران وطالبان. يذكر أن هذا الوضع الذي يعني وقف تحويل العملات الأجنبية سيؤثر سلباً على أرقام التضخم في إيران. إضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن الانكماش الاقتصادي الذي سيحدث في أفغانستان التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة، وهي سوق مهم للمصدرين الإيرانيين، سيؤدي إلى انخفاض الطلب على السلع الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن الهجرات الاقتصادية يمكن أن تضاف إلى هجرات الهزارة، التي حدثت بسبب الحرب والأسباب الأيديولوجية بسبب انخفاض مستوى الرفاهية في أفغانستان، وقد يؤدي هذا الوضع إلى زيادة ضغط الهجرة على إيران. يذكر أن مشاريع البنية التحتية قد تتأثر أيضًا بهذا الوضع الجديد في أفغانستان، وقد تؤدي زيادة المخاوف الأمنية العامة في البلاد إلى تعطيل مشاريع مهمة مثل مشروع السكك الحديدية الجاري بين أفغانستان وإيران.
يُلاحظ أن المسؤولين الإيرانيين، الذين أبقوا قنوات الاتصال مفتوحة مع حركة طالبان العام الماضي، متنبئين بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، يبحثون عن مصالحة مع طالبان لأنهم قلقون من احتمال زيادة عدم الاستقرار في أفغانستان. وقد أُعلن أنه لا توجد أزمة بين هذين الفاعلين حتى الآن، بل على العكس من ذلك، بدأت إيران في تصدير النفط إلى أفغانستان. ومن المفهوم أن العلاقات الاقتصادية بين إيران وطالبان ستستمر، وأن طهران تريد الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي ستنشأ في أفغانستان مع انسحاب الولايات المتحدة وحلفائها. على الرغم من صعوبة التنبؤ بالمكان الذي ستتطور فيه علاقات هذين الفاعلين، اللذين لهما عداوة أيديولوجية تاريخية، في ظل الظروف الجديدة، فإن التعاون الذي تم إثباته حتى الآن رائع؛ ومع ذلك فمن الحقائق التي لا يمكن إنكارها أن العلاقات بين الأطراف عرضة للاستفزاز ودائمًا ما تنطوي على مخاطر عالية على الرغم من كل النوايا الحسنة. ورغم أن إيران تبدو سعيدة بخروج الولايات المتحدة من أفغانستان، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن العملية الجديدة قد تعرض طهران لمخاطر مختلفة. إن مستقبل عرقية الهزارة الشيعية الذين يعيشون في إيران، ومصالح إيران الاستراتيجية في أفغانستان، وإمكانية أن تجد الجماعات السنية في إيران مساحة لوجستية في أفغانستان هي المجالات الرئيسية للخطر بين إيران وطالبان. كما سيتعين على طهران التعامل مع حالات عدم اليقين والشكوك مثل التدفق الجديد للاجئين وتهريب الأسلحة والمخدرات.
السعودية والإمارات ومصر
إن العديد من دول الشرق الأوسط منزعجة للغاية من التطورات في أفغانستان. وعلى وجه الخصوص، تتابع السعودية والإمارات ومصر والعراق وسوريا بقلق بالغ التغيير السياسي في أفغانستان والانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة. في الوقت الذي كان فيه قادة طالبان في الدوحة يديرون حكم بلادهم قامت الإمارات بحماية الرئيس المخلوع أشرف غني. وهذا الوضع يذكرنا بمدى ارتباط الحلف الإماراتي السعودي المصري بالنظام الأفغاني الذي أطيح به. بالنسبة للأنظمة الملكية في الشرق الأوسط والخليج، فإن تجربة أفغانستان هي عملية ستؤثر أيضًا على علاقاتها مع الولايات المتحدة. في عهد الرئيس ترامب حظيت الملكيات الإقليمية بدعم قوي من واشنطن، أدى انسحاب إدارة بايدن من أفغانستان، تاركًا وراءه العديد من القضايا الأمنية والمخاطر الإقليمية الكبيرة لحلفاء الولايات المتحدة في الخليج. يمكن تلخيص أسباب عدم ارتياح الأنظمة الملكية في الشرق الأوسط لحكم طالبان على النحو التالي:
- القلق من أن حركة طالبان التي تولت إدارة أفغانستان، ستلهم الجماعات المعارضة المناهضة للنظام في بلدانها وتخلق موجة مضادة جديدة.
- احتمال قيام جماعات المعارضة بإنشاء مراكز لوجستية على الأراضي الأفغانية.
- من المحتمل أن الاختلافات بين الحكم الإسلامي لطالبان وفهم الحكم الإسلامي للأنظمة الملكية الخليجية ستخلق مشاكل شرعية في هذه البلدان.
- ضغط اللاجئين.
- تصاعد المخاوف الأمنية على أساس تصاعد التطرف والإرهاب في المنطقة.
- خلق فضاء “للجهاد العالمي” في الأراضي الأفغانية.
في منطقة الشرق الأوسط، حيث توجد دول تحكمها أنظمة ملكية وديكتاتوريات، لدى العديد من هذه الدول اعتقاد راسخ أن التنظيمات الخارجة عن سلطة الدولة وجماعات المعارضة تسعى للوصول إلى السلطة وأن انتصار طالبان هذا سيشجعها. علاوة على ذلك قد يلهم أيضاً هذا الانتصار العديد من الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط، الأمر الذي يهدد الأنظمة المعنية على المدى الطويل. من المؤكد أن الوضع في أفغانستان سيعيد إشعال النقاش حول موضوع الإسلام السياسي أو الإسلاموية. وبسبب هذا الاعتقاد، فإن العديد من دول الشرق الأوسط في الوضع الراهن تكتفي فقط بتحليل التطورات في أفغانستان من خلال متابعتها؛ على عكس عام 1996، حيث كانت هذه الدول مترددة في الاعتراف بإدارة طالبان. من خلال تقديم الدعم المالي للمجاهدين الأفغان الذين قاتلوا ضد السوفييت خلال سنوات الحرب الباردة، استخدمت المملكة العربية السعودية الدافع الديني كأهم عنصر من عناصر القوة الناعمة في هذه العملية. لكن الظروف تغيرت اليوم وبدأت السعودية في اتخاذ خطوات نحو العلمنة. لذلك، قد يجد خطاب دولة طالبان الشرعية استجابة جادة في الرأي العام لدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
في واقع الأمر، بعد استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، أصدرت العديد من المنظمات العاملة في الشرق الأوسط رسائل تهنئة. يُظهر هذا بوضوح أن الجهات الفاعلة غير الحكومية في الشرق الأوسط مسرورة بانتصار طالبان. على سبيل المثال، أحد القادة الدينيين في هيئة تحرير الشام في شمال سوريا، الدكتور مظهر الويس الذي شارك، ” أحب طالبان”، كما أصدرت إحدى الحركات الجهادية السلفية – حركة صلاح الدين الكردي- التي تنشط أيضاً في نفس المنطقة، بيانًا هنأت فيه حركة طالبان. في بيان لها صدر في 16 أغسطس، هنأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المتمركزة في غزة حركة طالبان على ‘انتصارها’ على الولايات المتحدة في أفغانستان، وقالت إن “إنهاء الاحتلال الأمريكي” في أفغانستان يثبت أن حركة الاستقلال الفلسطينية سوف تنتصر أيضاً …، الفاعل المهم الآخر الذي هنأ طالبان أيضاً هو مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي. وقال الخليلي في تصريح له على مواقع التواصل الاجتماعي: ” نهنئ الشعب الأفغاني المسلم الشقيق بالفتح المبين والنصر العزيز على الغزاة المعتدين ونتبع ذلك تهنئة أنفسنا وتهنئة الأمة الإسلامية جميعاً بتحقيق وعد الله الصادق “.
من ناحية أخرى، بعثت طالبان برسالة مفادها أنها لن تكون طرفًا في النزاعات والصراعات الخارجية ولن تسمح لأفغانستان بأن تصبح مركزًا لوجستياً لأي منظمة. لكن رغم هذه التصريحات التي أدلى بها المتحدثون باسم طالبان الذين طمأنوا المجتمع الدولي، وخاصة دول الجوار، فمن المؤكد أن الحركات الإسلامية المختلفة ستحاول الاستفادة من هذه البيئة. وهذا هو السبب الرئيسي للقلق وعدم ارتياح العديد من دول الشرق الأوسط. وفي السياسة الخارجية، فإن علاقة طالبان السلمية مع إيران تخلق أيضًا موقفًا سلبيًا بالنسبة للمملكة العربية السعودية وحلفائها. لأنه في الماضي، كانت المملكة العربية السعودية تعتبر أفغانستان كمنطقة تدعم فيها المنظمات الوكيلة لها في صراعها الإقليمي على السلطة ضد إيران في الماضي. ويبدو أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، الذين لا يملكون أي فرص للتدخل الأيديولوجي والسياسي في أفغانستان، عاجزين عن مواجهة هذه التطورات، لكنهم يتوقعون أن يفشل حكم طالبان أيضاً لطبيعة التضاريس والأراضي التي يصعب السيطرة عليها وإدارتها. وبالإضافة إلى ذلك، تُظهر علاقات الإمارات الممتازة مع الهند، والعلاقات العسكرية السعودية مع الصين، والتقارب العسكري والاقتصادي القوي بين مصر وروسيا، أن التكتل لديه القدرة على التدخل في أفغانستان، ولو بشكل غير مباشر.
خلاصة:
ومن المعلوم أن الغموض بشأن دور دول مثل السعودية والإمارات ومصر في أفغانستان الجديدة سيستمر لفترة. لأن طالبان لا ترغب في التعامل مع هذه البلدان وإقامة علاقات معها، ولا يبدو أن هؤلاء الفاعلين على استعداد للاعتراف بطالبان. باختصار، فإن نموذج القوة ومصادر الشرعية التي ستؤسسها طالبان في أفغانستان ستشكل السياسة الأفغانية التي ستتبعها دول الخليج وبعض دول الشرق الأوسط. ومع ذلك، من المفهوم أن العملية في أفغانستان ستؤثر أيضًا على التوازنات الإقليمية. على سبيل المثال، لا شك أن محاولة الإمارات لإعادة الاتصالات والعلاقات مع تركيا وقطر ومحاولتها تحسين العلاقات ليست بمنأى عن التطورات في أفغانستان. تؤدي معادلة أفغانستان إلى زيادة الحاجة للعمل المشترك في المنطقة وتقارب المواقف السياسية. وفي هذا السياق، تتطور عملية الحوار والتطبيع التي بدأت بين تركيا ومصر وتركيا والخليج بوتيرة غير متوقعة. هذا التقارب بين أنقرة والخليج يُلاحظ أيضًا بين الدوحة وأبو ظبي. كل هذه التطورات تشير إلى الأهمية الاستراتيجية لأفغانستان. في المعادلة الحالية، يبدو أن تركيا وقطر هما الجانب الرابح، بينما تبدو الإمارات والسعودية ومصر في الجانب الخاسر. نظرًا لأنهم يتوقعون أن تركيا وقطر سيزيدان من ثقلهما في أفغانستان في الفترة المقبلة، فمن المفهوم أن هؤلاء الفاعلين سيحاولون تعويض خسائرهم الجيوسياسية في أفغانستان من خلال الاقتراب من أنقرة والدوحة. من الواضح أن هذا النهج ضروري خاصة بالنسبة للإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. لأن المخاطر الأمنية الجسيمة التي قد تنشأ من أفغانستان تجعل السعودية والإمارات تعتمدان على تركيا. إذا كانت أنقرة تدير مطار كابول، فسيكون تبادل المعلومات والتعاون الاستخباراتي أمرًا بالغ الأهمية ، خاصة بالنسبة للأنظمة الملكية في الشرق الأوسط.
نتيجة لذلك، من الواضح أن التطورات في أفغانستان بالنسبة للدول التي هي في وضعها الراهن في الشرق الأوسط ليست مرضية بالنسبة لأمن نُظُمِها ومصالحها الوطنية. ومن ناحية أخرى، يُنظر إلى مقاومة حركة طالبان على أنها إنجاز تاريخي مهم ونقطة تحول للعديد من الجهات الفاعلة المسلحة وغير المسلحة. من ناحية أخرى، على الرغم من أن الظروف الجديدة في أفغانستان تخلق بعض الفرص الجيوسياسية لقطر وتركيا، إلا أنه من الحقائق التي لا يمكن إنكارها أن ضغط الهجرة الناتج عن تطور الأحداث يشكل عيبًا كبيرًا.