سلسلة خواطر رمضانية “الرضا والرضوان كيف ترضى عن الله، ويرضى عنك؟”
خاطرة رمضان(8): “تقوى الله طريق الرضى“
منتصر محمد عفيفي – كاتب وباحث لغوي
تحصيل التقوى، وامتلاء القلب بها هدف أساسي من أهداف الصيام، فتتولد في القلب حالة من الخشية المستمرة تدفعه إلى فعل الطاعات، واجتناب المعاصي والموبقات؛ ابتغاء مرضاة الله تعالى، وطمعًا في رضوانه سبحانه، فهذه التقوى تجعل صاحبها أشد حرصًا على أن يكون صيامه مقبولاً عند الله، فلا يكون يوم صومه ويوم فطره سواء.
يقول صاحب تفسير الظلال: “الصوم هو مجال تقرير الإرادة العازمة الجازمة، ومجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد، كما أنه مجال الاستعلاء على ضرورات الجسد كله، واحتمال ضغطها وثقلها، إيثارًا لما عند الله من الرضا والمتاع“.
ولذلك كان البيان النبوي: “إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق، فضيقوا عليه مجاريه بالصوم” (رواه البخاري ومسلم).
ومن جزاء التقوى أنها توصل إلى رضوان الله تعالى على العبد، وقد أشارت الآيات القرآنية إلى هذا المعنى، فقال تعالى: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} (آل عمران).
وروى وهب بن منبه أن موسى (عليه السلام) قال: “يا رب أخبرني عن آية رضاك عن عبدك“. فأوحى الله تعالى إليه: “إذا رأيتني أهيئ عبدي لطاعتي وأصرفه عن معصيتي فذلك آية رضاي“.
وقال معروف الكرخي: قال لي بعض أصحاب داود الطائي: إياك أن تترك العمل، فإن ذلك الذي يقربك إلى رضا مولاك، فقلت: وما ذلك العمل؟ قال: دوام الطاعة لمولاك، وحرمة المسلمين، والنصيحة لهم.
مركز المجدد للبحوث والدراسات