الأزمة السياسية في العراق.

الأزمة السياسية في العراق – هل هي أزمة فكر سياسي أم أزمة رجال أم الاثنين معاً؟

د.قصي الزين
دكتوراه فكر سياسي – رئيس الاتحاد العالمي للشباب.

منذ احتلال العراق وإلى سنة 2020 لم ينعم العراق والعراقيون بحكومة رشيدة تلملم شتاتهم وتضمد جروحهم وتحافظ على سيادة أرضهم وسمائهم وتحترم دياناتهم ومذاهبهم وتحقن دماءهم، من سيء الى أسوأ، ومن دمار وشتات واعتقال وقتل على يد المحتل، إلى تدمير وحروب وسجون وترويع على يد المليشيات والسياسيين العراقيين.

رؤية في الأزمة السياسية العراقية.

الأزمة في العراق بدأت منذ 2003 حيث لم ينبرِ للمشهد رجال ذوا فكر وسياسة أحرار وليسوا عبيداً، رجال دولة وليسوا مجندين لأجندة خارجية أمريكية كانت أم إيرانية.

لم ينعم العراق والعراقيون بوفرة مال ولا إعمار ولا بنية تحتية ولا حتى طرق خارجية غير التي كانت مشيدة وممدودة، بل الأمر أصبح عكس ذلك، فكل المصانع والمعامل والشركات الحكومية تم بيعها بثمن بخس دراهم معدودة للمستثمرين ممن هم أتباع للأحزاب الحاكمة لتكون السرقة مشروعة ولا غبار عليها، وكثير من المصانع تم إيقافها بطلب دولٍ مجاورة ليتم بيع واستيراد منتجاتهم.

نفط العراق وموارده وثرواته أصبحت بيد ثلة ليس لها فكر سياسي مستقل، وليسوا رجال دولة احراراً ولائهم لوطنهم، بل يتحركون وفق توجيه وإرادة خارجية تامة.

الدولة لابد لها من رجال أصحاب فكر يبنون البلد ولايهدمونه، يكسبون له لا منه، يبذلون له الغالي والرخيص، لايتاجرون به ويجعلونه سلعة بين أجندة السفارات.

فالفكر السياسي هو رعاية كافة شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وهو العلاقة بين الحاكم والمحكومين في الدولة وعلاقة دولةٍ معينة بجيرانها، وهو العلم الذي يتمّ من خلاله توزيع أشكال القوة والسلطة والنفوذ في مجتمع أو دولة معينة، فمن خلال هذا هل يصح القول بوجود فكر سياسي في العراق؟ أم أن هناك أزمة فكر سياسي؟

إذا كانت المناصب تشترى وتباع وبعضها لا يتم المصادقة عليها إلا بأمر من دول مجاورة أو من سفارات فاعلة، فهل يصح أن نقول يوجد في العراق رجال سياسة؟

الخلاصة: 

لايختلف عاقل ينظر الى الوضع السياسي العراقي بعين البصر والبصيرة منذ 2003 والى 2020 على أنه لايوجد فيه فكر سياسي ورجال سياسة والحق ما شهدت به الأعداء.

مركز المجدد للبحوث والدراسات.