دروس ومواقف مع كورونا
د: قصي الزين.
دكتوراة في الفكر السياسي- رئيس الإتحاد العالمي للشباب
بعد انتشار الوباء الذي حل بالناس ولم يبق بلد إلا ودخل فيه ، فالدول التي منعت الكثير من الناس بسبب ألوانهم ودياناتهم وأعراقهم ولم تسمح لهم ولم تصدر لهم تصاريح الدخول ومنهم العلماء والأطباء والمفكرون والتجار وعوام الناس دخل إليهم فايروس كورونا من غير استئذان ولا تصريح ولا موعد مسبق ولم يميز بين أحد من البشر صغيراً كان أو كبيراً رئيساً كان أو مرؤوساً ملكاً كان أو حاجباً
أوروبياً كان أو روسياً عربياً كان أو عجمياً افريقياً كان أو زنجيا الكل سواسية مع كورونا.
بل إنهم بعد دخول كورونا صاروا يستنجدون ويُرغبون الأطباء والممرضين للدخول إليهم من أي بلد كانوا وتحت أي مسمى.
فضح فايروس كورونا كثيراً من الدول التي كانت تهتم بذخيرة الحرب، والنووي وأسلحة الدمار الشامل، وتدعي الإنسانية والسلام، وبعد دخول كورونا وقفت لا حراك لها جامدةً صامتة، ودول انكشفت عورتها وبدت سوءاتها واضحة وتبين كم مقدار سرقات مسؤوليها وصار يتصدق عليها الجيران.
ودول أخرى لم تنتبه شعوبها أبداً ولم تهتز ولم تخف بل وجدت الأمان والهدوء فلا اعتقال ولا تهديد ولا قتل ولا تشريد ولا براميل ولا صواريخ فآسرها وضع كورونا بل اعتبروا هذا الوباء رحمة ونعمة لهم، ونقمة لظالميهم وعذاباً،
مع كورونا توحدت جهود الدول الأصدقاء منهم والأعداء وصار همهم واحد بغض النظر عن قضية المؤامرة، بعد أن كانت تحالفاتهم وصداقاتهم من أجل تفتيت وتدمير الشرق الأوسط، توقفت مع كورونا تحالفاتهم لقتل المسلمين في الكثير من البلدان لم يفكروا بحل ووساطة لحل المشاكل والخلاف بل صنعوا المرتزقة وجندوهم للحلول بعد أن نشروا الفوضى الخلاقة وحروب الوكالة والاقتتال الداخلي، ولكن مع كورونا توقفت جنود الشيطان ومرتزقته.
مع كورونا كثير من الدول التي كانت تضطهد المسلمين وتمنع نشاطهم بل تُحرض بعضها على قتلهم وتشريدهم ولا تسمح لهم بمزاولة حقوقهم وتمنع الحجاب عن نسائهم، صارت تحثهم على الأذان والتكبير وفتح مكبرات الصوت بالقرآن . فهل كورونا نقمة أم نعمة؟
مركز المجدد للبحوث والدراسات.