مقومات المجتمع المدني في الاسلام من خلال صحيفة المدينة (1هـ _ 11هـ)
أبوبكر علي مصطفى جلال الدين
محاضر بقسم التاريخ كلية التربية _ جامعة شندي بالسودان.
مستخلص الدراسة:
تتبعت هذه الدراسة أحوال المجتمع بالمدينة المنورة إبان العهد النبوي الشريف، وذلك من خلال الأسس و المبادئ النبوية التى وضعها صلى الله عليه وسلم لبناء دوله ومجتمع مدني إسلامي حديث تنصهر فيه العصبية القبلية والعادات الجاهلية التى كانت تسيطر على المجتمع قُبيل الإسلام، وتتمثل هذه الأسس النبوية في نظام المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ثم موادعة اليهود وذلك بما عُرف بوثيقة أو صحيفة المدينة. وتعد صحيفة المدينة أول سابقة دستورية في الإسلام، فهي تدل على أن الإسلام يحوي حضارة مدنية متميزة ، كما أنه دين المساواة والعدالة الإجتماعية. وقد إتبع الباحث في هذه الدراسة المنهج التاريخي الوصفي، ومن أهم النتائج التى توصلت لها الدراسة، أنه من خلال هذه الوثيقة قد تم ضبط العلاقة بين الأنصار والمهاجرين واليهود وجعلت القيادة العليا للمجتمع المدني بيد النبى صلى الله عليه وسلم، كما حُفظت من خلالها حقوق المواطنه والعيش الكريم لجميع عناصر المجتمع من المسلمين والذميين، شريطة أن يتلزموا بجيمع بنود الوثيقة ويتعاونوا في حفظ الأمن والسلام داخل المدينة وحمايتها من الأخطار الخارجية.
Abstract
This study traced the conditions of society in Medina during the Noble Prophet’s time, through the foundations and principles of the Prophet, peace and blessings be upon him, to build a state and a modern Islamic civil society in which tribalism and pre-Islamic customs that dominated society before Islam were fused, and these prophetic foundations are in the brotherhood system between immigrants and Ansar, and then made a treaty with the Jews, in what is known as the Medina document. Al-Madina document is the first constitutional model in Islam, as it indicates that Islam contains a distinct civilization, as it is a religion of equality and social justice. The researcher followed the descriptive historical methodology in this study, and come out with important results as follow, that through this document the relationship between Ansar, immigrants and Jews has been set and the highest leadership of civil society has been made under control of the Prophet, peace and blessings of Allah be upon him, and the rights of citizenship and livelihood have been preserved through it. Honorable to all members of society, Muslims and Dhimmis, in condition to abide by all the provisions of the document and cooperate in maintaining peace and security within the city and protecting it from external hazards.
العناصر المكونة لمجتمع المدينة إبان العهد النبوي الشريف:
أولاً: قبائل اليهود:
مدينة يثرب بناها يثرب([1]) بن قانية بن مهلائيل، فغزاها العماليق،[2] ثم بني إسرائيل، فتغلبوا على أهلها وسكنوها، ثم تبعتهم يهود خيبر وبني قريظة، فنزلوا يثرب، واتخذوا بها الأموال، وبنو القلاع والمنازل في كل موطن، وملكوا أمر أنفسهم، وانضافت إليهم قبائل من العرب نزلوا معهم، واتخذوا من يثرب منزلاً لهم.
وكانت في يثرب ثلاث قبائل من اليهود، وهم بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة،وقد بلغ عدد رجالها البالغين والقادرين على حمل السلاح أكثر من ألفين رجل، ويقدر أن رجال قينقاع المحاربين بلغ عددهم حوالي سبعمائة رجل، كما كان عدد رجال النضير مثل هذا العدد، وكان الرجال البالغون من قريظة ما بين سبعمائة وتسعمائة، وكانت العلاقة بين هذه القبائل الثلاث مضطربة متوترة([3])، فكانت هناك عداوة بين بني قينقاع وبقية اليهود، وسببها أن بني قينقاع كانوا قد اشتركوا مع بني الخزرج في حرب بُعاث([4]) ضد الأوس، وقد أثخن بنو النضير وبنو قريظة في بني قينقاع ومزقوهم كل مُمزق، مع أنهم – أي بني قريظة والنضير – دفعوا الفدية عن كل من وقع في أيديهم من يهود بني قينقاع وقد إستمرت هذه العداوة بين البطون اليهودية إلى أن وقعت الحرب بين المسلمين وبين بني قينقاع فلم ينهض معهم أحد من اليهود أي بني قريظة والنضير، في محاربة المسلمين([5])، قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ {84} ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ)([6]).
بنو النضير وبني قريظة:
ينسبون إلى هارون بن عمران، أخي موسى عليهما السلام([7])، وقد عُرفت قبيلتى بنو النضير وبنو قريظة “بالكاهنين”([8]) فهم من أصلٍ واحد عن أبي بردة الظفري عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:”يخرج في أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون من بعده”([9])، أخرجه الإمام أحمد وفي صِحة نسبهم إلى هارون عليه السلام، عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ صفية بنت حيي أن حفصة قالت: بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي، فقال صلى الله عليه وسلم: “وإنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟ ثم قال: اتقي الله يا حفصة“([10]) أخرجه الترمذي.
وبالرغم من أن بني النضير وبني قريظة كانتا من كبريات القبائل اليهودية في المدينة، وأنهما كانتا تفخران بنسبهما إلى هارون عليه السلام، تريان أن لهما السيادة والشرف على من سواهم، من إخوانهم في الدين([11])، إلا أن بني النضير كانوا في الوقت نفسه يرون لأنفسهم الشرف على بني قريظة، بل إن هذا الشرف والسيادة كانت لبني النضير على جميع القبائل اليهودية في الحجاز بما في ذلك يهود خيبر بدليل أن يهودها دانوا لبني النضير بعد خروجهم من المدينة ووصولهم إلى خيبر على إثر غزوة بني النضير وإجلاءهم من المدينة[12]
بنو قينقاع:
ينسبون إلى نبي الله يوسف بن يعقوب عليهما السلام وتقع منازلهم عند منتهى جسر بطحان([13])، مما يلي العالية، وهذا يعني أنهم كانوا في وسط المدينة وداخلها([14])، بخلاف بني النضير وبني قريظة الذين سكنوا في أطراف المدينة وضواحيها، وقد عاش بنو قينقاع منعزلين عن غيرهم في أحد الأحياء الخاصة بهم، ولم يمارسوا الزراعة كغيرهم من اليهود؛ لأنه لم يكن لهم أراضي خاصة بهم، ومع ذلك فقد عرفوا بالأموال الطائلة لاشتغالهم بالتجارة والصياغة([15])، مما جعلهم أغنى طوائف اليهود بالمدينة، أما عن عدد الرجال البالغين فقد بلغ عددهم في العهد النبوي نحو سبعمائة رجل قادرين على حمل السلاح. ([16])
أما اللغة فكان اليهود يستخدمون اللغة العربية بيثرب، ويتسمون بأسماء العرب إلا أنها لم تكن خالصة، بل كانت تشوبها اللغة العبرية، لأنهم لم يتركوا استعمال اللغة العبرية تركاً تاماً بل كانوا يستخدمونها في صلواتهم ودراساتهم([17]).
القبائل والبطون اليهودية الأخرى:
ومنها بهدل “بنو هدل” وهم من أشد العشائر اليهودية صلة ببني قريظة، حيث أنهم من بني عمومتهم، وكانوا أعلى نسباً من بني قريظة وبني النضير على رأي الإخباريين، ومن العشائر اليهودية الصغيرة، التي انتشرت في أنحاء متفرقة في المدينة: بنو القصيص، وبنو ناقصة، وبنو معاوية، وبنو ماسكة، وبنو محمر، وبنو زعورا، وبنو زيد اللات، وبنو حجر، وبنو ثعلبه، وبنو عكرمه، وأهل زهرة، وبنو الجذماء، وبنو مرايه، بن عكرمة “عكوة” وبنو حارثه، وبنو زريق، وقد بلغ عدد العشائر اليهودية بالمدينة ما يقارب نيفاً وعشرين عشيرة ،وقد امتلكوا العديد من الأراضي الزراعية الخصبة بالمدينة بسبب انتشارهم الواسع في أنحاء المدينة وضواحيها،فوفر لهم ذلك السيطرة والنفوذ، واستغلال القبائل الربية فيها([18])، وذلك بالإضافة إلى التجمعات اليهودية في المدينة فقد انتشر اليهود في العديد من أنحاء بلاد الحجاز منها خيبر([19]) وتيماء([20]) وفدك([21]) ووادي القرى([22]).
ثانياً: الأنصار (الأوس والخزرج):
الأنصار وهم الأوس والخزرج، أبوهما حارثه بن ثعلبه بن مزيقياء([23]) عمرو بن عامر بن حارثه بن ثعلبه بن أمرئ القيس بن مازن بن مالك بن الأزد ([24]) وهذا يعني أن أصل الأنصار من عرب اليمن الأزدية القحطانية([25])، والأوس والخزرج أخوين، وهم أوس والخزرج بنو ثعلبه بن مُزيقياء عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثه الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبه بن مازن بن الأزد، فهم بذلك أحد فروع اليمنية الأخروية وأمهما (قيلة) ([26]) بنت الأرقم فقد عرفوا ببني قيله نسبة إلى أمهم تنتسب إلى الغساسنة ملوك عرب الشام([27]).
ويعتبر سيل العرم)[28]( الذي كان قبل الإسلام بحوالي أربعمائة سنة سبباً رئيسياً في هجرة قبائل الأزد من اليمن، في عهد عمرو بن عامر بن حارثه ملك الأزد باليمن، حيث انهيار سد مأرب فجرفت السيول المساكن والمزارع، فكان ذلك سبباً لهجرة الأزديين من اليمن إلى الحجاز والشام وقد استقر بنو عمرو بن عامر وأحفادهم بمنطقة يثرب واتخذوها مساكناً لهم([29])، قال تعالى: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ)([30]).
ملكت الأوس والخزرج المدينة إلا أن الحرب كثيراً ما كانت تقع بين الفريقين،ولم يستقم لهم أن يستبد بهم ملك فملك عمرو([31]) بن الإطنابة الخزرجي على يثرب، ومن أشهر الحروب التي وقعت بين الأوس والخزرج حرب “سمير”([32]) وآخر حرب وقعت بينهم كانت يوم “بعاث” قبل الهجرة بحوالي خمس أعوام وقد عمل اليهود على الدس بين الأوس والخزرج وتشجيع عوامل الفرقة وإذكاء روح التحاسد. ([33]).
سكن الأوس المناطق الزراعية الغنية بالمياه والمراعي بالمدينة وأنهم جاوروا قبائل اليهود وجموعهم وهم بنى قريظة وبنى النضير، أما الخزرج فقد استوطنوا مناطق أقل خصوبة، وقد جاوروا يهود بني قينقاع وعشائر أخرى من اليهود وهم الذين نزلوا في الشمال الغربي من المدينة عند المكان المعروف بيثرب شمال جبل سلع وقد كان لهذا أثره الكبير في العلاقات بين العرب واليهود من ناحية وبين الأوس والخزرج من ناحية أخرى. ([34])
بطون الأوس والخزرج:
كانت كل قبيلة من قبيلتي الأوس والخزرج تنقسم إلى عدة بطون كبرى وقسمت هذه البطون إلى عشائر صغيرة، فكانت بطون الأوس تسكن المنطقة الجنوبية والشرقية، وهي منطقة العوالي من يثرب، بينما سكنت بطون الخزرج المنطقة الوسطى والشمالية وهي سافلة المدينة وليس وراءهم شيء في الغرب إلا خلاء حرة الوبرة ([35]).
بطون قبيلة الأوس:
وهي خمس بطون كبرى هم: بني عوف بن مالك وقد انقسموا إلى عدة بيوت وعشائر وهم – بنو زيد – بنو عمر بن مالك “النبيت” – بنو جشم بن مالك – بنو مره بن مالك – بنو امرئ القيس بن مالك ([36]).
بطون قبيلة الخزرج:
وهي خمس بطون عمرو بن الخزرج – بنو عوف بن الخزرج – بنو جشم بن الخزرج – بنو كعب بن الخزرج – بنو الحارث بن الخزرج، وقد أنقسمت هذه البطون بدورها إلى بطون وعشائر متعددة.([37]).
إسلام الأوس والخزرج:
بدأ إسلام أهل يثرب وهم من سماهم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين من بعده بالأنصار([38])، وبعد أن عرض الرسول صلى الله عليه وسلم الدين الإسلامي على القبائل، فلم يجد نفساً مؤمنة ولا قلباً مفتوحاً طاهراً ولا صدراً مشروحاً للإسلام، بل كان الراحلون والمقيمون يتواصون بالبعد عنه، ومع ذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُخامر([39]) اليأس قلبه، واستمر مثابراً مجاهداً في سبيل الدعوة، حتى تأذن الحق أخيراً بالفرج([40]).
فلما كان موسم الحج من السنة الحادية عشرة من البعثة النبوية أراد الله عز وجل إظهار دينه، وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم ، انجاز موعده له فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بينما هو عند العقبة([41])، لقي رهطا([42]) من الخزرج أراد الله بهم خيراً، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أنتم؟” قالوا: نفر من الخزرج، قال: أمن موالي([43]) اليهود؟، قالوا: نعم قال صلى الله عليه وسلم: “أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلى، فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن الكريم”([44]).
فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعضٍ: يا قومَ، تعلموا والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود وكانوا يقطنون معهم بالمدينة، فلا تسبقنكم إليه، فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وكانوا من الخزرج من عقلاء يثرب، أنهكتهم الحرب الأهلية التي كانت بينهم وبين الأوس. ([45]) فأملوا أي الخزرج أن تكون دعوته صلى الله عليه وسلم سبباً لوضع الحرب فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك، ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدقوا، فكانوا أفضل عونٍ ونصرة للإسلام والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ([46]). فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوهم إلى الإسلام حتى فشأ فيهم، فلم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم([47]).
بيعة العقبة الأولى:
عن عبادة بن الصامت قال: “كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا أثني عشر رجلاً، فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض الحرب: على أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه من معروف فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك شيئاً فأمركم إلى الله إن شاء عذب، وإن شاء غفر”([48]) أخرجه البخاري.
بيعة العقبة الثانية:
حيث خرج أهل المدينة من المسلمين والمشركين قاصدين حج بيت الله الحرام وكان ذلك في العام التالي من العقبة الأولى، فواعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة من أواسط أيام التشريق، حيث أراد الله بهم ما أراد من كرامته، والنصر لنبيه، وإعزاز الإسلام وأهله، وإذلال الشرك وأهله. فعن كعب بن مالك([49]) الأنصاري قال: “خرجنا إلى الحج، وواعدنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالعقبة من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج، وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، ومعنا أبو جابر([50]) عبد الله بن عمرو بن حرام، سيد من سادتنا، وشريف من أشرافنا أخذناه معنا، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا، فكلمناه وقلنا له: يا أبا جرير، إنك سيد من سادتنا، وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً، ثم دعوناه إلى الإسلام، وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة، قال: فأسلم وشهد معنا العقبة، وكان نقيباً، قال: فنِمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل تسلل القطا مُستخفين، حتى اجتمعنا في الشِعب عند العقبة، ونحن ثلاثة وسبعون رجلاً، ومعنا امرأتان من نسائنا، نسيبة بنت كعب أم عمارة([51]) إحدى نساء بني مازن بن النجار وأسماء بنت عمرو([52])، أم منيع، إحدى نساء بني سلمه، فاجتمعنا في الشِعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه العباس بن عبد المطلب وكان يومئذ على دين عبد المطلب، فقال: يا معشر الخزرج كانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار: الخزرج، خزرجها وأوسها إن محمداً صلى الله عليه وسلم منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا، ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عز من قومه، ومنعة في بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم، واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم، فمن الآن دعوه، فإنه في عز ومنعةٍ من قومه وبلده، قال: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت، فتكلم صلى الله عليه وسلم، فتلا القرآن ودعا إلى الله تعالى، ورغب في الإسلام، ثم قال: “أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم” فأخذ البراء بن معرور بيده صلى الله عليه وسلم ثم قال: نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب، وأهل الحلقة([53])، ورثناها كابراً عن كابر، قال: فأعترض القول أبو الهيثم بن التيهان، فقال: أي رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حِبالاً، وإنا قاطعوها – يعني اليهود – فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: “بل الدم والدم، والهدم الهدم([54])، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم” ، ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أخرجوا إلي منكم أثني عشر نقيباً ليكونوا على قومهم بما فيهم” فأخرجوا منهم أثني عشر نقيباً: تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ونقباء الخزرج هم: أبو أمامة أسعد بن زرارة، وسعد([55]) بن الربيع، وعبد الله بن رواحة([56])، ورافع بن مالك بن العجلان، والبراء([57]) بن معرور، وعبد الله بن عمر بن حرام، عبادة بن الصامت، وسعد بن عبادة([58])، والمنذر بن عمرو بن خنيس، ومن الأوس: أسيد([59]) بن حضير، وسعد ابن خثيمه بن الحارث الأوسي، ورفاعة بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد من بني عوف بن مالك بن الأوس، فقال ابن اسحق: حدثني عبد الله بن أبي بكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للنقباء: “أنتم على قومكم بما فيكم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم، وأنا كفيل على قومي” ويعني: المسلمين، قالوا: نعم، فكانت هذه بيعة العقبة الثانية التي بايع فيها الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم على نصرة الله ونبيه عليه السلام، بالأنفس والأبناء والمال، فهاجر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام من مكة إلى يثرب وسميت بالمدينة بعد ذلك([60]).
ثالثاً:المهاجرون:
المهاجرون هم السابقون الأولون في الإسلام من أهل مكة الذين خرجوا فراراً بدينهم من كيد المشركين، وذلك بعد أن تشدد كفار قريش في تعذيب المسلمين بمكة، وتفننوا في إيذائهم فلم يراعوا فيهم قرابة ولا رحماً، وتخطوا حدود الإنسانية وكان اضطهادهم لهم يزداد ضراوة يوماً بعد يوم، حتى ضاق بالمسلمين المقام في مكة، وأخذوا يفكرون في حيلةٍ تُنجيهم من العذاب الأليم والاضطهاد الاجتماعي بمكة ([61]).
وفي هذه الظروف الصعبة كانت سُورة الزمر قد أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وفيها إشارة إلى الهجرة من أرض الكفر عند خشية الفتنة، وقد أعلنت أن أرض الله ليست ضيقة، وقد ورد ذلك في قوله: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)([62]) وأيضاً قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا {97} إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً {98} فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا)([63]) صدق الله العظيم.
فكانت الهجرة الأولى إلى الحبشة، حيث أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إليها وإن بها ملكاً عادل لا يظلم عنده أحد أبداً، وذلك بعد أن اشتد البلاء على أصحابه بمكة، فيما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدقٍ، حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه”([64]) أخرجه البيهقي، وكانت أول هجرة للمسلمين فراراً بدينهم وذلك في شهر رجب من السنة الخامسة للبعثة النبوية الشريفة، وكانوا أحد عشر رجلاً وأربع نسوة، وأول من خرج من مكة هو عثمان بن عفان رضي الله عنه وزوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم ([65]).
ثم عاد المسلمون الذين هاجروا إلى الحبشة بعد أن سمعوا باشاعات تقول أن قريشاً أسلمت، وتفاجأوا بعد رجوعهم إلى مكة بعدم صدق الأخبار التي وصلتهم ووجدوا نفس القسوة والتعذيب من كفار قريش، فقرروا الهجرة إلى الحبشة مرة أخرى، وكانت تلك هي الهجرة الثانية وبلغ عددهم ثلاثة وثمانون رجلاً من ضمنهم عمار بن ياسر رضي الله عنهم وثماني عشرة امرأة رضي الله عنهم أجمعين ([66]).
وبعد دخول الأنصار في الإسلام عند وفودهم إلى مكة في موسم الحج في السنة الحادية عشرة من البعثة المحمدية، فكانت بيعة العقبة الأولى وبعد رجوع وفد الأوس والخزرج إلى يثرب تفشي أمر الإسلام في أهل يثرب ثم رجعوا في العام المقبل أي الثاني عشر للبعثة النبوية الشريفة فكانت بيعة العقبة الثانية، فبعث معهم الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير ليعلمهم القرآن الكريم ويدعوا فيهم إلى الله، وبذلك أصبحت المدينة مقراً ومركزاً للدعوة الإسلامية.
أول المهاجرين من مكة إلى المدينة كان هو مصعب بن عمير([67]) رضي الله عنه، ثم عبد الله بن أم مكتوم([68]) يدعون إلى دين الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ، ثم وفد الأنصار مرة أخرى إلى مكة بينهم عدد من المشركين والمسلمين يتزعمهم البراء بن معرور، فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: والذي بعثك لنضعك مما نضع منه أزرنا([69]) ، فتمت البيعة بالعقبة للمرة الثانية، وبعدها تدفق المسلمون من أهل مكة أفراداً وجماعات مهاجرين إلى يثرب بعد أن أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. ([70]) ، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه انه هاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب ظنه إلى أنها اليمامة[71] أو هجر([72]) ، ثم استبان له صلى الله عليه وسلم أنها المدينة فقال: “أريت دار هجرتكم ذات نخلة بين لابتين” ([73]) أخرجه البخاري.
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم مسروراً إلى أصحابه، قائلاً: “قد أريت دار هجرتكم وهي يثرب، فمن أراد أن يخرج فليخرج إليها، إن الله عز وجل قد جعل لكم إخواناً ودارا ًتأمنون بها”، وقد صادف هذا الإذن بالهجرة إلى يثرب هوى في نفوسهم، فخرجوا إليها أرسالاً([74]) وفرادى، ومنهم من خرج مستعلناً كالفاروق عمر بن الخطاب، ومنهم من خرج مستخفياً وهم الضعفاء والموالي، رجع الكثيرون ممن هاجر إلى الحبشة إلى الحجاز واستقروا بالمدينة فكانوا أصحاب هجرتين ([75]).
أنصاريون مهاجرون:
وهم نفر من الأنصار بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة الثانية، ثم رجعوا إلى المدينة، فلما قدم أول المهاجرين إلى قباء خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة حتى قدموا مع أصحابه في الهجرة، فهم أنصاريون مهاجرون وهم: ذكوان([76]) بن عبد قيس، وعقبة([77]) بن وهب بن كلدة، والعباس([78]) بن عباده بن فضله، وزياد([79]) بن لبيد رضي الله عنهم أجمعين.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وأن أبا بكر وعمر وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من المهاجرين لأنهم هجروا المشركين، وكان الأنصار مهاجرون لأن المدينة كانت دار شرك فجاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة”([80]) أخرجه النسائي، ولم يمض أكثر من شهرين على بيعة العقبة الثانية حتى لم يبق بمكة من المسلمين إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ولم يكن معهم إلا من كان محبوساً أو مريضاً أو ضعيف عن الخروج للهجرة. ([81])، وكان الصديق كثيراً ما يستأذن رسول الله في الهجرة، فيقول له صلى الله عليه وسلم : “لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً” فيطمع أبو بكر أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصاحب” ([82]).
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:
قال تعالى: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)([83]) صدق الله العظيم. واجه المهاجرون من مكة إلى المدينة مشاكل متنوعة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصحية، فمن المعروف أن المهاجرين تركوا أهاليهم ومعظم ثرواتهم بمكة، كما أن مهارتهم كانت في التجارة التي تمرست بها قريش، ولم تكن في الزراعة والصناعة وهما يشكلان أهم عنصرين في اقتصاد المدينة ونشاطها المهني، وكذلك مشكلة السكن والمأوى وغيرها، إلا أن الأنصار بالغوا في إكرام المهاجرين حتى أنهم قاسموهم مساكنهم ومزارعهم ونخيلهم([84])،وقد ورد ذلك في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أن الأنصار قالوا: ” يا رسول الله إقسم بيننا وبينهم النخل أي المهاجرين، قال: لا، فقال لهم: يكفوننا المؤونة ويشركوننا في الثمر، فقالوا: سمعنا وأطعنا”. وقد روي عن البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخى بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري وكان كثير المال – فقال سعد: قد علِمتِ الأنصارُ أني من أكثرها مالاً، فأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي إمرأتان، فأنظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سُوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع، فما إنقلب وإلا ومعه صُفرةٍ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مهيم؟ قال: تزوجت إمرأة من الأنصار فقال صلى الله عليه وسلم: كم سُقت إليها؟ قال: نَواةً من ذهب – أو وزن نواةٍ من ذهب …” أخرجه البخاري([85]).
فقد ساهم نظام المؤاخاة في ربط الأمة بعضها ببعض، فقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الصلة على أساس الإخاء الكامل بينهم،هذا الإخاء تذوب فيه عصبيات الجاهلية، فلا حمية إلا للإسلام، وتسقط به فوارق النسب واللون والوطن، فلا يتأخر أو يتقدم إلا بمروءته وتقواه، وكانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الإخوة وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال. ([86]) ففي مؤاخاة الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار أقوى مظهر من مظاهر عدالة الإسلام الإنسانية والأخلاقية البناءة، فالمهاجرون قوم تركوا في سبيل الله أموالهم وأراضيهم، فجاؤوا المدينة لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً، والأنصار قوم أغنياء بزروعهم وأموالهم وصناعتهم، فليحمل الأخ أخاه، وليتقسم معه سراء الحياة وضراها، ولينزله في بيته ما دام فيه متسع له، وليعطه نصف ماله ما دام غنياً عنه وموفراً له، هذا هو منهاج الحياة الإسلامية في العهد النبوي الشريف وأصحابه الكرام من بعده([87]).
الصحيفة “دستور المدينة”:
بعد أن قام الرسول صلى الله عليه وسلم بعقد المؤاخاة بين المسلمين من المهاجرين والأنصار قام بتنظيم معاهدة أزاح بها كل ما كان من حزازات الجاهلية والنزعات القبلية، ولم يترك مجالاً لتقاليد الجاهلية، وبهذه الحكمة النبوية الشريفة أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد جديدة للمجتمع المدني بالمدينة، وكانت هذه المعاهدة أثراً للمعاني التي كان يتمتع بها أولئك الأماجد بفضل صُحبة النبي صلى الله عليه وسلم وسميت هذه المعاهدة التي شملت جميع عناصر المجتمع المدني من مهاجرين وأنصار ويهود بالصحيفة التي من خلالها أسس الرسول صلى الله عليه وسلم قواعد وأنظمة حكم الدولة الاسلامية الحديثة بالمدينة المنورة([88]).
وقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الميثاق بعدما أوحى الله تعالى إليه به، قال تعالى:{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} ([89]) صدق الله العظيم، فلم يشاور أحداً من سكان المدينة فيه ولا حتى المهاجرين، فهو تشريع خالص من الله تعالى، ملزم لسكان المدينة كافة وأجمعين([90]).
أسماء الصحيفة:
إن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي كتبه بين المهاجرين والأنصار ووادع فيه اليهود، أطلق عليه المؤرخون من القدامى والمحدثين، عدة أسماء منها الصحيفة وقد جاء في بنودها تسميتها بالصحيفة([91]) “وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة” وأيضاً “وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره”([92]). وقد سُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: “ما كتبنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا القرآن وما في هذه الصحيفة”([93]).
الكتاب وهو من الأسماء التي أطلقت عليها، وقد ورد ذكر هذا الاسم عند القدامى والمحدثين على رأسهم ابن اسحاق حيث قال: “وكتب الرسول صلى الله عليه وسلم كتاباً بين المهاجرين والأنصار ووادع فيه اليهود”([94]).
والوثيقة من الأسماء التي أطلقت على كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو اسم عرف عن المتأخرين من العلماء.
“وهذه الوثيقة ضبطت العلاقة بين أفراد المجتمع المدني جميعهم المسلمين والمشركين واليهود”([95])، الدستور وهو أيضاً من المصطلحات التي أطلقها المتأخرون من العلماء على كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن بنود هذه الصحيفة تمثل دستوراً للدولة الإسلامية في بداية تكوينها بالمدينة، فهي عبارة عن بنود تهدف إلى تنظيم العلاقات بين عناصر المجتمع المدني الشريف، وبيان ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات([96]).
كُتبت هذه الصحيفة بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة بعد هجرته إليها وكان ذلك في العام الأول للهجرة، بين المهاجرين والأنصار وموادعة يهود المدينة:
النص كما أورده ابن اسحاق: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه يهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم: “بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم”([97]).
- أنهم أمة واحدة من دون الناس.
- المهاجرون من قريش على ربعتهم([98]) يتعاقلون([99]) بينهم، وهم يفدون عانيهم([100]) بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. ([101])
- وبنو الحارث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو ساعده على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو جُشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. ([102])
- وبنو الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وأن المؤمنين لا يتركون مفرحاً([103]) بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.
- وألا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
- وأن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو إبتغى دسيعة([104]) ظلم أو إثماً أو عدواناً أو فساداً بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم.
- ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر، ولا ينصر كافراً على مؤمن.
- وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
- وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متنافر عليهم. ([105])
- وأن سلم المؤمنين واحِدة لا يُسالم مؤمن دون مؤمنٍ في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم. ([106])
- وأن كل غازية غزت معنا يُعقب بعضها بعضاً.
- وأن المؤمنين يبيء بعضهم عن بعض بما نال دماءهم في سبيل الله. ([107])
- وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه.
- وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش([108]) ولا نفساً، ولا يحول دونه على مؤمن. ([109])
- وأنه من إعتبط مؤمناً قتلاً عن بينة فإنه قودٌ به إلا أن يرضى ولي المقتول، وأن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه. ([110])
- وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً أو يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.([111])
- وأنكم مهما إختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد صلى الله عليه وسلم.
- وأن اليهود ينفقون([112]) مع المؤمنين ما داموا محاربين. ([113])
- وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ومواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو آثم فإنه لا يوتغ([114]) إلا نفسه وأهل بيته.
- وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف.
- وأن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف.
- وأن، ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف.
- وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف.
- وأن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف.
- وأن ليهود بني ثعلبه مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
- وأن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم. ([115])
- وأن لبني الشُطيبة مثل ما ليهود بني عوف،وأن البر دون الإثم.
- وأن موالي ثعلبة كأنفسهم.
- وأن بطانة([116]) يهود كأنفسهم.
- وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد صلى الله عليه وسلم.
- وأنه لا ينحجز على ثأر جرح، وأنه من فتك فبنفسه وأهل بيته إلا من ظلم وأن الله على أبرَّ هذا.
- وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم.
- وأنه لا يأثم أمرؤ بحليِفهِ، وأن النصر للمظلوم.
- وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
- وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
- وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
- وأنه لا تُجار حُرمة إلا بإذن أهلها.
- وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدثٍ أو إشتجار يُخاف فساده، فإن مرده إلى الله سبحانه وتعالى وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الله على من أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.
- وأنه لا تُجارُ قريش ولا من نصرها.
- وأن بينهم النصر على من دهم يثرب.
- وإذا دُعُوا إلى صُلح يصالحونه ويلبسونه وأنهم إذا دُعُوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين. ([117])
- على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.
- وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة وأن البر دون الإثم، لا يكسب كاسب إلا على نفسه وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
- وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم وأثم، وأن الله جارٌ لمن بَرَ وإتقى، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم “.([118])
مقومات المجتمع الإسلامي المدني من خلال صحيفة المدينة:
أن المدينة حرام جوفها، كحرمة مكة، وقد إتفق جمهور العلماء على أن المدينة حرم، يحرم صيدها وقطع شجرها([119]) ، وقد إستدلوا بحديثٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة مثلما حرم إبراهيم مكة، لا ينفر صيدها ولا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها، لا تحل لقطتها إلا لمنشد”([120]) أخرجه البخاري.
وقد جعلت هذه الوثيقة الشريفة مسئولية الدفاع عن المدينة مهمة مشتركة بين الجميع، فقد أوجب على كل من سكن المدينة وكل فرد شارك في هذه الصحيفة الدفاع عنها إذا داهمها عدو من الخارج “وأن بينهم النصر على من داهم يثرب، وعلى كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم”([121]).
أوجبت الوثيقة النبوية على أفراد الدولة الإسلامية تسليح أنفسهم طلباً للثواب، وقد أيد الله تعالى ذلك بالقرآن الكريم بقوله تعالى: (انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)([122]) صدق الله العظيم، وأيضاً قوله تعالى: (َّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)([123]) صدق الله العظيم، فكانت المقارنة بين القاعدين عن الجهاد والمجاهدين في سبيل الله بالأموال والأنفس وبيان عذر الضرر من المؤمنين بقعودهم. ([124]) فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم”([125]) أخرجه البخاري، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم المؤسرين من أصحابه على تجهيز غيرهم من الفقراء، عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا”([126]) متفق عليه.
وقد شجع ذلك الصحابة الكرام على الإنفاق في سبيل الله والجهاد بالأنفس والنفيس، فقد شرع أبو بكر الصديق رضي الله عنه، التبرع في غزوة تبوك بمبلغ أربعة آلاف درهم، وكذلك الفاروق عمر رضي الله عنه بنصف ماله([127])، وأيضاً عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حمل على خمسمائة فرس، وتصدق بشطر من ماله”([128])، وحتى أن النساء تبرعن في غزوة تبوك حتى إن بعضهن كن ينزعن حليهن ويقدمنه تطوعاً في سبيل الله تعالى ليباع ويستفاد منه في تجهيز الجيش بالمؤن والعتاد([129]).
ومن المبادئ التي أكدتها الوثيقة النبوية هوالأساس الذي يربط أفراد المجتمع، فقد عدد هذا الدستور القبائل والأحياء التي تتكون منها آنذاك هذه الأمة الواحدة دون الناس وأقر كلاً منها على ما هو صالح من العادات والتقاليد وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في حديثٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق“([130]).
وقد راعت هذه الوثيقة المجتمعات القبلية بالقدر الذي يساعد على تثبيت وحدة الأمة وتماسكها، كما أنها تجاهلت نظام القبيلة الذي يفتت وحدة الأمة والمجتمع، وجعلت المسلمين جميعاً مهاجرين وأنصاراً ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم أمة واحدة من دون الناس([131]).وجعلت الصحيفة سكان المدينة المنورة الذين يخضعون لقانونها يعيشون على أرضها شعباً واحداً على إختلاف أديانهم، فقد صرحت مواد هذا الدستور أن الذين آمنوا بالدين الجديد من المهاجرين والأنصار من قريش وأهل المدينة أمة واحدة من دون الناس، ومع هؤلاء المؤمنين يأتي من تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم، وشملت هذه الصحيفة المهاجرين والأنصار من أهل مكة والمدينة، ثم أهل الذمة من يهود المدينة، ثم الموالي والمجاورون([132]).
الوحدة بين المسلمين من الأمور البديهية المعلومة من الدين، فهي فرض عليهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً ،لأن المسلمين لا يستقيم حالهم إلا بوحدة تجمع صفهم وتجعلهم كالبنيان المرصوص،قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) ([133]) صدق الله العظيم،وقوله تعالى:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ([134])صدق الله العظيم, وذلك يعني أن أخوة الدين والحرمة أثبت من أخوة النسب، لأن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين، أما أخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب([135]).
وأن الأمة الإسلامية لها قائد واحد في الأصل وهو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي له على المسلمين فرض الطاعة إلى يوم الدين، وبعد إنتقاله إلى الرفيق الأعلى عز وجل، فإن على المسلمين إختيار وإنتخاب خليفة وإمام يقيم شريعة الله ورسوله فيهم، عليهم بالإقتداء بالأسوة الحسنة وإتباع الهدى ودين الحق([136]).
الإمامة في اللغة من مصدر الفعل “أمر – يأمر” وتعني التقدم والرئاسة([137])، وقد وردت عند أهل اللغة بتعاريف عدة كلها تدور حول معاني التقدم والاقتداء([138])، وفي الاصطلاح هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها، خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به([139])، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)([140])صدق الله العظيم، أن الله تعالى أوجب على المسلمين طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم أولي الأمر من بعد فيما كان لله طاعة وللمسلمين مصلحة ([141]).
وفي الإمامة وردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تأكد ذلك، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “… ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية”([142]) أخرجه مسلم، والمقصود هنا البيعة للإمام وقائد المسلمين”، وأيضاً في حديثٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا أحدهم” ([143])أخرجه الإمام أحمد.
وقد وضع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك في الصحيفة بقوله: “وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وأيضاً قوله في بنود الدستور: “وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه من خرج آمن ومن تعد آمن بالمدينة إلا من ظلم وأثم وأن الله جارٌ لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم “([144]).
العلاقات الاجتماعية بين المسلمين واليهود في المدينة بعد وضع دستور المدينة:
نظم البني صلى الله عليه وسلم بعد هجرته للمدينة العلاقات بين سكانها وذلك من خلال توقيع الكتاب أو الصحيفة التي كتبت، من قبل النبي صلى الله عليه وسلم كقائد وحاكم أعلى للمدينة منظماً بها العلاقات والقوانين التي تحكم جميع عناصر المجتمع المدني من الأنصار الأوس والخزرج والمهاجرين واليهود، ومن تبعهم جميعاً في ظل الدولة الإسلامية بالمدينة. ([145]) ، فقد أقرت هذه الوثيقة لليهود مبدأ الحرية في الدين، فظل اليهود على دينهم والمسلمين على دينهم، كما ورد في بنود الصحيفة، وأموالهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته، وأيضاً المساواة بينهم وبين المسلمين في الحقوق والواجبات، وأنه من تبعنا من يهود، فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم، أما الاستقلال الاقتصادي حيث تنفق كل طائفة من المسلمين واليهود على أنفسهم، وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، أما الالتزام بالدفاع عن المدينة فهو واجب على اليهود والمسلمين معاً بالأنفس والأموال في النفقات، إذا هجم عليها الاعداء من الخارج ، وأن يثرب جوفها حرام لأهل هذه الصحيفة([146]).
نقض اليهود لمواثيق الصحيفة وإجلاءهم عن المدينة:
وقد أظهرت غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، غدر قبائل اليهود خيانتهم ونقضهم العهود، وعد إلتزامهم ببنود دستور المدينة، فكان ذلك سبباً رئيساً لإعلان الرسول صلى الله عليه وسلم الحرب عليهم، وانتهى ذلك بإجلاءهم نهائياً عن المدينة.
بنو قينقاع: وكان بنو قينقاع أول من نقض العهد من اليهود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة فيما بين بدر وأحد، وقد تمثل نقضهم العهد حينما قدمت إحدى نساء المسلمين الأنصار بجلب لها لتبيعه في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ هناك، فجعل اليهود يراودونها على كشف وجهها فأبت فقام أحدهم بعقد طرف ثوبها إلى ظهرها وهي لا تشعر، فلما قامت انكشفت سؤاتها، فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله فاجتمع عليه اليهود فقتلوه، ورفضوا تسليم من قتل الرجل المسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل هددوه وتعنتوا في ذلك، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة حتى نزلوا على حكمه، وكان إجلاءهم عن المدينة وغنم المسلمون ما لديهم من مال([147]).
بنو النضير: وقد نقضوا العهد، وذلك بمحاولتهم اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي كان سبباً مباشراً في غزوة بني النضير وإجلاءهم عن المدينة، وكان ذلك بعد غزوة أحد وقد اشتهر اليهود بقتل الأنبياء، قال تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)([148])، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الحصار عليهم وحرق نخيلهم، فاستسلموا، وسمح لهم بحمل ما يستطيعون حمله من لأموال والأمتعة دون السلاح، فساروا إلى الشام وخيبر([149]).
بني قريظة: كان نقض بني قريظة للعهد، بتأمرهم على المسلمين، مع الأحزاب يوم الخندق، وكان حيي بن أخطب[150] هو السبب في ذلك فقام بتحريض بني قريظة على نقض العهد مع المسلمين، وتحالف مع الأحزاب والمشركين والسماح لهم بالدخول إلى المدينة من قبل حصونهم، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم خمس وعشرين ليلة حتى استسلموا، فحكم بقتل رجالهم وسبي نسائهم وذراريهم وتقسيم أموالهم، فضربت أعناقهم في سوق المدينة، وكانوا من أواخر طوائف اليهود بالمدينة([151]).
النتائج:
- تعد الوثيقة التي أصدرها النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته دستوراً سياسياُ ذا قيمة عالية، وذلك بتحقيق السيطرة على مجتمع المدينة ووضع أسس قانونية يعتز بها فى التعامل مع الذميين فى المجتمعات الإسلامية.
- ساهم نظام المؤاخاة في ربط الأمة بعضها ببعض، فقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الصلة على أساس الأخاء الكامل بينهم،هذا الأخاء تذوب فيه عصبيات الجاهلية، فلا حمية إلا للإسلام، وتسقط به فوارق النسب واللون والوطن، فلا يتأخر أو يتقدم إلا بمروءته وتقواه، وكانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الأخوة وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال. لذلك فإن الأخوة في الله تعمل على تماسك صفوف المسلمين وقوتهم وصمودهم في وجه المحن ومصاعب الدنيا، وهي من أسباب الشموخ في التمكين لهذه الأمة.
- الأنصار سماهم النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بأنهم أول من نصر الإسلام بأمواله وأنفسهم وترحيبهم بالمهاجرين بدارهم مهجر النبي صلى الله عليه وسلم وصحبة الكرام فأكرمه الموالى عز وجل بأن جعل ديارهم مسكناً ومقبراً لسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم.
- تمييز اليهود بصفات الغدر والخيانة ونقد العهود والمواثيق وذلك تبين بنقدهم عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وتحالفهم مع المشركين ضد المسلمين بالمدينة ومحاولتهم اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مما أدي إجلاءهم من المدينة بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم.
[1] – يثرب بن قانيه بن مهلائيل بن إرم بن عوض بن عبيل بن إرم بن سام بن نوح، وقد سميت المدينة على اسمه. ياقوت الحموي: أبو عبد الله شهاب الدين ياقوت بن عبد الله الرومي البغدادي، معجم البلدان،ج5، بيروت، دار صادر للنشر، 1970م،ص493.
[2] _ العماليق: وهم ولد عمليق بن لاوز بن سام بن نوح ، يضرب بهم المثل في القهر والتغلب والقوة . المسعودي: إبي الحسن علي بن الحسين ، مروج الذهب ومعادن الجوهر،ج1، بيروت ، المكتبة العصرية، 2005م، ص153.
[3] – سعيد حوى: الأساس في السنة وفقهها ” السيرة النبوية”،ط3،ج1، القاهرة، دار السلام للنشر والتوزيع،1995م، ص373.
[4] – يوم بعاث: بعاث منطقة في نواحي المدينة وكانت ميداناً للحرب بين الأوس والخزرج وحلفائهم من اليهود كان ذلك قبل الهجرة النبوية بحوالي خمس أعوام. ياقوت الحموي: مصدر سابق، ج1، ص451
[5] – إسرائيل ولفنسون ، تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ، القاهرة ، مطبعة الاعتماد ، 1927م، ص50.
[6] – سورة البقرة ، الآيات (84 – 85).
[7] – المقدسي: أبو نصر المطهر بن طاهر، البدء والتاريخ، ج4، بورسعيد، مكتبة الثقافة،” د. ت” ، ص129.
[8][8][8] – الكاهن: هو الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في المستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار، وكان العرب تسمى كل من يتعاطى علماً دقيقاً كاهناً. ابن منظور: أبوالفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن على الأنصاري، لسان العرب، ط3،ج13، بيروت، دار صادر، 1414ه، ص363.
[9] – الإمام أحمد: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، المسند،ج5، تحقيق شعيب الأرنوؤط، القاهرة، دار الحديث، 1996م،، ص11.
[10] – الترمذي: أبوعيسى محمد عيسى ، الجامع الكبير “سنن الترمذي”، ج5، بيروت ، دار المغرب الإسلامي،1966م، ص709.
[11] – جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام،ط4،ج6 ، بيروت، دار الساقي ، 2001م، ص522.
[12] – ابن هشام: عبدالله محمد بن عبدالملك بن هشام بن أيوب المعافري، السيرة النبوية،ج3، بيروت دار إبن حزم للنشر، 2009م، ص.105
[13] – ابن حجر: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلان، فتح الباري، ج7، بيروت، دار الكتب العلمية، 1955م، ص129.
[14] – ولفنسون: مرجع سابق، ص128.
[15] – البُستي: أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي الدارامي ، الثقات ،ج1، حيدر آباد ، دائرة المعارف العثمانية، 1973م، ص210.
[16] – ابن هشام: مصدر سابق، ج3، ص315.
[17] – سعيد حوي: مرجع سابق، ج1، ص375
[18] – السمهودي: نور الدين علي بن عبد الله، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، ج1،تحقيق قاسم السامرائي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، المدينة المنورة، 2001م،ص156.
[19] – خيبر: تقع على بعد ثمانية بُرد شمال المدينة والبُرد وحدة قياس يساوي 22 كيلو متر تقريباً، عرفت باسم ريف الحجاز لوفرة مياهها وعذوبتها وكثرة مزارعها ونخيلها كما اشتهرت بحصونها الضخمة والحصينة التي بلغ عددها سبعة حصون وأشهرها حصن نارم وحصن الصعب. ياقوت الحموي: مصدر سابق، ج2، ص409.
[20] – تيماء: وهي من المراكز الحجازية العريقة التي برز دورها في اتخاذ الملك الكلداني نابونيد عاصمة لها في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، وتقع إلى الشمال من وادي القرى على طريق الشام، وقد أقامت فيها جالية يهودية كبيرة، واشتهر فيها حصن السمؤال بن عاديا اليهودي باسم الأبلق، وبها عدد من عيون المياه العذبة. البكري: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز الأندلسي، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ط3،ج1، تحقيق مصطفى السقا، بيروت، عالم الكتب للنشر، 1403ه، ص329.
[21] – فدك: تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من تيماء، على مسيرة يومين من المدينة، وفيها عين قوارة ونخيل كثيرة، وقد غلب عليها اليهود. ياقوت الحموي: مصدر سابق، ج4، ص238.
[22] – وادي القرى: وقد سمي بذلك لأنه من أوله إلى آخره قرى منظومة، وهو واد بين الشام والمدينة ويقع بين تيماء وبخيبر، يتميز بخصوبة أرضه وكثرة العيون والآبار، عاشت فيه بعض العشائر اليهودية في ظل التحالف مع القبائل العربية. المصدر نفسه: ج4، ص338.
[23]– مزيقياء عمرو بن عامر: وهو جد الأوس والخزرج، ملك من ملوك اليمن في الجاهلية من التابعية تزامن حكمه مع انهيار سد مأرب، فخرج بأهله ونزلوا بماء غسان وتفرق بنوه بين تهامه ويثرب والشام والحجاز، لقب بمزيقياء لأنه كان يلبس في كل يوم ثوباً جديداً ويمزقه في اليوم التالي ويلبس غيره. الزركلي: خير الدين بن محمود بن محمد الدمشقي ،الإعلام، ج5، ط15، بيروت، دار العلم للملايين ، 2002م ، ص80.
[24]– ابن الكلبي: أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب ، نسب معد واليمن الكبير ،ج1، بيروت، عالم الكتب العربية ، 1988م ، ص392.
[25]– إبن سعيدالأندلسي: أبوالحسن على بن موسى بن سعيد ، نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، ج1، تحقيق نصرت عبدالرحمن، عمان، مكتبة الأقصى، 1982م ، ص196.
[26]– قيلة: هي قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنه بن عمرو مزيقياء، وقيل أنها بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن هزيم بن زيد بن ليث بن سور من بني قضاعة. ابن حزم: أبومحمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي،جمهرة أنساب العرب،ج1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1983م. جمهرة أنساب العرب،ص332.
[27]– أحمد ابراهيم الشريف: مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم، بيروت، دار الفكر العربي ،” د. ت”، ص333.
[28]– العرم: جمع العرمة وهي السَكر والمسناة التي تسد بها المياه وتقطع، وقيل العرم هو اسم وادٍ بعينه، وقيل اسم للجرذ الذي نقب السَكر، وقيل هو المطر الشديد. ياقوت الحموي: مرجع سابق،ج4،ص110.
[29]– القرطبي: أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن “تفسير القرطبي” ،ج4، بيروت،مؤسسة الرسالة، 2006م.التفسير، ص258.
[30]– سورة سبأ ، الآية 16
[31]– عمر بن عامر بن زين مناه بن عامر، الخزرجي، أمه الإطنابة بنت شهاب بن زيان من بني القين بن جسر، من أشهر شعراء االجاهلية وأشهر فرسان العرب. ابن سعيد: أبوالحسن على بن موسى بن الأندلسي، نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب،ج1،تحقيق نصرت عبدالرحمن، عمان مكتبة الأقصى،1982م، ص189.
[32]– حرب سمير هي أول حرب تقع بين الأوس والخزرج بيثرب ، وذلك بأن رجلاً يدعى سمير من الخزرج قتل رجلاً حليفاً للأوس.البغدادي:عبدالقادر بن عمر، خزانة الأدب ولب لسان العرب، ج4،ط4،تحقيق عبدالسلام محمد هارون،القاهرة،مكتبة الخانجي،1997م،ص281.
[33]– سعيد حوي: مرجع سابق ، ج1، ص377 ،
[34]– أحمد إبراهيم الشريف : مرجع سابق، ص341
[35]– سعيد حوي: مرجع سابق ، ج1، ص376
[36]– السمهودي: مصدر سابق، ج1، ص193.
[37]– أحمد إبراهيم الشريف: مرجع سابق، ص336
[38]– كانوا يعرفون قبل ذلك ببني قيلة وهي الأم التي تجمع بين القبيلتين، فسماهم النبيصلى الله عليه وسلم بالأنصار، في حديث عن غيلان بن جرير قال: قالت لأنس: أرأيت إسم الأنصار كنتم تسمون به أم سماكم الله؟ قال: بل سمانا الله فصار ذلك علماً يطلق عليهم وعلى أبناءهم وحلفاءهم ومواليهم من بعدهم.البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، الصحيح، حيدر آباد، دائرة المعارف العثمانية ، “د. ت”. حديث رقم 3776،ص926.
[39]– يخامر: من التخمير ويعني التغطية، إبن منظور: مصدر سابق، ج4، ص211
[40]– العازمي: موسى بن راشد ، اللؤلوء المكنون في سيرة النبي المأمون،ج1،الرياض، دار الصميعي، 1494ه، ص 552
[41]– العقبة: الجبل الطويل – يعرض للطريق فيأخذ فيه، وهو طويل شديد الصعوبة. ابن منظور: مصدر سابق ، ج9، ص306
[42]– الرهط: ما دون العشرة ، وهم ستة نفر من الخزرج ” أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث و رافع بن العجلان وقطبة بن عامر بن حديدة وعقبة بن عامر وجابر بن عبدالله”. ابن هشام: مصدر سابق ، ج2، ص42
[43]– موالي اليهود: والمقصود بها من حلفاهم، السهيلي: إبي القاسم عبدالرحمن بن عبدالله بن الخثعمي، الروض الأنف،ج1، القاهرة، مطبعة عبدالسلام شقرون، 1967م، ص246.
[44]– العازمي: مرجع سابق، ج1، ص553
[45]– الحرب الأهلية: المقصود بها حرب بُعاث التي كانت بين الأوس والخزرج بيثرب قبل الهجرة النبوية بحوالي خمس سنوات. ابن منظور: مصدر سابق، ج2،ص108.
[46]– ابن هشام: مصدر سابق ، ج2، ص42
[47]– ابن عبد البر: الحافظ أبوعمر بن يوسف بن عبدالله بن محمد ، الدرر في اختصار المغازي والسير، القاهرة، لجنة إحياء التراث الإسلامي، 1966م، ص71
[48]– البخاري: الصحيح ، ج4، ص251
[49]– كعب بن مالك بن عمرو بن الغيث السلمي الأنصاري الخزرجي، شاعر الإسلام، وراوي الحديث. الذهبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، سيد إعلام النبلاء تحقيق شعيب الأرناؤط، ج2، ط3، بيروت، مؤسسة الرسالة 1985م، ص524
[50]– أبو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب السلمي الخزرجي الأنصاري، من الذين شهدوا العقبة الثانية وبيعة الرضوان، ومن رواة الحديث النبوي الشريف. المصدر نفسه: ج3، ص190.
[51]– أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف من بني النجار الخزرجية الأنصارية. المقدسي: الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد ، مناقب النساء الصحابيات ، دمشق، دار البشائر،1994م، ص59
[52] – أم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي، من بني سلمه. أبي نعيم: أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني، معرفة الصحابة، ج6، تحقيق عادل بن يوسف العزازي، الرياض ، دار الوطن للنشر، 1419ه، ص3260.
[53]– الحلقة: جمعها حلق وحلقات وتعني السلاح عامة أو الدرع خاصة. ابن منظور: مصدر سابق، ج4،ص201.
[54]– الهدم الهدم: يعني الحرمة والذمه، أي ذمتي ذمتكم، وحرمتي حرمتكم. الصدر نفسه: ج15،ص40.
[55]– سعد بن الربيع بن عمر بن أبي زهير الأنصاري الخزرجي. إبي نعيم: مصدر سابق،ج2، ص1248
[56]– عبد الله بن رواحه بن ثعلبه بن أمرئ القيس الخزرجي الأنصاري. البغوي: أبو القاسم عبدالله بن محمد بن المرزبان، معجم الصحابة، ج4، الكويت، دار البيان، 2000م ، ص54.
[57]– البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان الخزرجي الأنصاري، هو أول من استقبل القبلة. البغوي: مصدر سابق، ج1، ص249.
[58]– سعد بن عبادة بن دُليم بن حارثه الخزرجي الأنصاري. الذهبي: أعلام النبلاء، ج1، ص270.
[59]– أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك من بني الأشهل الأوسي الأنصاري. البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، التاريخ الكبير،ج2، حيدر آباد، دائرة المعارف العثمانية ، “د. ت” ، ص47
[60]– ابن هشام: مصدر سابق، ص205
[61] – موسى العازمي: مرجع سابق، ج1، ص312.
[62] – سورة الزمر: الآية 10
[63] – سورة النساء: الآيات 97 – 99
[64] – البيهقي: أبو بكر أحمد بن الحسين بن على بن موسى الخسروحردي ، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، ج2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1405ه، ص301.
[65] – إبن القيم : أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب، زاد المعاد في هدي خير العباد،ج3، ط3،تحقيق شعيب وعبدالقادر الأرناؤوط، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1998م،ص26.
[66] – ابن كثير: أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي، البداية والنهاية،ج3، المدينة المنورة، دار طيبة للنشر، 1999م، ص281.
[67] – مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشي. إبن عبد البر: الاستيعاب ج1، ص278.
[68] – عبد الله بن أم مكتوم وقيل عمرو بن أم مكتوم ابن خال السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. الذهبي: أعلام النبلاء، ج1، ص361.
[69] – الأزر: جمع إزار وهو الثوب ، المقصود به هنا الحماية والستر كما يحمي الثوب الجسد، أنهم سيحمون النبي صلى الله عليه وسلم كما يحمون أنفسهم. ابن منظور: مصدر سابق، ج1،ص98.
[70] – ابن الجوزي: أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ، تلقيح مفهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير، بيروت، دار الأرقم للنشر ، 1997م، ص423.
[71] – اليمامة هي اقليم بالجزيرة العربية إلى الجنوب من نجد. ياقوت الحموي: مصدر سابق، ج2،ص190.
[72] – هجر: هي بلدة بالبحرين وهي من بلاد عبد القيس، وقد سبقوا غيرهم من القرى إلى الإسلام. المصدر نفسه: ج5 ،ص393.
[73] – البخاري: الصحيح ، ص272.
[74] – أرسال: جمع رسل ونعني الأفواج والجماعات. إبن منظور: مصدر سابق،ج6 ، ص153.
[75] – أبو شهبة: محمد بن محمد بن سويلم ، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة ، ج1، ط8، دمشق ، دار القلم ، 1427هـ ، ص458.
[76] – ذ كوان بن عبد قيس بن خلده بن مخلد بن زريق الأنصاري الخزرجي ويكنى أبا السبع. ابن الأثير: عز الدين أبي الحسن علي بن ابي الكرم محمد الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة ، بيروت، دار الكتب العلمية ، 1994م، ص363.
[77] – عقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد بن هلال، من بني جشم بن عوف، يقال له الأنصاري المهاجري. ابن حجر: الإصابة ،ج4، ص436.
[78] – العباس بن عبادة بن نضله بن مالك العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف الخزرجي الأنصاري وهو خال عبادة بن الصامت رضي الله عنهم أجمعين. إبن حجر: الإصابة ، ج3،ص630.
[79] – زياد بن لبيد بن ثعلبه الخزرجي الأنصاري، استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم على حضرموت. إبن الأثير: عز الدين أبي الحسن علي بن ابي الكرم محمد الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة ،ج2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1994م،ص273.
[80] – النسائي: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، السنن الكبرى، حققه شعيب الأرناؤوط، بيروت، مؤسسة الرسالة، 2001م،ص177.
[81] – ابن سعد: محمد بن سعد بن منيع الزهري، الطبقات الكبري،ج1، تحقيق على محمد عمر، القاهرة، مكتبة الخانجي، 2001م، ص109.
[82] – ابن هشام: مصدر سابق، ج2، ص93.
[83] – سورة الأنفال: الآية 63
[84] – أكرم ضياء العمري: السيرة النبوية الصحيحة، ط5، المدينة المنورة ،مكتبة العلوم والحكم ،1413هـ – 1993م، ص242.
[85] – الإمام البخاري: الصحيح، ص927.
[86] – محمد الغزالي السقا: فقه السيرة، دمشق ، دار القلم للنشر، 1427هـ ، ص193.
[87] – المرجع نفسه: ص402
[88] – صفي الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 2007م، ص168.
[89] – سورة النجم، الآيات (3-5).
[90] – أحمد بن أحمد غلوش: السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، بيروت، مؤسسة الرسالة للنشر، 2004م، ص119.
[91] – محمد حميد الله: مجموعة الوثائق السياسية في العهد النبوي والخلافة الراشدة ، القاهرة ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة ،1941م، بند رقم (39)، ص62.
[92] – ابن هشام: مصدر سابق، ص233.
[93] – أبو داؤد: سليمان بن الأشعث السجستاني، السنن، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية للنشر، 1988م.
[94] – ابن هشام: مصدر سابق، ص233.
[95] – الشيخ سعيد حوي: الأساس في السنة وفقهها ،ج1، ط3، القاهرة، دار السلام للطباعة ، 1995م، ص407.
[96] – أكرم ضياء العمري: السيرة النبوية الصحيحة ،ج1، ط5، المدينة المنورة ،مكتبة العلوم والحكم ،1413هـ – 1993م، ص272.
[97] – ابن هشام: مصدر سابق، ج1، ص232.
[98] – ربعتهم: يقال فلان على رباعته قومه، إذا كان وافدهم ونقيبهم.إبن منظور: مصدر سلبق،ج5،ص85.
[99] – يتعاقلون: مفردها معقلة وجمعها معاقل، وهي تعني الديات والمغارم، ثمن دم القتيل. ابن الأثير:أبي الحسن عزالدين علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشيباني، النهاية في غريب الحديث والأثر،ج3، بيروت، دار إبن الجوزي، 1421هـ ، ص279.
[100] – عانيهم: مفردها عانٍ وجمعها عانون أو عُناة، وهي تعني الأسير وجمعه عناة والأنثى عانية، وفداء الأسير فكاكه. ابن حجر: فتح الباري، ج1، ص182.
[101] – ابن هشام: مصدر سابق، ص233.
[102] – ابن هشام: مصدر سابق، ص232.
[103] – المفُرح: من أثقله الدين ولا يجد قضاءه، وأيضاً هو الغارم الذي قدع يديه أو فداء ويجب على المسلمين أن يعينوه في سداد ذلك. أبو عبيد: القاسم بن سلام، كتاب الأموال، بيروت، دار الشروق، 1989م، ص264.
[104] – الدسيعة: طلب الرفع والعطاء على سبيل الظلم، ويجوز أن يراد بها العطية، ويجب أن يتعاونوا على دفع كل من ابتغى أي طلب منه عطية على سبيل الظلم والعدوان.ابن سيد الناس: أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد اليعمري، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير،ج1، بيروت،دار القلم، 1993م ، ص231.
[105] – ابن هشام: مصدر سابق، ص233.
[106] – واحدة لا يسالم: أي لا يجوز للمؤمنين في الحرب أن يسالم غير المؤمن إلا على صلح وهدنة يتفقان عليها.أبي عبيد: مرجع سابق، ص262.
[107] – يبئ: من البواء بالفتح والمد السواء يقال: ودم فلان بواء لدم فلان إذا كان كفؤاً له.إبن منظور: مصدر سابق،ج2،ص176.
[108] – أي أنه لا يجوز لمشرك من أهل يثرب أن يحمي مالاً لقريش ولا أن ينصرها، والمقصود هنا اليهود.أبو عبيد: القاسم بن سلام، كتاب الأموال، بيروت، دار الشروق، 1989م، ص262.
[109] – ابن هشام: مصدر سابق، ص233.
[110] – الإعتباط: في اللغة من المصدر إعتبط وتعني القيام بالشيء وفعله دون سبب، إعتبط مؤمناً أي قتله بلا جناية كانت منه ولاجريرة توجب قتله، فإن القاتل يقاد به ويقتل. إبن منظور: مصدر سابق،ج10، ص17.
[111] – لا يؤخذ منه صرف ولا عدل، أي لا يقبل منه وقيل أن الصرف هي الفريضة أو التوبة، العدل هو النافلة أو العقوبة. أبي عبيد، مرجع سابق، ص263.
[112] – أي على اليهود المقيمين بالمدينة إذا داهمها عدو من الخارج أن يشاركوا في نفقات الحرب مع المؤمنين. المرجع نفسه: ص264.
[113] – ابن هشام: مصدر سابق، ص233
[114] – يوتغ: من وتغ – يوتغ – وتغاً ، وتعني في اللغة الهلاك والفساد والاثم. إبن منظور: مصدر سابق،ج8، ص458.
[115] – ابن هشام:مصدر سابق، ص233.
[116] – بطانة: البطانة خلاف الظهارة وبطانة الرجل خاصته ، وتعني الأهل والأقارب . إبن منظور: مصدر سابق،ج2،ص106.
[117] – ابن هشام: مصدر سابق، ص233ــــــ 234.
[118] – ابن هشام: مصدر سابق: ص235.
[119] – الإمام النووي: أبو زكريا محي الدين يحي بن شرف، المجموع شرح المهذب، ج7، الأردن ، بيت الأفكار الدولية، 2009، ص481.
[120] – الإمام البخاري: مصدر سابق، ج4، ص103.
[121] – ابن هشام: مصدر سابق، ص234.
[122] – سورة التوبة ، الآية 41
[123] – سورة النساء: الآية 95
[124] – ابن كثير: أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي ، تفسير القرآن العظيم “تفسير ابن كثير”، ج1،المدينة المنورة، دار طيبة للنشر، 1999م، ص540.
[125] – الإمام النووي: أبو زكريا محي الدين بن يحي بن شرف، رياض الصالحين، تحقيق محمد ناصرالدين الالباني،بيروت ، المكتب الإسلامي،1992م، ص515.
[126] – الإمام أحمد: مصدر سابق، ج1، ص221.
[127] – الواقدي: مصدر سابق، ج1، ص991.
[128] – الكاندهلوي:مرجع سابق، ج1، ص404.
[129] – المقريزي: تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد، إمتاع الأسماع بما للنبى صلى الله صلى عليه وسلم من الأحوال والأموال والحفدة المتاع، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1999م، ص447.
[130] – البيهقي: أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، السنن الكبرى، ج1، ط3، بيروت ، دار الكتب العلمية، 2003م، ص192.
[131] – السيد عبد العزيز سالم: تاريخ الدولة العربية، الأسكندرية ، مؤسسة شباب الجامعة ،”د.ت”، ص87.
[132] – ابن هشام: مصدر سابق، ص233 – 234.
[133] – سورة الصف، الآية 3
[134] – سورة الحجرات، الآية 10
[135] – القرطبي: مصدر سابق، ج8 ، بيروت، ص203.
[136] – سعيد حوي: الأساس في السنة وفقهها ” السيرة النبوية”، ج2، ط3، القاهرة، دار السلام للنشر والتوزيع،1995م،ص112.
[137] – الفيروز آبادي: مجدالدين محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، ج4 ،ط8، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي، بيروت، مؤسسة الرسالة، 2005م، ص78.
[138] – الزبيدي: محمد بن محمد بن عبد الرازق المرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس،ج8، الكويت، دار الهداية، 1965م،ص223.
[139] – ابن خلدون: ولي الدين عبد الرحمن محمد ، مقدمة ابن خلدون “المقدمة”، دمشق ، دار يعرب، 2004م، ص190.
[140] – سورة النساء ، الآية 59
[141] – الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل القرآن ” تفسير الطبري” ،ج7 ، بيروت، مؤسسة الرسالة ، 1993م، ص502.
[142] – الإمام مسلم: مصدر سابق ، كتاب الإمارة، حديث رقم (1851)، ص898.
[143] – الإمام أحمد : مصدر سابق، ج2، ص177.
[144] – ابن هشام: مصدر سابق، ص233 – 234.
[145] – ابن كثير: البداية والنهاية، ج2، ص224.
[146] – ابن هشام: مصدر سابق ، ج3، ص34.
[147] – الصلابي: علي محمد الصلابي ، غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ،القاهرة ، مؤسسة إقرأ للنشر ، 2007م، ص91
[148] – سورة البقرة الآية 87
[149] – الطبري: التاريخ ، ج2، ص83
[150] حيي بن أخطب بن سعية النضري: من سبط لاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، ثم من ذرية نبى الله هارون عليه السلام. وهو والد أم المؤمنين صفية رضى الله عنها. فهو سيد بنى النضير قبل الاسلام، وكان من أعلم اليهودبدينهم ، كما كان من أشد مقاتليهم بأسا وقوة، و ينعت بسيد الحاضر والبادي، أدرك الإسلام وآذى المسلمين، وكان له دور كبير في تجميع الاحزاب لقتال النبى صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب إلى كعب بن أسد سيد بني قريظة وحرضه على قتال المسلمين ونقض العهد الذي أبرموه مع النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ظفر به المسلمين يوم جلاء بني قريظة ، فأمر الرسول الله عليه وسلم بضرب عنقه. الزركلي: مصدر سابق،ج2، ص292.
[151] – ابن هشام: مصدر سابق ، ج4 ، ص20
قائمة المصادر والمراجع:
- إسرائيل ولفنسون ، تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ، القاهرة ، مطبعة الاعتماد ، 1927م.
- ابن سعيد: أبوالحسن على بن موسى بن الأندلسي، نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب ،تحقيق نصرت عبدالرحمن، عمان مكتبة الأقصى،1982م.
- إبن القيم: أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب، زاد المعاد في هدي خير العباد، ط3،تحقيق شعيب وعبدالقادر الأرناؤوط، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1998م.
- ابن سعد: محمد بن سعد بن منيع الزهري، الطبقات الكبري،ج1، تحقيق على محمد عمر، القاهرة، مكتبة الخانجي، 2001م، ص109
- الذهبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، سيد إعلام النبلاء تحقيق شعيب الأرناؤط، ط3، بيروت، مؤسسة الرسالة 1985م.
- المقدسي: أبو نصر المطهر بن طاهر، البدء والتاريخ، بورسعيد، مكتبة الثقافة،” د. ت”.
- جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ط4 ، بيروت، دار الساقي ، 2001م.
- البُستي: أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي الدارامي، الثقات، حيدر آباد، دائرة المعارف العثمانية، 1973م.
- الزركلي: خير الدين بن محمود بن محمد الدمشقي ،الإعلام، ط15، بيروت، دار العلم للملايين، 2002م.
- الكلبي: أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب ، نسب معد واليمن الكبير، بيروت، عالم الكتب العربية، 1988م.
- ابن إبن سعيدالأندلسي: أبوالحسن على بن موسى بن سعيد ، نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، تحقيق نصرت عبدالرحمن، عمان، مكتبة الأقصى، 1982م.
- أحمد ابراهيم الشريف: مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم، بيروت، دار الفكر العربي ،” د. ت”.
- البغدادي:عبدالقادر بن عمر، خزانة الأدب ولب لسان العرب،،ط4،تحقيق عبدالسلام محمد هارون،القاهرة، مكتبة الخانجي،1997م.
- الترمذي: أبوعيسى محمد عيسى ، الجامع الكبير “سنن الترمذي”، بيروت ، دار المغرب الإسلامي،1966م.
- أحمد إبراهيم الشريف: مكة و المدينة في الجاهلية وعهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بيروت، دار الفكر العربي، “د.ت”.
- ابن حجر: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، بيروت، دار الكتب العلمية، 1955م
- ابن عبد البر: الحافظ أبوعمر بن يوسف بن عبدالله بن محمد ، الدرر في اختصار المغازي والسير، القاهرة، لجنة إحياء التراث الإسلامي، 1966م.
- الزبيدي: محمد بن محمد بن عبد الرازق المرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس، الكويت، دار الهداية، 1965م.
- ياقوت الحموي: أبو عبد الله شهاب الدين ياقوت بن عبد الله الرومي النغدادي، معجم البلدان، بيروت، دار صادر للنشر، 1970م.
- المقدسي: الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد ، مناقب النساء الصحابيات ، دمشق، دار البشائر،1994م.
- أبي نعيم: أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني، معرفة الصحابة، تحقيق عادل بن يوسف العزازي، الرياض ، دار الوطن للنشر، 1419ه.
- البغوي: أبو القاسم عبدالله بن محمد بن المرزبان، معجم الصحابة، الكويت، دار البيان، 2000م.
- البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، التاريخ الكبير، حيدر آباد، دائرة المعارف العثمانية ، “د. ت”.
- البيهقي: أبو بكر أحمد بن الحسين بن على بن موسى الخسروحردي ، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، بيروت، دار الكتب العلمية، 1405ه.
- ابن الجوزي: أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد، تلقيح مفهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير، بيروت، دار الأرقم للنشر، 1997م.
- أبو شهبة: محمد بن محمد بن سويلم ، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، ط8، دمشق، دار القلم، 1427هـ.
- ابن الأثير: عز الدين أبي الحسن علي بن ابي الكرم محمد الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1994م.
- محمد الغزالي السقا: فقه السيرة، دمشق ، دار القلم للنشر، 1427ه.
- صفي الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 2007م.
- أحمد بن أحمد غلوش: السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، بيروت، مؤسسة الرسالة للنشر، 2004م.
- محمد حميد الله: مجموعة الوثائق السياسية في العهد النبوي والخلافة الراشدة، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة ،1941م، بند رقم (39).
- أبو داؤد: سليمان بن الأشعث السجستاني، السنن، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية للنشر، 1988م.
- الشيخ سعيد حوي: الأساس في السنة وفقهها، ط3، القاهرة، دار السلام للطباعة، 1995م.
- أكرم ضياء العمري: السيرة النبوية الصحيحة، ط5، المدينة المنورة ،مكتبة العلوم والحكم ،1413هـ – 1993م.
- ابن الأثير:أبي الحسن عزالدين علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشيباني ، النهاية في غريب الحديث والأثر، بيروت، دار إبن الجوزي، 1421هـ.
- البكري: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز الأندلسي، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ط3، تحقيق مصطفى السقا، بيروت، عالم الكتب للنشر، 1403هـ.
- القرطبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن “تفسير القرطبي”، بيروت، مؤسسة الرسالة، 2006م.
- السمهودي: نور الدين علي بن عبد الله، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تحقيق قاسم السامرائي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، المدينة المنورة، 2001م.
- السهيلي: إبي القاسم عبدالرحمن بن عبدالله بن الخثعمي، الروض الأنف، القاهرة، مطبعة عبدالسلام شقرون، 1967م.
- إبن هشام: عبدالله محمد بن عبدالملك بن هشام بن أيوب المعافري، السيرة النبوية، بيروت دار إبن حزم للنشر، 2009م.
- أبو عبيد: القاسم بن سلام، كتاب الأموال، بيروت، دار الشروق، 1989م.
- الإمام أحمد: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، المسند، تحقيق شعيب الأرنوؤط، القاهرة، دار الحديث، 1996م.
- الإمام البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل العجفي، الصحيح ، دمشق، دار بن كثير للنشر، 2002م.
- الإمام مسلم: أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن النيسابوري، الصحيح ، الرياض، دار طيبة، 2006م.
- المسعودي: أبي الحسن علي بن الحسين بن علي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، بيروت، المكتبة العصرية، 2005م.
- العازمي: موسى بن راشد ، اللؤلوء المكنون في سيرة النبي المأمون، الرياض، دار الصميعي، 1494هـ.
- ابن سيد الناس: أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد اليعمري، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، بيروت،دار القلم، 1993م.
- الإمام النووي: أبو زكريا محي الدين يحي بن شرف، المجموع شرح المهذب، الأردن ، بيت الأفكار الدولية، 2009.
- الإمام النووي: أبو زكريا محي الدين بن يحي بن شرف، رياض الصالحين، تحقيق محمد ناصرالدين الالباني،بيروت ، المكتب الإسلامي،1992م.
- القرطبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن “تفسير القرطبي”، بيروت، مؤسسة الرسالة، 2006م.
- ابن كثير: أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي ، تفسير القرآن العظيم “تفسير ابن كثير”،المدينة المنورة، دار طيبة للنشر، 1999م.
- المقريزي: تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد، إمتاع الأسماع بما للنبي صلى الله عليه سلم من الأحوال والأموال والحفدة المتاع، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1999م.
- البيهقي: أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، السنن الكبرى، ط3، بيروت ، دار الكتب العلمية، 2003م.
- السيد عبد العزيز سالم: تاريخ الدولة العربية، الأسكندرية ، مؤسسة شباب الجامعة ،”د.ت”.
- القرطبي: أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن “تفسير القرطبي” ، بيروت ،مؤسسة الرسالة، 2006م.
- سعيد حوي: الأساس في السنة وفقهها ” السيرة النبوية”،ط3، القاهرة، دار السلام للنشر والتوزيع،1995م.
- الفيروز آبادي: مجدالدين محمد بن يعقوب، القاموس المحيط ،ط8، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي، بيروت، مؤسسة الرسالة، 2005م.
- ابن خلدون: ولي الدين عبد الرحمن محمد ، مقدمة ابن خلدون “المقدمة”، دمشق ، دار يعرب، 2004م.
- الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل القرآن ” تفسير الطبري” ، ، بيروت، مؤسسة الرسالة ، 1993م،.
- علي محمد الصلابي: فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم ، بيروت، دار المعرفة للنشر ، 2009م.
- ابن منظور: أبوالفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن على الأنصاري، لسان العرب، ط13، بيروت، دار صادر، 1414ه.
- على محمد الصلابي، السيرة النبوية، ط2، دمشق، دار إبن كثير،2009م.
- أبي حيان: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف أثير الدين، تفسير البحر المحيط،،ج3، بيروت، دار الفكر للنشر1420هـ.
- إبن حزم: أبومحمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي، جمهرة أنساب العرب، بيروت، دار الكتب العلمية، 1983م.
- النسائي: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، السنن الكبرى، حققه شعيب الأرناؤوط، بيروت، مؤسسة الرسالة، 2001م.
مقال ممتاز