استكتاب وحدة السياسة

مقترح بحثي:

” العلاقات الدولية والإسلام: نحو رؤية بديلة للتنظير ” 

الورقة المرجعية

     في كونه حقلاً أكاديمياً، لا يزال علم العلاقات الدولية (IR) يعتمد بشكل كبير على الأسس المعرفية المعبرة عن المركزية الغربية والأوربية على وجه الخصوص، فإلقاء نظرة سريعة على الأدبيات السائدة المتعلقة بهذا الحقل ونظرياته العديدة (الواقعية، الليبيرالية، المدرسة الإنجليزية، البنائية، الماركسية، النظرية النقدية، ما بعد الحداثة، النسوية، ما بعد البنيوية، ما بعد الاستعمار، النظرية الخضراء …الخ)، لا يجد المرء أي صعوبة في الاستنتاج بأن العلاقات الدولية كحقل معرفي ليست مفتوحة للمساهمات خارج الدائرة الغربية. وإن هذه النظريات تعيد إنتاج السرديات التي تعكس الطبيعة الأوربية والأمريكية الفوقية للعلاقات الدولية. رغم ذلك لا يتوقع ” كينيث والتز” تمايزاً ثقافياً في سلوك الدولة في نظام دولي تحكمه مبادئ المساعدة الذاتية والفوضى وتوازن القوى. على العكس من ذلك، يصف افتراضاته في نموذج لسلوك متسق وقابل للتكرار بغض النظر عن الاختلافات الهيكلية والزمكانية. مع ذلك يمكن القول بأن الواقعية الجديدة هي جزء من التجربة التاريخية الأوربية ونظام فكرها، وبالمثل بالنسبة للنهج المؤسسي النيوليبرالي المبني على حجج قابلة للتعميم مع أطروحة الاعتماد المتبادل، وكلها تضع الغرب في مركز السياسة العالمية.

      من المعروف أن منظري العلاقات الدولية اهتموا بتطوير نظرية للعلاقات الدولية خارج المركزية الغربية منذ التسعينات، وقد تركزت هذه الاجتهادات في آسيا بشكل أساسي، كونها موقع التركيز الوحيد الغير الغربي للقوة والثروة، كما لها تاريخ طويل من العلاقات الدولية ذات البعد الثقافي المختلف تماماً عن الغرب. وبخلاف الفضول الأنثروبولوجي الاستشراقي، فقد تم استبعاد الشرق الأوسط على الرغم من أن تاريخه يتمتع بنفس المكانة كمصدر مميز للممارسات النظرية في العلاقات الدولية. وعليه يمكن المحاججة بضرورة إيجاد طريق وسط بين العلاقات الدولية كتخصص نشأ في الغرب وبين الدراسات الإسلامية التي نشأت في العالم العربي، ثم تطورت وانتشرت في إيران، باكستان، ماليزيا، أندونيسيا والعديد من الدول غير العربية.

     فإذا كان باحثي العلاقات الدولية في الغرب قد نجحوا في ربط تصوراتهم للعلاقات الدولية مع المسيحية واستدامتها فكرياً، فهذا يفترض بأن الإسلام من المحتمل أن يفهم ويفسر العلاقات الدولية أيضاً. في هذا الصدد يعتبر تاريخ محاولات تطوير نظرية للعلاقات الدولية الإسلامية بدأ مع السبعينات. وذلك في محاولة لإقامة صلة بين الدراسات الإسلامية والعلاقات الدولية. لهذا الغرض، ظهرت العديد من الأدبيات التي أجرت تقييماً نقدياً لكيفية تمثيل الإسلام وجهة نظر سياسية للعالم وشكل العلاقات بين دوله. على سبيل المثال لا الحصر، يمثل “الجهاد” كمفهوم يمكن تحقيقه بطريقتين؛ الأول هو ” الجهاد الأكبر” والثاني ” الجهاد الأصغر”، وهذا التمييز هو في الحقيقة يؤدي الى تحديد العلاقات المتبادلة بين المسلمين والأمم الأخرى، أي علاقات الإسلام بالملل والنحل. سواء ما كان تعلق بموقف الإسلام من مخالفيه في الاعتقاد، أو ما تعلق بموقف الدين الاسلامي من الأمم الخارجة عن نطاق سيادته. وهذا التقسيم الذي أحدثه الفقه الإسلامي يكشف عن تقسيم واقعي للعالم أي “دار الإسلام” و”دار الحرب”، وهو يشكل صلب النقاشات النظرية المعاصرة في العلاقات الدولية والمرتبطة بثنائية الحرب والسلم.

      تفترض هذه الدراسة بأن نظريات العلاقات الدولية لا تعتبر مجرد أدوات تحليلية فحسب وإنما نماذج تعكس تحيزات معرفية غربية في نظرتها للنظام الدولي والعالمي ومختلف التفاعلات الجارية فيه. من هنا تساءل أميتاف أشاريا وباري بوزان ” لماذا لا توجد نظرية غير غربية للعلاقات الدولية؟”

وباعتبار الاسلام “متغيراً” فكرياً ودينياً وحضارياً ورؤية للعالم، يمكن الافتراض بأن الحضارة الإسلامية لديها نظرتها الخاصة والثابتة من حيث المصدر والثقافة السياسية وبالتالي بإمكانه تطوير عدسات بديلة للتنظير للسياسة العالمية.  وعليه يسعى مركز المجدد للبحوث والدراسات ضمن وحدته السياسية لإجراء دراسة بعنوان ” العلاقات الدولية والإسلام: نحو رؤية بديلة للتنظير ” يهدف من خلاله إلى محاولة التأسيس للعلاقة بين الإسلام والعلاقات الدولية، ومحاولة فهم كيفية تمثيل الإسلام وجهة نظر سياسية للعالم وشكل العلاقات بين دوله.

محاور الدراسة:

  • المصادر الإسلامية المؤطرة للمناقشات حول العلاقات الدولية.
  • المصادر الأساسية لعلم الكلام الإسلامي والعلاقات الدولية.
  • مسألة الحرب والسلام في الفقه الإسلامي.
  • النظرية الإسلامية وفلسفة العلاقات بين الأمم.
  • حركة أسلمة المعرفة الهادفة لإعادة صياغة مفاهيم العلوم الاجتماعية والعلاقات الدولية.
  • أهمية الأعراف والقيم الإسلامية في النظام السياسي العالمي الراهن.
  • الطرق البديلة لإعادة تصور العالم؛ مبادرة “أسلمة المعرفة” على سبيل المثال.
  • تعزيز البحث متعدد التخصصات بين العلاقات الدولية والدراسات الإسلامية.
  • تطوير براديغمات لكيفية صنع السياسة الخارجية لدى الأحزاب الإسلامية.
  • الجوانب النظرية والعملية لصنع السياسات الخارجية للدول الإسلامية (تركيا، إيران، باكستان…).

ملحوظة هامة بخصوص الاستكتاب:

للباحث أن يختار محوراً واحداً أو أكثر بحسب رغبته وتخصصه.

شروط إعداد الأوراق البحثية

الالتزام بمحاور البحث.

ألا يكون البحث منشوراً في مجلات ودوريات أكاديمية أخرى، أو تمت المشاركة به في مؤتمرات سابقة، كما لا يمكن أن يكون مستلاً من رسالة علمية أو كتاب.

تكتب البحوث وفقاً للقواعد العلمية المتعارف عليها، ويفضل أن يكون التوثيق أسفل كل صفحة، ويمكن زيارة موقع المجدد على الإنترنت في هذا الصدد.

البحوث المقدمة تكون بخط Traditional Arabic بحجم 16 للمتن و14 للهوامش.

أما البحوث باللغة الأجنبية فتكون بخط Time news Roman، بحجم 14 للمتن و12 للهوامش.

عدد كلمات البحث بحدود 4000 6000كلمة.

لغات الكتابة هي: اللغة العربية، التركية، الإنجليزية.

مواعيد مهمة:

آخر موعد لتقديم الملخصات 25.06.2021

وآخر موعد لاستلام الدراسة كاملة في 20.07.2021

ترسل الملخصات والبحوث عن طريق إستمارة المشاركة اسفله:

مركز المجدد للبحوث والدراسات 

إستمارة المشاركة